قارورة العطر بقلم السيد الراعي


في رحاب كلية التربية جامعة عين شمس
مداخلة بعنوان “قارورة العطر”
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
السيد الأستاذ الدكتور ماجد أبو العنين عميد كلية التربية جامعة عين شمس.
السيد الأستاذ الدكتور محمود الحنطور.
السيد الأستاذ الدكتور وائل على .
السادة الحضور جميعا .
بعد التحية
السادة العلماء الأجلاء , تحية إجلال وتقدير وعرفان, فكم أفنيتم من العمر والجهد والمال والطاقة حتى تبوأتم هذه المكانة الرفيعة, بارك الله جهدكم ونفع بكم.
أعزائي الطلاب اعلموا أن طريق العلم ليست سهلة مفروشة بالورود والرياحين, ولكنها تحتاج إلى الجد والعمل الدءوب .
ومثالنا في ذلك اليوم هو الأستاذ الدكتور عمر فضل الله الذي حاز أعلى الدرجات العلمية, وعمل أستاذا في جامعات أمريكا, وعمل رئيسا للحكومة الإلكترونية بالإمارات العربية المتحدة. ثم عمل على مشروعه الطموح “الرواية المعرفية التاريخية” .
وقد كان لي شرف قراءة خمس روايات منها, وكتبت عنها وهي:-
• ترجمان الملك: التي تعرضت للفترة التاريخية الخاصة بالهجرة الثانية إلى الحبشة فترة حكم ملكها النجاشي أصحمة بن الأبجر.
• أنفاس صليحة: التي تعرضت لمرحلة خراب مملكة عَلَوَة على يد عرب القواسمة
• تشريقة المغربي: التي روت تاريخ سلطنة سنار بعد خراب سوبا في أوائل القرن السادس عشر الميلادي.
• رؤيا عائشة: التي ذكرت تداعيات وتاريخ الثورة المهدية وما بعدها
• نيلوفوبيا: وهى مرحلة تاريخية حديثة إبان فترة حكم جعفر النميري, وحكى فيها مأساة غرق الباخرة “العاشر من رمضان” في بحيرة ناصر .
وما ميز الدكتور عمر فضل الله أنه درس تاريخ المنطقة, وننوه في هذا المقام أنه من مدينة العيلفون التي كانت عاصمة مملكة عَلَوة فترة حكم النجاشي أصحمة, ومأوى هجرة الطيبين في هذه الفترة .
تضلع الدكتور عمر جيدا بدراسة هذا التاريخ ثم قدمه للعالم وجبة سهلة مستساغة في صورة روائية, بتقنيات قص بديعة وأدب ولغة رائقة جزلة , وموسوعية معرفية وتاريخية .
وقد تميز أسلوبه في الرواية بالاعتدال؛ فلا هو بالطويل الممل؛ ولا بالقصير المخل , مما يأخذ بلب القارئ فلا يضيع حبل أفكاره أثناء القراءة .
وهو وصافة بارع , يصف الأشياء والأماكن ويذكر الأسماء وأصولها بأسلوب يعيدك لأيامه الحقيقية في التاريخ القديم , ويذكر الأحداث وتواريخها بدقة في ثوب روائي بديع متقن , فتارة تحس أنك تقرأ كتابا في التاريخ, وأخرى تجد نفسك تستمتع بتقنيات القص وحلاوة البيان وثالثة تتماهى مع إدهاش الأحداث ومآلاتها.
تتميز كتاباته بسهولة اللغة وجزالتها وفصاحتها مع شرح معاني ما قد يُحتاج إليه من أسماء قديمة ، فبعض الأسماء تندثر ويحل محلها أسماء أخرى , وتتحلى أيضا ببلاغة التعبير وجمال البيان , وسبك بين مجموعة من الدرر الثمينة التي مفرداتها (التاريخ، التراكم المعرفي، الخيال، اللغة، البيان، الإبداع)
ولا شك أن هذا كلَّه لا يتأتى إلا من معين ملئ بكل تلك النفائس.
” فقارورة العطر لا تمنح عطرا إلا إذا كانت مليئة به غنية بشذاه”
تحياتي لصديقي الحبيب
الدكتور عمر فضل الله
السيد الراعي

مشوار حياة المؤرخ والأديب السوداني دكتور عمر فضل الله


مشوار حياة د. عمر فضل الله
إعداد: منى حسن

  1. ذكريات النشأة والطفولة في قرية العيلفون الغافية على ضفاف النيل الأزرق، حاضنة خلاوي القرآن؟
    لم أنتقل بمشاعري حتى اليوم عن كوني طفلاً فتح عينيه في بيت يفتح بابه على باب المسجد الكبير بالعيلفون فيرى المصلين وخلوة حفظ القرآن وطلبة العلم وحلقات الذكر والمادحين والنوبة والنحاس في الأعياد. العيلفون هي جنتي في الدنيا رغم أني طفت العالم ورأيت أجمل مدنه وأريافه. لا نيل في السودان إلا الذي يجري غرب العيلفون ولا رمل إلا رمله ولا حدائق إلا التي اختارت جواره. لم أسمع الأطيار تغني إلا هناك ولم أعرف معنى الجمال الحقيقي إلا في تلك الأرض ووجوه الناس. في العيلفون عرفت المعنى الحقيقي للتكافل وصلة الأرحام والتعاطف والتواد والتراحم والعلاقات الجميلة. في العيلفون عرفت متعة اللعب مع الأقران والسباحة في النيل. أجمل الذكريات التي بقيت معي حتى اليوم هي من ذكريات العيلفون وأظنها ستدخل معي القبر وسأستعيدها في جنة الخلد هناك حيث الحياة الحقيقية. أسأل الله أن تكون هناك عيلفون في الجنة بكل أهلها ومبانيها وشوارعها وأحداثها.
  2. ذكريات مقاعد الدراسة وما تبقى من عطر أرواح الصداقات فيها؟
    منذ السنة الأولى الابتدائية كنا نحفظ أسماء زملائنا وترتيب مقاعدهم في الفصل. وما زلنا نذكر الطرائف والتلائد بتفاصيلها. زملاء الأمس في جميع المراحل بقوا هم أصدقاء اليوم. وذكريات مقاعد الدراسة بقيت هي أجمل الذكريات. ورغم أنه فرقتنا الأيام والأحداث لكن ما يحمله بعضنا لزملائه منذ ذلك الوقت من ود جميل وشعور نبيل لا نكنه لغيرهم. ثم لما دارت الأيام واستحدث العالم التقانات عدت أبحث عما انقطع من حبل تلك الصداقات لأجدده وأتاحت لي وسائل التواصل الاجتماعي تجديد زمان الوصل فأنشأت المجموعات لزملاء الإبتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعة أحيي فيها تلك الذكريات وأنشد معهم أناشيد الطفولة والبراءة وحتى نشيد الوداع الذي كنا نردده في نهاية كل مرحلة من المراحل ونحن نعلم أنه ليس وداعاً لكنه انتقال من مرحلة لأخرى لكنا كنا ننشده من أجل دمعة الوداع المؤقت وهو نشيد قديم طالما تغنى به التلاميذ وقد كتبه الشاعر الأسكتلندي روبرت بيرنز (1759 – 1796م) وترجمه إلى العربية الأستاذ أحمد محمد سعد ببخت الرضا عام 1951م
    هل ننسى أياماً مضت هل ننسى ذكراها
    هل ننسى أياما مضت مرحاً قضيناها

من أجل أيام مضت من أجل ذكراها
فلنرفعن علم الوفا من أجل ذكراها

كم قد رتعنا في الربى فرحاً بمثواها
كم قد قطفنا من زهور من ثناياها
كم قد مشيناها خطى كم قد مشيناها
فلنرفعن علم الوفا من أجل ذكراها


كم قد سبحنا في الغدير معا صباح مساء
واليوم يفصل بيننا بحر أمواجه هوجاء
من أجل أيام مضت من أجل ذكراها
فلنرفعن علم الوفا من أجل ذكراها


هذي يدي يا صاحبي قدم إلي يدا
ولنخلصن نياتنا ولنصدق الوعدا
من أجل أيام مضت من أجل ذكراها
فلنرفعن علم الوفا من أجل ذكراها


كم قد مرحنا كم طربنا إذ طويناها
أيام أنس زاهيات كيف ننساها
من أجل أيام مضت من أجل ذكراها
فلنرفعن علم الوفا من أجل ذكراها
والنص الإنجليزي يقول:
Should old acquaintance be forgot, and never brought to mind?
Should old acquaintance be forgot, and old lang syne?
For auld lang syne, my dear, for auld lang syne
We’ll take a cup of kindness yet, for auld lang syne.
And surely you’ll buy your pint cup ! and surely I’ll buy mine !
And we’ll take a cup o’ kindness yet, for auld lang syne.
We two have run about the slopes and picked the daisies fine;
But we’ve wandered many a weary foot, since auld lang syne.
We two have paddled in the stream, from morning sun till dine;
But seas between us broad have roared since auld lang syne.
And there’s a hand my trusty friend! And give us a hand o’ thine!
And we’ll take a right good-will draught, for auld lang syne.

  1. مرحلة الدراسة الجامعية بدءا من السودان، انتقالا إلى السعودية، وما صاحبها من أصدقاء وأحداث؟
    شهدت جامعة الخرطوم سنوات من العصف والتوتر وعدم الاستقرار في سبعينيات القرن الماضي. كان هناك ما يشبه الحرب بين النظام القائم آنذاك والطلاب تمثل فيما شهدناه من الوجود المستمر لقوات الجيش والأمن والشرطة في باحات الجامعة وداخليات الطلاب وامتلأت السجون والمعتقلات بطلاب الجامعات والمدارس الثانوية. جامعة الخرطوم كانت تعج بالنشاط السياسي والثقافي بالرغم من هذا كله فمقهى النشاط والصحف الحائطية لم تتوقف ولكن الدراسة لم تكن مستقرة وفقد الجامعة ألقها القديم في تلك السنوات. صديقي في تلك الأيام كان هو المرحوم محمد بن المرحوم الزعيم إسماعيل الأزهري فقد كان زميلي في كلية الإقتصاد، وقد تركت تلك السنة اليتيمة بصمات في خاطري وذاكرتي لا تزول. المحاضرون كانوا متميزين. درسنا الرياضيات على البريطانية مسز بابكر واللغة الإنجليزية على مسز هاشم زوجة محمد هاشم عوض وكنت أحضر دروس اللغة الفرنسية بعد العصر مع مسيو باتريس ماريه وحلقات الثقافة والأدب مع الأستاذ الشاعر محمد الواثق وغيرهم من العمالقة. وفي تلك الأيام التقيت بالأستاذ الدكتور عبد الله الطيب لأول مرة.
    وحين غادرت السودان إلى السعودية أمضيت فترة برفقة زميلي عصام احمد البشير فتتلمذنا على الشيخ الألباني في المدينة المنورة وكنا نشهد حلقات الشيخ أبي بكر جابر الجزائري في المسجد النبوي وحلقات الشيخ الكتاني المغربي وغيرهم من العلماء وكان ذلك كله قبل الحصول على المنحة الدراسية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة.
  2. كيف تصف البيئة الجامعية في المملكة العربية السعودية آنذاك؟
    مليئة بالأحداث الجميلة والذكريات الحلوة. كانت هناك مجموعة من المحاضرين السودانيين أذكر منهم على سبيل المثال: الأستاذ الدكتور محمد طالب الله والأستاذ الدكتور عبد الرحمن محمد سعيد والدكتور يوسف نور عوض والدكتور زكريا بشير إمام وغيرهم بالإضافة إلى عدد كبير من الطلاب السودانيين وخاصة من أبناء العيلفون. وأتاحت لنا الدراسة في جامعة الملك عبد العزيز عقد الصداقات مع طلاب من مختلف الدول العربية وبقية دول العالم.
    كنا ونحن طلبة نتلقى المنح والمكافآت الشهرية التي تكفينا للأكل والشرب والترحيل ومصاريف الدراسة وكانت الجامعة توفر السكن مجاناً. وكنا نسكن معاً في مجتمع جميل أو نخالط الجنسيات الأخرى من السعودية والشام واليمن أو من الأقليات القادمة من البعيد جداً من جمايكا أو البرازيل وغيرهم من الطلاب المسلمين.
    مجتمع الداخليات كان مجتمعاً جميلاً وكان الطلاب يتشاركون ما يعرف بالميز لصنع الطعام وحين انتقلنا إلى الداخليات التي تقع على شارع الجامعة المشهور بمحلات بيع الفول والطعمية وغيرها نشأ الأدب المصاحب لهذه المحلات حيث كنا نشتري الرغيف والفول من الباعة وذلك مرتين صباحاً ومساء فاكتسبنا الخبرات في هذا المجال ومما أذكره من الأراجيز التي كتبتها حول هذا الأمر عن الخبز وأنواعه:
    إن (التَّمِيسَ) سيد الرغيف ** اللين المنعنش الظريف
    لا ترض صاح للتميس من بدل *** فهو طعام سائغ لمن أكل
    و(عيش لبنان) به مشاكل *** مضمونة غازاته للآكل
    فهي إذا جاءتك عند النوم *** فرعدها يصم سمع القوم
    إياك أن تشتري (الصامولي) *** لأنه يضيع طعم الفول
    وإن غلطت واشتريت (الشامي) *** فقد أضعت لذة الطعام

الجامعة كانت تعج بالنشاط الثقافي والأكاديمي والاجتماعي والرحلات الجامعية وكانت تضم مكتبات غنية وثرة أضافت الكثير لحصيلتي المعرفية. كنا نذهب في نهاية الأسبوع لأداء العمرة أو نصلي الجمعة في الحرم المكي ونلتقي بطلبة جامعة أم القرى من السودانيين الذين جاء معظمهم من جامعة أم درمان الإسلامية لدراسة الماجستير في العلوم الإسلامية وفي موسم الحج كنا ننظم المجموعات من الطلاب المتطوعين لخدمة الحجاج السودانيين وتقديم العون والإرشاد لهم وكان ذلك العمل يتم عبر تنظيم طلابي اسمه (الجوالة).
وكان الأستاذ محمد حجاز مدثر يرحمه الله هو الملحق الثقافي والأكاديمي بسفارة السودان بجدة وكان بيته مقابلاً لداخليات وسكن الطلاب بحي النزلة إلا أنه لم يكن يزور الطلاب ليتعرف على مشكلاتهم واحتياجاتهم فكنا نراه في مركبته الفارهة يخرج من منزله فيتجه صوب السفارة صباحاً أو يعود إلى بيته مساء. لكن علاقته بالطلاب كانت ضعيفة فطلب مني زملائي أن أكتب إليه رسالة عتاب فلم أجد أرق ولا ألطف من الشعر فكتبت أبياتاً على سبيل المداعبة أذكر منها:
يا بن حجاز إليك المشتكى قد دعوناك وإن لم تسمع
ملحق قد جاء في موكبه فشربنا الشاي في مكتبه
راح منقولاً ولم نسمع به
غير أنا لم ننل من مركبه
غير هبات الغبار الألمعي
شكت الأقدام من طول الحفا
لم نجد في وصفه من عرفا
فهو قد سار بعيداً وكفى
هل ترى في هجره قد أنصفا
أم هو إهمال وبعض الوجع

