حكومة الواتساب من الذي شكلها؟ – محمد عبد الله برقاوي


[fusion_builder_container hundred_percent=”no” hundred_percent_height=”no” hundred_percent_height_scroll=”no” hundred_percent_height_center_content=”yes” equal_height_columns=”no” menu_anchor=”” hide_on_mobile=”small-visibility,medium-visibility,large-visibility” class=”” id=”” background_color=”” background_image=”” background_position=”center center” background_repeat=”no-repeat” fade=”no” background_parallax=”none” enable_mobile=”no” parallax_speed=”0.3″ video_mp4=”” video_webm=”” video_ogv=”” video_url=”” video_aspect_ratio=”16:9″ video_loop=”yes” video_mute=”yes” video_preview_image=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” margin_top=”” margin_bottom=”” padding_top=”” padding_right=”” padding_bottom=”” padding_left=””][fusion_builder_row][fusion_builder_column type=”1_1″ layout=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” border_position=”all” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”small-visibility,medium-visibility,large-visibility” center_content=”no” last=”no” min_height=”” hover_type=”none” link=””][fusion_text]

10-29-2016 10:24 AM
طالعنا بالأمس عبر الأسافير وتحديداً على الواتساب .. قائمة طويلة من أسماء لرجال ونساء قيل أنهم المرشحون لحكومة مرحلة ما بعد الحوار الوطني ..وقد ضمت أكاديمين وتكنوقراط و حزبيين معروفين .. حيث ورد إسم الدكتور عمر فضل الله مرشحاً لرئاسة الوزارة وهو شخصية غير معروفة على المستوى السياسي .. ويعمل حاليا مستشارا لحكومة دبي الإلكترونية !

بينما تم تسمية الدكتور محمد طاهر ايلا .. نائبا لرئيس الوزراء ووزيراً للإسكان والتخطيط العمراني ..واسندت حقيبة المالية للدكتور بشير عمر والذي كان قد شغلها إبان إحدى الحكومات قبل إنقلاب الإنقاذ وهو الى جانب أنه خبير إقتصادي يعمل لدى البنك الدولي .. فمعروف كعضو بارز بحزب الأمة ومن المقربين للإمام الصادق المهدي ..وعاد الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل من جنيف ليشغل منصب وزير الإستثمار في التشكيلة المزعومة… الدكتور العبيد الحسن وزيرا للنفط ويعمل حاليا مستشارا نفطيا بالسعودية.. أما السيد مبارك الفاضل المهدي فقد تنحى له البروفيسور ابراهيم أحمد غندور عن حقيبة الخارجية ..السيد ابراهيم الميرغني وزيرا للإعلام وهذا يعني أن صاحبنا أحمد بلال قد راح في شربة مية..د/ مبارك خلف الله سيتولى وزارة الزراعة والذي يعمل الان مستشارا لمؤسسة خليفة بدولة قطر ..أما كرم الله عباس والي القضارف المتمردالسابق والمزارع الذي شق عصا الطاعة عن المؤتمر الوطني فسيتولى نيابة وزير الزراعة ..وزارة التعليم العالي اسندت لزميلنا الصحفي السابق والأستاذ الحالي باحدى الجامعات الخليجية البروفيسور عبد الرحيم نور الدين ..الدكتورة اشراقة ابراهيم الكاتبة المعروفة عبر صفحات الراكوبة والتي تعمل أستاذة جامعية في النمسا .. ستكلف بوزراة الثقافة فيما سيكون الأستاذ عبد الماجد أحمد الحسن نائباً لها ..الدكتور التيجاني السيسي وزيرا للتعاون الدولي .. أما صديقنا السيد عمر الدقيرفحجزت له حقيبة النقل والمواصلات ..السيد محمد أحمد سلامة.. الشباب والتقنية ..الأستاذة أمل البيلي..للشئون الإجتماعية بينما سيصبح السيد بشرى محمد صالح نائبا لها .. البروفيسور عزالدين موسى وزير للمغتربين .. وسيصبح نائبا له البروفيسور هشام عباس.. أما مفاجأة التشكيلة الفريدة فهي أن تتولى السيدة ناهد جبرالله عضو الحزب الشيوعي البارزة وزارة المرأة وشئؤن الأسرة.. الدكتور كرار التهامي وزيرا للعمل.. أما الأمير اللواء عبد الرحمن الصادق فسيتولى حراسة البلاد وزيرا للداخلية ويعاونه الأستاذ كمال الدين ابراهيم كنائب لسيادته وزارة التربية ستتنازل عنها حرم امين الحركة الإسلامية للبروفيسور عثمان أبوزيد وسيعود السيد محمد دوسة ليقود مسيرة العدالة ..والدكتور حافظ عبد الرحمن محمد خيروزيرا للإرشاد و يعاونه الشيخ عبد المحمود ابو ..خطيب وإمام مسجد الأنصار ..!
تحليلي الشخصي أن من سرب هذه التكهنات لا ينقصه الذكاء الذي قصد منه زيادةالهلع في نفوس الجماعة الإسلامية والقابضين على اللجام المهتري من أهل المؤتمر الوطني بعد أن أثاره فيهم الرئيس البشير شخصيا طالبا منهم بل الرؤوس للحلاقة .. بينما يقول بعض الظرفاء إن جهاز الأمن هو من أطلق هذا العيار لإحداث دوشة تلوي الأعناق عن ثورة الجريفات وينشغل الناس أيضاًعن كارثة الميزانية التي ستقع على رأس المواطن المسكين بعد أن مهد لرفع الدعم غير الموجود أصلا نواب الشعب الذين يعملون ضده لصالح الحكومة
ولكن بعض الخبثاء يهمسون بأن الهدف من إطلاق هذا البالون وفي هذا التوقيت هو إحراج السيد الصادق المهدي الذي يظنون أنه يتلمظ لرئاسة الوزارة شخصيا .. وليقولوا في مكر أن الرجل متفق مع الإنقاذ قلبا وقالبا رغم تظاهره بالحرد كنوع من مكياج التمثيلية بدليل أن عددا من المقربين له هم ضمن التشكيلة إياها!
عموما بغض النظر عن صحة أو عدم صحة هذه التوليفة السابقة لآوانها أو كفاءة أوعدم أهلية المرشحين أعلاه للخروج بالبلاد من جُب الأزمة العميق .. فإن حكومة بهذا الترهل لن تكون فاتحة خير للبلاد التي تعاني إنهاكا إقتصاديا جعلها تسير على عجل الحديد كما يقول المثل الشائع .. فإذا ما اضفنا الى هؤلاء الثلاثين وزيرا جمهرة النواب الذين سيدخلون الى القبة الخالية من الفكي ونواب المجالس التشريعية والولاة و المستشارين و الوزراء الولائيين والمعتمدين..فإننا سنكون قد قطعنا رأس العجل و كسرنا الزيربضربة سيف واحدة .. !
بالتالي إندلاق أمال الذين يعولون على نجاح حوار المحاصصة على أرضية الخيبة .. وسيهتف جمهور الساحة الخضراء المغيب تحت أشعة الشمس الحارقة مرات ومرات .. سير سير سير .. بنا الى .. ..ولا أحد يدري الى اية هاوية أكبر من التي نحن فيها !

