الروائي والمفكر و الباحث و المؤرخ الدكتور عمر فضل الله ، رئيس الحكومة الإليكترونية بالإمارات، صاحب المؤلفات العديدة ، و الجوائز و التكريمات و الشهادات الكثيرة.
مؤلفاته
زمان الندى و النوار ،
زمان النوى و النواح ،
ترجمان الملك ،
حرب المياه علي ضفاف النيل ،
أطياف الكون الآخر،
نيلوفوبيا،
تاريخ و أصول العرب بالسودان ،
أنفاس صليحة(فازت بجائزة كتارا العام الماضي ٢٠١٨ )
تشريقة المغربي (فازت بجائزة الطيب صالح العام الماضي )
قرأت له من قبل أنفاس صليحة فكانت بالنسبة لي فضاء مختلفا للرواية التاريخية و الخيالية في آن، أسلوب برع فيه فضل الله
ثم قرأت له ترجمان الملك، و عشت فيها مع أبطالها في مملكة علوة التي لم يعطها التاريخ المساحة التي تليق بحضارتها و بعدل ملكها النجاشى و ابنه أيضا الملك أصحمة، كانت مملكة علوة أيضا هي نهاية رحلة الجدة صليحة بعد هجرة طويلة من بلاد الأمازيغ بالمغرب و حتي مملكة علوة في رواية أنفاس صليحة ، لكنها في ترجمان الملك كانت المكان و الزمان و الشخوص و الأحداث،
أعجبني الاهداء؛ فقد أهداها للملك النجاشي بن الأبجر. اعجابا بسيرته و عدله
درس عمر فضل الله هذه الفترة التاريخية جيدا و تشربها فأدخلنا إلي مملكة علوة و هو خبير بكل دقائقها، أدخلنا بيوتها و سوقها و مر بنا في حواريها، عرفنا بساحرتها سيمونة و فصل لنا دقائق السحر الأسود الإفريقي، عرفنا المرأة في مملكة علوة ملكة كزوجة الملك أصحمة، و سيدة حرة كأم بطلها تانيشا، سنجاتا الجارية. آحببنا الجد المترجم دلمار، اقتربنا جدا من المهاجرين المسلمين إلي الحبشة، الزبير بن العوام تحدث كثيرا فعرفنا كيف كانت حياة المسلمين في جوار الملك النجاشى ، أطلعنا علي حفاوة أهل علوة بالمهاجرين، تجرعنا مرارة الظلم مع استرقاق الأمير أصحمة بن النجاشي، الرق بشع ، لكن عمر فضل الله جعلك تعيشه بكل تفاصيله مع هؤلاء النساء المخطوفات المتكومات في عربة بائسة و من خلال حوارهم اليائس و البائس عن ظروف خطفهن ترثي للانسان مسلوب الحرية. تتحول لكتلة غضب من تملك البشر للبشر ، شممنا رائحة العربة التي نز ت فيها إفرازات أجساد الرقيق
أوضح لنا عمر فضل الله قول الرسول عليه الصلاة و السلام ( إن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد ) دون أن يعظ أو يقولها بمباشرة، و إنما أوصلنا لتلك الحقيقة بسلاسة و جمال، ذاق الأمير أصحمة الرق في أقسي صوره فقرر أن لا يظلم أبدا، ظلم من رجال الكنيسة و من وزرائه و من عمه الضعيف المنقاد فقرر أن تكون مملكته واحة للعدل ، حرم الرق و منعه، أجار المسلمين و آواهم، أسلم معهم،
رواية ترجمان الملك كتبها عمر فضل الله بلغة سهلة سلسة غير متقعرة، و هو المتمكن من لغته العربية، فقد حفظ القرآن و هو مازال طفلا، و كما أخبرني أنه حفظ المعلقات السبع و هو مازال في المرحلة الابتدائية، له ديوان من الشعر الفصيح،
استطاع عمر فضل الله في هذه الرواية و في رواية أنفاس صليحة أن يقدم لنا دور الأديب المنتمي كما يجب أن يكون و يقربنا من حضارة طمرت و نسيها الزمان، بعد أن أماط عنها التراب فبدت براقة مدهشة، و لم استغرب لكتابته عنها، فهو ابن هذه الحضارة فقد أخبرني أنه ينتمي إلى تلك القرية التي منها النجاشي و التي نزل فيها المهاجرون الأول،
الحوار في الرواية بلغ قمة الرقي و دقة العلم في حوار رجال الكنيسة مع أصحمة الملك ، و أيضا مع عمرو بن العاص و الملك ، وكان حوارا لطيفا بين الزبير و بين بطل الرواية سيسى بن أبيلو بن دلمار، و جنح إلي الحزن بين سيسى وحبيبته سينجاتا، و كاشفا و ناقلا للخبرات بين سيسي و جده دلمار ” ترجمان الملك و المحيط بكل أسرار المملكة و تاريخها “
و فاجأنا د.عمر فضل الله في آخر ست صفحات بحقيقة والد سيسي دلمار المختفي من أول الرواية
الحقيقة أن القراءة للدكتور عمر فضل الله متعة عقلية ووجدانية و ثراء معرفي مؤكد ، تعود من الرواية بنظرة غير التي دخلت بها، و هذا هو الابداع الحق
تحية لصاحب القلم الرشيق و لمداده الكثيف الذي يسطر لا نقول حكايات و إنما ملاحم