وبالرغم من أنها كانت أبياتاً في المداعبة إلا أنها وجدت أذنا صاغية من المرحوم محمد حجاز عليه الرحمة. أوحت لنا تلك الأيام بالكثير وقد سطرت بعضها قصائد أو أهازيج ضاعت مع الأيام لكني أذكر منها في البكاء عليها:
كيف كنا في أمسنا كيف كنا؟ كيف كانت أرواحنا في تسامي
كيف عشنا رغم الحياة خلوداً هو في واقع الأمر في بعض عام
لست أدري في وقتها كان شيئاً فاق دنيا الحساب والأرقام
(مسجد الزيني) في النزلة يشهد أنا قد عمرناه في صلاة القيام
والتقينا في ساحة الحرم المكي جموعاً تتلو لخير الكلام
تلك ذكرى والذكريات شفاء حين عز اللقاء فالقلب دام
هل ترى تذكر النزلة لما عمر (الميز) وقتها بالكرام
نحتسي الشاي مرة ثم أخرى ريثما يتم طهي الطعام
والحديث العذب يسري رويداً في جميع العلوم كالإلهام
في السياسة في الدين في الآداب في القانون والأحكام
في العلوم في الفقه والفكر في التاريخ في (الإعلام)
ياترى هل تعود تلك الليالي؟ رب رمية للقاء من غير رام
قد حوى ذلك الزمان إخاء عز فوق الأنساب والأرحام
5. مرحلة الدراسات العليا في أمريكا، ومحصلتها من المعارف والأصدقاء؟
أعتبر هذه المرحلة نقطة تحول في حياتي العلمية والعملية ففي الولايات المتحدة إما أن تجتهد فتنجح أو تفرط فتفشل ولا توجد منطقة وسطى. كنت أقضي ما بين ثمانية عشر ساعة وعشرين في الدروس أو المعامل ولا أعود إلا لأنام لأستيقظ صباح اليوم التالي وهكذا. وبالرغم من أنني كنت على منحة إلا أنني كنت أعمل في العطلات لتوفير المزيد من النقود. تجنبت مصاحبة السودانيين لأني تعلمت من حياتي في المملكة العربية السعودية أن حياتهم الاجتماعية مفرطة وأنها تضيع وقتي. لكني بالرغم من ذلك تمكنت من مصاحبة الكل حتى المشردين في الشوارع وفرق العصابات لأتعلم منهم ثقافة تلك الطبقة من الشعب الأمريكي وتعلمت منهم اللهجة الأمريكية American Slang فكنت أجلس مع من يطلق عليهم Street Corner Community الذين يجلسون في ركن الشارع ثم كتبت عنهم بعد ذلك رواية باللغة الإنجليزية لم تنشر بعد واسمها The Devil in me الشيطان الذي بداخلي. اكتسبت كثيراً من الأصدقاء من البيض ومن الملونين وخاصة من جمايكا والمكسيك. وتمكنا من تأسيس مصلى في الجامعة تحول بعدها إلى مسجد كبير يؤمه الطلاب. كنت أشهد جمعيات برمجيات الحاسب الآلي وخاصة جمعيات تبادل البرمجيات Software المجانية مثل مجموعات الاهتمامات الخاصة بنظام أبل Apple SIG ومؤتمرات تقنية المعلومات والمناشط العلمية وقد شهد ذلك الزمان انفجار تقانات المعلومات وبرمجياتها وتتوج بظهور الانترنت في آخر أيامنا بالولايات المتحدة.
6. أهم الروافد التي أسهمت في التشكل المعرفي لديك كشاعر وروائي؟
فيما يتعلق بالشعر فقد أسهم إخواني الكبار وأساتذتي في حفز ملكة الشعر عندي ثم قراءاتي الكثيرة وسهولة الحصول على دواوين الأدب والشعر فقد قرأت أعمدة الأدب الأربعة البيان والتبيين للجاحظ والأمالي لأبي علي القالي وأدب الكاتب لابن قتيبة والكامل في اللغة والأدب للمبرد ثم العقد الفريد لابن عبد ربه وغيرها من كتب الأدب إضافة إلى المعلقات ودواوين الشعر الجاهلي والأموي والعباسي والأندلسي والحديث. وتحدي الشعر منذ المتوسطة مما أوجد عندي ملكة للشعر.
وأما الرواية فقد جاءت متأخرة رغم أنها كانت عندي في محاضن حكايات الجدات قبل النوم والأحاجي والقصص الشعبية ثم غذتها القراءة والإطلاع وموسوعية المعرفة فأنا أقرأ في كل شيء تقريباً ولا أتهيب القراءة وقد قرأت الكثير في الأدب العربي والعالمي.
7. حققت نجاحات كبيرة في مجال عملك في الحاسوب والاتصالات، إلى جانب نجاحك الأدبي المتوج بالإنجازات المشرفة والجوائز والتكريمات، فكيف تصالح الأديب مع المهندس بداخلك؟
تعدد المواهب والمجالات أمر غريب في زماننا هذا وهو ليس كذلك عند من سبقونا فكثير من الفقهاء والعلماء تجدينهم قد برعوا في أفرع العلم المختلفة فبالإضافة إلى اللغة والفقه وعلوم القرآن والحديث تجدينهم قد برعوا في الطب والرياضيات والفيزياء وعلوم الفلك وغيرها والأمثلة كثيرة حتى إنك لتعجبين من أين لهم كل هذا الوقت للاطلاع على هذه العلوم والمعارف. وإذا كان ذلك في الزمان القديم فمن باب أولى زماننا هذا الذي أصبحت فيه العلوم والمعارف في متناول الأيدي لكن فترت الهمم ولو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها. وأما فيما يخصني فقد وجدت عندي الملكة لأنهل من مختلف العلوم وأظن أن السر وراء هذا هو حفظ القرآن الذي يفتح آفاق الطفل وينمي عنده القدرة على الفهم والاستيعاب ويزيد ذخيرته اللغوية فاللغة هي أداة المعارف والعلوم ومفتاح التحصيل. وأما عني فقد وجدت نفسي في جميع هذه المجالات إضافة إلى مجالات أخرى لم يسعني الوقت لأفصح عنها وربما أفعل في مقبل الأيام.
8. حدثنا عن تجربتك في تأسيس مركز الدراسات الاستراتيجية والمركز القومي للمعلومات بالسودان، كيف كانت تجربتك، وإلى أين وصلت، وما الذي واجهك من معوقات؟
كنا ثلاثة أشخاص أسسنا المركز لما لمسناه من حاجة البلاد للتخطيط الاستراتيجي والرؤية الواضحة والغاية، فبادر الفريق متقاعد السر محمد احمد والدكتور سيف الدين محمد احمد وشخصي عمر احمد بتأسيس المركز الذي نجح خلال سنوات عمره القصيرة في عمل استطلاعات الرأي (حول تطبيق الشريعة الإسلامية – وحرب الخليج وغيرها من الاستطلاعات) كما أقام الدراسات الكثيرة للمشاريع القومية في البلاد وأجرى بالتنسيق مع مركز الإحصاء تعداد السكان الثاني عام 1992 ثم الاستراتيجية القومية الشاملة والتي ضمت في عضويتها ستة آلاف خبير سوداني كما أن المركز قام بإنشاء المركز القومي للمعلومات للتخطيط للبنية التحتية للمعلومات في السودان وإنشاء شبكات المعلومات وميكنة الدولة وغير ذلك الكثير من المنجزات غير أن مؤتمر الشبكة القومية للمعلومات تمت مصادرته وإيقافه صبيحة انعقاده وذلك دون إبداء الأسباب حتى اليوم، غير أن ذلك الزمان شهد صراعات مراكز القوى في البلاد والتي قام بعضها بمصادرة المركز القومي للمعلومات مثلما صادر من بعد ذلك مركز الدراسات ووأد الكثير من المشروعات القومية مثل مشروع الرقم الوطني الموحد ومشروع القمر الصناعي السوداني ومشاريع لو تركت لتبدلت حال البلاد. ومن مشكلاتنا الكبيرة في البلاد أنهم لا يدعمون النجاح والناجحين ما لم تكن منتمياً لحزب سياسي أو توجه آيديولوجي أو مركز من مراكز القوى في البلاد.
9. ساهمت في إنشاء المكتبة الوطنية السودانية، حدثنا عن المشروع ومدى أهميته، وأين وصل الآن؟
صاحبت مشروع المكتبة الوطنية السودانية منذ أن كان فكرة ثم دراسة في يد المرحوم البروفيسور أحمد عبد الرحمن العاقب ثم بعد وفاته في يد المرحوم الأستاذ الدكتور عبد الله الطيب والوزير صديق المجتبى الكتيابي أطال الله عمره. وأذكر أنني في تلك الأيام ذهبت للمرحوم الزبير محمد صالح للتصديق لنا بقطعة أرض في وسط الخرطوم لإنشاء مباني وقاعات المكتبة لكن الدكتور عبد الله الطيب نصحني ألا أطلب قطعة أرض في الخرطوم فذلك أمر بعيد المنال وقال لي قل للواء الزبير نريد أن ننشيء المكتبة تحت الأرض في ميدان الأمم المتحدة آنذاك ولا نريد قطعة فوق الأرض وبالفعل وجه اللواء الزبير مدير مكتبه بذلك لكن المفاجأة كانت أنني حين ذهبت بعد بضعة أيام إلى ذلك المكان وجدته قد تم تسويره وانتشرت القوات المسلحة حوله ووضعوا لافتة اسمها (مكتبة القبة الخضراء) فعلمت أنها مكتبة (ضرار) وبالفعل أنشأوا مكتبة من طابقين لبضعة أشهر ثم هدموها وكان القصد منها أن يحال بيني وبين إنشاء المكتبة الوطنية السودانية وكان المسئول عن مشروع القبة الخضراء هو العميد يوسف عبد الفتاح. ولو طال بي عمر فسأكتب عن كيف قاموا بتحوير أهداف المكتبة الوطنية لتصبح مسخاً شائهاً بعد أن كانت مشروعاً قومياً يضطلع بمهام الثقافة والنشاط الفكري والتراثي وغيره في البلاد عن طريق المراكز الكبيرة التي تنشئها المكتبة الوطنية مثل مركز الفهارس والضبط الببليوجرافي ومكتبات الولايات ودور الوثائق الوطنية ومركز المصنفات الأدبية ومراكز النشاط الفني وقاعات المحاضرات والسينما والمسرح وغيرها.
10. عملت مستشارا بالحكومة الإلكترونية بأبوظبي، كيف كانت التجربة، وما أهم مقومات نجاح مشاريع الحكومات الإلكترونية؟
كانت تجربة ثرة وغنية لأنه تسنى لي مواكبة إنشاء مشاريع معلوماتية ضخمة لم يسبق إنشاؤها في الوطن العربي من قبل وباستخدام تقانات متقدمة حيث بدأنا بميكنة أعمال مؤسسات الدولة ودوائرها الحكومية مثل دائرة الأشغال ودائرة البلديات والزراعة ودائرة المالية وغيرها ويشمل ذلك مراكز البيانات وشبكات المعلومات والاتصالات ثم أنشأنا بوابات الحكومة الإلكترونية في جميع الدوائر وامتد ذلك لخدمات الموانيء والمطارات والمرافق الحكومية الأخرى وانتهاء بالربط الكامل للخدمات مع المواطنين وربط كل ذلك بالهوية الموحدة ثم ارتقى الحال إلى الحكومة الذكية عبر الهواتف الجوالة حيث أصبحت جميع الخدمات سهلة وميسرة.
لكى تقيم مشاريع حكومة الكترونية ناجحة لا بد من هيكلة الأعمال والوظائف يدوياً وإنجاز إجراءات سير العمل فالنظام اليدوي المثالي يمكنك من إنجاز ميكنة مثالية وبعد ذلك يتم الانتقال لميكنة الأعمال عن طريق بناء البنية التحتية للاتصالات والشبكات ومراكز البيانات والأجهزة والأنظمة والتطبيقات ويتم التعاقد مع الشركات المتخصصة لتنفيذ هذه المشاريع وفق خطوات واثقة وثابتة مع آلية لنقل المعرفة وتوطينها وحماية وحراسة كل ذلك بالقوانين والأنظمة التي تضمن نجاح واستمرارية وحماية هذا العمل بالإضافة إلى تدريب الكفاءات من أجل إدارة وإنجاح وتطوير هذه الأنظمة علماً أن الحكومات الإلكترونية الناجحة هي التي تهتم بالمواطن وتكون في خدمته وتيسر له سبل العيش الكريم.
وقد تمكنت خلال هذه الفترة من إقامة عشرات المشاريع الكبيرة الناجحة وهو ما لم أتمكن من إقامته في بلدي!
11. كيف يساهم “الاستعمال الابداعي للإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في القبول بالتنوّع الثقافي والإقرار به في خلق الحوار بين الحضارات والثقافات” وتعزيز مفهوم الاستثمار الثقافي؟
أفلحت التقانات الحديثة في ربط شعوب العالم فترجمت الآية الكريمة (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) إلى واقع الهدف من التنوع العرقي واللوني والديني ليتسنى تلاقح الثقافات المتنوعة في العالم كماً وكيفاً وتقريب الشقة الناتجة عن رفض الآخر نتيجة الجهل فالناس أعداء لما جهلوا لكن تقنية الشبكة الدولية الانترنت والقنوات الفضائية وغيرها من وسائل الإبداع الإعلامي إضافة إلى تقانات الاتصالات قد أفلحت في توفير بيئة للتواصل الثقافي والحضاري وفي ظني أن العالم لم يبلغ في تاريخه ما بلغه في هذا الزمان من تيسير السفر والانتقال والتواصل فالشبكة الدولية على سبيل المثال قد وفرت بيئة التواصل بجميع لغات العالم عبر النصوص والصوت والصورة والمؤثرات وغيرها وبذلك تسنى تيسير المعرفة التي كانت في القديم محصورة في دور العلم أو عند القليل من العلماء المجتهدين الذين يشد إليهم الرحال فقد انفتحت أمام العالم اليوم المجالات المختلفة مثل الجامعات الافتراضية والمكتبات والمواقع المعرفية بالإضافة إلى مجالات الإبداع الثقافي والإعلامي الآخر مثل الأفلام السينمائية والمسلسلات والبرامج الحوارية والأنشطة الفكرية والثقافية والتي فتحت الباب أمام تيسير الاستثمار الثقافي بأنواعه المادية والتنموية والمعنوية فنشأت الأجيال الحديثة لتواجه آفاق التنوع المعرفي وعلى الدول والحكومات استغلال هذا في تطوير التعليم وتربية الأجيال وغيرها من المجالات.
12. برأيك ما مدى أهمية دمج الثقافة في برامج وسياسات التنمية المستدامة؟
الثقافة هي وجه الحضارة المشرق وأسلوبه المعبر عنه فالتنمية العمرانية على سبيل المثال تكون مسخاً لا يعبر عن هوية المكان دون أن تطبع ببصمات ثقافته، وذلك مشاهد منذ قديم الزمان في فن المعمار على مدار العصور وحين نتحدث عن تنمية مستدامة في أي مكان فإن الثقافة هي أحد أركان هذه التنمية كعجلة تدفعها وتحميها وتقوم مسارها وتحدو ركبها وبدونها تفقد التنمية هويتها ومعناها، ولهذا فالثقافة كانت وما زالت هي محط الاهتمام عند صناع الحضارات مهما تنوعت واختلفت أشكالها على مدار العصور والأزمان فلكل عصر ثقافته لكن المبدأ واحد.
13. كيف تقيم أهمية الأدب بكل فروعه كقوة ناعمة، وهل حققت المرجو منها في عالمنا العربي؟
في القديم كان الشاعر هو سفير القبيلة والمتحدث باسمها يمدح هذه فيرفعها ويهجو تلك فيضعها وكانت للشاعر سطوة ولكلماته حظوة ثم بدأ نجمه يخبو كسفير وانزوى في ركن من أركان الأدب في حين ظهرت مجالات أخرى لتتصدر المشهد الأدبي والثقافي وتسود في التأثير على غيرها لكن تبقى مجالات الأدب مؤثرة في السياسة والحكم وفي الحرب والسلم وغير ذلك، ويختلف تأثيرها باختلاف المكان والشعوب غير أن أشكال الأدب المؤثر في هذا الزمان في عالمنا العربي أصبحت تأخذ منحى المقالة الإعلامية والرواية الأدبية وفي ظني أن الأدب كقوة ناعمة لم تعد له مثل تلك المكانة القديمة فنحن نعيش أزمة الفكر والأدب في هذا الزمان في ظل سيادة السياسة الهوجاء والقوة الرعناء وربما نشهد عند الأجيال القادمة تغيراً في الأدوار ليتسنم الأدب مكانته الطبيعية كقوة مؤثرة.
14. ماذا بعد وداعك أبوظبي؟ هل تفكر في العودة للسودان، أم أن لك محطة أخرى؟
لم أغب عن السودان في أي وقت من الأوقات رغم أني أمضيت في الغربة من عمري بأكثر مما أمضيته في السودان. ولهذا فالتفكير في العودة إلى بلاد لم أغادرها بوجداني وفكري وأحياناً بجسدي أمر غير منطقي عندي علماً بأني الآن أقيم في الولايات المتحدة لأبني للسودان مجداً حيث أعمل على تنفيذ مشروع ضخم يتمثل في ولوج مجالات السينما وإدخال الشباب السوداني مجال السينما العالمية بقوة ولو نجح هذا المشروع فهو يضمن لي أن يعلن عن السودان للعالم عبر الوسيلة التي يشاهدها العالم أجمعه وهي السينما والصور المتحركة.
15. أهم مشاريعك الأدبية والعلمية القادمة؟
الأديب لا يتوقف عن الإنتاج الفكري طول عمره فكلما ظن أن هذه خاتمة المطاف تنفتح أمامه آفاق جديدة وتظهر تحديات والعمر قصير لكني أعمل الآن على كتابة تاريخ السودان لتسليط الأضواء على فترات غفل عنها الناس وظلمها المؤرخون فأكتب الرواية المعرفية التي تطرح أسئلة في التاريخ تحفز الأجيال الحالية على القراءة والعودة للاعتبار من تاريخهم وفي الوقت نفسه أكتب للمستقبل عن طريق تأليف الروايات الخيالية عن السفر في المستقبل لكنه ليس سفراً من أجل العبث وإنما لاستكشاف مآلات بلادنا في المستقبل بهدف تصحيح مسار الأجيال والتنبؤ بالمستقبل والاستعداد له كما أكتب بالإضافة إلى هذا في مجالات أخرى مثل كتابة السيناريو للسينما والتلفاز فمن الكتابات التي أقوم بها : رؤيا عائشة ونافذة في سماء الكهرمان والحيتان لا تطير إلا في سماء برمودا وغير ذلك من مؤلفات.
http://sites.alriyadh.com/alyamamah/article/1164852?fbclid=IwAR0KK8QUGbQT5P3L5U9NMfxzx8KJHoZv5ujfMPio5mKtFvgN0u0wryT-OV0

الروائي العالمي د/ عمر فضل الله يفوز بجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي 2018


كتبت سلمى أحمد الطيب

هو كاتب وأديب وشاعر فذ، إبن شرق النيل والتي إتسمت بإكسير الإبداع المتجدد ورفدت الدنيا بالمبدعين والعلماء في شتي ضروب المعرفة. ولد بالعيلفون من أسرة دينية مشهود لها بالورع والنبوغ.. منذ صغره عرف بالذكاء والحذق واستحق بجدارة أن يدخل قائمة شرف أوائل الشهادة السودانية في نهاية عقد السبعينات من القرن الماضي. درس بكلية الإقتصاد جامعة الخرطوم ثم السعودية وحط رحاله بالولايات المتحدة الامريكية لينال فيها درجتي الماجستير والدكتوراه في نظم المعلومات من جامعة كاليفورنيا في منتصف الثمانينات. وهو خبير تقني وباحث مرموق ويعمل الآن مديرآ لمشاريع تقنية المعلومات وأنظمة الحكومة الالكترونية والذكية بدولة الإمارات العربية المتحدة. أسهم في تأسيس عدد كبير من المراكز البحثية في مجال تقنية ونظم المعلومات والحوسبة.

وهو فطحل من فطاحلة اللغة العربية ومؤرخ متبحر في مجاهيل التدوين وعلم التاريخ والأنساب. كما أنه صاحب مشروع روائي ثقافي علمي ومعرفي يريد تقديمه للعالم، إذ أنه يعمل علي إعادة كتابة التاريخ السوداني بالتمثيل السردي للتاريخ، وهو روائي مميز صاحب عقل جرئ يملك الخيال وناصية اللغة في سرد مترابط وبلغة سردية محسوسة بتقنية عالية فهو راوِ عليم متمكن من لغته بانسياب وسلاسة. كما يعتبر أحد أركان الحوار الإسلامي المسيحي في العالم العربي والإسلامي وله إسهامات متنوعة في عدد من مجالات المعرفة والأدب والفكر. .

كما انه رفد المكتبة العربية والسودانية بعددٍ كبير من الكتب تمت طباعتها منها:
حرب المياه علي ضفاف النيل-حلم إسرائيلي يتحقق وتاريخ وأصول العرب بالسودان للفحل الفكي الطاهر-تحقيق ودراسة ،والكثير من الروايات المعرفية المطبوعة منها: ترجمان الملك ،أطياف الكون الآخر، نيلوفوبيا، وأنفاس صُليحة، وله ديوانا شعر مطبوعان: زمان الندي والنوار، وزمان النوي والنواح.

وله مقالات وبحوث منشورة في عدد من المجلات والدوريات العلمية. وقد شهدت قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم مؤخراً إطلاق روايته (أنفاس صُليحة) وقد ضجت قاعة الشارقة بزخم الإبداع لكاتبنا عمر وبالحضور النوعي المتميز لعدد كبير من القامات الثقافية، وتمت مناقشة وقراءات للرواية من الدكتور محمد مهدي بشري والاستاذ مصطفي الصاوي والدكتور عز الدين ميرغني.

أنفاس صُليحة هي رواية تاريخية تعكس تفاصيل الايام الاخيرة لسقوط دولة علوة وخرابها، وأسطورة سقوط سوبا ودسائس عجوبة هي محاولة لتأكيد هوية الوسط وأن الهوية ليست حكرآ علي قبيلة معينة بل خليط متجانس من حضارات قديمة وأن الجميع كان يعيش في ظل تسامح ديني متميز، كُتبت الرواية ببناء أدبي سردي متماسك غني بالمعلومات، بلغة موغلة في التكثيف، والوصفية التي احتلت مساحة كبيرة نسبة لغناء الفكرة بالمعلومة.

يذكر أن روايته (أطياف الكون الآخر) قد لاقت قبولًا لافتاً و نجاحاً منقطع النظير عند صدورها وتوزيعاً كبيراً في الدول العربية التي احتفت بها، كما تم مؤخرآ ترجمتها لسبع لغات حية.

وأخيرا فازت روايته (تشريقة المغربي) بجائزة (الطيب صالح) للإبداع الكتابي في نسختها الأخيرة، وقد احتفت الأوساط الأدبية بهذا الفوز أيما احتفاء.
تشريقة المغربي اذهلت الكتاب والنقاد معآ. قال عنها الروائي الجزائري الأشهر (واسيني الأعرج): (رواية (تشريقة المغربي) لابد أن يكون كاتبها مولوداً في المغرب وليس سودانياً لما تضمنته من فهم الثقافة المغاربية ومصطلحاتها)،
وقال عنها مؤلفها (انها أكدت علي نجاح مشروعي المعرفي الروائي المقدم للعالم واضحت لي جليآ أنني أسير علي الطريق الصحيح).

د/عمر أحمد فضل الله مفخرة العيلفون وشرق النيل قاطبة، عبقري الرواية المعرفية والشاعر المجيد، بحر العلوم والحجة الثقافية والعلمية، الروائي العالمي الذي يعتبر إمتدادآ لعظماء الرواية في بلادي… متعه الله بالصحة والعافية

 

عرس الزين وعرس عمر أحمد فضل الله


المكان :قاعة الصداقة
الزمان :الخميس الموافق 2018/2/15م
العنوان :جائزة الطيب صالح العالمية للابداع الكتابي _الدورة الثامنة .
عيد قومي للثفافة في الوطن العربي ومعلم من معالم الجوائز العربية والعالمية شهدته قاعة الصداقة بالخرطوم أمسية اليوم وأسدل ستاره بان نال فيه ابن السودان وابن العيلفون الكاتب المبدع دكتور عمر أحمد فضل الله الجائزة الثانية في الإبداع الروائي وفازت روايته (تشريقة المغربي) بأفضل الأعمال الروائية وبهذا يجني دكتور عمر ثمار جهده وثمار إبداعه بهذه الشهادة وبهذه الاجازة الفخيمة… فهنيئاً للسودان وللعيلفون بهذا الفتح الجديد وهنيئاً للدكتور عمر بهذا التكريم المستحق متمنين له دوام التوفيق والنجاح في مشروعه الثقافي والأدبي الذي ظل يتحفنا به في كثير من المنابر والمحافل… دكتور عمر أصبح قائداً من قادة الفكر والقلم وهذا سيلقي عبئا ثقيلا عليه بإثراء الساحة الأدبية بأعمال تؤكد أحقيته لهذا التكريم والمضي قدماً في طريق الإبداع…. فات علي أن أقول إن قيمة الجائزة عشرة ألف دولار… تفاصيل أوفى لاحقاً …مبروك دكتور عمر وهذا فخر جديد للعيلفون معقل الابداع!

مبارك صباحي

الروائي العالمي عمر فضل الله يخص “الجوهرة” بمقابلة بعد صدور روايته “أنفاس صليحة” “2-2”


عمر فضل الله: ذاكرة المكان ارتباطها بالتاريخ هي مثل النسيج في الثوب كلما اتسعت رقعته وتنوعت ألوانه ازداد جمالاً
أعمال عمر فضل الله لا علاقة بين شخوصها وشخصية الكاتب
هذا ليس زمان الشعر.. وذلك لا يعني أنني طلقته فهو يعيش في حنايا العروق

حاورته: احلام مجذوب
ربما كان الدخول فى عالم الروائي عمر فضل الله مخاطرة، والسؤال حول تاريخ الرواية، وملامحها ومشكلات الكتابة وكيفية معالجتها، تدخلنا فى دهاليز متشعبه من ثقافة وألق تسكن الراوي تجعلنا نقف جميعا ونرفع القبعات تقديرا وعرفاناً لرجل بقامة وطن، دون مجاملة ولا مواربة المهمة مربكة والمواصلة فيها نوع من المجازفة، لكنها شديدة الإمتاع خاصة مع هذا الكم الهائل من التشويق والإثارة الذى يمتلكه هذا الروائي الفذ.

لماذا تحرص في أعمالك على تعميق الفضاء المكاني والتكريس له؟
أنظر للمكان نظرة شاملة وكلما اتسعت الرقعة المكانية اكتسى الحكي معرفية ثرة وعميقة، وفي تقديري أن هذا ينطبق على السفر أيضاً فكلما سافر الإنسان وساح في الأرض يجد مراغماً كثيراً وسعة وتتسع آفاقه وتزداد معارفه. وبالعودة للسرد والحكي ويعتقد الراوى أن الفضاء المكاني هو مسرح الرواية وأن ذاكرة المكان في ارتباطها بالتاريخ هي مثل النسيج في الثوب كلما اتسعت رقعته وتنوعت ألوانه ازداد جمالاً. لكن جمال مثل هذه الثياب يتوقف على قدرة الحائك وبراعته فهو ينصح كل كاتب أن لايتوسع في الفضاء المكاني إلا إن درسه بعمق وعرفه بخبرة ودراية وإلا لانخرق في يده واتسع الخرق على الراقع.

اختلف النقاد حول أعمالك فقد كتبوا في أنفاس صليحة أن الرواية تعالج المشكلة الأساسية التي عالجها من قبل عدد من الكتاب وأنها المشكلة ذاتها التي عبر عنها الرواي العالمى باولو كويلو في روايته الخيميائى وساحروبورتبيلو ومكتوب ومحارب النور وعند النرويجي جوستاين غاردر فى روايته عالم صوفي والكاتب الاسبانى لانزا ديل فاصتو فى روايته الحج الى الينابيع وقصدوا بذاك مشكلة الصراع كيف ترى ذلك؟

على افتراض أن ما أوردته هو صحيح ألا ترى أن إخراج عمل أدبي سوداني يعالج مشكلة الصراع هو في حد ذاته إضافة للأدب العالمي؟ لكني لا أتفق معك في الفرضية آنفة الذكر لأنني أعتقد أن “أنفاس صليحة” هي عمل غير مسبوق من حيث كونها كتبت في العجائبيات بطريقة مختلفة عما كتبه باولو كويلو أولانزا ديل فاصتو وغيرهما ونحن سبقنا هؤلاء الأدباء منذ القديم حين كتب ود ضيف الله عمله (الطبقات) الذي أعتبره عملاً أدبياً في المقام الأول فقد كتب عن العجائبيات لأجل صناعة الدهشة بينما تعتبر رواية أنفاس صليحة حلقة ضمن سلسلة أعمال في الرواية المعرفية التاريخية كتبت للتنوير المعرفي، وفي الوقت نفسه يعتبرها النقاد سابقة في العمل الأدبي الذي يمزج الخيال بالحقائق التاريخية دون أن يتغول عليها أو يفسدها، وسوف تجد أن كل حلقة لها أسلوبها المتفرد وشخصيتها المتميزة في معالجة التاريخ السوداني الممزوجة فيه الحقائق بالخيال والمتعة والحبكة والروي ضمن مشروعي الثقافي المعرفي المتكامل.

ذكرت كيف تأثرت الناقدة الكبيرة دكتورة زاهية أبوالمجد برواياتك حول تحليل دقيق للسردية المعرفية وقلت عنها إنه تحليل سابق لأوانه وأن المقال يصلح قاعدة لتحليل أعمالى ورواياتى المعرفية وضح لنا ذلك؟

تمكنت الدكتوره زاهية – وهي التي قرأت كل أعمالي الأدبية تقريباً- وخاصة بعد اطلاعها على مسودة آخر أعمالي غير المنشورة – من تقييم هذه الأعمال كأنموذج سوداني ناجح، للرواية المعرفية التي تجمع بين الحقيقة والتخييل كطريقة مبتكرة لتقديم التاريخ بصورة سهلة الهضم، كما لاحظت أيضاً أن بعض الشخوص التي استحدثتها في رواياتي هي مجرد شخصيات خيالية لكن الوقائع الممثَّلة في التخييل ليست كلُّها بالضرورة متخيلة، وأنها مؤسسة على وقائع تاريخية مؤكدة، تم من خلالها استغلال فراغات التاريخ وفجواته لإدخال شخصيات وأحداثا مستوحاة من خيال المؤلف. وأن عنصر التخييل في روايات عمر فضل الله يسير جنباً إلى جنب في نسيجه السردي وسداه مع الحقيقة التاريخية لكنه لا يمنحه الهيمنة الكاملة بل يجعل منه مجرد عنصر مساعد فقط لتمكين الحقائق التاريخية في ذهن القاريء عبر السرد، وأن له القدرة على مزج التخييل التاريخي والعجائبي والذاتي مع الحقيقة التاريخية في نسيج متميز ينتج لنا روايات عمر فضل الله المعرفية. وأن نجاح أعماله يكمن في قدرته على شرح علاقة السرد كخطاب بالمعرفة كتجربة وذلك لكون آلية التخييل التي تعيد بناء التجربة النوعية وتسريدها من خلال نصٍّ تعاقُبيٍّ في الحبكة الروائية المتصلة تقوم بتحريك التاريخ وتقديمه للقاريء ليس باعتباره تجربة ماضية منقطعة، بل باعتباره فكرة دائمة التدفق شاخصة في الزمان وشاهدة على أحداثه من خلال الرواية المعرفية وأن عبقرية المؤلف تتجلى في سرد الحبكة الروائية التي تستعير أحداث الماضي وتخرجها من سياجها الموضوعي والزماني لتطلقها في فضاء الحاضر متكئة على إمكانات المؤلف المعرفية وتقنياته الكتابية، وملكته اللغوية، وتدمج كل ذلك في إشكالات الحاضر وهمومه وربطه كل ذلك بأسئلة الهوية السودانية.

قال الطيب صالح أن لاجدال في أن النص الأدبي ليس سجلاً لسيرة الكاتب ولا ينبغي لها أن تكون. هل ينطبق هذا الكلام معك؟ ومارأيك؟ وإلى أي مدى تقترب منك شخوص رواياتك أم أن ماتكتبه بعيد عنك كل البعد.

هذا الأمر يختلف باختلاف الكتاب فبعض الروايات تكون مجرد اسقاطات نفسية لمغامرات وتجارب بعض الكتاب، حيث تتجلى فيها شخوصهم في شخصية أبطال الرواية لدرجة أن بعضهم يعيش في الوهم ما يعجز عنه في الحقيقة وخاصة مغامراتهم مع النساء أو بطولاتهم المتوهمة فيسجلها في أعماله الروائية أما الروايات الناضجة فليس بالضرورة أن تتماهى شخوصها مع شخصية الكاتب أو تعبر عنها بأي حال من الأحوال. وعلى كل حال فإن أعمال عمر فضل الله لا علاقة بين شخوصها وشخصية الكاتب إلا في ذهن القاريء فقط حين يحاول المقارنة أو المقاربة عبثاً لكن يبقى المؤلف هناك متميزاً ومستقلاً عن أبطال أعماله. فقط يسكب بعضاً من روحه في العمل الإبداعي ليمنحه النكهة الخاصة.