bargawibargawi@yahoo.com

[/fusion_text][/fusion_builder_column][/fusion_builder_row][/fusion_builder_container]

القدس العربي: السوداني عمر فضل الله: غياب النقد المتوازن يضاعف عدد الروائيين


تنوعت مؤلفاته بين الأدب والعلم وأسس مراكز أبحاث

 Oct 18, 2016

يرى المفكر السوداني عمر فضل الله أن تعدد الأعراق في بلده عنصر ثراء لمكونات الهوية. الباحث الذي تنوعت مجالات اشتغالاته وكتب الشعر والرواية، ينظر بعين الرضا إلى المشهد الأدبي في موطنه رغم ضعف الإمكانات وفقر المؤسسات.
هنا حوار معه:
الخرطوم ـ منى حسن:
• تنوعت مجالات عملك الابداعي، كيف تعرّف نفسك، الشاعر، المؤرخ، الروائي، خبير تقنية المعلومات، أم الداعية والمفكر الإسلامي؟
□ أحب أن أقدم نفسي عمر فضل الله الذي عرفه البعض شاعرا أو قرأه الآخرون روائيا أو عملوا معه خبيرا أو استمعوا إليه داعية أو حاوروه مفكرا وهي جميعها محاولات للوصول إلى عمر فضل الله الإنسان الحقيقي الذي لم أكُنْهُ بعد.

• «قيل للخليل بن أحمد: ما لك لا تقول الشعر؟! قال: الذي يجيئني لا أرضاه، والذي أرضاه لا يجيئني، تُرى هل هذا سرُ هروبك غير المُعلن من حقيقة كونك شاعرا، وانجذابك نحو الرواية والمؤلفات الأخرى؟
□ بدأت بالشعر باكراً جداً منذ عهد الصبا فغالبته وغلبني، لكنني صبرت عليه لعلمي أن من يجمع فيه بين الموهبة والدُّرْبة فيتقنه ويعلمه لابد سيكتب الرواية بلغة شاعرة، وسيقدر على مزج سحر الرّويٍّ في الشعر بفن الغواية في كتابة الرواية، فيصعد بها إلى ﻣﺮﺗﻔﻌﺎﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦﺍﻟﺨﻴـﺎﻝ ﺍﻟﻔﻨﻲ العظيم، الذي لن يطاله من ليس من أهل النظم ولن يناله من لم يسمر مع شياطين الشعر في وادي عبقر هازجا وراجزا. ولو كتب الرواية من ليس هو من أهل القريض فلن يكتب رواية يطرب لها القارئ طرباً حقيقياً فالذوق الشعري هو الذي يمزج الرواية بلمسة العبقرية ليتذوقها القارئ كما يتذوق القهوة، وترقصه فصول الرواية كما ترقصه أوزان الشعر. لكنني حين سبحت في بحر الشعر وجدته صعباً طويلاً سلمه. وحين زلت به قدمي هربت من مضماره سرا ورضيت من الغنيمة بالرواية بعد أن عشت «زمان الندى والنوار» فعرفت كيف أتقمص روح الترجمان لأحلق مع «أطياف الكون الآخر».أما انجذابي لألوان المؤلفات الأخرى فقد أملته حادثات الليالي ومخترعات العصر فحملتني على التأليف والكتابة.

• كيف تنظر لمستقبل الرواية العربية في ظل الازدياد المطرد في عدد الروائيين- إن صحت التسمية- وهذا الاستسهال الكبير لفن الرواية، حيث يشهد المتابع للمشهد الأدبي العربي تحول القارئ العادي أو الصحافي أو السياسي فجأة إلى روائي ترحب به دور النشر!
□ من الطبيعي في ظل ضعف أو غياب النقد الأدبي المتوازن أن يزداد عدد الروائيين وينخفض مستوى فن الرواية. وهذا عرض خطير سوف يؤدي بالتأكيد لزهد القراء في هذا النوع من الفن رغم كونه يتصدر المشهد الثقافي الحالي جنبا إلى جنب مع الشعر. إضافة إلى ضعف التدقيق في النصوص الروائية والأدبية المقدمة إلى دور النشر، وجنوح كثير من هذه الدور للمنافسة والربح بدون النظر لمستوى المادة المنشورة. ولو امتنعت مؤسسات منح الجوائز في الدول العربية عن كونها مؤسسات مسيسة وانحازت للمنهجية العلمية في تقييم الروايات والحكم عليها فربما يؤدي هذا إلى ارتقاء مستوى فن الرواية العربية فيذهب الزبد جفاء ويمكث في الأرض ما ينفع الناس.

• يقول جون ماكسويل: «الموهبة لا تكفي أبدا، اكتشف الخيارات التي تأخذك لأبعد من موهبتك»، فما هي الخيارات التي ترى أن اتخاذها كان في صالح تنمية مواهبك وتطويرها؟
□ كان خيارا القرآن واللغة في أول عهدي بالدراسة، هما أفضل جناحين حملاني لأبلغ المستحيل، ولأسبر أغوار قدراتي العقلية والإبداعية. ثم خيار التغرب عن الأوطان في طلب العلا، والعلم بالأسفار، وتحمل الأخطار وما فيه من الفوائد حين تفتقت موهبتي عن أكمامها فأزهرت ما ترونه، أو ما سوف ترونه مما لم يحن أوان قطافه بعد.

• رغم احتشاد السودان عبر تاريخه الثقافي الحافل بأسماء شعرية وأدبية مؤثرة بعضهم ترك الدنيا مخلفا إرثا ثقافيا عظيما، وآخرون ما زالوا يرفدون الساحة الثقافية بإبداعاتهم، إلا أن أغلبهم ظلوا مغمورين قياسا لنظرائهم في الوطن العربي، فما سر هذا الغياب أو التغييب عن الساحة الثقافية العربية؟
□ مثقفو وأدباء السودان جنت عليهم تربيتهم التي تدعو إلى التواضع مع الزهد في الشهرة بين الناس، والرغبة في خمول الذكر، وعدم حب الصدارة . كما جنت عليهم مؤسساتنا الثقافية والإعلامية بضعف إمكاناتها الذي أدى إلى عدم قدرتها على تسويق إنتاجهم، فغرق نشاط أدبائنا في المحلية واستكان إلى حين، لكنه لم يمت بالإهمال. ورغم ما ذكرت إلا أنه يصفو لنا عدد غير قليل ممن ذاع صيته واشتهر وملأ الآفاق، مثلما أن وسائل الإعلام الجديد أسهمت كثيرا في التعريف بأعلام الثقافة والأدب من أهل السودان، فبقينا في الآونة الأخيرة ندهش العالم كل يوم جديد ببعض أبنائنا من عباقرة هذا الشعب المترع أدبا وثقافة.

• لديك كتابٌ عن تاريخ وأصول العرب في السودان، ولا يخفى على مثقف مُطلع أزمة الهوية التي يعاني منها السوداني. الهوية التي تتأرجح بين العربية التي لا تعترف بها نظرة العرب العنصرية للسودان، والإفريقية التي يستهجن أغلب الشماليين في السودان فكرة الانتماء لها، إلى أي مدى أسهمت هذه الأزمة في ما مر ويمر به السودان من أزمات، بدءا بالحروب الأهلية وانتهاء بتقسيمه الموجع، وما الحل في نظرك؟
□ أزمة الهوية نفسية في المقام الأول وهي ناتجة عن أزمة الثقة بين أبنائنا تحديداً بما يخص أصولنا وموروثنا التاريخي والثقافي والفكري. وقد نجح المستعمر في زعزعة الثقة وطمس الهوية عن طريق السياسات ومناهج التعليم عبرالأجيال لننسى أمجادنا، ولا نعرف قيمتنا الحقيقية فقبلنا ذلك وخنعنا واستطاع أن يحكمنا ويستغل خيرات أرضنا عبر تقسيمنا وزرع الفتنة في ما بيننا. أما الهوية السودانية فمحسومة لأن تعدد الأعراق عربيها وعجميها وتعدد الثقافات في الوطن الواحد هو عنصر ثراء لمكونات الهوية السودانية التي تميزنا بها، والأفريقية هي الأرض التي نعيش عليها. فالهوية هي الأرض أولا والتاريخ ثم البشر وثقافاتهم. والحل يكمن في مناهج التربية الوطنية للناشئة وفي النشاط الثقافي بين أبناء الوطن ليوثق ارتباط السودانيين وانتماءهم للأرض وليس للعرق.