لك ديوان شعر: (زَمَانُ النَّدَى والنَّوَّار) و(زَمَانُ النَّوَى والنُّوَاح)، وغيرهما ألا ترى أن الرواية أخذت منك كثيراً وهزمت الشعر، ربما يظن بعضنا ذلك؟

يوجد في زماننا هذا شعراء وشاعرات أضافوا وأضفن للإبداع الشعري الكثير وكما تعلمون فقد بدأت بكتابة الشعر لكنني انتقلت لكتابة الرواية حين علمت أن هذا ليس زمان الشعر فالرواية مقروءة ومطلوبة من أجيال هذا الزمان أكثر من الشعر غير أن ذلك لا يعني أنني طلقت الشعر فهو يعيش في حنايا العروق.

قمت بتحقيق كتاب الفحل الفكي الطاهر: (تاريخ وأصول العرب بالسودان)،لماذا ..؟

كتاب «تاريخ وأصول العرب بالسودان» الذي ألفه الفحل بن الفقيه الطاهر وجمعه في آخر عمره، يعتبر من المؤلفات السودانية القليلة في تاريخ العرب بالسودان، التي كتبها مؤرخ سوداني، فلم يصدر قبله إلا عدد قليل من المؤلفات التي تنسب إلى مؤرخين سودانيين، مثل الدكتور مكي شبيكة والأستاذ الدكتور يوسف فضل حسن، ذلك أن معظم المؤلفات في تاريخ السودان كتبها مؤرخون مستشرقون، أو باحثون أجانب أو كتبها مؤلفون عرب من غير السودانيين من المبتعثين للتدريس في الجامعات بالسودان أو الذين تعرضوا للدراسات السودانية بحكم عملهم ووظائفهم وقد كتبت معظم هذه المؤلفات إبان الاستعمار الإنجليزي للسودان أو بعيد الاستقلال بفترة قصيرة. وأن كتاب الفحل قد بذل فيه جهدا كبيرا في جمع مادة الكتاب حيث سافر المؤلف إبان شبابه إلى كثير من القرى والأمصار وقابل الثقات ونقل عنهم، فأخذ بذلك من مصادر نادرة انفرد بها. 
وكان هدفي الأول هو أن يظل هذا الكتاب في متناول الجميع بعد أن نفدت نسخ الطبعة الوحيدة منه منذ ما يقرب من أربعة عقود واختفت من المكتبات، ولم يقم أحد بإعادة طباعتها رغم أهمية هذا المرجع الذي لا غنـى لمن يدرس أو يبحث أو يكتب في تاريخ وسير وأنساب العرب بالسودان، بل لا غنـى لمن يكتب في تاريخ السودان عنه. 
وكنت قد اطلعت على هذا الكتاب منذ عدة عقود، ولاحظت الطباعة السيئة والإخراج الرديء الذي لا يليق بهذا السفر النفيس، رغم أن من طبعه في ذلك الوقت قد بذل الجهد بما تيىسر له، كما لاحظت أنه لم ينل حظه من الدراسة والتحقيق بما يليق به فكان ذلك أول ما حفزني لإعادة جمع وإخراج وطباعة الكتاب فهو يوثق لأصول القبائل العربية في السودان، ويدعو لصلة الأرحام مثلما أراد مؤلفه الفحل رحمه الله. وقد نوهنا في المقدمة أنه ينبغي ألا يفهم من هذا إحياء لنعرة عنصرية أو قبلية أو جهوية أو تفضيل عنصر على غيره فإن السودان مليء بالقبائل غير العربية وهي قبائل ذات فضل كبير ونسب عريق ومقام رفيع وقد كتب عنها المؤرخون وأفردوا لها المصنفات ولا مجال للمفاضلة بين قبيـلة وأختها فقد ذهـب هذا العهـد الجاهلـي وانقضى. وأن من اقتنى هذا المؤلف لقصد إحياء النعرات أو المفاخرة بالقبائل والآباء فإننا ننصـحه ألا يمضي قدماً في القراءة فهذا الكتاب ليس له ولن يجد ضالته فيه.

كتاب (حرب المياه على ضفاف النيل: حلم اسرائيلي يتحقق)، لعله بعد آخر لمشروعك الكتابي كيف تراه؟

هو دراسة للصراع حول مصادر المياه التي تعتبر من أهم الدراسات في هذا العصر تناولت فيه مشكلة الصراع الاستراتيجي حول مصادر مياه النيل وتدخل اسرائيل المباشر لإدارة الصراع وتوجيهه لمصلحتها وتأثير ذلك على علاقات الدول المشاطئة، وما ينجم عن الصراع من توترات وآثار كما ناقشت فيه بعض الحلول الآنية الظرفية والدائمة لمشكلة تقاسم مياه النيل والقوانين الدولية التي تحكم تشاركية المياه. والدراسة تدخل ضمن اهتماماتي بالدراسات الاستراتجية للمنطقة.

الروائي العالمي عمر فضل الله يخص الجوهرة بمقابلة (1-2)


الروائي العالمي يخص “الجوهرة” بمقابلة بعد صدور روايته “أنفاس صليحة” “1-2”

عمر فضل الله: الأسطورة تجعل الكاتب يطير حراً محلقاً في سماوات الوهم والخيال

 استدعي أدوات اللغة وذخائر البلاغة .. أحتشد للكتابة بالعقل والمشاعر والوجدان .. وأبحث عن الرواية في زوايا الطرقات القديمة والازقة المهجورة.

خلطت الأسطورة بالحقائق التاريخية .. أنفاس صليحة دفع جديد في مشروع الرواية .. تقنيه الكتابة عندي بمثابة انتقال من عالم الحضور إلى عوالم الاستغراق.

 حوار: احلام مجذوب

عُرفت إسهاماته المتنوعة في العديد من مجالات المعرفة والأدب والفكر والدعوة، وهو شاعر وأديب. له عدد من البحوث في المعلومات وتقنياتها، له ديوانا شعر: (زَمَانُ النَّدَى والنَّوَّار) و(زَمَانُ النَّوَى والنُّوَاح) كما له قصاصات شعريه لم تنشر بعد ومن رواياته: (تُرْجُمَانُ المَلِكِ)، و(أطياف الكون الآخر) و(نيلوفوبيا)، كما قام بتحقيق كتاب الفحل الفكي الطاهر: (تاريخ وأصول العرب بالسودان)، وله كتاب (حرب المياه على ضفاف النيل: حلم اسرائيلي يتحقق)، وأخيراً (أنفاس صليحة).. يمثّل الروائى عمر فضل الله حالة  فريدة في المشهد الروائي السوداني والعربي على حد السواء، أصدر عدداً من الكتب الشعرية بجانب الروايات. كتبت عنه دراسات كثيرة، واهتمّ عدد غير قليل من النقاد والدارسين بشعره  ورواياته كحالة خاصة.. صدرت له خلال الأيّام القليلة الماضية، رواية “أنفاس صليحة” أبحرنا معه عن بداياته الأولى في الكتابة، عن لحظات الولادة، عن شخوص رواياته وكيفية التّواصل مع الآخر ، عن دوره الوظيفيّ في حركة “روائيي العالم” بصفته ظاهر بكثافة في المشهد الثّقافي العربيّ وخارجه، ليصبح روائياً عالمياً.. تقنية الكتابة عنده بمثابة انتقال من عالم الحضور إلى عوالم الاستغراق وانتقال من عالم اليوم بالسفر إلى عوالم الأمس القديم الذي طوته الأيام وغاب بين ثنايا الأحداث، يبحث عن شخوص الرواية في زوايا الطرقات القديمة والأزقة المهجورة والقرى المنسية ثم يتقمص تلك الشخوص فيفكر بعقلها ويتصرف وفق زمانها ثم يعود إلى واقعه فيستدعي كل أدوات اللغة والبلاغة وذخائر المفردات وذاكرة التاريخ ليرسم لوحة مجسمة لذاكرة الأيام، بفرشاة يرسمها على الورق أو الحاسب الآلي يرسمها بالحرف ويحيل التاريخ إلى الخيال المحكي فيبعث فيه الحياة ويقدمه للقارئ على طبق من حب، وهنا تكتمل الرواية ويكون التوقيع عمر فضل الله.

  «الجوهرة الرياضية» حاورته فى محاولة لكشف كواليسه الخاصة لكتابة أعماله الإبداعية مثل «أنفاس صليحة» وقصاصات أدبيه لم تنشر بعد .. وناقشته فى رؤاه الجادة من أجل إصلاح فهم الكثير من الخبايا التي تختفى بين السطور معا نطالع ردوده …

 بداية ماذا عن محتوى العمل الجديد أنفاس صليحة؟ وهل هي تفسير تأريخي أم تعريف له؟

أنفاس صليحة هي دفع جديد في مشروع الرواية المعرفية، وهي ليست تفسيراً للتاريخ ولا هي تعريف به، بل هي دعوة للأجيال الحالية التي تستهويها قراءة الرواية لينتبهوا أن تاريخنا يزخر بالكثير الذي يجب أن يكون حاضراً في واقعهم ومستقبلهم.

لماذا اخترت أنفاس صليحة عنواناً للرواية الصادرة عن دار مدارات وما هو مدلول هذه التسمية عندك؟

ما رأيكم أن أستدعي صليحة من ماضيها لتتولى الإجابة؟ تقول لكم صليحة: (سوف أنقلكم عبر أنفاسي للماضي لتعودوا معي بأرواحكم  حيث يتوحد دفق أنفاسي مع نفث أنفاسكم فنصير روحاً واحدة، ترى بعين الروح في الماضي ما يراه النّاس بعين الحقيقة في الحاضر، فتحكون لي ما تشاهدونه، تحكونه بتفاصيله. فتتآلف أرواحنا  لتروا بأعينكم ما رأيته أنا في الماضي ولو تساءلتم  ما علاقة تآلف الأرواح بالحكايات؟ وكيف تعودون إلى الماضي في الحقيقة وليس في الخيال؟ فسوف أقول لكم إن الأمر كله متعلق بالمحبة يا أبنائي. لأنكم حين تحبون أحداً حباً عظيماً ويبادلكم ذلك الحب فإن أرواحكم  تلتقي وتأتلف وتتوحد كأنَّها روح واحدة، وتذهب حيث يريد أحدكم أن يذهب، فيرى ما يراه الآخر. فالأيام مطايا الأحداث والقلوب بوابات الزمن، وكل قلب له يومه، وكل يوم له مدخله الخاص، فهو باب إلى الماضي يسوقك عبر درب غير درب اليوم الآخر، فترى من ناحية مختلفة لا ترى مثلها في اليوم الآخر). هذه هي حكاية أنفاس صليحة.  وأما أنا عمر فضل الله فأقول لكم إن أنفاس صليحة تقدم أنموذجاً للنص الروائي العجائبي  من خلال شخص صليحة التي  تقوم بأفعال عجائبية، خارقة للواقع الإنساني ومشحونة بالتجليات العجائبية من خلال (الأنفاس) أو النقاء الروحي الذي يحكي السرد الأدبي والتاريخي عبر النص العجائبي المعرفي كجنس أدبي مستقل متفرد بحضوره السردي، الذي يتبلور من خلاله مفهوم الرواية المعرفية شاخصاً واضحاً. وهي تقدم للناس عبر أنفاسها عالماً حقيقياً لكنه مسكون بالخيال الذي يحكي الموروث الشعبي ويعيد توظيف الحكايات الشعبية بفهم جديد مثل حكاية خراب سوبا وتوظيف قصة عجوبا، ولكن عبر شخوص وأسماء ذكية تحترم ذكاء القاريء ووعي المجتمع الحديث.

أنفاس صليحة قمت بتجذيرها في المحلية هل ترى أن هذا المنحى كان سبباً فى تعتيم خطابها وحجب قيمتها الحقيقية؟

لا أدري من أين أتيت بهذا الحكم على الرواية فهي ليست محلية بكل تأكيد، فقد بدأت أفريقية مغربية عالمية تمتد حكايتها ومكانها وشخوصها وأبطالها وحتى لغتها وحوارها من أقصى المغرب العربي على امتداد الشريط الأفريقي من المحيط إلى البحر لتنتهي عند دولة علوة التي كانت تعتبر من أكبر الممالك في العالم في زمانها. ولم يكن خطاب الرواية معتماً ولا حبكتها ولا لغة السرد. أما قيمة الرواية الحقيقية فهي في كونها رواية معرفية ناضجة لم يحجبها ما أسميته أنت محلياً ولم تقعد بها مناطقيتها عن عالميتها.

الثعلب والذئب فى العبارة: (ثعلب يقف أعلى التلة وأذناه متجهتان نحوك لعله سمع وقع أقدامك، ورجلاك ماعادتا تقويان على حملك ولكنك لا تستسلمين. أصوات نباح الكلاب تأتي من بعيد فتجاوبها أصوات كلاب أخرى وهناك شىء يراقبك ويتبعك من خلفك ربما كان ثعلباً أو ذئبا..) من أنفاس صليحة ألا ترى فيها حالات مربكة ومبهمة أحيانا أخرى؟

الكاتب يحكي هنا ما يدور حول الصبية صليحة من أحداث وأخطار تحدق بها في الصحراء في ظلمة الليلة وهي غير منتبهة وغير مبالية في سبيل اللحاق بجدها، وهي مستعدة لأقصى درجات المجازفة في سبيل ما تعتقد أنه الصواب وفي سبيل اللحاق بمن تحب. بل هي تتحدى المجهول وتهزأ به. والنص المذكور يعرض ما يقابله كل من يسير في الصحراء ليلاً وأكثر الحيوانات المنتشرة في الصحراء هي الثعالب والذئاب، علماً بأن صليحة تعرضت لهجوم الذئب عليها حين وقعت على الأرض قبل أن ينقذها أهل الفريق. ما رواه الكاتب هو وصف دقيق ومتابعة لرحلة الصبية صليحة! ولو ترى أن مثل هذه الأخطار التي ذكرت في بداية الرواية تهون حينما ترى الأخطار الحقيقية بعد ذلك.

تقنية الكتابة عندك من أين ترتكز تفاصيلها؟

عمر فضل الله يحتشد للكتابة بكل ما أوتي من عقل ومشاعر ووجدان. لحظات الكتابة عنده هي بمثابة انتقال من عالم الحضور إلى عوالم الاستغراق وانتقال من عالم اليوم بالسفر إلى عوالم الأمس القديم الذي طوته الأيام وغاب بين ثنايا الأحداث، يبحث عن شخوص الرواية في زوايا الطرقات القديمة والأزقة المهجورة والقرى المنسية ثم يتقمص تلك الشخوص فيفكر بعقلها ويتصرف وفق زمانها ثم يعود إلى واقعه فيستدعي كل أدوات اللغة والبلاغة وذخائر المفردات وذاكرة التاريخ ليرسم لوحة مجسمة لذاكرة الأيام، بفرشاة يرسمها على الورق أو الحاسب الآلي يرسمها بالحرف ويحيل التاريخ إلى الخيال المحكي فيبعث فيه الحياة ويقدمه للقارئ على طبق من حب.

استخدامك الأسطورة فى أطياف الكون هل يعفيك من رفض الواقع كماهو أم هو حال كشف وتبحر أكثر للوقائع؟

الأسطورة تجعل الكاتب يطير حراً محلقاً في سماوات الوهم والخيال واللامعقول ليقول للناس ما لا يمكن أن يقال في الحقيقة، وليجعل العقول تتوهم قبول ما لا يمكن أن تتعايش معه لو احتكمت إلى الواقع وبذا فالأسطورة هي وسيلة يلجأ إليها الكاتب ليبحر بالقاريء في عوالم جميلة قبل أن يعود به إلى مآسي الواقع وبهذا يكون الوقع عليه أقل وطأة. فأطياف الكون الآخر طافت بنا في عوالم الأسطورة لتنتهي بنا إلى عوالم حقيقية وناقشت قضايا فلسفية وآيديولوجية بطريقة مشوقة وخلطت الأسطورة بالحقائق التاريخية فطرقت تاريخ العقائد والأديان (بدءاً بالوثنيات القديمة ثم الحنيفية الإبراهيمية ثم اليهودية والنصرانية لتنتهي بالإسلام) من مدخل لم يتطرق إليه أحد من قبل وخلصت إلى مناقشة الواقع من باب خفي يكتفي بالإشارات عن صريح العبارات.

أنفاس صليحة ومهارات عمر فضل الله النجم الساطع !!!


كتب مبارك صباحي:
______
مدخل أول :
(…عند الفجر سقطت( سوبا) العاصمة ، وحين أشرقت شمس النهار غربت شمس (علوة) كلها ، وانتقض ملكها ، ولم تبق منها إلا اﻷطلال ، واﻷنقاض لتشهد على مجد غابر مضى ولن يعود مثلما كان باﻷمس …)
مدخل ثان :
يكفي فقط أن تلقي نظرة سريعة على عنوان الكتاب أنفاس صُليحة (بضم الصاد) وبعض الأسطر المنتقاة في المدخل اﻷول كي تدرك أن إبداعاً مذهلاً يطلع به ذلك الشاب الأسمر الوسيم النحيل فتى السودان وابن العيلفون الهمام دكتور عمر فضل الله… ثقافته العميقة والمتنوعة والمتجددة وخياله الواسع وذكاؤه الوقاد ، وتمكنه من اللغة العربية ومهاراتها المتعددة جعلته يروي ويحكي ويصف ويحلل ويقارن ويتحفنا بالجديد بل يرفد المكتبة السودانية بالروائع والدرر في صمت ودون ضوضاء أو جلبة إعلامية في سلسلة مشروع أو مدرسة جديدة وعملاق قادم إلى سماء الأدب السوداني والعربي اسمه عمر فضل الله ….لكل هذه الاعتبارات فالمرء لايملك إلا أن يحس بالإعجاب والتقدير لهذا الكاتب المجيد الذي عانق الثريا وطبقت شهرته اﻵفاق كما يقول الدكتور بدر الدين السر.

على هامش الحدث :

__
شهدت قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم أمس الأول بتاريخ الأحد الموافق 2017/9/10 م وبرعاية دار (مدارات للطباعة والشر والتوزيع ) حفل إطلاق رواية (أنفاس صليحة) ، تأليف الكاتب د.عمر فضل الله، وتولى عملية تقديم الكتاب وتحليله الناقد والباحث والقاص بروفسير محمد المهدي بشرى والدكتور مصطفى الصاوي وقدمت الحفل الأستاذة سناء أبو قصيصة وشارك في الاحتفال حضور نوعي من الأدباء الشباب والمهتمين بالشأن الأدبي إلى جانب وكالة سونا للأنباء وممثلين لأسرة الكاتب عمر فضل الله ورئيس قروب مجتمع العيلفون الاستاذ /عبد العظيم محمد عثمان والأستاذ/ سيف الدين عبد الله عن أسرة دار الشيخ ادريس ود الارباب والأستاذ/ أسامة محمد أحمد قيامة رئبس تحرير مجلة الخرطوم الجديدة ومبارك عبد الرحيم صباحي رئبس تحرير صحيفة العيلفون.

البروفيسور محمد المهدي بشرى أشار في تقديمه للرواية بأنها تشتغل على التاريخ وتحديداً فترة مملكة علوة وعاصمتها سوبا ونهاية المسيحية التي سادت لاكثر من 600 عام وأن الكاتب انتبه بذكاء لهذا المصدر المهم ، واصفاً المؤلف بان لديه مشروع روائي متكامل ﻹعادة سرد تاريخ السودان في بناء درامي جديد كما شمل الاحتفال مداخلات أدبية مشوقة وممتعة تصلح هي الأخرى لعمل كتاب نقدي قيم مصاحب للرواية الاصل وتناول هذه المساجلات كل من دكتور عز الدين ميرغني والأديب السفير جمال محمد ابراهيم والروائية الاستاذة بثينة خضر مكي والاستاذ أسامة قيامة. 


الدكتور الصاوي أشار إلى أن تفسير الأعمال الأدبية هو محاولة منضبطة يشترك فيها ذوق الناقد وفكره للكشف عن مواطن الجمال أو الإخفاق في الأعمال الأدبية وأن البصر الثاقب يكون خير معين على إصدار الحكم فالادب ونقده ذوق وفن قبل ان يكون معرفة وعلما وان كانت المعرفة تعين صاحب الحس المرهف والذوق السليم .

في خاتمة اللقاء اشاد الدكتور عمر وشكر الذين تكبدوا المشاق بالحضور واعدا بانه سيرفد المكتبة السودانية والعربية بالكثير من الروايات والتي وصل بعضها مرحلة الطبع وقال إنه سواصل في هذا المضمار إلى أن يصل الي نهايته ويترك الحكم للقراء لتقويم التحربة سواء بالنجاح أو الفشل ..

تفاصيل اوفى عما دار في الحفل نتركها في مقام آخر لأننا لم نقرأ الرواية حتى لحظة كتابة هذا التقرير وحاولنا ان ننقل لكم الإطار العام فقط و (أنفاس) قاعة الشارقة في تلك الليلة الأدبية البهيجة، ونجمها الساطع دكتور عمر فضل الله والتي يمكن أن نطلق عليها تاريخية …هنيئاً لمن حضر … وفي أمان الله.
منقول

الروائي عمر فضل الله في حديث للرأي العام حول روايته الجديدة (أنفاس صليحة)


الروائي عمر فضل الله في حديث للرأي العام حول روايته الجديدة (أنفاس صليحة) والفضاء الروائي العام عربياً وعالمياً وسودانياً

أجراه عيسى الحلو:

عمر فضل الله روائي وشاعر، ومفكر. متخصص في تقنية المعلومات. يعمل مديراً لمشاريع تقنية المعلومات وأنظمة الحكومة الإلكترونية والذكية بدولة الإمارات العربية المتحدة

من أعماله:

  • دواوين شعر:
    (زَمَانُ النَّدَى والنَّوَّار) (1428هـ – 2007)
  • (زَمَانُ النَّوَى والنُّوَاح) (1431هـ 2009).
  • روايات:
  • “تُرْجُمَانُ المَلِكِ”(1435هـ- 2013)
  • “أطياف الكون الآخر” (1436هـ -2014)
  • “نيلوفوبيا” (1437هـ 2016)
  • “أنفاس صليحة” (1438هـ – 2017)
  • “تشريقة المغربي” (1438هـ – 2017) غير مطبوعة
  • أعمال أخرى:
  • “حرب المياه على ضفاف النيل – حلم إسرائيل يتحقق”(1435ه-ـ 2013)
  • “تاريخ وأصول العرب بالسودان للفحل الفكي الطاهر: تحقيق ودراسة” (1437هـ 2015).
  • له مقالات وبحوث منشورة في عدد من المجلات والدوريات العالمية.

لماذا اخترت الرواية كجنس تعبيري لمشروعك الأدبي والفني؟

الناس يحبون الحكايات بالفطرة. منذ الصغر كنا نسمع أحاجي (الحبوبات) قبل النوم، نسمعها مهما تكررت وقد نحفظها من كثرة التكرار لكننا رغم ذلك لا نمل سماعها. وأنا اخترت الرواية لاحتوائها على عناصر التشويق والمتعة والجمال وبذلك فهي تصلح وسيلة ناجحة لتوصيل رسالتي الأدبية والفكرية إلى الأجيال الحالية واللاحقة.

بدأت بالشعر. لماذا تركته؟ هل لأن هذا هو عصر الرواية؟

لم أترك الشعر فله مناسباته ومحبوه وقد أشربت حبه منذ الصغر لكن لم تعد له مثل مكانته القديمة ولا رسالته وأثره في نفوس شباب اليوم وبهذا فلو قلت إن هذا هو عصر الرواية فلن تكون قد أبعدت النجعة، رغم أن الشعر لا يقوم مقام الرواية ولا الرواية تقوم مقام الشعر فلكل جنس من هذه الأجناس الأدبية رسالته وعشاقه.

اتجه الكتاب الشباب لكتابة الرواية لأنهم يعبرون عن مأزقهم الموجود بإتقان كامل وهذا ما لا يسعف الكتابة الشعرية؟

هذا صحيح فالشعر يقيدك بالقافية والوزن والتفعيلة ويضعك في قالب أضيق من قالب الرواية ولهذا فليس كل الناس يقول الشعر فله ملكة خاصة لكن كثيرين يمكنهم كتابة الرواية لوصف واقع أو لمجرد الجنوح إلى الخيال هروباً من الواقع أو تمرداً عليه.