• كلما زار أديب أو شاعر السودان لأول مرة نجده يكتب متفاجئاُ عما رأى ووجد، فما سر ضحالة ثقافة العرب عن السودان، وغيابه عنهم، والذي أدى إلى تصوير مشوه للإنسان السوداني في الإعلام العربي؟
□ السودان عاش عزلة مفروضة عليه أدت إلى جهل بقية الشعوب بهذه البلاد مثلما عاش تهميشا متعمدا منذ عهد الاستعمار. إضافة إلى تقصير أبنائه في التعريف به خلال العهود الماضية. وفي ظني أن كسر طوق العزلة هو مسألة وقت، فأبناء السودان الآن انتبهوا لهذه المسألة، مثلما أن الهجرات خارج الوطن هي عامل تنوير وتعريف بالسودان وأهله فليست الهجرة كلها نقمة.

• حركة هجرة المواطن السوداني إلى الخارج المتزايدة يوميا، والتي أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها هجرة عقول، إلام تعزوها؟
□ الهجرة كانت في السابق نتيجة تردي السياسات وفرص العمل وهبوط مستوى دخل الفرد عبر الأنظمة السابقة مع زيادة الغلاء وارتفاع الأسعار، لكنها تضاعفت في هذا العهد نتيجة عدم التوازن بين مخرجات المؤسسات التعليمية وسياسات الاستيعاب والتعيين، وعدم تكافؤ الفرص. فاضطرت العقول للهجرة حينما حرمت من حقوقها في الداخل، وأتيحت لها الفرص خارج الوطن، واستفادت منها بعض الدول بذكاء.

• كيف تنظر لتجربة ومستقبل حكم الحركة الإسلامية في السودان، ورؤيتك لسودان ما بعد الحوار الوطني؟
□ الحركة الإسلامية في السودان فاجأت العالم بأنها أخفقت في أول اختبار حقيقي وهو اختبار السلطة والحكم، رغم تمتعها بأعداد غير قليلة من العقول والخبراء في مختلف التخصصات والمجالات. وفي تقديري، انتهى عهد تنظيمات الحركات الإسلامية فالعالم لم يعد يتقبل فكرة التنظيمات الأيديولوجية لكنه يتقبل فكرة منظمات المجتمع المدني. وبذلك فلا مجال للحركة إلا التحول لمنظمات مجتمع مدني فاعلة إن أرادت البقاء والاستمرار. أما رؤيتي لما بعد الحوار الوطني فلست متفائلا كثيرا بما بعد مخرجات الحوار، لأنه لم يجمع كل ألوان الطيف في السودان وإنما اقتصر على الحوار بين فئة الأحزاب السياسية وحركات التحرر فقط وبذا لم يكن حوارا حقيقيا يستوعب فئات الشعب وإنما هو حوار بين السياسيين مع أنفسهم. وهو حوار بين غير أهله ومع غير أهله. فهؤلاء المتحاورون من الأحزاب السياسية هم من ضيع الوطن وظلم أهله. لا أرى في ظل ما يدور إلا المزيد من التخبط والظلام، بل إن قراءتي الواقعية تقول إن المقبل اسوأ من الماضي، وأسأل الله اللطف بأهل السودان جميعا.

• كانت لك تجربة العمل في وظيفة حكومية في السودان في فترة حكم الإنقاذ، كيف تقيم تجربتك فيها، ولم اتخذت قرار الهجرة إلى الخارج؟
□ لم أعمل موظفاً في وظيفة حكومية في السودان في عهد الإنقاذ، لكنني شاركت في أعمال قومية تمثلت في إنشاء مؤسسات التخطيط القومي والاستراتيجي ومؤسسات المعلومات وتقاناتها، بالإضافة إلى مشاريع أخرى. وذلك في بداية عهد الإنقاذ ووجدت نفسي أعمل بين شركاء متشاكسين تغولوا على هذه المؤسسات ووأدها، ثم لم يندموا بل أصروا على ما فعلوا وهم يعلمون، رغم أن هذه المؤسسات في بداية عهدها قامت بأدوار كبيرة في التأسيس لبنية التخطيط الاستراتيجي والمعلوماتي. وأما قرار الهجرة فاتخذته حين يئست من الإصلاح فهاجرت ولسان حالي يقول:

مَتى يَبلُغُ البُنيانُ يَوماً تَمامَهُ ** إذا كُنتَ تَبنيهِ وَغَيرُك يَهدِمُ
وَإِن عَناءاً أَن تُفهِّم جَاهِلاً ** فَيَحسَب جَهلا أَنَّهُ مِنكَ أفهَمُ
مَتى يَنتَهي عَن سَيء مِن أتى بِهِ ** إذا لَم يَكُن مِنهُ عَلَيهِ تَندَمُ

• كيف تنظر لواقع المشهد الأدبي السوداني؟
□ المشهد الأدبي السوداني بخير، فقد شهدنا ميلاد كثير من الأدباء من الشعراء والروائيين وغيرهم في الآونة الأخـــــيرة. وشهدنا نشاطا كثيفا وحماسا وانتشارا، بل واحــتفاء بالأدب وأهله، رغم ضعف الإمكانات وفقر المؤسسات وقلة الحيلة.

من العيلفون إلى أمريكا

عمر فضل الله من أبناء العيلفون، تلك القرية السودانية الغافية على ضفاف النيل الأزرق التي ما إن يرد اسمها حتى تقفز إلى ذاكرتنا حلقات القرآن الكريم، و(خلاويه).
حفظ القرآن الكريم مبكراً، وكان من المتفوقين دراسيا في كل المراحل بدءا بالمرحلة الابتدائية، وحتى دخوله في العشر الأوائل على مستوى جمهورية السودان في الثانوية، أكمل دراسته الجامعية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وتخرج في كلية علوم الاتصال، ومن ثم سافر إلى أمريكا حيث نال درجة الماجستير والدكتوراه في تقنية المعلومات من جامعة كاليفورنيا، عاد ليعمل في المملكة العربية السعودية حتى عام 1991. ثم عمل محاضرا في الجامعات السودانية ومؤسسا لعدد من مؤسسات ومراكز البحوث والدراسات، حيث أسس مركز الدراسات الإستراتيجية، والمركز القومي للمعلومات في السودان، وأسهم في إنشاء المكتبة الوطنية السودانية.
ثم هاجر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1996حيث يعمل حالياً مديراً لمشاريع تقنية المعلومات وأنظمة الحكومة الإلكترونية في أبوظبي. صدر له عدد كبير من المؤلفات الأدبية والعلمية والبحوث باللغتين العربية والإنكليزية نذكر منها: «حرب المياه على ضفاف النيل (حلم اسرائيل يتحقق – دراسة عن سد النهضة الإثيوبي وآثاره)، «ترجمان الملك» (رواية)، «أطياف الكون الآخر» (رواية)، «زمان الندى والنوار» (شعر)، «زمان النوى والنواح» (شعر)، تحقيق كتاب «تاريخ وأصول العرب في السودان» للفحل الفكي الطاهر الذي صدر في الخرطوم في 2015.

المصدر: القدس العربي http://www.alquds.co.uk/?p=615118

alquds_al3arabi_pic

بل إنقاذ السودان أهم من محاسبة الإنقاذ. د. عمر فضل الله رئيساً للوزراء


tariqد. طارق عبد الهادي

هناك لحظات فارقة ومنعطفات خطيرة في حياة الشعوب ما لم تهب هذه الشعوب وتمسك بزمام الأمور بنفسها فستعض أصابع الندم لاحقا ، المنحنى خطير و المرحلة دقيقة و علينا تلمس الخروج الآمن من سطح صفيح الإنقاذ الساخن بدل الوقوع في فوهة البركان.
لا شك أن الإنقاذ أخطأت كثيرا جدا وأهدرت الكثير من الوقت وأضاعت الكثير من فرص التنمية على البلاد والعباد، في هذه لا تنتطح عنزان. في عهدها تردت كل مرافق الخدمة المدنية و لم يقدم الحزب الحاكم للناس ما ينفعهم في معاشهم وحياتهم و اقتصادهم ولم يقدم الحزب للناس رخاء اقتصاديا كما فعل و يفعل حزب العدالة والتنمية في تركيا الذي لم يحوز على ثقة الناس بالخطب والمواعظ والتغني بالمشروع الحضاري بل بالاهتمام بما ينفع الناس في معاشهم ، فشل إسلاميو السودان في النهوض بالزراعة والصناعة في بلد بإمكانات السودان بل قتلت روح المبادرة الفردية لدى السودانيين و تعطلت الصناعات الزراعية والتحويلية ، لذلك أسعار السلع الغذائية مرتفعة عندنا، والشباب عاطلون والنيل ممددا وبئر معطلة وقصر مشيد، و قد خرج النائب الأول السابق السيد علي عثمان طه على الناس بعضمة لسانه قائلا ان قفة الملاح لم تكن في يوم من الأيام موضع اهتمامهم بالحكم! وانه أتوا ليربوا الناس على تحمل الجوع والعطش كما حدث في شعاب بني طالب!، بئس هذا الحكم الذي كنت تسوس به، ذلك الذي لم يكن مقصدك فيه قفة الملاح وإشباع الناس. الم تسمع قول سيدنا عمر (ان لم نوفر لهم، أي للرعية، مأمنهم وحرفتهم ونسد جوعتهم فلماذا نسوسهم).

ما أوصلنا لكل هذا عاملان اثنان لا ثالث لهما ، الفساد الذي استشرى كالسرطان في مرافق الدولة والحصار الخارجي الذي تسببوا هم فيه بسياستهم الخارجية الرعناء مما لا داعي لتكراره مما هو أصبح معلوم بالضرورة لدى السودانيين، بل الحصار نفسه هو ادعى لهم ان كانوا وطنيين ليشاركوا الآخرين شراكة حقيقية من اجل ان يرفع الحصار و تذهب صادراتنا لأوربا ويعود ريع الصادر ويرفع الحظر البنكي الدولي على السودان فما من بنك عالمي إلا و فيه أسهم أمريكية تمنعه من التعامل مع السودان وبرفع الحصار تعود مساعدات الاتحاد الأوربي ونصبح جزءا طبيعيا من هذا العالم بدل البقاء في الهامش ورمي الآخرين بالطوب.