ماذا عن المشهد الروائي السوداني الآن؟

نحن نشهد انفجاراً مدوياً في كتابة الرواية في السودان لم نعهده من قبل فقد كان الروائيون في السابق يعدون على أصابع اليدين لكننا بتنا نشهد ظهور أعداد مهولة من كتاب الرواية كل عام بل أصبحنا نقرأ لروائيين سودانيين ينافسون الروائيين العالمين فيحوزون الجوائز وتتحدث عنهم المجالس الأدبية وتنتشر أعمالهم في وسائط التواصل الاجتماعي والصحف السيارة. كما أن الجوائز الأدبية قد أشعلت لدى الشباب روح المنافسة وحفزتهم على الكتابة والاتجاه لهذا النوع من الأدب، وقد يكون اتجاه الشباب والروائيين لكتابة الرواية والإقبال على قراءتها هو مجرد هروب من الواقع إلى عوالم الخيال والوهم والفانتازيا والأحلام.

 

هل أنت مع المقولة التي تجعل من الطيب صالح سقفاً للرواية؟

لا أعتقد أن للرواية سقفاً نضع فوقه كاتباً روائياً وينتهى الأمر ولا أعتقد أن الطيب صالح أو غيره هو سقف الرواية فالطيب صالح هو أحد الرواد بلا شك وهو أيقونة ضخمة من أيقونات الرواية العربية لكن المشهد الروائي الحديث يقول لنا إن هناك عظماء كثيرين من الروائيين السودانيين يكتبون في زمانهم مثل ما كتب الطيب صالح في زمانه أو ربما يتفوقون.

لماذا اخترت التاريخ إطاراً روائياً لأعمالك؟

عندي مشروع روائي ثقافي معرفي أريد أن أقدمه للعالم فقد رأيت عزوف شباب اليوم عن قراءة تاريخهم وحضاراتهم فوجدت أن أنسب الوسائل لربط الأجيال الحديثة بتاريخنا القديم وحضاراتنا يكون عبر كتابة الرواية التي يحبها الشباب وتجمع بين الخيال والحقيقة في وعاء واحد فتقدم الحقائق التاريخية لهذه الأجيال مغلفة بجرعة الخيال الذي لا يطغى على الحقائق حتى لا تشوِّه الرواية، أويذهب بجمالها وبهائها وإنما يتسرب خلالها كالماء الذي يروي الزرع. والجديد في مشروعي هذا هو أنه يأخذ وظيفة الأدب إلى توثيق التاريخ المحلي عن طريق السرد الأدبي بشكل يتداخل فيه الأدب مع التاريخ والبعد الإنساني معاً.

عالمك الروائي ينهض على أرض الفكر وليس التجربة الوجودية الحياتية المباشرة؟

بكل تأكيد فحين يكتب كثيرون منطلقين من تجاربهم الحياتية وإسقاطاتهم لمغامراتهم الشخصية والنفسية أقوم ببناء عالمي على مشروع فكري محدد الأهداف والمنطلقات عبر كتابة روايات معرفية تجمع بين الفلسفة والتاريخ الحقيقي والعجائب وتقدم أنموذجاً شاخصاً للرواية المعرفية كجنس أدبي متفرد بحضوره السردي، على طريقة عمر فضل الله التي توظف الرواية لتعكس لنا عالماً حقيقياً لكنه مسكون بالخيال، وتمثل تياراً من الواقعية السحرية التي تعتمد على العجائبية والخوارق ولكنها تبتعد بها عن عالم الكرامات والتصوف المعهود وتقدمها كموروث شعبي يعيد توظيف الحكايات الشعبية بفهم جديد عبر شخوص وأسماء ذكية تحترم ذكاء القاريء ووعي المجتمع الحديث. ولا بأس أيضاً من توظيف الأسطورة في إطار النسق المعرفي الكامن في المقولات الشعبية وحكايات التاريخ الشفاهي لنعود بها من كونها مجرد حكايات للتسلية والمتعة إلى كونها حكايات تؤيد التاريخ المحكي وتضيف لأدب الرواية وذلك من أجل إعادة تشكيل هوية معاصرة في زمن متحول ونقلها من خانة التصورات التاريخية الظرفية، إلى خانة الحكايات ذات الأصول التاريخية التي تقبل الدراسة والتمحيص وتتسق مع حقائق التاريخ.

الرواية الآن في كل ثقافات العالم المعاصر تحاول الخروج من عباءة السرد الكلاسيكي؟

الناس يحبون الجديد ويميلون للتجديد في شئون حياتهم، والرواية كأحد أنماط التعبير الأدبي لا تخرج على هذه القاعدة ولذا فالخروج عن عباءة السرد الكلاسيكي يكون مقبولاً في حال تمكن المؤلف من تجاوز عقدة الخصائص الفنية الروائية دون إخلال بجماليات السرد لكن قليلاً من الروائيين من يفلح حقيقة في الخروج عن مطلوبات الرواية التقليدية وخصائصها الفنية مثل الحبكة القائمة على التسلسل والترابط في البداية ثمّ الذروة ثمّ النهاية، واللغة النمطية، ثم يفلح بعد ذلك كله في تقديم رواية ناجحة ومشوقة يتكيء فيها على جماليات التفكك كبديل لجماليات الوحدة والتناغم، ويقودك عبر متاهات من السرد الجميل لتجد نفسك منساقاً إليه وتقدم عقلك طائعاً منقاداً واثقاً في المخرج ثم لا يخذلك فتجد أنه قد عبر بك إلى حيث يريد بعد أن يقوم بكسر مبدأ الإيهام بالواقعية، ويلغى منطق الخصائص الفنية للرواية ويوجد بنية لغوية جديدة ذات ملامح خاصة به ويكسر التسلسل الزمني، عبر الانحرافات السردية. قليل من ينجح في مثل هذه المغامرة.

الرواية الجديدة ليس لها نموذج جاهز .. هل هي قابلة للاختراع بوصفها شكلاً جمالياً؟

بكل تأكيد ففي ظني أنه قد انتهى عصر الرواية النمطية التقليدية في العالم فنحن نشهد بداية ميلاد نماذج جديدة للرواية تجعل النقاد والمختصين في علم دراسة الرواية يعيدون النظر في قوالب تنميط الرواية ويقبلون الجديد الذي يخرج على النماذج المعهودة وفي ظني أن القراء هم من يسهم في بلورة الأشكال الجمالية الجديدة وهم من يحكم لها أو عليها بإقبالهم عليها أو عزوفهم عنها.

تاريخ الرواية العالمية هو صراع بين المضمون والشكل؟

أو فلنقل هو تبادل للأدوار حيث يكمل بعضهما بعضاً وهو استعارة أحدهما لأكبر حيز ممكن في النص الروائي ولكن ليس بالضرورة على حساب الآخر وذلك لأن المساحات المخصصة لكل منهما ليست بالضرورة مساحات جامدة أو خطية فراغية لكنها مساحات مرنة وهو الأمر الذي يمنح كل رواية هويتها وتميزها ويمنح كل مؤلف بصمته في كتابة العمل الروائي. علماً أن هذا يختلف باختلاف لغة كتابة الرواية وبلدها.

لقد أسميت مشروعك (بالعرفانية) ماذا تعني؟

المعرفية أو العرفانية في أحد تعريفاتها اللغوية هي السرد نفسه فهي تشرح علاقة السرد كخطاب بالمعرفة كتجربة فآلية التخييل التي تعيد بناء التجربة النوعية وتسريدها من خلال نصٍّ تعاقُبيٍّ في الحبكة الروائية المتصلة تقوم بتحريك التاريخ وتقديمه للقاريء ليس باعتباره تجربة ماضية منقطعة، بل باعتباره فكرة دائمة التدفق شاخصة في الزمان وشاهدة على أحداثه من خلال الرواية المعرفية. وهنا تتجلى عبقرية المؤلف في سرد الحبكة الروائية التي تستعير أحداث الماضي وتخرجها من سياجها الموضوعي والزماني لتطلقها في فضاء الحاضر متكئة على إمكانات المؤلف المعرفية وتقنياته الكتابية، وملكته اللغوية، وتدمج كل ذلك في إشكالات الحاضر وهمومه وربط كل ذلك بأسئلة الهوية وثراء وتنوع مجتمعنا الحاضر. وأما القاريء فيأتي دوره في توقع صدق الحدث الروائي ليتحقق المعنى عنده منها، حتى لو جاءت الوقائع المحكية مفارقة لواقعه وفكره، إلا أنها تمثل ملامحَ من تاريخه الثقافي والحضاري، وتخاطب لاشعوره الجمعي. ولا يتأتّى هذا التخييل لأيّ كان، لأنه ليس شكليّا أكثر منه معرفيا وروحيا، إلا لسارد مقتدر ومتشبع بالتجربة وعارف بمضايقها، ومساربها فهو ينقلها ويخبر بها القارئ على النحو الذي يسمح له بفهمها وتذوّقها؛ ثُمّ هو يؤوّلها في حاضره بلا تعسُّف أو خلط. ولهذا أدخل في رواياتي العرفانية في حوار تخييلي مفتوح مع الشخوص الحقيقية للرواية التاريخية لأرسم صورة روائية تخييلية لكنها تقترب من الحقيقية لهؤلاء الشخوص بحيث تملأ كثيرا من الفراغات والفجوات بقدر ما يُقرّبهم من القراء حيث أقوم باستدعاء التاريخ وإعادة بنائه نصّيا على النحو الذي لا يصادم حقيقته على وجه الإمكان والاحتمال، ويجعل ذاكرة الحدث ضرورة من أجل الحاضر والمستقبل. باختصار أنا أقدم النّص الأدبي بأسلوب حكائي سردي منضبط بالمعايير الفنية للرواية، مما يسهل عبور المعرفة إلى القارئ من خلال النسق الأدبي المتجسد في الحكاية والسرد واستدعاء شخصيات تاريخية لها رمزيتها المعرفية التي تتصل بمرجعيات تاريخية أودينية عبر النص الروائي والذي قد يكون نصاً عجائبياً أحياناً ويتمحور حول شخصيات غير معقولة تقدم على أفعال عجائبية، خارقة للواقع الإنساني (كما في رواية أنفاس صليحة) وإذا كان النص العجائبي في السابق مقصود منه الإدهاش واستحضار عوالم جديدة ليست فلسفية فأنا أكتب روايات تجمع بين الفلسفة والتاريخ الحقيقي والعجائب في ما يسمى الرواية المعرفية.

الرواية الآن أهي تقوم على التجربة الفكرية أم التخييل بدلاً عن تصوير الواقع مباشرة

معلوم أن التخييل هو كل تاريخ يُبنى على وقائع في عقل المؤلف أكثر منه على وقائع حقيقية وأن الشخوص التي يستحدثها المؤلف هي مجرد شخصيات خيالية أيضاً بيد أن الوقائع الممثَّلة في التخييل ليست كلُّها بالضرورة متخيلة، وذلك مثلما هو في حالة آخر أعمالي (تشريقة المغربي) على سبيل المثال فقد أسستها على وقائع تاريخية مؤكدة، لكني أستغل فيها فراغات التاريخ وفجواته فأُدخل فيها شخصيات وأحداثاً مستوحاة من خيالي. وإذا كانت بعض الأحداث أو الشخصيات متخيّلة، فلا ينبغي بالقدر ذاته أن تكون غير حقيقية فعنصر التخييل في رواياتي مثلاً يسير جنباً إلى جنب في نسيجه السردي وسداه مع الحقيقة التاريخية. ومع أنني أقود القاريء عبر التخييل في عرض مادتي الحكائية لكنني لا أمنح الخيال الهيمنة الكاملة بل أجعل من الخيال مجرد عنصر مساعد فقط لتمكين الحقائق التاريخية في ذهن القاريء عبر السرد مع القدرة على مزج التخييل التاريخي، والعجائبي والذاتي مع الحقيقة التاريخية في نسيج متميز ينتج لنا الرواية المعرفية.

باختصار كيف تكون الرواية بنظرك؟

الرواية النموذجية هي كل إضافة جديدة في السرد تأخذ بألباب القاريء وتجبره على القراءة وتقدم له المتعة ليعيش فصولها عبر النّص الأدبي بأسلوب حكائي سردي سلس ومنضبط بالمعايير الفنية، مما يسهل عبور المعرفة إلى القارئ من خلال النسق الأدبي المتجسد في الحكاية والسرد وأيضاً تقدم الفائدة عبر موضوع يحكي تجربة حياتية وجودية أو حقيقة تاريخية أو حكمة أو عبرة وفي الوقت نفسه يكون جميلاً ألا تخرج الرواية عن المطلوبات والخصائص الفنية مثل الحبكة القائمة على التسلسل والترابط في البداية ثمّ الذروة ثمّ النهاية، مع اللغة الجميلة والأسلوب المبتكر.

إلى الدكتور عمر أحمد فضل الله من أحد معحبيه حجازي معتصم من الطليح


العيلفون ملتقي النبوغ والفكر والإبداع …
علي الشاطئ الأيمن من نهر النيل الأزرق الدفاق جنوبي محافظة شرق النيل تربض مدينة العيلفون بكل ثقلها الحضاري العريق؛ تقابلك مآذنها العاليات وقبابها الزاهيات متألقة وضاءة؛ وكأنما عناها أمير الشعراء ( أحمد شوقي ) – وهو يستقبل بلاده بعد غيبة – قائلآ :-
هدانا ضوء ثغرك من ثلاث … كما تهدي – المنورة – الصحابا …
تكاد تطل عليك من خلال هاتيك المآذن والقباب مواكب العلم والعلماء التي ازدانت بها العيلفون عبر القرون ؛ والعيلفون في تاريخها الحديث تشكل بوتقة إنصهرت فيها كل أجناسها العديدة ؛ في تناغم وإنسجام ينظرون بعين معجبة لذلك السجل الحافل بالأمجاد من لون الشيخ إدريس في دولة الفونج حيث كانت بلاده مورداً عذباً لكل طلاب العلم يعلمهم الشيخ ويجزل لهم القرى، حيث تدور جفونه الواسعات، من جيد الطعام تغرف من قدور راسيات ، وقد بلغ الشيخ درجة علمية عالية ، شهد له بها شيخ علماء الأزهر ( علي الأجهوري ) عندما حاوره أحد تلاميذه حاملاً رأيه في قضية تحريم التمباك ؛ فبعث الأجهوري للعالم السوداني ود الأرباب بشارة ومعها هدية إيذاناً له بالفتوى وإعترافاً باستقلال الرأي السوداني، في مجال العلم.
وتتعطر أجواء العيلفون من بعد ذلك بأريج نار القرآن ومن أشهر شيوخهم – الشيخ ( المقابلي ) الولي العارف الذاكر ، وفي العلم والفروسية يقابلك الشيخ – ( مضوي عبد الرحمن ) على صهوة فرسه يحمل سنانه ويحاصر الخرطوم من صفحتها الشرقية ، مساعداً المهدي في حصاره دولة الكفر حتي تم الظفر وانتصر الإسلام .
وسجل العيلفون الحديث به قامات تربوية عديدة آخذ منه نموذجآ – أستاذ ( أحمد حامد الفكي ) ، مشيراً إلى دوره في إعلاء شأن العلم في بخت الرضا وفي غيرها من المحافل التربوية ؛ وغير هؤلاء – فهم كثيرون .
إن هذا السجل الذي نأخذ منه شذرات ليدعو أجيال العيلفون الحديثة ، إلي تضافر جديد في إطار قومي موحد لإعادة ذلك الماضي المشرق .
لقد دارت بخلدي هذه الخواطر ، وأنا بين المثقف والمبدع والمفكر والعالم المتميز..
( الدكتور عمر أحمد فضل الله ) مثالاً .. فهو مبدع ومفكر وعالم وكاتب وأديب وباحث من مبدعي ومثقفي السودان ، تجاوز حدود الإبداع والثقافة إلى ما يمكن أن يطلق عليه
” الموسوعي اللامع ” ، يغترف من بحور الثقافة والمعرفة ما يوزن جبالا” من الذهب والمعادن النفيسة !!
ليس بمقدورك أن تصنفه من أي جيل هو ، من أجيال الأدب والثقافة والإبداع ، كلما حاولت الإقتراب منه تجد أن المسافة بينك وبينه طويلة وشاقة، ويتعذر عليك أن تقترب من شواطئها إلا بقدر معقول، وهو مايسمح لك سعيك لمجاراته دون أن تجد بمقدورك إلا أن تترك مسافة معقولة بينك وبينه ، حتى لا تغرق في أعماق مياهه الهادرة أو يصيبك الدوار من شدة ما ستواجهه من أهوال عندما تسعى للإقتراب من شواطئه ،وكأنك في رحلة سفر شاقة في بحر الظلمات!!
لكنه واضح كوضوح الشمس لايتلون ولا يهوى قلب أعناق الحقيقة أو يقبل بالمراوغة معها أو الإلتفاف عليها ، يقول كلمته بلا خوف أو تردد حتى وإن أغضبت الكثيرين أو لم تعجبهم ، شامخ كشموخ النيل في أعماق حضارته وسعة معرفته ، ويغترف من مياه النيل منابع إبداعه الفلسفي والأدبي والثقافي عموما” لكنها ثقافة من نوع خاص ،وهو ربما يتمنى دوما” لو أن السودان قد أوقعته الطبيعة قرب أحد المحيطات، لكي يكون بمقدور من يلج من أغوار الثقافة وعالم الإبداع أن يستزيد منها ، وهو ينهل من سحر الطبيعة وجمالها الخلاب ما يمكن أن يداعب مخيلة هذا المبدع المتميز على كل أطر وجوانب الإبداع، وكانك أمام مثقف عملاق إرتقى الى مكانة أولئك الكبار من أعمدة الثقافة والأدب والعلوم ممن كتبوا في سفر السودان مايخلد ذكرهم الطيب لقرون، وهو قليل الإنتاج الثقافي، بالرغم مما صدر له من روايات ومقتطفات أدبية إبداعية هنا أو هناك ، لكن موسوعيته الثقافية والعلمية حين تقابله أو يتسع لك الوقت لمحاورته أو الدخول في جدل فلسفي معه تكفي لمجلدات من الفلسفة والنظريات ، وكم تتمنى لو يكون بمقدورك أن تلم ببعض من إضافات هذا الرجل، الذي يفتخر السودان بأنه أحد نجومه بل كواكبه المضيئة علماً وثقافة وأخلاقاً وأدباً جم وقيماً وإبداعاً ونظريات وفلسفات ، وما أن تريد أن تغترف من أي علم من علومه حتى تجد مبتغاك في أن تشبع نهمك مما أنت تحلم به من أمنيات وما يختلج في دواخلك من معالم الإبداع، ويكبر بك لينقلك إلى عوالم أنت تجهل عنها الكثير، أو ربما لم تكن لديك القدرة على مجاراة تلك الثقافة الموسوعية التي أودعها الله في عقل هذا الرجل وضميره، حتى أوصلته الأقدار إلى تلك القيمة الإبداعية النادرة كندرة المعادن النفيسة والمياه النقية بين ينابيع الطبيعة وسحرها الخلاب!!
رجل ليس من السهولة أن تخوض في مكنوناته ، لكنك ما إن تقترب منه لفترات أطول ، حتى تجد أنه ليس بمقدورك إلا أن تستزيد من غزارة علمه وسعة مداركه، يحول الكلمة إلى لغة مصقولة موجزة بليغة يختزل بك البلاغة إلى أقصى حدودها ، ويخرج منه النص الإبداعي رشيقاً حلو المذاق طيب المنبع ، وقد يحول بعض الكلمات إلى سيوف يقاتل بها، في الوقت الذي يطوع الكلمة في وعاء آخر أو مناسبة أخرى ليجعل منها إبداعاً سحرياً يداعب مخيلة الحالمين بالمجد، أو ربما يبلغ بك عندما تقترب منه مبالغ أمراء الحرب وأمراء السلام، فهو لايهوى الحرب إلا في إطار المعرفة الإنسانية، “حرب العقل والمعرفة” وسيفه عقله وجواده هو هذا الخيال الجامح الذي يصهل بعالمه ، حتى لتجد أنك أمام فارس مغوار يلوي ذراع منافسيه، ومن يود مبارزته، حتى لتتخيل نفسك أمام مبارزة من نوع خاص قد تضطرك للتراجع عن مواجهة سهامه، ومع هذا تبقى تهوى تراقب مشهد المعركة التي يود الخوض فيها وكيف يرمي سهامه لانها لاتصيب أياً من جسمك بكدمات، بل تزيدك قدرة على أن تبلغ مديات الرجال المحاربين بسلاح المعرفة والثقافة فوق قدراتك المعرفية إن صح التعبير، إذ أن محسوساتها صعبة الإدراك إلا عندما تبلغ من العلم رسوخاً وعلو شأن !!
إنه الكاتب والأديب والروائي والمفكر والباحث والموسوعي والعالم الجليل السوداني الدكتور عمر فضل الله الذي وهبه الله من قدرات الإبداع والتميز الفكري الخاص ما يشكل جبلاً من جبال الإبداع الشاهقة، كلما حاولت الصعود وأن تلج وديانه ومرابعه، لتصعد إلى أعالي قمته حتى تعود قهقرياً إلى الوراء !!
من مواهبه التي من الله بها عليه أن لديه في القدرة على تطويع الكلمة وأن يستخرج من معادنها، كلمات مصقولة تغنيك عن قراءة كتب ومجلدات، فتقف حائراً أمام هذا الرجل الذي تتدفق كل مجريات الإبداع من قلبه وقلمه، مايجعلك ترتجف أن حاولت الإقتراب من شواطئه، لكنك ستبقى في كل الأحوال بعيداً بمسافة ما عنه حتى وإن سعيت لأن تمتلك إرثاً ثقافياً ومعرفياً يدخلك في منتجعات الإبداع ، وكلما حاولت الإقتراب لشغف في معرفة قيمته الإبداعية تشعر أنك أمام بحر متلاطم الأمواج، ليس بمقدورك مضاهاة أمواجه أو معرفة إلى أي المديات بمقدورك أن تغوص في أعماق تلك البحيرات التي تتدفق عذوبة ورقة وسماء صافية رقراقة، تجد فيها كل مايشدك الى سحرها الخلاب.
المبدع المتميز في بلدتنا ممن على هذا المستوى من الرجال هو من شق طريقه وسط منظومات فكرية وأخلاقية وسياسية ويخرج من كل هذه المنظومات بإطار جديد مختلف تماماً؛ ويضيف إلى المعرفة الإنسانية ما يشكل عالماً خاصا به، يشكل إطار إبداعه وتميزه وإضافاته الفكرية، فهذا مالا يتوفر للكثيرين ممن ولجوا عوالم الإبداع ،والتميز وصار إسماً لامعاً ليس من السهولة الدخول في عوالم مكنوناته الفكرية والقيمية، بعد أن بلغ شأناً من القيمة الإبداعية ما لا يمكن بمقدور أحد من أن يجاريه أو يقترب من شواطيء إبداعه ، ولهذا تبقى هناك مسافة يصعب على الكثيرين الولوج في مياهها وسط صخب البحر الهائج دوماً، وهو مايؤهله لأن يبقى أحد أهم الروافد التي تسقي بحور الإبداع ويرتشف منها محبوه ومن أهلتهم الأقدار للإقترب منه ان يجدوا فيه مبتغاهم الى حيث علو المنزلة ومنازل الكبرياء !!
السؤال الذي يراود الكثيرين ممن يعرفون عنه ثقافته الموسوعية، لماذا لايحب هذا الرجل تسليط الأضواء عليه في وسائل الإعلام، وتبدو إجابته مقنعة إلى حد ما أن حال الزمان الذي نعيشه، وما يواجهه من أهوال، وعزوف كثير من المبدعين عن الظهور ، وإهمال الكثيرين للثقافة وللمبدعين وعدم الاكتراث بهم وبقيمتهم الفكرية والأخلاقية هو ما يرغم الرجل للابتعاد عن الأضواء، لكن كثيرا من المبدعين في مجالات الأدب والثقافة والإعلام يدركون معنى مايحمله الأديب والمفكر الكبير من بحور الإبداع، مايشكل زاداً يغترف منه كل حالم بمجد او الصعود الى حيث ما يتمنى الأخيار ان الكواكب اللامعة ليس بمقدور الغيوم والسحب وأمطارها الكثيفة أن تحجب أضواءها، إن لم تزدها تالقاً وعلو شأن، وهو مالا يتوفر إلا لقلة قليلة وهبها الله كل هذه الخصال الفريدة ؛ والمواهب النادرة، لكي يبقى إشعاعها يتوهج ونورها يضيء ، ويبقى برغم إشكالات الزمن الثقافي الرديء هو أحد رجالات الثقافة والأدب والفكر والعلم وعملتهم النادرة ممن يشار لهم بالبنان !!