معاداة روسيا وأمريكا منذ طفولة عهدهم الباكر وآخر تخبطهم قبل ان يتوقفوا عن ذلك كان التحرش بإسرائيل عبر تهريب السلاح في معاكسة للرأي العام السوداني الذي يميل لإقامة علاقات معها بالحد المقبول كسائر معظم بلدان العرب والأفارقة وبالحد الذي يجلب لنا احتراما دوليا ويفتح آفاق علاقتنا مع الدول الغربية لأبعد حد ممكن، لماذا نعادي اسرئيل أكثر من العرب هل نكون ملكيين أكثر من الملك. (راجع مقالي بعنوان الوصفة لتجنب الطيران الإسرائيلي، http://www.alrakoba.net/articles-act…w-id-26412.htm )

بفذلكة تاريخية قصيرة لتاريخ الإنقاذ نجد ان خلط الموقف الديني بالسياسي اضر بالممارسة السياسية في الداخل و الخارج فالسياسة نسبية ، هي فن الممكن ، فن المنطقة الوسط او المنطقة الرمادية والدين مطلق وخلط المطلق بالنسبي يفسدهما معا ، والتوجه الإسلامي الصارخ كانت نتيجته الدخول في حرب مع الغرب ومع الكنيسة والسودان لا قبل له بذلك ، والغرب نفسه عدة مستويات لماذا نعاديه أصلا؟ ، هناك غرب القيم والتكنولوجيا، وهذا علينا ان نتعلم منه كما تعلم منا فقد اخذوا هم من الحضارة الإسلامية التي بدورها كانت أخذت من اليونانية والإغريقية فالمسالة تبادلية ، وهناك غرب المجتمعات المدنية وهذا غربٌ حليف لنا وصديق، وهناك غرب ملايين السياح ذوي الحس الإنساني الرفيع ترونهم بين ظهرانيكم في بلادنا في البجراوية وغيرها ، إذن من الغباء وضع كل هؤلاء في السلة ذاتها مع غرب الأنظمة.

إحقاقا للحق أهل الإنقاذ لديهم انجازات ولكن تقل و تقصر قيمتها النوعية مع طول مدة بقاءهم في الحكم 27 سنة مقارنة مع مشاريع فترة عبود ست سنوات، لديهم اختراق في التعليم العالي فقد وسعوا مواعينه وان كانت الناس دفعت من حر مالها بالخاص وأقاموا جسور وطرقا كان يمكن ان تكون أفضل من طرق الموت هذه (راجع مقالي عن الحل الوحيد لطرق الموت السريع هذه.

في المحصلة النهائية نقول أن حزب المؤتمر الوطني ليس مثاليا لشعب عظيم كالشعب السوداني وليس قويا ، هو قوي لان معارضيه هم هؤلاء! الذين ترونهم! في الساحة، هو قوي بضعف هذه المعارضة الهزيلة وليس هناك من يلتقط الحبل على الأقل حتى الآن0

السؤال هو ما المخرج اليوم بعد حراك الأطباء السلمي وبعد لقاء الرئيس البشير التلفزيوني الذي خرج اقل من المتوقع بكثير؟
هناك حلان لا ثالث لهما، أولهما هو فن الممكن الذي يمكن عمله شراكة من الطرفين معا مؤسسة الرئاسة من جهة والمعارضة من جهة أخرى ورمزها السيد الصادق المهدي صاحب الأكثرية بآخر برلمان منتخب، والخيار الثاني هو فن الممكن الذي تقوم به مؤسسة الرئاسة منفردة كفترة انتقالية.

الحل الأول هو ان تقدم المعارضة السبت لتحصد الأحد، اي ان تبادر المعارضة للرئاسة وتتعهد بتسوية قضية الجنائية الدولية في الإطار السوداني السوداني لدفع الرئيس ليمضي قدما في انفتاحه على عملية الإصلاح، على المعارضة ان تقدم السبت بل والأحد ان كان ثمن ذلك إخراج الرئيس من براثن حزب المؤتمر الوطني العتيق، فالكرة اليوم هي في ملعب المعارضة و الحبل ملقي فمن يتقدم ويلتقط الفرصة التاريخية السانحة والشراكة بين مؤسسة الرئاسة والمعارضة هي الخيار الاوفق للسودان للنهوض سيكون البشير حينها حليف للمعارضة ان كانت الناس تفهم في السياسة حقا! ، حيث لا تنتظر في السياسة ان تحصل على كل شيء، في السياسة الذي يلتقي معك على 40% هو شريك والذي يلتقي معك على 60% أو أكثر هو حليف.
يقول توماس فريدمان في كتاباته عن نهايات ومصارع الطغاة في الشرق الأوسط ، يأتوه (للدكتاتور) للمصالحة والتنازل قليلا فيقول أنا قوي لماذا أتنازل حتى يفوت الأوان و تأتي للمعارضة الضعيفة ان تقبل بحل وسط يقولون نحن ضعفاء لن نقبل بالتفاوض الآن!