في الشأن السياسي: اللواء عثمان عبد الله


( الشَأن السِيَاسِى )٣٧. 
[مشروع الجبهة الوطنية الموحدة] 
{الدكتور عمر فضل الله}
{{ إنّ من طبع المُجتمع البشَرى وسُنَّتِه أن يتضامَ الأفرادُ جماعةً،ويقومُ على كُلِّ جماعةٍ رأسٌ، يُمثّلهُم جميعاً وتتجسّد وحدتهُم فى شخصِهِ، ومن سَعيِهِ تنتظِمُ حركتهُم. والمُجتمعات المُؤسّسة على المُوالاةِ بسلام، والمُعاقدةِ بالرِضَا، يْقدّمُون ذاك الرأس ممن يرُونهَ من أولاهُم إلتِزَاماً بوجهتِهِم العامّة }}.
( الأنظومة الأميرِيّة/ السياسَة والحُكم / دكتور حسن عبدالله الترابى).

١- الدكتُور عمر فضل الله، صديقٌ على صفحات الرابط فيسبُوك منذ أعوام، وهو مقيمٌ بدولة الإمارات العربية المُتّحدة، مُثقّف مُتعدد المواهب، وأديب باحث فى شئون الأدب العربى، والشعر،والتاريخ ،والدين،والسياسة، والأدب الشعبى ، والتُراث، وروائي له عدّة إصدارات،،،، لهُ موقعٌ مُميّز على باحِث Google، إذا ولجتَّ فيه، صعُبَت عليك المُغادرة. 
٢- فى دعوة عشاء بداره فى چنيڤا/ سويسرا، عام ١٩٩٤، إستضافنا الصديق الدكتور كامل إدريس، أنا والصديق الراحل مولانا خلف الله الرشيد، رئيس القضاء الأسبق، عليه رحمةُ الله وغفرانه، ودار حديثنا فى الشأن الوطنى على وجه العموم، وكان الدكتور كامل يخطط وقتها للجمع بين من هٌم على قّمة النظام ، بمن هُم على قمّة المُعارضة، مُستهدِفاً يومها ،جمع شمل أهل (الشمال) فى مواجهة المد الجامح للدعوة بالإنفصال من أهل (الجنُوب).
٣- والدكتور كامل يحمل -مثل كل السودانيين الطيبين- همُوم الوطن، ويسعى للإصلاح، وكانت قد سبقت لى مُقدّماتٍ ساقها مثلهُ فى ١٩٨٦-١٩٨٨، كلٌ من الدكتور تيسير محمد أحمد، والدكتور عُمر إبراهيم عبُود، وإدوارد لينو، ودكتور لام أكول، وبعض الأكادميين، ولكن ، إزاء التوتر المُتصاعد بين شمال السودان وحركة وجيش تحرير شعب السودان ضاعت الفكرة. 
٤- فى ضيافة الدكتور كامل -ليلتها- أكّد ثلاثتُنا أنْ لا بُدَّ من إبتداع (وعاءٍ) جامعٍ يضُم معظم أهل الفكر، والقوى الناعمة فى المُجتمع، ويحشدهُم للعمل السياسى بديلاً عن الأحزاب التقليديّة، وبعيداً عن الإنتماءات بأنواعها ، ودارت الأيام ، إذ عاد الدكتور كامل إدريس بعد ترك المنصب الأُمَمى، ودعا لإجتماعٍ رتّب له الصحافى الكبير المُهندس عثمان ميرغنى بمكتب الأستاذ الصحافى محمّد لطيف بجامعة الخرطوم، وبرئاسته، وطُرحت فكرة (الوعاء) الجامع وتحمّس الحضور، لإنشاء (تيار سياسى) يطرح نفسه مُنافساً للقوى التقليديّة، ويأخذ موضعه طبقا لقانون الأحزاب والتنظيمات، وكان الأُستاذ عثمان ميرغنى قد تطوّع برعاية إجتماع عام، نواةً لجمعية عموميّة يترتب عليها تكملة المشوار. ولكن يبدو أنّ إجتماعنا ذاك كان (محضُوراً)، فنُصبت كل عراقيل الدنيا أمام دعوة الأستاذ عثمان ميرغنى، فأنفضّ السامر، وبقى عثمان ميرغنى مثلَ السيْفِ وحْدهْ. 
٥- فى منتدى على (فضائيّة أُم دُرمان)، فى برنامج (مطر الألوان)، ٢٠١١،إستضافنى الأُستاذ الإعلامى المرموق حسين خوجلى بمعيّة المُفكِر الدكتور على حمد إبراهيم، فى حِوارٍ عن (الدعوة للقبليّة) ما لها، وما عليها، وكان الحوار، والذى إمتدّ لأكثر من ساعتين، سياسِيّاً بإمتياز، حملنا ثلاثتنا فيه على تقاعُس (المثقفين) عن العمل السياسى فى أوعيِة جديدة تكون بديلاً للأحزاب التقليديّة ذات (الأرضيّة القبليّة) و (السقف الطائفى)، ومرّةً أخرى، لم يعقُب ذلك المُلتقى غير بعض التعليقات من بعض الصُحف اليوميّة، وكلها كانت مع الدعوةٍ لِ:- (الوعاء الجامع). 
٦- يعود الدكتور عمر فضل الله اليوم، واضعاً باقَةً من أهداف (الجبهة الوطنِيَّة المُوحّدة)، 
تسميةً أكثر شمولاً، وأهدافاً منتقاةٍ ومطهّرة من كل ما يدعو للِْبسْ فى الفهم، وهى – لعمرى – أهدافٌ تدعو للطُمأنينة وتبعثُ على الأمل، فالوطن فى أمسّ الحاجة لروحٍ وثّابةٍ وطمُوحٍ مفتُوحٍ على الأُفق، فالأحزاب ال :- ( بضعةٍ وثمانين ) حزباً، تتدافع على منصبٍ يضمن لرئيس الحزب مقعداً واحداً فوق مقطورة السُلطان، ولا عزاء لِوطَنْ.
٧- الدكتور عمر فضل الله، لسانُ صِدق، وأُذُنُ خير، وأفضل من يرفع القواعد من (الجبهة الوطنِيّة المُوحدة)، وهُو هادينا لوجهتنا.

اللواء م/ عثمان عبد الله

هذا الصنف – قصة قصيرة – عمر فضل الله


عاد إلى الشقة متأخراً وهو يخبئها في الجيب الداخلي الذي طلب من الخياط أن يفصله له في موضع خاص فالناس لا ينظرون إلى هذه المواضع عادة. صعد الدرج إلى الطابق الخامس في ذلك المبنى القديم ذي النوافذ المنخفضة. دخل شقته وأوصد الباب بالمفتاح، ثم عاد ليتأكد من إغلاق الباب مرة أخرى. أكمل دورتين للمفتاح وتركه في القفل من الداخل. 

– انتبه الصنف ده خطييييير.. 

مازال الحوار الذي دار بينه وبين صاحبه يتردد في أذنه. لكنه يعرف نفسه جيداً. جرب كل الأصناف لكنها لا تؤثر عليه فهو قوي كالثور. 

– المرة دي ما زي المرات الفاتت يا فردة.. عموماً أنا حذرتك وانت المسئول.

– ياخ ما مشكلة انت عملت العليك..

– يازول أنا باتكلم جد..

– هات هات. جيب ياخ.. ما تضيع لينا زمنا ساكت بالكلام الكتير. خطير علىّ أنا؟ قال خطير قال..

خلع قميصه وبنطاله وبقي بتلك الملابس الداخلية المهترئة. تذكرها فأخرجها من الجيب الداخلي. بحث عن الولاعة وأخيراً وجدها داخل حذائه.. جلس على الأرض. وأشعلها. أخذ نفساً عميقاً. ثم آخر. ثم أطفأها راضياً.. سعل سعلتين قبل أن ينفث الدخان. وحين نفث بقوة هذه المرة أحس به يتسلل من عينيه إلى الخارج. الدخان خرج من جميع فتحات وجهه. خيل إليه أنه خرج من أذنيه أيضاً.. لابد أن هذا صنف جديد لكنه قوي. أعجبته الفكرة. ابتسم.. وامتدت يده إليها لتشعلها مرة أخرى لكنه جبن.. بقي متسمراً على الأرض وبقيت هي في يده. رأى وجه المرحومة أمه. كانت هناك. مستندة إلى جدار الغرفة. رآها تضحك ملء شدقيها. فزع لكنه تمالك نفسه ولوح لها بيده ليسلم عليها لكنها اختفت دون أن ترد السلام. انتبه إلى أنه ما زال يلوح بيده بعد أن اختفت صورة أمه.. نهض متثاقلاً وذهب إلى الحمام.. نظر في المرآة فرأى وجهه بالمقلوب. كان شعر رأسه للأسفل وذقنه في الأعلى بدلاً من شعر رأسه.. وعيناه أسفل خديه… أجفل وخرج من الحمام.. عاد مرة أخرى ونظر في المرآة ولكن بتردد وحذر هذه المرة.. رأى وجه امرأة يطالعه من المرآة. لم تكن هي أمه .. ابتسم فابتسمت. فتح فمه ففتحت فمها خرج وعاد مرة أخرى ونظر مكان المرآة . فلم يرها هذه المرة. ولم ير المرآة.. فرك عينيه فلم ير شيئاً. مجرد ضباب كثيف.. في عينيه يحجب الرؤية.

تحسس طريقه إلى سريره. لم يعرف إلى أين يتجه. رأى بصيصاً من النور فاتجه نحوه.. ارتطم بشيء يشبه حافة السرير لكنه عال جداً.. لماذا ارتفع السرير هكذا فجأة ياترى. رفع رجله ليصعد. فوصلت بعد جهد كبير. أمسك بتلك الحافة الخشبية. ورفع رجله الأخرى ليضعها على السرير. لكنها انزلقت في الهواء. لماذا أصبحت المسافة إلى المرتبة بعيدة هكذا فجأة.. رأى أنواراً تصعد إلى الأعلى.. والنوافذ تطير مرتفعة إلى السماء بسرعة كبيرة. ونظر فرأى النجوم والقمر. كان الليل هادئاً، والناس نيام.. ولم تكن هناك أي أصوات إلا صوت ارتطام شيء بالأرض شيء سقط من نافذة الطابق الخامس لذلك المبنى القديم على أرض الشارع .. ثم سكون.

صحيفة ألوان – أنفاس الكلام – الثلاثاء 21 ربيع الأول 1438 الموافق 20 ديسمبر 2016

 

من زوايا الذاكرة – أدب الشوارع بقلم د. عمر فضل الله


حدث ذلك وأنا طالب في المرحلة المتوسطة. فحين كنا صغاراً ما كان أهلنا في القديم يتحرجون في إرسالنا للسوق لشراء اللحم والخضار أو للبقالة لشراء الملح أو الزيت والسكر أو كلما احتاجت أمي لشيء ما يلزمها في عملها كل يوم عند صنع الطعام أو عمل القهوة. ورغم أنني كنت أذهب متذمراً من تلك المراسيل في كل مرة لكونها تحرمني اللعب إلا إن كانت وراءها منفعة من أكل ونحوه أو بعض قروش مما يبقى من قيمة المرسال إلا أن هناك مرسالاً خاصاً كنت أنشط له جداً بل وأترقبه كل أسبوع وأفرح حين يأتي رغم أنني لم أكن أنتظر من ورائه عائداً مادياً. هذا المرسال كان هو مرسال القراءة كل يوم جمعة حين يدعوني أخي الأكبر علي أحمد فضل الله وفي يده كتاب أو رواية يتبادلها مع ثلاثي القراءة المشهور في العيلفون في ذلك الزمان: الأديب القاص الراحل أبوبكر خالد مضوي والأستاذ هشام إدريس الخليفة والأستاذ النور أو مصطفى أحمد المكاوي. كنت أنشط لهذا الأمر لأنني كنت أعلم أن فرصتي الوحيدة للمس وحمل تلك الكتب التي لم أكن أحلم باقتنائها أبداً هي حين أحملها من بيتنا إلى بيت الأديب القاص الأستاذ أبي بكر خالد في الحي الأمامي وقد كان رحمه الله يقيم في نفس بيت صهره القاضي عبد الرحيم صباحي. كان أخي يعطيني الكتاب لأذهب به إلى بيت أبي بكر خالد وأعود بكتاب آخر وذلك على طريقة التبادل بينهما وأحياناً أخرج بكتابين لأمر في طريقي على هشام الخليفة لأعطيه أحد الكتابين وآخذ منه آخر إلى بيت أبي بكر وبذلك تتاح لي الفرصة مضاعفة لاختيار أحد الكتابين وتصفحه في الطريق ولو أعجبني فإنني أجلس في ظل أحد البيوت لأقرأ ذلك الكتاب أو تلك الرواية. بهذه الطريقة كنت أقرأ الكثير من قصص وروايات إحسان عبد القدوس المنشورة كتباً أو المضمنة في مجلة روز اليوسف. ولأن القصة تكون طويلة أحياناً فإنني كنت أتصفح الكتاب أو أمر مروراً سريعاً على أحداث القصة فأقرأ سطوراً هنا وسطوراً هناك. ارتبطت روايات وأعمال الأديب إحسان عبد القدوس وكذلك مؤلفات الأديب نجيب محفوظ عندي بمعالم معينة في القرية فلا زلت أذكر أين قرأت رادوبيس أو زقاق المدق (قرأتها بين دكان ود البر وزقاق إدريس الخليفة) واين قرأت السراب أو تصفحت بين القصرين أو قصر الشوق أو السكرية ولا زالت اللص والكلاب تذكرني بكلب العم عبد الكريم الأمين في القرية حين أمر من بيتنا إلى بيت العم عبد الرحيم صباحي على طريق عبد الكريم الأمين. أستطيع أن أقول إنني قرأت السمان والخريف كاملة في الطريق لكنني تصفحت ثرثرة فوق النيل وميرامار وأولاد حارتنا ثم لم أتمكن من قراءتها بعد ذلك كاملة إلا بعد أن أصبحت طالباً في الثانوية العامة. ولهذا فلما أعدت قراءة هذه القصص والروايات ذقت لها طعماً خاصاً لأنها ارتبطت عندي بذاكرة التاريخ القديم في القرية وبالأماكن والطرقات. قرأت تلك الروايات والقصص متلصصاً وخائفاً أن يضبطني أخي الأكبر أو يعثر علَّى أحدهم في الطريق جالساً منهمكاً في القراءة. وأظن أن الأستاذ أبوبكر خالد قد لاحظ أنني أقرأ تلك الكتب أو أتصفحها لأنه كان دقيق الملاحظة وكان واضحاً أن تلك الكتب تصل إليه متربة متسخة وبصمات أصابعي مطبوعة في كل صفحة من صفحاتها لكنه كان ذا أدب جم فتجاهل ذلك ولم يسألني يوماً عن السبب. لست أدري هل يصح أن أطلق عليه أدب الشوارع أم لا لكنني فتحت عيني على قراءة الأدب في الشوارع.

عمر فضل الله

حوار الأديان في رواية (ترجمان الملك) للدكتور عمر  فضل الله! بقلم محمد العكام


          لا شك أن الأنماط الدينية التاريخية التي تتمتع بها رواية (ترجمان الملك) تجعل منها منظومة أدبية لوحدها، حيث أنه تتعدد بها الملامح الأدبية المختلفة، وأن من يقرؤها لابد له أن يعيد قراءتها مراراً وتكراراً، ليستنبط منها دهشة الحكي والسرد التي ترتاب مخيلتك وأنت تقرأ كل هذا الزخم الهائل من المعلومات عن المنسي من تأريخ السودان، ولكن الأدهى والأمر أن تحاول استقراء السهل الممتنع لهذه الأدبيات من مشروع د. عمر فضل الله الروائي وأنت قارئ بسيط.

          فمعنى الحوار في اللغة: مراجعة الكلام وتداوله، والمحاورة: المجادلة، والتحاور: التجاوب، وهم يتحاورون أي: يتراجعون الكلام، ومنه قولهم: لم يُحِر جوابا أي: لم يرد ولم يرجع الجواب؛ فمرجع الحوار للتخاطب والكلام المتبادل بين اثنين  فأكثر. والمعنى اللغوي العام للحوار هو مراجعة الكلام والحديث بين طرفين، فإذا أضيف إلى الأديان أصبح معناه ما يدور من الكلام والحديث والجدال والمناقشة بين أتباع الأديان، وهذا يدل على أن معناه عام متعدد الأشكال والصور والأنواع بحسب نوعية الكلام والمناقشة. أما مدلوله الاصطلاحي فهو مجمل غامض، لأنه يستعمل بأكثر من معنى، فهو يحتاج إلى بيان أنواعه والفروق بينها. فعبارة «الحوار بين الأديان» تشمل معنى صحيحاً ومعنى باطلاً يحتاج كل منهما إلى بيان وتوضيح.

          إن مسألة التأريخ تشكل دائماً النموذج الذي يملك المجتمع الدراسات الإنسانية وحقائق التأريخ في قوالب أدبية متعددة الإنتاج، لكن هنا في رواية (ترجمان الملك) شيئاً ما يتمرد علي العقل ويسرح بك الخيال ليمتزج مع الحقائق التي نقبها الراوي في الفترة ما بين 340 ميلادية إلي 600 ميلادية لتأريخ مملكة (علوة) المسيحية في عهد الملك (النجاشي) ملك الحبشة والعلاقات الإنسانية من مرحلة غامضة لتأريخ تم سرده بحرفية عالية من خلال التشويق والتسلسل الحدثي، والإبداع في الحوارات مما يجعلك أحد أبطال الرواية وأنت متاح لك الاختيار كيفما تشاء، وقد اتسمت الرواية بالتشخيص الإيجابي في النضج الفكري لصناعة الرواية ومنهجها الجيد الذي ينم عن عبقرية الراوي. وبحكم أنني لست ناقداً وكوني قارئاً بسيطاً استلهمت الرواية شغفه في أن يسبر غورها، أجدني أتقمص شخصياتها وأعيش دورها، وهي تضفي إلي حبي للدراسات الأدبية وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا الموفور بين طياتها، شيئاً من المتعة، ثم جذبتني لأعيش نوستالجيا عهد ذلك (النجاشي) الملك الذي لا يظلم عنده أحد كما قال سيد المرسلين سيدنا (محمد) عليه أفضل الصلاة والسلام، وهجرات المسلمين القادمين في عهده من مكة للاحتماء بمظلة عدالته هروباً من قبضة قريش وعذابها.

          لقد استطاع الراوي أن يجمع ما بين الكنيسة (المسيحية) والإسلام في قالب أدبي لحوار الأديان لتلك الحقبة من تأريخ السودان المنسي لــ(مملكة علوة المسيحية) وسكانها الذين كانوا يطلقون عليهم اسم العنج، وهو مؤرخ لا يشق له غبار في ذلك. ويحكي لنا بلسان (سيسي) ابن دلمار بن أرياط (ترجمان الملك النجاشي)، مستصحباً أدوات الشروح والتمحيص في حوار للأديان (Interpath) من خلال نصه المشبع بالخيال والحقيقة، لأن هناك شروط عديدة بين أصحاب الديانات المختلفة، كالدعوة إلي رب السموات والأرض، بالحكمة والموعظة الحسنة والابتعاد عن العنف وكل ما يؤدي له، والتعصب لفريق معين علي حساب فريق آخر، واستخدام العقل وجوهره في جميع الأمور، واعتماد أساليب البرهان الذي يحق الحق ويزهق الباطل. والإقناع أيضاً والإيمان الكامل بالدين ومبادئه الأساسية والأهداف التي جاء بها والتوسع باستخدام العلم في الحياة الدنيوية والدينية، والحث علي الاستقلالية في التفكير. كان دلمار بن أرياط (ترجمان الملك) هو النموذج للكنيسة عندما يأتي العرب إلي الحبشة بغرض التجارة أو غيرها، فأمية إبن أبي الصلت الذي ترك بناته في اليمن وجاء إلي (سوبا) ليحاور الأسقف حول المذهب الذي تتبعه الكنيسة في مملكة (علوة) _والمعروف أن أمية بن أبي الصلت موقفه من الرسول (ص) حينها_ كان مُحباً للسفر والترحال، فاتصل بالفُرس في اليمن وسمع منهم قصصهم وأخبارهم، ورحل إلى الشام في رحلات تجارية وقصد الكهان والقساوسة والأحبار وسمع وعظهم وأحاديثهم، وكان كثير الاطلاع على كتب الأديان والكتب القديمة فاطلع على التوراة والإنجيل كما أنه كان كثير الاختلاف والتردد على الكنائس ورجال الدين، وكان مُهتماً بيوم البعث والحساب والجنة والنار فكان يكثر من ذكرها بأشعاره وأسجاعه، وكان أحد رؤوس الحنفاء في الجزيرة العربية المُنادين بتوحيد الخالق ونبذ الأوثان وما دون الله. والحنيفية قبل الإسلام كانت مدرسة ناشئة تجديدية تأثرت باليهودية والنصرانية وأدركت الوضع السيئ لحال العرب الديني الجاهلي، فالتجأت إلى التوحيد والأمر بالارتقاء العقلي والأخلاقي والثقافة والتعلم، غير أن الأحناف لم تكن لهم عقيدة معينة فكانوا يختلفون بآرائهم ويجتمعون على التوحيد ورقي التفكير، وأمية بن أبي الصلت يُعد أشهر هؤلاء الأحناف مع قس بن ساعدة وورقة بن نوفل وعثمان بن الحويرث، وغيرهم. وهنا في رواية (ترجمان الملك) نجد كل ذلك وهو يجادل ويحاور الأسقف والكهنة حول تأريخ الكنيسة ليرد عليه رئيس الكهنة في (صفحة 26 ) من الرواية قائلاً :

(( أنت سمعت القصة المختلفة من أهل غزة يا ” إبن أبي الصلت ” وهم يزعمون البشارة وصلت إلينا عن طريق “متي” العشار حين أمره “بطرس” بالقدوم إلي بلادنا بعد بني كنيسة روما، في العام 62 لميلاد المسيح له المجد، لتنفيذ وصية المسيح بتلمذة جميع الأمم، ولكنني أؤكد لك أن هذه قصة لا أساس لها وأن “متي” تنيح قبل أن يصل إلي بلادنا، وأن من جاء إلينا بهذا النور هو جدي (فرمنتيوس)، بعد أن تمت رسامته من قبل (أثناسيوس) بطريرك الإسكندرية عام 326، وهو أول مطران لبلادنا. وأنت تعلم أنه بعد مجمع (نيقية) ثم مجمع (خلقيدونية)، عام 451 انفصلنا عن روما وغيرها وأنني كمطران لكنيسة علوة لا أتبع إلا للإسكندرية. ))

ثم قال رئيس الكهنة لأمية (صفحة 28):

أنا مندهش من إجتهادك من أجل معرفة عقائد الكنيسة ( يا إبن أبي الصلت ) مع أنك أخطأت فهمها. وعلي كل حال أنت حر في أن تعتقد ما تشاء، ولكن مذهبنا هو الحق الذي أقره مجمع “أفسس” منذ عام 431 ميلادية. … إلخ !

وكل هذا السرد، لم يكن مقنعاً لــ(لأمية إبن أبي الصلت) فجعله ضاحكاً وهو يقول لرئيس الكهنة أنني أتفق معك ولكن كان رأيه مغايراً لأن دلمار كان يترجم (الإنجيل) لأمية ولذلك كان يعتبر أن ترجمة دلمار للإنجيل هي الصحيحة حيث أن دلمار _ حسب ما قاله سيسي _ قال لكبير القساوسة (صفحة 81) من الرواية :

_ ((أنتم تقرأون في الكنيسة من نسخة وصلت إليكم من الإسكندرية وفيها نصوص مترجمة تخالف ما تعلمناه من الكهنة الذين توارثوا هذا العلم منذ عهد (فرمنتيوس السرياني) وتناسيتم الترجمة الحبشية الأصلية التي عمرها أكثر من مائتين وخمسين سنة والتي كتبها فرمنتيوس السرياني باللغة الآرامية لغة المسيح، واعتمدها عيزانا ملك أكسوم منذ العام 340 حين تحولت جميع بلادنا إلي المسيحية. وهي محفوظة عندي. هذه هي الترجمة التي يجب أن تسود في بلادنا وليست الترجمة القادمة من الإسكندرية يا نيافة الكاهن.))