لقد تأخرت المعارضة كثيرا فمنذ خطاب الوثبة الشهير بمطلع 2014م لم تقم المعارضة بخطوات جدية وظلت تراوح مكانها لغياب الخيال ولغياب فراسة انتهاز الفرص وظلت تطالب بتسليم السلطة كاملة!، هو غياب الثقة وبدون الاتفاق على تسوية سودانية سودانية فلا احد سيسلمك رقبته او يعطيك حبلا لتشنقه

على قوى المعارضة الرئيسية بالبلاد ان تعلن إدانتها الصريحة للعنف والعمل المسلح كوسيلة للتغيير، من لم يقل صراحة انه ضد العنف للتغيير سيخسر في هذه المرحلة ، نعم إن المرحلة القادمة هي مرحلة تصنيف وغربلة القوى السياسية الناضجة من المراهقة ونبذ وإدانة العنف المسلح كوسيلة للتغيير هو الذي يجعل المعارضة تكبر في نظر الشعب والعكس صحيح الذي يحمل السلاح ويمارس العنف إن أيدته وأوصلته للسلطة بمجرد أن يصل للسلطة سوف يقصيك!، فالمزاج الشعبي الآن إن كنا نستنطقه هو أن (من الأفضل الاحتفاظ بالسيئ المتاح الآن إذ أن من سيأتي أسوا و أشوم).
لقد فشل خيار الانتفاضة ببساطة لأن هناك جهويات تحمل السلاح ففي أكتوبر وابريل لم تكن الجهويات تحمل السلاح فالإخوة في دارفور وجبال النوبة مدخلهم للنضال خاطئ وثبت ان حمل السلاح يقوي النظم العسكرية ولا يزيحها.

اذا أردنا ان ننفذ هذا السودان على الجميع الترفع عن شعار المحاسبة عن كل الفترة الماضية منذ الاستقلال و حتى فترة الإنقاذ ان كان ثمن ذلك هو حكومة قومية تجبر الكسر وتعوض من يستحق التعويض العادل ممن فقدوا أرواحهم او وظائفهم ويكون التعويض بحسب إمكانات الدولة ودعم المانحين وإمكانات الشعب السوداني نفسه للنفير ان دبت فيه روح وطنية جديدة و سترون انه كيف سيهب للنخوة والعزم ان شعر بالثقة وبالصدق وان هناك فرصة جدية للسلام والنهوض من كبوتنا، سيهب الشعب للدعم والتبرع من الداخل ومن قارات العالم الخمس .

إذن علينا إبداع حل نابع من التسامح السوداني ومن الحكمة ان تعلن القوى السياسية إنها ليست اقصائية وستسمح للمؤتمر الوطني نفسه بالمشاركة في المرحلة اللاحقة اذ من شأن هذا أن يحد من العرقلة النابعة من داخل المؤتمر الوطني نفسه فتيار من بقي من الإصلاحيين داخله سيميل للاستجابة للتغير الديمقراطي على أمل أن يتمكن في الفترة الانتقالية وبعدها في الفترة الديمقراطية من إجراء جراحاته وإصلاحاته على الحزب الشيء الذي عجزوا عنه تماما والحزب في قمة السلطة منفردا،
من الجيد بل ومن المفيد للسودانيين ان يروا حجم حزب المؤتمر الوطني بعد ان تزول أشرعة السلطة عنه وبعد الفترة الانتقالية تركه لينافس عبر صناديق الاقتراع حينها سيتولى أمر عقابهم الشعب السوداني بإبعادهم ديمقراطيا. نريد ان ننهي دورة العنف ألاجتثاثي من حياتنا السياسية مرة واحدة والى الأبد.

علينا ان نعلي من قدر القضاء الوطني بديلا عن لاهاي فالذين قتلوا في الحرب في دارفور هي كانت حرب بين جيشين كل منهم مسلح بالاربجي والدوشكا والجيم ثري والحركات المسلحة لم يكونوا ينثروا الورود والزهور بل كانوا يقتلون عناصر الجيش و الشرطة ولديهم تجاوزاتهم في المدنيين أيضا لذلك ينبغي أن تحصر تجاوزات الطرفين في المدنيين للتعويض العادل. هذا هو فن الممكن اليوم و الرد لمن هو قائل والدماء التي سفكت في دارفور هو ان هذه الحركات لم تكن تلقي الزهور والرياحين على أهل السودان لقد قتلت من الشرطة والجيش وبعضها تفلت وكسرت البنوك ودمرت أبراج الاتصالات والكهرباء ومن الذي لم يخطئ في الفترة السابقة؟

ان تسليم الرئيس البشير للجنائية لن يفيد أهل دارفور ولن يفيد السودان بل تعويض من قتل من كل الأطراف تعويضا عادلا وإدماج كل الأقاليم بما فيها دارفور في الدورة الاقتصادية لحين إجراء انتخابات تحدد الأوزان للجميع. إذن الحركات المسلحة عليها ان تجنح الى السلام و قد فعل كثيرون منهم ذلك، فالعنف لن يقود إلى نتيجة والتحرش بالقوات المسلحة بأطراف البلاد لتحقيق هدف سياسي هذا عمل لا يخلق شعبية ولا يسقط حكما وهو عمل عبثي وإزهاق لأنفس كريمة من الطرفين و غير جائز شرعا وغير موفق سياسيا ومضر وطنيا إذ واجب القوات المسلحة هو الحفاظ على ما تبقى من هذا السودان بعد ذهاب الجنوب لحاله ومن يتحرش بها ومن بدا سيتحمل نتيجة فعله ، أما الدعوة للتغير سلما وتجمع القوى المحبة للخير لهذه البلاد والقوى المحبة للازدهار والديمقراطية والتسامح والاعتدال والتصالح فهي الدعوة حق مشروع ومن يقف في طريقها لن تكون له الغلبة.

هذا هو الحل العقلاني الشامل وإذا لم تسمو المعارضة ولم ترتقي الى اللحظة الحرجة التي نحن فيها فلا بد من سيناريو الحل الثاني والذي تقوم به مؤسسة الرئاسة منفردة.

في الحل الثاني ستكون الكرة في ملعب الرئاسة ومؤسسة الرئاسة بل هذه بالضبط هي أيام الرئيس!، حيث الرئيس البشير ونائبيه بيدهم الجيش والأمن ويمكن ان يتكئ عليهما فقط للإصلاح وعليه ان يرشح شخصية وطنية وقومية لمنصب رئيس للوزراء بعد استحداث المنصب وأمامه كثيرون في الداخل و الخارج من أهل الكفاءات من التكنوقراط، ان أراد شخصية من الداخل عليه بالإداري و التنفيذي الطوربيد والنموذج الناجح أسامة داود عبد اللطيف وان يمنح كامل الصلاحيات للإصلاح وان أراد من كفاءات الخارج فعليه بالدكتور عمر فضل الله الخبير الاستراتيجي و ألأكاديمي البارز المقيم بدولة الإمارات العربية وهو شخصية وطنية تجمع بين صفات الكاتب والمفكر والباحث والمؤرخ، ويشغل د. عمر فضل الله حاليا مدير مشاريع تقنية المعلومات و مشاريع الحكومة الالكترونية بابوظبي.

على الناس الصبر على حكومة تكنوقراط وستكون هذه فرصة عظيمة للبلاد ولاستعادة عافية الخدمة المدنية وتكون هذه بداية مرحلة رشد سياسي للجميع فمن الذي لم يخطئ في الفترة السابقة؟

الشعب السوداني سيقبل بحكومة التكنوقراط ككبري نحو الديمقراطية، فهو شعب قد نضج وجرب كل شيء واستوي عوده وليس بحاجة إلا إلى القدوة الحسنة وبلغ من نضجه ان الفكرة عند المفكر يمكن ان يدلك عليها صبي الدكان وسائق التاكسي وسيكون الشعب منتجا و جبارا ، ستقوم حكومة التكنوقراط باستخدام الطاقة الشمسية وستنتج كهرباء إضافية فورية بإقامة محطات حرارية بالنفط الرخيص عالميا الآن لتمتد أعمدة الكهرباء في الفيافي والوديان خضرة وزرعا وضرعا وقمحا ووعدا ، و سنلحق بالآخرين في وقت قياسي اذ التكنولوجيا للتنمية نفسها حدثت فيها طفرات هائلة بالسنوات الاخيرة ومن حسن اهل السودان انهم سيستخدمون آخر واحدث طرق الإنتاج الزراعي والحيواني حيث الإنتاج السريع والوفير وبعد ان يعم الرخاء ستنتهي الحروب دون رجعة و أمامنا تجربة البرازيل من الفقر الى الحكم الرشيد والى الوفرة والغنى و ماليزيا للتجانس وصهر الوطنية بعيدا عن هذا التشرذم الحالي. إنها الفرصة ستكون قد أتت في بلد واعد بإمكانات السودان، وانه ليس حلما، مثل حلم د كنج، ان تم هذا السيناريو وهو ليس صعبا ولا مستحيلا، في غضون عامين او ثلاث فقط ستسير البلاد على الطريق الصحيح حتى موعد الانتخابات لتحديد الأوزان بعدها من يختاره الناس سينطلق بالتنمية بذات المسار المتين الذي وضع وبدون خطب وضجيج فالناس شعارها التنمية والرفاهية في المرحلة القادمة و ستختار على هذا الأساس ومن تختاره في انتخابات ديمقراطية لاحقة سيواصل عملية النهوض بالبلاد و ستكون معه معارضة راشدة في إطار ديمقراطية راشدة ومستقرة تنتظر الانتخابات القادمة هذه المرة لتكسب بعد ان وعى وتعلم الجميع دروس القدوم من وادي سيدنا، من أقصى اليمين الى اليسار فقد جربنا كل شيء وآن أوان الحكم الرشيد للخروج من النفق لمن يحكم هذا البلد السودان ذي الإمكانيات الهائلة المعطلة لسوء الاختيار و تنكب الطريق ، يمكن لرئيس الوزراء من التكنوقراط ان يواصل مساره السياسي بعد ان يسلم منصبه بنهاية الفترة الانتقالية وان يؤسس لحزب خدمي تنموي وهذا الحزب سيلهم الشباب بالأمل وسيكون إضافة حقيقة وضمانة للديمقراطية المستدامة واحترام الدستور و تشكيل حزب شعاره تنموي بحت سيثري الحياة السياسية بعقد ندواته ويعرف ببرنامجه ويطوف ببرنامجه أنحاء البلاد وفي أي انتخابات بعدها وبما يناله من نصيبه الشرعي في السلطة سيحدث حراكا وأفكارا وسينطلق ويرسخ أقدامه في الساحة ويوجه فكر الناس للتنمية عبر الإعلام التنموي فالناس شعارها التنمية والرفاهية في المرحلة القادمة و ستختار على هذا الأساس.
والله من وراء القصد

tarigelsheikh@hotmail.com