ولذلك كان أمية يستنبط ويستوعب الدروس والمحاضرات من الكهنة والقساوسة عن الكنيسة  أكثر مما يقوله في المقارنة، وبالطبع هي ما كانت ترنو له حينها الكنيسة في ذاك الوقت لتنفيذ الوصية بأن الكنيسة تعلم الإنسان المحبة والتسامح والرفق والاهتمام بالإنسان والحياة واعتبار قدسية الحياة والحفاظ عليها من أجل سعادة الإنسان وأمنه ورفاهيته. والرواية مليئة بالأحداث التي تنقلنا بين طيات صفحاتها عن حوار الأديان. و حوار الأديان هو مصطلح  يُشير إلى التفاعل، والبناء الإيجابي  بين الناس من تقاليد دينية مختلفة، ومعتقدات روحيّة، وإنسانيّة سواء كان ذلك على مستوى الفرديّة، والمؤسسيّة، وهو يختلف عن التوفيق بين المعتقدات أو الدين البديل؛ حيث يتم في هذا الحوار تعزيز التفاهم بين الأديان أو المعتقدات المختلفة لزيادة قبول الآخر، بدلاً من تجميع معتقدات جديدة.

 فعندما زار (الزبير) مملكة (علوة) أخذه (سيسي) بن دلمار ليتجولوا في طرقات سوبا، فــ(الزبير) من أقارب الرسول (ص) وهو إبن خاله، ويصفه (سيسي) ( صفحة 87) من الرواية قائلاً :

(( كان (الزبير) مختلفاً عن كل من عرفتهم من الأصدقاء. لم تبهره روعة سوبا ومبانيها وحضارتها، ولا حتي كنيسة (مارية). ))

فكان الزبير صامتاً بليغاً في صمته، في تجواله مع (سيسي) إلي أن دخلا النيل، وقد يدلنا هنا الحوار التالي لما يشكل علاقة الإسلام بالتسامح بتشريح إيجابي للكنيسة، وأن الإسلام كان دائماً يعلم التسامح ويفرضه حيث وجد. هذا في حين أن بقية الأديان الأخرى، وبخاصة الأقرب إليهم كاليهودية والمسيحية، كانت متعصبة وغير متسامحة، عكس ما كان يتحدثون به، قال (سيسي) ظل الزبير صامتاً ولم يجبني، وخرج من الماء علي الشاطئ ومد يده وغرف من الماء، وذاقه ثم شرب، ثم اغتسل بنفس الطريقة التي رأيتهم يفعلونها في بيت (تانيشا).

_ أنتم تغتسلون كثيراً يا زبير! رأيتك تفعل هذا في البيت.

_ نتوضأ لكل صلاة! هكذا علمنا النبي.

هنا يريد الزبير أن يلقن (سيسي) بسلاسة أن نبيه، كيف كان يعلمه الدين الاسلامي، كما كان يشرح (سيسي) لأمية إبن أبي الصلت ماهية الكنيسة وما تحويه من تقاليد دينية.  قال الزبير بذات الحوار.

_ ولكننا نتوضأ للصلاة، بل نصلي هكذا مباشرة. هل نبيكم نصراني أيضاً يا زبير؟

_ لا لا .. نبينا مسلم ونحن مسلمون.

_ من هو هذا النبي؟

_ محمد بن عبد الله، هو رسول المسلمين! وهو إبن خالي، وزوج عمتي خديجة بنت خويلد.

_ أنت ابن عمة نبي ؟!

إنها دهشة الحوار والكتابة الإبداعية التي أمتعنا بها الراوي، والتسلسل في أحداثها بحيث أنك لا تستطيع أن تنفك منها، وهذا دلالة علي أن الراوي له إستراتيجياته في الكتابة، بالإضافة لأنه يمتلك ناصية من المهارات لتحقيق التواصل والإحاطة المعلوماتية الدقيقة من خلال الخيال والحقائق، للإقناع والتفاعل مع الآخرين داخل النص.

ثم يواصل (الزبير) الحوار مع (سيسي):

_ نعم .. أمي صفية بنت عبد المطلب، وأبوه عبد الله بن عبد المطلب.

وهكذا يسرح بنا الحوار والتخيل. سأل (الزبير) هنا (سيسي) بعد صمت وتفاصيل كثيرة:

_ هل (النجاشي) نصراني؟

_ نعم نعم وكذلك جدي وأمي وأنا.

وكأنما هنا يريد أن يمجد ويفتخر بديانة الكنيسة كما إفتخر له (الزبير) بإبن خاله (محمد) رسول المسلمين، صل الله عليه وسلم، ثم يستمر في مدح جده (دلمار) بأنه يذهب للكنيسة وهو يعرف الأناجيل ويقرأ الكتاب المقدس ، إنه بارع جداً  .. وهو يملك أقدم نسخة من الإنجيل في علوة. توارثها عن أجداده ولكن الكنيسة لا تقدر أن تنتزعها منه لأن لجدي نفوذاً كبيراً عند النجاشي.

          وهكذا تأخذنا رواية (ترجمان الملك) بين هذه الحوارات حتي نهايتها، ولا يمكن لهذا المقال تشريحها كلها، ولكن هذا غيض من فيضٍ كثير للغموض الذي يكتنف التأريخ في هذه الرواية بوصفه معرفة، والتأريخ بوصفه حدثاً هو علامة علي أن التأريخ عبارة عن طريقة منضبطة يريد أن يقولها لنا _  د. عمر فضل الله _ لتصور الماضي. إنها حقاً رواية مختلفة تماماً عما نقرأه في الساحات الأدبية. وهي من روايات التأريخ المشيد بروحية الحداثة والذي بدوره هو تأريخاً تنويرياً يستند إلي تقنيات كـ(البحث في الماضي) والسعي وراء أخلاقيات معينة أرادها الراوي أن تكون سياحية تاريخية روائية بتكنيك المحترف في الكتابة الإبداعية داخل قالب حداثوي كما قرأناه في هذه الرواية التاريخية (ترجمان الملك).

وختماً حاولت جاهداً من خلال هذه الومضة أن أجوس سريعاً مع (حوار الأديان _ Interpath) في ديار مملكة (علوة المسيحية) آخذاً نماذج خفيفة  داخل هذا النص من الرواية التي تجمع أيضاً أنماطاً أدبية أخري .

والله ولي التوفيق والمستعان

                                                                         محمد العكام

                                                                     كسلا _ السودان

                                                                   13/ ديسمبر 2016 م

حوار مع د. عمر فضل الله – صحيفة الأهرام 2/11/2016


15230559_1380220185345247_8466459878626350535_n

يشاع على نطاق واسع أنك من أبرز المرشحين لحقيبة ومنصب رئيس الوزراء.

نعم قرأت الشائعة المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن ترشيحي لمنصب رئيس الوزراء ضمن قائمة أخرى من التكنوقراط.

وماهي ردة فعلك؟

بالطبع أصابتني الدهشة لتداول هذه الشائعة التي جاءت في غير وقتها فسارعت لنفيها وانشغلت بالإجابة على آلاف الأصدقاء والمحبين الذين تواصلوا معي عبر هذه الوسائل لتأكيد أو نفي الشائعة واضطررت لتسجيل النفي بصوتي ونشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليتأكد الإخوة من عدم صحة ما تردد.

وهل هناك جهات رسمية من داخل الحكومة اتصلت بك أو تمت مشاورتك؟

لم تتصل بي أي جهة رسمية ولم تتم مشاورتي في هذا الأمر حتى الآن فالأمر لا يعدو كونه شائعة تم تداولها.

هل ستقبل بأي تكليف في الحكومة القادمة؟

إذا تم ترشيحي لأي مهمة في الحكومة المقبلة فبالتأكيد لن أقبل إلا وفق شروط معينة تضمن اصطحاب رؤيتي للحلول وبضمانات التنفيذ والنجاح لهذه الرؤية. أما الآن فلا أقبل أن أكون تنفيذيا لمخرجات حوار لم أشارك فيه ولم يشارك فيه أقراني من الكفاءات الوطنية المنتشرة داخل البلاد وخارجها.

هل تملك رؤية للإصلاح؟
في واقع الأمر أمتلك رؤية شاملة للإصلاح في البلاد ظللت أنادي بها منذ مجيء الإنقاذ وعملت من أجلها ما استطعت وحين اضطررت لمغادرة البلاد في منتصف تسعينيات القرن الماضي بقيت أنادي بها وأنا خارج السودان.

هل مازالت الفكرة باقية؟
بالرغم من مضي أكثر من عشرين عاماً فلا أظن أنه قد تبين للحزب الحاكم أو للقائمين على الأمر أن ما ظللت أنادي به طوال هذه الفترة هو المخرج لمشكلات البلاد السياسية والاقتصادية وغيرها فلو تبين لهم لتواصلوا معي بكل تأكيد لكن لا أعتقد أن المشكلة هي في عدم توافق الرؤى مع الآخرين.

بحسب الرؤية التي تمتلكها ماهي مشكلة السودان؟
أعتقد أن هناك مشكلة كبيرة في آلية النظام القائم للتواصل مع الآخرين وهذه المشكلة تجعل النظام غير قادر على حل مشكلات البلاد لأنه بعجزه عن التواصل قد عزل نفسه.

بمعنى أن ثمة مساحة شاسعة من التباعد بين النظام والآخرين؟
أكبر دليل على مقولتي هذه هو أن الحوار الأخير ظل حتى الآن منحصراً في الأحزاب السياسية والحاكم دون أن يتم تواصل حقيقي مع من يملكون رؤى وإمكانات إنقاذ البلاد وأسباب نهضتها وتقدمها.

هل كنت تتوقع أن يكون اسمك ضمن المرشحين لمنصب رئيس الوزراء؟

فوجئت بالشائعة وبصراحة لا أظن أنه من الممكن أن يعرض على أي منصب في الحكومة القائمة وذلك نظراً لما قدمته من أسباب. وسوف أكون متفاجئاً أكثر لو غير القائمون على الأمر نظرتهم فتواصلوا معي أو عرضوا على أي منصب من المناصب لأن هذا سيكون ساعتها مؤشراً إيجابياً ودليلاً على التعافي والبدء في التفكير السليم نحو المضي في المسار الصحيح لإنقاذ البلاد.

هل منصبك الحالي تطوير لحكومة الالكترونية في دولة الامارات هو المحفز لاختيارك للحكومة الجديدة؟

بالتأكيد لا فعملي في تطوير الحكومات الإلكترونية ليس بدعاً ولا جديداً فقد عملت على تطويرالحكومة الإلكترونية للسودان في عام 1990 وسبقت بذلك جميع حكومات العالم بما فيها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية كما أنشأت مؤسسات التخطيط الاستراتيجي للبلاد وغير ذلك من المشاريع الوطنية المعلومة للجميع.

إلى أي شيء تعزي طرح أسماء في الوسائط والقول بأنك ضمن وزراء الحكومة القادمة؟

أعتقد أن الشائعة هذه مردها إلى أسباب كثيرة فقوائم الترشيحات مجرد تكهنات من أشخاص لديهم أشواق لرؤية حكومة تكنوقراط في السودان لأنها هي الحكومة التي تقود الإصلاح الحقيقي.

كيف تنظر للقوائم المتداولة في الأسافير؟
القوائم المتداولة وفقاً للشائعة  لا تتوافق مع ظروف بلد يعاني من الديون بالمليارات وهو بلد غير منتج. والطريقة الصحيحة المعتادة هي أن رئيس الجمهورية هو من يقوم بتعيين رئيس الوزراء ثم يكلفه بتشكيل الحقيبة الوزارية ويقوم بتشكيلها بالتشاور مع رئيس الجمهورية والجهات المختصة.  علماً بأن الحكومات تشكل لأهداف معينة فهناك حكومات تهدف لإنشاء البنى التحتية وهناك حكومات تهدف للتركيز على التنمية الزراعية أو الصناعة وغيرها. وبهذا يكون التركيز على الرؤية والرسالة والأهداف والبرامج وليس على الأفراد.

هل أنت على تواصل مع الحزب الحاكم؟

لست على تواصل مع الحزب الحاكم ولم تتم مشاورتي بواسطة أي مسئول في الحزب الحاكم لكن تواصل معي بعض المسئولين في الدولة للسلام والتحية فقط.
يقال إنك أحد كوادر الحركة الإسلامية.

أنا مواطن سوداني وأعتبر نفسي شخصية قومية وليس لي لون سياسي ولا انتماء فأنا أمثل السودانيين جميعهم خارج الوطن.

ولماذا أنت بعيد عن الساحة السياسية طيلة هذه الفترة؟

لأنني لا أمارس السياسة ولا أنتمي إلى السياسيين ولا يمكن تصنيفي كناشط سياسي.

ومارأيك في الحوار الوطني والوثيقة الوطنية؟

رغم أن رأيي قد لا يعجب النظام القائم ولا المتحاورين لكنني سأقوله للفائدة العامة ولمصلحة البلاد ففي رأيي أن الحوار الحالي هو حوار قد دار بين غير أهله ومع غير أهله فهو حوار الأحزاب والحركات المسلحة والسياسيين الذين أعتبرهم مسئولين عما حاق بالبلاد من مشكلات عبر السنوات الماضية، وهو حوار قد عزل بقية الشعب عن المشاركة الحقيقية وبالطبع لم أكن واحداً من المشاركين في الحوار ولم أدع إليه ولم أشهده وأنا لست متفائلاً بمخرجاته ليس لأنني لم أشارك فيه ولكن قناعاتي هي نتيجة لما قرأته وتابعته وبما أن الأيام القادمة ربما تشهد تنزيل هذه المخرجات إلى أرض الواقع فلننتظر هذه النتائج قبل أن نحكم على الحوار ومخرجاته.

في اعتقادك ماهو الدافع في وجود اسمك ضمن قائمة المرشحين لحكومة الوفاق الوطني؟

الناس اعتادوا على تداول أسماء وشخصيات معينة بين يدي أي تغيير سياسي أو وزاري. وفي تقديري أن هذه الشائعة المتداولة تدخل ضمن هذا وربما تهدف لاستبيان الرأي العام في شخصيات معينة قد أكون أنا واحداً منها أو أنه عمل أمني لجس نبض الشارع السياسي وقراءة ردود الأفعال أو قد يكون لا هذا ولا ذاك بل مجرد أشواق وأماني لبعض الإخوة الذين يتمنون الإصلاح الحقيقي للبلد عبر ترشيح أفراد معينين.  وقد اعتدنا على مثل هذا في وسائل التواصل الالكتروني.

خلال حضورك الاخير للسودان عقدت عدداً من الندوات هل تعتقد ذلك نوعاً من النشاط السياسي؟

عقدت ندوات علمية وفكرية وثقافية وأدبية طرحت من خلالها مشروعي الثقافي المتمثل في التوثيق لتاريخ السودان من خلال العمل الروائي كما قدمت محاضرات علمية عن فيزياء الكم ومحاضرات أخرى ثقافية متنوعة كما قمت بإطلاق روايتي الأخيرة نيلوفوبيا بالإضافة إلى مناشط حوارية أخرى في الصالونات الأدبية والملتقيات.

رئيس الوزراء الإسفيري عمر أحمد فضل الله لـ”اليوم التالي”


حوار الزين عثمان – صحيفة اليوم التالي – السبت 26 نوفمبر 2016
** عقب انتهاء ماراثون الحوار الوطني وبدء الحديث عن تشكيل حكومة جديدة حملته الأسافير إلى منصب رئيس الوزراء, عمر أحمد فضل اسم بدا وكأنه يأتي من خارج الصندوق السياسي المعروف فهو ينفي عن نفسه صفة الحزبية ويبدلها بصفة الانتماء لهذه الأرض. يقول الرجل الذي يشغل منصب مدير المشروعات في حكومة أبو ظبي الإلكترونية إنه علم باختياره رئيساً لوزراء حكومة السودان من تطبيقات هاتفه الذكي.. لا يرفض فضل شغل المنصب لكن وفقاً لشروطه هو.. يقول لا يمكن أن أكون رئيساً لوزراء يتم فرضهم عليّ فلا يمكن إنجاز إصلاح وتغيير باستخدام ذات أدوات الفشل القديمة. وبصرامة يجزم “سأقبل بالمنصب شريطة أن أختار أنا من يعمل معي”.
في حواره مع (اليوم التالي) بين ساحات معرض الشارقة للكتاب بدا ابن العليفون قانعاً من خير يأتي من قبل الحكومة أو تدفع به المعارضة للشعب، معتبراً أن الصراع الذي يدور الآن هو معارك في غير معترك كل ما تفعله أنها تزيد من الاحتقانات الموجودة حيث لا يبدو هناك حل يلوح في الأفق.. يصر عمر على أن العلاج ممكن فقط بإعادة تعريف السياسة كفعل هدفه الرئيس تحقيق تطلعات الناس وليس الجلوس على صدورهم.
ينزل عمر فضل من كرسي السياسي ليجلس في مقعد الراوي؛ يقول صاحب ترجمان الملك وصويحباتها إن الرواية عنده ليست إعادة لكتابة التاريخ وإنما هدفها الرئيس إزالة الغبار العالق بتاريخنا وكتابته كما هو والانتقال به لصناعة مستقبل في وطن صالح للحياة. يؤكد أيضاً على أن الحديث عن إنجاز مشروع الحكومة الإلكترونية في البلاد على درجة عالية من الصعوبة لكنه ليس مستحيلاً في حال نجحنا في إنجاز بنية تحتية سليمة.. لا يمكنك أن تقيم حكومة إلكترونية “عشان تقع” بمجرد إنقطاع التيار الكهربائي. أيضاً لا يمكنك أن تحلم بحكومة إلكترونية في وسط يحارب الشفافية.
الكتابة.. السياسة.. الأحلام والبلاد ذات التاريخ الضارب في الجذور.. هجرة المسلمين الأوائل إلى (سوبا) وإبحار الوطن الكبير نحو المستقبل، كانت هي أجندة حوار مع رئيس الوزراء الإسفيري عمر أحمد فضل الله تقرأون تفاصيلها في الحروف القادمة:
* تم نشر حكومة على الأسافير وكنت رئيسا لوزرائها؟
– دعني أخبرك أن هذه الحكومة وجدتها مثلكم في الأسافير وتم إرسالها لي عبر الواتساب هذا الأمر لم يتخذ الشكل الرسمي (مافي زول اتصل بي) بشكل رسمي لتولي منصب رئيس الوزراء في البلاد.
* ألم تصلك دعوة للمشاركة في فعاليات الحوار الوطني ؟
– وصلت دعوة من مسؤول ملف الحوار الوطني فيما يتعلق بالمقيمين في الخارج ولم أستجب لها ولم أشارك في مداولات الحوار الوطني التي لا أظن أنها ستأتي بجديد يقود السودان نحو الاستقرار المنشود والمنتظر ففي معركة السلطة والمعارضة يبدو الاهتمام بقضايا الناس خارج أولويات التفكير.
يعني هذا عدم موافقتك على شغل منصب رئيس الوزراء؟
إن أصبح الأمر حقيقة سأقبل بتكليف أن أكون رئيساً للوزراء فمهما كتب علينا الابتعاد فإنه في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح والمؤكد أن هذه الأرض لها جمائل علينا سابقة وعلينا لها فاتورة يجب دفعها سأعود لأشغل منصب رئيس الوزراء ولكن وفقاً لشروطي.
عن أي شروط تتحدث؟
هو شرط واحد وهو أن يوكل لي كل الأمر فلن أعود لأكون رئيساً لوزراء أجد أسماءهم في لستة موضوعة سلفاً ولا يمكنني العمل مع من امتهنوا الفشل طوال السنوات السابقة فلا يمكنك أن تصنع إصلاحا باستخدام ذات أدوات الخراب القديمة، إن تمت الموافقة على هذا الشرط فإن نداء الوطن واجب الاستجابة.
بظنك لأي مدى يمكن أن تتوفر هذه الشروط؟
عني لا أطمح في التنازل الطوعي من قبل الحاكمين عن السلطة فهو أمر بعيد المنال في الوقت الراهن ولا يمكن تحققه بين ليلة وضحاها وأن عملية الحوار الوطني لا تعدو سوى كونها لفة في مضمار طويل يتسابق فيه الجميع نحو الكراسي ولا يرغبون في تحقيق إصلاح حقيقي وهو ما لم يتحقق إلا بوجود رجل تعلو عنده قيمة الوطن على ما سواها ليخلِّص البلاد من ويلات الحكومة ونيران المعارضة.
لكنك يا دكتور كنت جزءا من هذه الحكومة في وقت سابق؟
يمكنني أن أقسم أنني لم أنتم في وقت لمنظومة سياسية حزبية ولا أظنني سأنتمي إليها بعد هذا العمر، من يقول إنني حزبي عليه أن يأتي بالدليل على ذلك، أنا أنتمي فقط لهذا الشعب السوداني.
لكنك عدت إلى البلاد مع مواقيت عودة الإسلاميين عقب انقلاب الإنقاذ؟
نعم ذلك صحيح عدت لإحساسي بأن الوطن يحتاج مهاراتي وأنه بإمكاني أن أقدم له شيئاً ولم أكن لأرفض الاستجابة لنداء المشروع الإسلامي في ذلك الوقت فأنا تنحدر جذوري من منطقة العيلفون ذات الإرث الإسلامي العريق.
هل وجدت المشروع الإسلامي من خلال ممارسات السلطة الجديدة ؟
للأسف لم يتحقق ذلك الهدف والدليل على ذلك أنني حزمت حقائبي وعدت من حيث أتيت، لكن الإخفاق الذي صادف أداء المجموعة  الإسلامية يعبر عن إخفاق للقيم الإسلامية في تحقيق معايير العدل والمساواة والشفافية وسيادة حكم القانون. كما أنه لا يمكننا أن نخرج إخفاق سلطة الإنقاذ من الإطار العام الذي لازم النخبة السياسية السودانية منذ الاستقلال وحتى الآن فقد كتب علينا الدوران مع ساقية الفشل.
ما الذي حدث في تلك الفترة وجعلك تغادر البلاد؟
لم تكن الأوضاع مواتية للعمل في تلك الفترة، كانت المشكلات توجد في أي مكان ربما كان هناك من لا يرغب في إعادة بناء الوطن على أسس الشفافية والمحاسبة وتحديد الأولويات في سبيل ذلك كانوا يحاربون من يتخذ طريقاً مختلفاً، على كل أنا راض عما قدمته في تلك الفترة وعن المشاريع التي طرحتها مثل مشروع التعداد السكاني في بداية التسعينات وإنشاء مركز الدراسات الإستراتيجية رغم أنه في نهاية المطاف تم سلبي حتى الحق الأدبي فإنني صاحب هذه المشاريع وتم نسبها لآخرين وهي كانت المشروعات الأولية من أجل إنجاز مشروع الحكومة الإلكترونية.
هل يعني أنك خرجت من البلاد مغاضباً؟
كانت واحدة من أسباب مغادرتي البلاد هي محاولتي اللحاق بما استجد من تكنولوجيا فوظيفتي في مجال التقنية كانت تتطلب مني مغادرة السودان حتى لا أكون خارج الزفة، ففي ذلك الوقت كان السودان خارج حسابات التقنية، لذلك غادرت البلاد من أجل اللحاق بالتطورات التكنولوجية الهائلة.
أنت الآن مسؤول الحكومة الإلكترونية في الإمارات، لماذا لم يتم هذا الأمر هنا؟
أولاً ثمة اختلاف كبير بين البيئة في الإمارات والبيئة في السودان من حيث عملية الاستقرار السياسي وحالة التماسك الاجتماعي ما جعل الإمارات تتقدم، هو ذاته ما قاد غيابه إلى تأخر السودان دون أن يعني هذا إهمال عوامل أخرى، فتعريف دور الحكومة في الإمارات يبدو مناقضاً تماماً لتعريفها في السودان، وكذلك الأدوار المنوط بها غياب الصراعات السياسية والرغبة في العبور نحو المستقبل كانت هي وصفة النجاح للتجربة الإماراتية بالإضافة لعملية حشد الخبراء من مختلف أنحاء العالم.
يعني هذا استحالة تطبيق مشروع الحكومة الإلكترونية في السودان؟
تطبيق مشروع الحكومة الإلكترونية يتطلب مجموعة من الإجراءات والبرامج التي يجب تنفيذها وهو ما يحتاج لبنية تحتية على الأرض وهو ما لا يتوفر في السودان، لا يمكن تنفيذ حكومة إلكترونية في بلد لا يتوفر فيها استقرار للكهرباء، هذا يعني أن ترمي أحلامك فوق السراب، أن تنجز حكومة إلكترونية فأنت محتاج إلى سودان مختلف عن الموجود الآن.
لكن السلطات تتحدث عن قطع أشواط بعيدة في مشروع الحكومة الإلكترونية؟
هذا الأمر لا يعدو سوى كونه حديثا للاستهلاك الإعلامي لا أكثر ولا أقل وربما محاولات لصرف أموال جديدة دون نتائج على أرض الواقع، في بداية التسعينات خضت معركة لإدخال البلاد في الإنترنت باعتباره خدمة تقدم للبلاد وحتى لا يصبح السودان خارج البيئة الدولية في الاجتماعات، كان البعض لا يرى في الإنترنت إلا أداة من أدوات التجسس على البلاد والتي يجب مكافحتها. إلا أنه في آخر المطاف تدخل الرئيس البشير وحسم الأمر بضرورة تنفيذ المشروع.
برأيك، ما السبب في مواجهة الحكومة الإلكترونية؟
لنعد للوراء قليلاً فيما يتعلق بالمعركة التي خاضها البعض ضد تنفيذ مشروع الإيصال الإلكتروني حتى لا يصبح حقيقة، الحكومة الإلكترونية في معناها الأخير تعني الشفافية الكاملة أي بكبسة زر يمكنك أن تعرف كم دخل خزينة الحكومة وكم خرج منها وأين تم صرف هذه الأموال، من يرفضونها يرفضون أن تخرج أموال الشعب إلى النور.
يعني قولك هذا أن ننسى تطبيق حكومة إلكترونية في بلادنا؟
يجب نسيانها في حال استمرت الظروف على ذات المنوال، الانتقال نحو الحكومة الإلكترونية يتطلب بالضرورة تغيرات على المستوى السياسي ووجود سلطة بأفكار جديدة تتجاوز الصراع القديم وتنحو نحو البناء.
لكنك تبدو قانعاً من تحول تصنعه الحكومة أو آخر يأتي عبر المعارضة؟
هذا صحيح، الحكومة لا تملك حلولاً والمعارضة لا يبدو حالها أفضل علينا من أجل إيجاد حل ناجع أن نخرج بالبلاد من هذا الصندوق، الحل في إيجاد قائد جديد يكون خارج هذه البيئة ويحمل تطلعات الأمة السودانية ويعيد البلاد إلى تاريخها الزاخر.
من أين لنا بمثل هذا الشخص؟
حواء السودان ما تزال ولودا، ثمة كثيرون يمكنهم تحمل المسؤولية وإعادة البريق إلى البلاد وإلى شعبها.
ومن أين له بوصفة النجاح؟
من قال إن هذه البلاد تفتقد الموارد التي تجعلها الأولى على نطاق العالم؟ ما يوجد في السودان لا يوجد في أي مكان آخر يعني ممكن من خلال العودة إلى الزراعة أن يعود السودان إلى مصاف البلاد المتقدمة إعادة النظر في السياسات التاريخية هو الطريق نحو المستقبل.
لكن البعض يقول إن هذه البلاد مستهدفة عبر العقوبات؟
هذا الأمر صحيح، ولكنه يتطلب أيضاً إعادة النظر في تعريف العلاقات الدولية باعتبارها علاقات مصالح، نعم أمريكا تفرض ضغطا على الخرطوم منذ عشرين عاماً لكن في ظل هذا الضغط فإنها تضطر لرفع يدها باستثناء الصمغ العربي لأنها تحتاجه، لماذا لا نستخدم نحن هذا الكرت الذي نملكه؟ يمكننا أن نطالب من يريد الصمغ أن يمنحنا بديلا عنه أو في حالة العدم فليقيم مصانع صناعته داخل البلاد. من غير المنطقي أن تعيش البلاد أزمة تتعلق بالدواء ومعظم الأدوية يدخل فيها الصمغ الذي ينبت في أراضيها.
هل يهرب عمر من السياسة إلى الرواية ؟
لا الرواية نفسها هي أداة من أدوات تحقيق مشروعي الذي أحلم به مشروع السودان الكبير بتاريخه وجغرافيته وموارده.
في روايتك ترجمان الملك تبدو وكأنك تكتب تاريخاً جديداً ؟
ليست محاولة لكتابة تاريخ جديد بقدر ماهي محاولة لإزالة الغبار العالق بتاريخنا القديم، ترجمان الملك يحكي عن الهجرة الإسلامية الأولى التي هبط من خلالها المسلمون الأوائل في أرض سوبا القديمة وتأكيد على أن قيمة العدالة في أصلها سوداني ويجب أن نعود إليها.

هل هناك طقوس معينة في الكتابة؟
الكتابة مثلها والحياة تحتاج مقومات لكي تعاش فكلما توفرت الإمكانيات للكاتب كلما أصبح أكثر قدرة على الإبداع والتميز دون أن يرتبط الأمر بجغرافية معينة أو مكان.
يطلق عليك البعض اسم الطيب صالح الجديد؟
هذا أمر يبعث السرور فالطيب صالح كان نسيجاً إبداعياً لوحده وكان سودانياً حد الاكتمال، أن يتم وضعك في مقارنة مع شخص مثل الطيب فهذا يعني أنك تمضي في الطريق الصحيح ويمكنك أن تصل إلى ما تريد، أنا ما زلت مزهواً بلقاء جمعني بصاحب موسم الهجرة إلى الشمال في تسعينات القرن الماضي بلندن وخاطبته بطريقتي في الكلام حيث كنت أخلط الدارجي السوداني بالعربية الفصحى فعلق ضاحكاً ( تعرف طريقتك في الكلام زي محاولات انتماء السودانيين بأنسابهم للعرب والعروبة مع أنهم عارفين لاهم عرباً خُلص ولا هم أفارقة خلص وقدر ما يحاولوا يتفلفصوا من افريقيتهم لونهم ده يخذلهم. ثم ضحك بصوت وقال: لكن أنت فصيح وفصاحتك تعجبني) أنا أحاول توظيف هذه الفصاحة لخدمة الرواية وتوظيف الرواية لخدمة القضايا التي أومن بها وعلى رأسها هذا السودان.

احتفائية الصحافة برواية نيلوفوبيا – عمر أحمد فضل الله


عمر أحمد فضل الله و رواية «نيلو فوبيا»
احتفائية الصحافة بالإصدارات والكتاب

كتب أحمد عوض لجريدة الصحافة
احتفى الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين أمانة السرد والنقد وامينها الناقد محمد الجيلاني ودار مدارات لصاحبتها الناشرة الشابة سناء ابو قصيصة ظهر الاربعاء الماضي بصالة المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون بصدور رواية الكاتب الدكتور عمر أحمد فضل الله الصادرة عن دار مدارات وتحدث حول الرواية الناقد الاستاذ عز الدين ميرغني الذي اشار الى انها رواية واقعية تحكي قصة مأساة غرق الباخرة العاشر من رمضان في بحيرة النوبة بشمال السودان وجنوب مصر وعلى متنها 60 طالبة من ثانوية الجريف شرق ومعهن إدارة المدرسة في ثمانينات القرن الماضي. تدور أحداث الرواية في ـ العيلفون ـ تلك القرية التاريخية التي تعتبر أنموذجاً حياً وشاخصاً لأنماط الحياة في القرى السودانية في تلك الفترة، نيلوفوبيا تحكي قصة حياة أحد الشباب والمؤثرات الاجتماعية التي شكلت شخصيته وحادث غرق صديق الطفولة الذي أوجد في نفسه رهاب النيل وظل ملازماً له طوال حياته كما تقدم وصفاً واقعياً لحياة الطفولة في تلك المنطقة وجوانب من الحياة الطلابية والمدرسية والحياة السياسية والتاريخية للمنطقة وتربطها بحاضر وحياة سكانها، كما تضمنت الرواية وصف الرحلة بالقطار من الخرطوم إلى مصر وجوانب الحياة الاجتماعية في منطقة شمال السودان وارتباط تلك القرى والمدن بالسكة الحديد والمسافرين كما وصفت بعض الأماكن التاريخية والأثرية في القاهرة وجنوب مصر ووصفت في مشاهد مروعة حادث غرق الباخرة وما تلاه من أحداث، الرواية مليئة بالجوانب الإنسانية في لغة شاعرة وأحداث متتابعة تشد القاري.

وأشار عز الدين ميرغني الى ان الرواية حوت ملامح السيرة الذاتية يتمثل ذلك في ان الكاتب ذكر اسماء لاماكن واشخاص باسمائهم الحقيقية وأكد انه لابد من التفريق بين التخييل والواقع حتى يتم تجنيس العمل الى رواية او غيرها، إذا كانت الرواية في أحد تعريفاتها هي الفن الذي يُوفق ما بين شغف الإنسان بالحقائق وحنينه الدائم إلى الخيال، فالنص السردي إذاً يقوم على اقتناص الأحداث الواقعية وبلورتها وتحويرها لكينونة لغوية تحيلها من الواقعي إلى الجمالي في إطار بنية سردية محكمة، عادة ما تتضمن النصوص الأدبية هوية كاتبها، لكنها في المقابل لا تملك حداً فاصلاً واضحاً وملموساً بين الواقع والخيال، أو بين الخيال الذي يصير واقعاً، والواقع الذي أمسى أكثر غرابة من الخيال.

صحيفة الخليج: توقيع رواية نيلوفوبيا وتواجد متنوع من القراء والمثقفين في معرض الشارقة للكتاب



الشارقة: «الخليج»

حفل يوم أمس الأول بقائمة كبيرة من الكتَّاب الذين قاموا بتوقيع مؤلفاتهم في الركن المخصص بالتوقيعات في المعرض، في شتى صنوف المعرفة في الأدب والعلوم.
وقع رئيس مجلس الشارقة للتعليم، عضو المجلس التنفيذي ورئيس جمعية المعلمين في الإمارات الدكتور سعيد مصبح الكعبي كتابه «تحديات تنفيذ استراتيجية وزارة التربية (2010-2020) من وجهة نظر مديري المدارس». حرص مؤلف الكتاب على التفاعل المباشر مع جمهور القراء والمثقفين والمتخصصين في الدول الخليجية والعربية والعالمية ومناقشة أفكاره التي يطرحها والاستماع والتعرف إلى ردود أفعالهم ورؤاهم بشأن القضايا والتصورات التي يحتوي عليها، لا سيما أنه يناقش شأناً مجتمعياً مهماً وهو قطاع التعليم في الدولة.
اشتملت التوقيعات على رواية «سطحي» للإماراتي محمد السركال وصدرت باللغة الإنجليزية «Shallow» وهي تتناول قصة كلوي، الفتاة الشابة الخجولة التي تعيش مع والدتها وشقيقها الأصغر هانك في مدينة روستوك الألمانية، وتحرص على حماية شقيقها الأصغر طوال الوقت، ويروي الكتاب أفكارها وتجاربها أثناء سفرها في رحلة للبحث عن هويتها واكتشاف ذاتها.

 وعن دار «مداد» الإماراتية وقعت الروائية اللبنانية، د. سعاد صليبي، على «سأعاتبك في الليل»،
بدوره وقع الروائي الجزائري واسيني الأعرج روايته الجديدة «حكاية العربي الأخير»، إضافة إلى عدد من أعماله القديمة التي صدرت حديثاً.
وشهدت أروقة الركن توقيع ديوان «يا إمارات» للدكتور شهاب غانم، و«نصف البرجر» لبراءة العزاوي، و«بوليفارد» لجمال السميطي، ورواية «هايبر» لعلاء عبد الهادي، ورواية «ذاكرة الكورفيدا» للخطاب المزروعي، وكتاب «ومضات استراتيجية من المنجزات العلمية لمركز بحوث شرطة الشارقة خلال الأعوام 2010 2015» للرائد عبدالله محمد المليح، وديوان «ممكن جداً» لدايا إلياس، ورواية «أقدار البلد الطيبة» لعبدالله الوصالين الذي وقع أيضاً مجموعتين قصصيتين جديدتين هما «وميض الأزمنة المتربة»، و«أمشاج»، ورواية «نيلوفوبيا» لعمر فضل الله، وكتاب «المصرفية الإسلامية مفاهيمها وخصائصها وتطبيقاتها» لإبراهيم العبيدي.
وقع باسل عبد العال ديوانه «لا شيء فيك سواي» ومحمد الغنيري ديوان «عطرها»، وفاطمة عطفة «هدهدات مريم»، بينما وقع القاص علي الجاك مجموعته القصصية «غيوم وحجارة»، وعلي الكنعان مجموعته الشعرية «غيوم الخشخاش»، ومحمد ثلحي «قصب الملح»، ومنى كامل تركي «جرائم الاعتداء على الأطفال»، وجورج يرق روايتي «حارس الموتى»، و«ليل»، بينما وقعت جيهان جلال «دمى وأزياء من عالم ألف ليلة وليلة»، كما وقعت بدرية الشامسي كتابها «حاسة كاذبة جدا»
وفي ديوانه «يا إمارات»، يتغنى د شهاب غانم بدولة الإمارات، يبذل الحب قصائد على جنبات الوطن، ويتغنى بإماراتها، ويمجد قياداتها، وشهداءها الذين بذلوا الدماء في سبيل عزتها ومجدها.
أما «ومضات استراتيجية من المنجزات العلمية لمركز بحوث شرطة الشارقة خلال الأعوام 2010 2015»، فيسلط الضوء على أداء مركز بحوث شرطة الشارقة خلال خمس سنوات ماضية، وتحليل الوضع الراهن للمركز، ووضع خطة استراتيجية شاملة ومتوائمة مع الرؤية الاتحادية.
وتتميز رواية «هايبر» لعلاء عبدالهادي بأنها تجمع بين الرواية والسيرة الذاتية، وتعتبر الأولى من نوعها في المكتبة العربية، تحكي قصة أب مع ابنه وهو الطفل الذي يعاني فرط النشاط الحركي، والرواية تنبه الأهالي إلى خطورة هذا المرض الذي قد يؤدي إلى إيذاء الطفل نفسه، فمحاولة استيعاب هذا المرض من قبل الأهل ضرورية، والكتاب يرصد بأسلوب أدبي معاناة الأسرة مع هذا الطفل، حتى استطاعوا أن يعبروا به إلى بر الأمان وأصبح مهندساً متخصصاً في أدق فروع «الميكاترونكس».

حكومة الواتساب من الذي شكلها؟ – محمد عبد الله برقاوي


[fusion_builder_container hundred_percent=”no” hundred_percent_height=”no” hundred_percent_height_scroll=”no” hundred_percent_height_center_content=”yes” equal_height_columns=”no” menu_anchor=”” hide_on_mobile=”small-visibility,medium-visibility,large-visibility” class=”” id=”” background_color=”” background_image=”” background_position=”center center” background_repeat=”no-repeat” fade=”no” background_parallax=”none” enable_mobile=”no” parallax_speed=”0.3″ video_mp4=”” video_webm=”” video_ogv=”” video_url=”” video_aspect_ratio=”16:9″ video_loop=”yes” video_mute=”yes” video_preview_image=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” margin_top=”” margin_bottom=”” padding_top=”” padding_right=”” padding_bottom=”” padding_left=””][fusion_builder_row][fusion_builder_column type=”1_1″ layout=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” border_position=”all” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”small-visibility,medium-visibility,large-visibility” center_content=”no” last=”no” min_height=”” hover_type=”none” link=””][fusion_text]

10-29-2016 10:24 AM
طالعنا بالأمس عبر الأسافير وتحديداً على الواتساب .. قائمة طويلة من أسماء لرجال ونساء قيل أنهم المرشحون لحكومة مرحلة ما بعد الحوار الوطني ..وقد ضمت أكاديمين وتكنوقراط و حزبيين معروفين .. حيث ورد إسم الدكتور عمر فضل الله مرشحاً لرئاسة الوزارة وهو شخصية غير معروفة على المستوى السياسي .. ويعمل حاليا مستشارا لحكومة دبي الإلكترونية !

بينما تم تسمية الدكتور محمد طاهر ايلا .. نائبا لرئيس الوزراء ووزيراً للإسكان والتخطيط العمراني ..واسندت حقيبة المالية للدكتور بشير عمر والذي كان قد شغلها إبان إحدى الحكومات قبل إنقلاب الإنقاذ وهو الى جانب أنه خبير إقتصادي يعمل لدى البنك الدولي .. فمعروف كعضو بارز بحزب الأمة ومن المقربين للإمام الصادق المهدي ..وعاد الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل من جنيف ليشغل منصب وزير الإستثمار في التشكيلة المزعومة… الدكتور العبيد الحسن وزيرا للنفط ويعمل حاليا مستشارا نفطيا بالسعودية.. أما السيد مبارك الفاضل المهدي فقد تنحى له البروفيسور ابراهيم أحمد غندور عن حقيبة الخارجية ..السيد ابراهيم الميرغني وزيرا للإعلام وهذا يعني أن صاحبنا أحمد بلال قد راح في شربة مية..د/ مبارك خلف الله سيتولى وزارة الزراعة والذي يعمل الان مستشارا لمؤسسة خليفة بدولة قطر ..أما كرم الله عباس والي القضارف المتمردالسابق والمزارع الذي شق عصا الطاعة عن المؤتمر الوطني فسيتولى نيابة وزير الزراعة ..وزارة التعليم العالي اسندت لزميلنا الصحفي السابق والأستاذ الحالي باحدى الجامعات الخليجية البروفيسور عبد الرحيم نور الدين ..الدكتورة اشراقة ابراهيم الكاتبة المعروفة عبر صفحات الراكوبة والتي تعمل أستاذة جامعية في النمسا .. ستكلف بوزراة الثقافة فيما سيكون الأستاذ عبد الماجد أحمد الحسن نائباً لها ..الدكتور التيجاني السيسي وزيرا للتعاون الدولي .. أما صديقنا السيد عمر الدقيرفحجزت له حقيبة النقل والمواصلات ..السيد محمد أحمد سلامة.. الشباب والتقنية ..الأستاذة أمل البيلي..للشئون الإجتماعية بينما سيصبح السيد بشرى محمد صالح نائبا لها .. البروفيسور عزالدين موسى وزير للمغتربين .. وسيصبح نائبا له البروفيسور هشام عباس.. أما مفاجأة التشكيلة الفريدة فهي أن تتولى السيدة ناهد جبرالله عضو الحزب الشيوعي البارزة وزارة المرأة وشئؤن الأسرة.. الدكتور كرار التهامي وزيرا للعمل.. أما الأمير اللواء عبد الرحمن الصادق فسيتولى حراسة البلاد وزيرا للداخلية ويعاونه الأستاذ كمال الدين ابراهيم كنائب لسيادته وزارة التربية ستتنازل عنها حرم امين الحركة الإسلامية للبروفيسور عثمان أبوزيد وسيعود السيد محمد دوسة ليقود مسيرة العدالة ..والدكتور حافظ عبد الرحمن محمد خيروزيرا للإرشاد و يعاونه الشيخ عبد المحمود ابو ..خطيب وإمام مسجد الأنصار ..!
تحليلي الشخصي أن من سرب هذه التكهنات لا ينقصه الذكاء الذي قصد منه زيادةالهلع في نفوس الجماعة الإسلامية والقابضين على اللجام المهتري من أهل المؤتمر الوطني بعد أن أثاره فيهم الرئيس البشير شخصيا طالبا منهم بل الرؤوس للحلاقة .. بينما يقول بعض الظرفاء إن جهاز الأمن هو من أطلق هذا العيار لإحداث دوشة تلوي الأعناق عن ثورة الجريفات وينشغل الناس أيضاًعن كارثة الميزانية التي ستقع على رأس المواطن المسكين بعد أن مهد لرفع الدعم غير الموجود أصلا نواب الشعب الذين يعملون ضده لصالح الحكومة
ولكن بعض الخبثاء يهمسون بأن الهدف من إطلاق هذا البالون وفي هذا التوقيت هو إحراج السيد الصادق المهدي الذي يظنون أنه يتلمظ لرئاسة الوزارة شخصيا .. وليقولوا في مكر أن الرجل متفق مع الإنقاذ قلبا وقالبا رغم تظاهره بالحرد كنوع من مكياج التمثيلية بدليل أن عددا من المقربين له هم ضمن التشكيلة إياها!
عموما بغض النظر عن صحة أو عدم صحة هذه التوليفة السابقة لآوانها أو كفاءة أوعدم أهلية المرشحين أعلاه للخروج بالبلاد من جُب الأزمة العميق .. فإن حكومة بهذا الترهل لن تكون فاتحة خير للبلاد التي تعاني إنهاكا إقتصاديا جعلها تسير على عجل الحديد كما يقول المثل الشائع .. فإذا ما اضفنا الى هؤلاء الثلاثين وزيرا جمهرة النواب الذين سيدخلون الى القبة الخالية من الفكي ونواب المجالس التشريعية والولاة و المستشارين و الوزراء الولائيين والمعتمدين..فإننا سنكون قد قطعنا رأس العجل و كسرنا الزيربضربة سيف واحدة .. !
بالتالي إندلاق أمال الذين يعولون على نجاح حوار المحاصصة على أرضية الخيبة .. وسيهتف جمهور الساحة الخضراء المغيب تحت أشعة الشمس الحارقة مرات ومرات .. سير سير سير .. بنا الى .. ..ولا أحد يدري الى اية هاوية أكبر من التي نحن فيها !

bargawibargawi@yahoo.com

[/fusion_text][/fusion_builder_column][/fusion_builder_row][/fusion_builder_container]

القدس العربي: السوداني عمر فضل الله: غياب النقد المتوازن يضاعف عدد الروائيين


تنوعت مؤلفاته بين الأدب والعلم وأسس مراكز أبحاث

 Oct 18, 2016

يرى المفكر السوداني عمر فضل الله أن تعدد الأعراق في بلده عنصر ثراء لمكونات الهوية. الباحث الذي تنوعت مجالات اشتغالاته وكتب الشعر والرواية، ينظر بعين الرضا إلى المشهد الأدبي في موطنه رغم ضعف الإمكانات وفقر المؤسسات.
هنا حوار معه:
الخرطوم ـ منى حسن:
• تنوعت مجالات عملك الابداعي، كيف تعرّف نفسك، الشاعر، المؤرخ، الروائي، خبير تقنية المعلومات، أم الداعية والمفكر الإسلامي؟
□ أحب أن أقدم نفسي عمر فضل الله الذي عرفه البعض شاعرا أو قرأه الآخرون روائيا أو عملوا معه خبيرا أو استمعوا إليه داعية أو حاوروه مفكرا وهي جميعها محاولات للوصول إلى عمر فضل الله الإنسان الحقيقي الذي لم أكُنْهُ بعد.

• «قيل للخليل بن أحمد: ما لك لا تقول الشعر؟! قال: الذي يجيئني لا أرضاه، والذي أرضاه لا يجيئني، تُرى هل هذا سرُ هروبك غير المُعلن من حقيقة كونك شاعرا، وانجذابك نحو الرواية والمؤلفات الأخرى؟
□ بدأت بالشعر باكراً جداً منذ عهد الصبا فغالبته وغلبني، لكنني صبرت عليه لعلمي أن من يجمع فيه بين الموهبة والدُّرْبة فيتقنه ويعلمه لابد سيكتب الرواية بلغة شاعرة، وسيقدر على مزج سحر الرّويٍّ في الشعر بفن الغواية في كتابة الرواية، فيصعد بها إلى ﻣﺮﺗﻔﻌﺎﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦﺍﻟﺨﻴـﺎﻝ ﺍﻟﻔﻨﻲ العظيم، الذي لن يطاله من ليس من أهل النظم ولن يناله من لم يسمر مع شياطين الشعر في وادي عبقر هازجا وراجزا. ولو كتب الرواية من ليس هو من أهل القريض فلن يكتب رواية يطرب لها القارئ طرباً حقيقياً فالذوق الشعري هو الذي يمزج الرواية بلمسة العبقرية ليتذوقها القارئ كما يتذوق القهوة، وترقصه فصول الرواية كما ترقصه أوزان الشعر. لكنني حين سبحت في بحر الشعر وجدته صعباً طويلاً سلمه. وحين زلت به قدمي هربت من مضماره سرا ورضيت من الغنيمة بالرواية بعد أن عشت «زمان الندى والنوار» فعرفت كيف أتقمص روح الترجمان لأحلق مع «أطياف الكون الآخر».أما انجذابي لألوان المؤلفات الأخرى فقد أملته حادثات الليالي ومخترعات العصر فحملتني على التأليف والكتابة.

• كيف تنظر لمستقبل الرواية العربية في ظل الازدياد المطرد في عدد الروائيين- إن صحت التسمية- وهذا الاستسهال الكبير لفن الرواية، حيث يشهد المتابع للمشهد الأدبي العربي تحول القارئ العادي أو الصحافي أو السياسي فجأة إلى روائي ترحب به دور النشر!
□ من الطبيعي في ظل ضعف أو غياب النقد الأدبي المتوازن أن يزداد عدد الروائيين وينخفض مستوى فن الرواية. وهذا عرض خطير سوف يؤدي بالتأكيد لزهد القراء في هذا النوع من الفن رغم كونه يتصدر المشهد الثقافي الحالي جنبا إلى جنب مع الشعر. إضافة إلى ضعف التدقيق في النصوص الروائية والأدبية المقدمة إلى دور النشر، وجنوح كثير من هذه الدور للمنافسة والربح بدون النظر لمستوى المادة المنشورة. ولو امتنعت مؤسسات منح الجوائز في الدول العربية عن كونها مؤسسات مسيسة وانحازت للمنهجية العلمية في تقييم الروايات والحكم عليها فربما يؤدي هذا إلى ارتقاء مستوى فن الرواية العربية فيذهب الزبد جفاء ويمكث في الأرض ما ينفع الناس.

• يقول جون ماكسويل: «الموهبة لا تكفي أبدا، اكتشف الخيارات التي تأخذك لأبعد من موهبتك»، فما هي الخيارات التي ترى أن اتخاذها كان في صالح تنمية مواهبك وتطويرها؟
□ كان خيارا القرآن واللغة في أول عهدي بالدراسة، هما أفضل جناحين حملاني لأبلغ المستحيل، ولأسبر أغوار قدراتي العقلية والإبداعية. ثم خيار التغرب عن الأوطان في طلب العلا، والعلم بالأسفار، وتحمل الأخطار وما فيه من الفوائد حين تفتقت موهبتي عن أكمامها فأزهرت ما ترونه، أو ما سوف ترونه مما لم يحن أوان قطافه بعد.

• رغم احتشاد السودان عبر تاريخه الثقافي الحافل بأسماء شعرية وأدبية مؤثرة بعضهم ترك الدنيا مخلفا إرثا ثقافيا عظيما، وآخرون ما زالوا يرفدون الساحة الثقافية بإبداعاتهم، إلا أن أغلبهم ظلوا مغمورين قياسا لنظرائهم في الوطن العربي، فما سر هذا الغياب أو التغييب عن الساحة الثقافية العربية؟
□ مثقفو وأدباء السودان جنت عليهم تربيتهم التي تدعو إلى التواضع مع الزهد في الشهرة بين الناس، والرغبة في خمول الذكر، وعدم حب الصدارة . كما جنت عليهم مؤسساتنا الثقافية والإعلامية بضعف إمكاناتها الذي أدى إلى عدم قدرتها على تسويق إنتاجهم، فغرق نشاط أدبائنا في المحلية واستكان إلى حين، لكنه لم يمت بالإهمال. ورغم ما ذكرت إلا أنه يصفو لنا عدد غير قليل ممن ذاع صيته واشتهر وملأ الآفاق، مثلما أن وسائل الإعلام الجديد أسهمت كثيرا في التعريف بأعلام الثقافة والأدب من أهل السودان، فبقينا في الآونة الأخيرة ندهش العالم كل يوم جديد ببعض أبنائنا من عباقرة هذا الشعب المترع أدبا وثقافة.

• لديك كتابٌ عن تاريخ وأصول العرب في السودان، ولا يخفى على مثقف مُطلع أزمة الهوية التي يعاني منها السوداني. الهوية التي تتأرجح بين العربية التي لا تعترف بها نظرة العرب العنصرية للسودان، والإفريقية التي يستهجن أغلب الشماليين في السودان فكرة الانتماء لها، إلى أي مدى أسهمت هذه الأزمة في ما مر ويمر به السودان من أزمات، بدءا بالحروب الأهلية وانتهاء بتقسيمه الموجع، وما الحل في نظرك؟
□ أزمة الهوية نفسية في المقام الأول وهي ناتجة عن أزمة الثقة بين أبنائنا تحديداً بما يخص أصولنا وموروثنا التاريخي والثقافي والفكري. وقد نجح المستعمر في زعزعة الثقة وطمس الهوية عن طريق السياسات ومناهج التعليم عبرالأجيال لننسى أمجادنا، ولا نعرف قيمتنا الحقيقية فقبلنا ذلك وخنعنا واستطاع أن يحكمنا ويستغل خيرات أرضنا عبر تقسيمنا وزرع الفتنة في ما بيننا. أما الهوية السودانية فمحسومة لأن تعدد الأعراق عربيها وعجميها وتعدد الثقافات في الوطن الواحد هو عنصر ثراء لمكونات الهوية السودانية التي تميزنا بها، والأفريقية هي الأرض التي نعيش عليها. فالهوية هي الأرض أولا والتاريخ ثم البشر وثقافاتهم. والحل يكمن في مناهج التربية الوطنية للناشئة وفي النشاط الثقافي بين أبناء الوطن ليوثق ارتباط السودانيين وانتماءهم للأرض وليس للعرق.

• كلما زار أديب أو شاعر السودان لأول مرة نجده يكتب متفاجئاُ عما رأى ووجد، فما سر ضحالة ثقافة العرب عن السودان، وغيابه عنهم، والذي أدى إلى تصوير مشوه للإنسان السوداني في الإعلام العربي؟
□ السودان عاش عزلة مفروضة عليه أدت إلى جهل بقية الشعوب بهذه البلاد مثلما عاش تهميشا متعمدا منذ عهد الاستعمار. إضافة إلى تقصير أبنائه في التعريف به خلال العهود الماضية. وفي ظني أن كسر طوق العزلة هو مسألة وقت، فأبناء السودان الآن انتبهوا لهذه المسألة، مثلما أن الهجرات خارج الوطن هي عامل تنوير وتعريف بالسودان وأهله فليست الهجرة كلها نقمة.

• حركة هجرة المواطن السوداني إلى الخارج المتزايدة يوميا، والتي أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها هجرة عقول، إلام تعزوها؟
□ الهجرة كانت في السابق نتيجة تردي السياسات وفرص العمل وهبوط مستوى دخل الفرد عبر الأنظمة السابقة مع زيادة الغلاء وارتفاع الأسعار، لكنها تضاعفت في هذا العهد نتيجة عدم التوازن بين مخرجات المؤسسات التعليمية وسياسات الاستيعاب والتعيين، وعدم تكافؤ الفرص. فاضطرت العقول للهجرة حينما حرمت من حقوقها في الداخل، وأتيحت لها الفرص خارج الوطن، واستفادت منها بعض الدول بذكاء.

• كيف تنظر لتجربة ومستقبل حكم الحركة الإسلامية في السودان، ورؤيتك لسودان ما بعد الحوار الوطني؟
□ الحركة الإسلامية في السودان فاجأت العالم بأنها أخفقت في أول اختبار حقيقي وهو اختبار السلطة والحكم، رغم تمتعها بأعداد غير قليلة من العقول والخبراء في مختلف التخصصات والمجالات. وفي تقديري، انتهى عهد تنظيمات الحركات الإسلامية فالعالم لم يعد يتقبل فكرة التنظيمات الأيديولوجية لكنه يتقبل فكرة منظمات المجتمع المدني. وبذلك فلا مجال للحركة إلا التحول لمنظمات مجتمع مدني فاعلة إن أرادت البقاء والاستمرار. أما رؤيتي لما بعد الحوار الوطني فلست متفائلا كثيرا بما بعد مخرجات الحوار، لأنه لم يجمع كل ألوان الطيف في السودان وإنما اقتصر على الحوار بين فئة الأحزاب السياسية وحركات التحرر فقط وبذا لم يكن حوارا حقيقيا يستوعب فئات الشعب وإنما هو حوار بين السياسيين مع أنفسهم. وهو حوار بين غير أهله ومع غير أهله. فهؤلاء المتحاورون من الأحزاب السياسية هم من ضيع الوطن وظلم أهله. لا أرى في ظل ما يدور إلا المزيد من التخبط والظلام، بل إن قراءتي الواقعية تقول إن المقبل اسوأ من الماضي، وأسأل الله اللطف بأهل السودان جميعا.

• كانت لك تجربة العمل في وظيفة حكومية في السودان في فترة حكم الإنقاذ، كيف تقيم تجربتك فيها، ولم اتخذت قرار الهجرة إلى الخارج؟
□ لم أعمل موظفاً في وظيفة حكومية في السودان في عهد الإنقاذ، لكنني شاركت في أعمال قومية تمثلت في إنشاء مؤسسات التخطيط القومي والاستراتيجي ومؤسسات المعلومات وتقاناتها، بالإضافة إلى مشاريع أخرى. وذلك في بداية عهد الإنقاذ ووجدت نفسي أعمل بين شركاء متشاكسين تغولوا على هذه المؤسسات ووأدها، ثم لم يندموا بل أصروا على ما فعلوا وهم يعلمون، رغم أن هذه المؤسسات في بداية عهدها قامت بأدوار كبيرة في التأسيس لبنية التخطيط الاستراتيجي والمعلوماتي. وأما قرار الهجرة فاتخذته حين يئست من الإصلاح فهاجرت ولسان حالي يقول:

مَتى يَبلُغُ البُنيانُ يَوماً تَمامَهُ ** إذا كُنتَ تَبنيهِ وَغَيرُك يَهدِمُ
وَإِن عَناءاً أَن تُفهِّم جَاهِلاً ** فَيَحسَب جَهلا أَنَّهُ مِنكَ أفهَمُ
مَتى يَنتَهي عَن سَيء مِن أتى بِهِ ** إذا لَم يَكُن مِنهُ عَلَيهِ تَندَمُ

• كيف تنظر لواقع المشهد الأدبي السوداني؟
□ المشهد الأدبي السوداني بخير، فقد شهدنا ميلاد كثير من الأدباء من الشعراء والروائيين وغيرهم في الآونة الأخـــــيرة. وشهدنا نشاطا كثيفا وحماسا وانتشارا، بل واحــتفاء بالأدب وأهله، رغم ضعف الإمكانات وفقر المؤسسات وقلة الحيلة.

من العيلفون إلى أمريكا

عمر فضل الله من أبناء العيلفون، تلك القرية السودانية الغافية على ضفاف النيل الأزرق التي ما إن يرد اسمها حتى تقفز إلى ذاكرتنا حلقات القرآن الكريم، و(خلاويه).
حفظ القرآن الكريم مبكراً، وكان من المتفوقين دراسيا في كل المراحل بدءا بالمرحلة الابتدائية، وحتى دخوله في العشر الأوائل على مستوى جمهورية السودان في الثانوية، أكمل دراسته الجامعية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وتخرج في كلية علوم الاتصال، ومن ثم سافر إلى أمريكا حيث نال درجة الماجستير والدكتوراه في تقنية المعلومات من جامعة كاليفورنيا، عاد ليعمل في المملكة العربية السعودية حتى عام 1991. ثم عمل محاضرا في الجامعات السودانية ومؤسسا لعدد من مؤسسات ومراكز البحوث والدراسات، حيث أسس مركز الدراسات الإستراتيجية، والمركز القومي للمعلومات في السودان، وأسهم في إنشاء المكتبة الوطنية السودانية.
ثم هاجر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1996حيث يعمل حالياً مديراً لمشاريع تقنية المعلومات وأنظمة الحكومة الإلكترونية في أبوظبي. صدر له عدد كبير من المؤلفات الأدبية والعلمية والبحوث باللغتين العربية والإنكليزية نذكر منها: «حرب المياه على ضفاف النيل (حلم اسرائيل يتحقق – دراسة عن سد النهضة الإثيوبي وآثاره)، «ترجمان الملك» (رواية)، «أطياف الكون الآخر» (رواية)، «زمان الندى والنوار» (شعر)، «زمان النوى والنواح» (شعر)، تحقيق كتاب «تاريخ وأصول العرب في السودان» للفحل الفكي الطاهر الذي صدر في الخرطوم في 2015.

المصدر: القدس العربي http://www.alquds.co.uk/?p=615118

alquds_al3arabi_pic

بل إنقاذ السودان أهم من محاسبة الإنقاذ. د. عمر فضل الله رئيساً للوزراء


tariqد. طارق عبد الهادي

هناك لحظات فارقة ومنعطفات خطيرة في حياة الشعوب ما لم تهب هذه الشعوب وتمسك بزمام الأمور بنفسها فستعض أصابع الندم لاحقا ، المنحنى خطير و المرحلة دقيقة و علينا تلمس الخروج الآمن من سطح صفيح الإنقاذ الساخن بدل الوقوع في فوهة البركان.
لا شك أن الإنقاذ أخطأت كثيرا جدا وأهدرت الكثير من الوقت وأضاعت الكثير من فرص التنمية على البلاد والعباد، في هذه لا تنتطح عنزان. في عهدها تردت كل مرافق الخدمة المدنية و لم يقدم الحزب الحاكم للناس ما ينفعهم في معاشهم وحياتهم و اقتصادهم ولم يقدم الحزب للناس رخاء اقتصاديا كما فعل و يفعل حزب العدالة والتنمية في تركيا الذي لم يحوز على ثقة الناس بالخطب والمواعظ والتغني بالمشروع الحضاري بل بالاهتمام بما ينفع الناس في معاشهم ، فشل إسلاميو السودان في النهوض بالزراعة والصناعة في بلد بإمكانات السودان بل قتلت روح المبادرة الفردية لدى السودانيين و تعطلت الصناعات الزراعية والتحويلية ، لذلك أسعار السلع الغذائية مرتفعة عندنا، والشباب عاطلون والنيل ممددا وبئر معطلة وقصر مشيد، و قد خرج النائب الأول السابق السيد علي عثمان طه على الناس بعضمة لسانه قائلا ان قفة الملاح لم تكن في يوم من الأيام موضع اهتمامهم بالحكم! وانه أتوا ليربوا الناس على تحمل الجوع والعطش كما حدث في شعاب بني طالب!، بئس هذا الحكم الذي كنت تسوس به، ذلك الذي لم يكن مقصدك فيه قفة الملاح وإشباع الناس. الم تسمع قول سيدنا عمر (ان لم نوفر لهم، أي للرعية، مأمنهم وحرفتهم ونسد جوعتهم فلماذا نسوسهم).

ما أوصلنا لكل هذا عاملان اثنان لا ثالث لهما ، الفساد الذي استشرى كالسرطان في مرافق الدولة والحصار الخارجي الذي تسببوا هم فيه بسياستهم الخارجية الرعناء مما لا داعي لتكراره مما هو أصبح معلوم بالضرورة لدى السودانيين، بل الحصار نفسه هو ادعى لهم ان كانوا وطنيين ليشاركوا الآخرين شراكة حقيقية من اجل ان يرفع الحصار و تذهب صادراتنا لأوربا ويعود ريع الصادر ويرفع الحظر البنكي الدولي على السودان فما من بنك عالمي إلا و فيه أسهم أمريكية تمنعه من التعامل مع السودان وبرفع الحصار تعود مساعدات الاتحاد الأوربي ونصبح جزءا طبيعيا من هذا العالم بدل البقاء في الهامش ورمي الآخرين بالطوب.

معاداة روسيا وأمريكا منذ طفولة عهدهم الباكر وآخر تخبطهم قبل ان يتوقفوا عن ذلك كان التحرش بإسرائيل عبر تهريب السلاح في معاكسة للرأي العام السوداني الذي يميل لإقامة علاقات معها بالحد المقبول كسائر معظم بلدان العرب والأفارقة وبالحد الذي يجلب لنا احتراما دوليا ويفتح آفاق علاقتنا مع الدول الغربية لأبعد حد ممكن، لماذا نعادي اسرئيل أكثر من العرب هل نكون ملكيين أكثر من الملك. (راجع مقالي بعنوان الوصفة لتجنب الطيران الإسرائيلي، http://www.alrakoba.net/articles-act…w-id-26412.htm )

بفذلكة تاريخية قصيرة لتاريخ الإنقاذ نجد ان خلط الموقف الديني بالسياسي اضر بالممارسة السياسية في الداخل و الخارج فالسياسة نسبية ، هي فن الممكن ، فن المنطقة الوسط او المنطقة الرمادية والدين مطلق وخلط المطلق بالنسبي يفسدهما معا ، والتوجه الإسلامي الصارخ كانت نتيجته الدخول في حرب مع الغرب ومع الكنيسة والسودان لا قبل له بذلك ، والغرب نفسه عدة مستويات لماذا نعاديه أصلا؟ ، هناك غرب القيم والتكنولوجيا، وهذا علينا ان نتعلم منه كما تعلم منا فقد اخذوا هم من الحضارة الإسلامية التي بدورها كانت أخذت من اليونانية والإغريقية فالمسالة تبادلية ، وهناك غرب المجتمعات المدنية وهذا غربٌ حليف لنا وصديق، وهناك غرب ملايين السياح ذوي الحس الإنساني الرفيع ترونهم بين ظهرانيكم في بلادنا في البجراوية وغيرها ، إذن من الغباء وضع كل هؤلاء في السلة ذاتها مع غرب الأنظمة.

إحقاقا للحق أهل الإنقاذ لديهم انجازات ولكن تقل و تقصر قيمتها النوعية مع طول مدة بقاءهم في الحكم 27 سنة مقارنة مع مشاريع فترة عبود ست سنوات، لديهم اختراق في التعليم العالي فقد وسعوا مواعينه وان كانت الناس دفعت من حر مالها بالخاص وأقاموا جسور وطرقا كان يمكن ان تكون أفضل من طرق الموت هذه (راجع مقالي عن الحل الوحيد لطرق الموت السريع هذه.

في المحصلة النهائية نقول أن حزب المؤتمر الوطني ليس مثاليا لشعب عظيم كالشعب السوداني وليس قويا ، هو قوي لان معارضيه هم هؤلاء! الذين ترونهم! في الساحة، هو قوي بضعف هذه المعارضة الهزيلة وليس هناك من يلتقط الحبل على الأقل حتى الآن0

السؤال هو ما المخرج اليوم بعد حراك الأطباء السلمي وبعد لقاء الرئيس البشير التلفزيوني الذي خرج اقل من المتوقع بكثير؟
هناك حلان لا ثالث لهما، أولهما هو فن الممكن الذي يمكن عمله شراكة من الطرفين معا مؤسسة الرئاسة من جهة والمعارضة من جهة أخرى ورمزها السيد الصادق المهدي صاحب الأكثرية بآخر برلمان منتخب، والخيار الثاني هو فن الممكن الذي تقوم به مؤسسة الرئاسة منفردة كفترة انتقالية.

الحل الأول هو ان تقدم المعارضة السبت لتحصد الأحد، اي ان تبادر المعارضة للرئاسة وتتعهد بتسوية قضية الجنائية الدولية في الإطار السوداني السوداني لدفع الرئيس ليمضي قدما في انفتاحه على عملية الإصلاح، على المعارضة ان تقدم السبت بل والأحد ان كان ثمن ذلك إخراج الرئيس من براثن حزب المؤتمر الوطني العتيق، فالكرة اليوم هي في ملعب المعارضة و الحبل ملقي فمن يتقدم ويلتقط الفرصة التاريخية السانحة والشراكة بين مؤسسة الرئاسة والمعارضة هي الخيار الاوفق للسودان للنهوض سيكون البشير حينها حليف للمعارضة ان كانت الناس تفهم في السياسة حقا! ، حيث لا تنتظر في السياسة ان تحصل على كل شيء، في السياسة الذي يلتقي معك على 40% هو شريك والذي يلتقي معك على 60% أو أكثر هو حليف.
يقول توماس فريدمان في كتاباته عن نهايات ومصارع الطغاة في الشرق الأوسط ، يأتوه (للدكتاتور) للمصالحة والتنازل قليلا فيقول أنا قوي لماذا أتنازل حتى يفوت الأوان و تأتي للمعارضة الضعيفة ان تقبل بحل وسط يقولون نحن ضعفاء لن نقبل بالتفاوض الآن!

لقد تأخرت المعارضة كثيرا فمنذ خطاب الوثبة الشهير بمطلع 2014م لم تقم المعارضة بخطوات جدية وظلت تراوح مكانها لغياب الخيال ولغياب فراسة انتهاز الفرص وظلت تطالب بتسليم السلطة كاملة!، هو غياب الثقة وبدون الاتفاق على تسوية سودانية سودانية فلا احد سيسلمك رقبته او يعطيك حبلا لتشنقه

على قوى المعارضة الرئيسية بالبلاد ان تعلن إدانتها الصريحة للعنف والعمل المسلح كوسيلة للتغيير، من لم يقل صراحة انه ضد العنف للتغيير سيخسر في هذه المرحلة ، نعم إن المرحلة القادمة هي مرحلة تصنيف وغربلة القوى السياسية الناضجة من المراهقة ونبذ وإدانة العنف المسلح كوسيلة للتغيير هو الذي يجعل المعارضة تكبر في نظر الشعب والعكس صحيح الذي يحمل السلاح ويمارس العنف إن أيدته وأوصلته للسلطة بمجرد أن يصل للسلطة سوف يقصيك!، فالمزاج الشعبي الآن إن كنا نستنطقه هو أن (من الأفضل الاحتفاظ بالسيئ المتاح الآن إذ أن من سيأتي أسوا و أشوم).
لقد فشل خيار الانتفاضة ببساطة لأن هناك جهويات تحمل السلاح ففي أكتوبر وابريل لم تكن الجهويات تحمل السلاح فالإخوة في دارفور وجبال النوبة مدخلهم للنضال خاطئ وثبت ان حمل السلاح يقوي النظم العسكرية ولا يزيحها.

اذا أردنا ان ننفذ هذا السودان على الجميع الترفع عن شعار المحاسبة عن كل الفترة الماضية منذ الاستقلال و حتى فترة الإنقاذ ان كان ثمن ذلك هو حكومة قومية تجبر الكسر وتعوض من يستحق التعويض العادل ممن فقدوا أرواحهم او وظائفهم ويكون التعويض بحسب إمكانات الدولة ودعم المانحين وإمكانات الشعب السوداني نفسه للنفير ان دبت فيه روح وطنية جديدة و سترون انه كيف سيهب للنخوة والعزم ان شعر بالثقة وبالصدق وان هناك فرصة جدية للسلام والنهوض من كبوتنا، سيهب الشعب للدعم والتبرع من الداخل ومن قارات العالم الخمس .

إذن علينا إبداع حل نابع من التسامح السوداني ومن الحكمة ان تعلن القوى السياسية إنها ليست اقصائية وستسمح للمؤتمر الوطني نفسه بالمشاركة في المرحلة اللاحقة اذ من شأن هذا أن يحد من العرقلة النابعة من داخل المؤتمر الوطني نفسه فتيار من بقي من الإصلاحيين داخله سيميل للاستجابة للتغير الديمقراطي على أمل أن يتمكن في الفترة الانتقالية وبعدها في الفترة الديمقراطية من إجراء جراحاته وإصلاحاته على الحزب الشيء الذي عجزوا عنه تماما والحزب في قمة السلطة منفردا،
من الجيد بل ومن المفيد للسودانيين ان يروا حجم حزب المؤتمر الوطني بعد ان تزول أشرعة السلطة عنه وبعد الفترة الانتقالية تركه لينافس عبر صناديق الاقتراع حينها سيتولى أمر عقابهم الشعب السوداني بإبعادهم ديمقراطيا. نريد ان ننهي دورة العنف ألاجتثاثي من حياتنا السياسية مرة واحدة والى الأبد.

علينا ان نعلي من قدر القضاء الوطني بديلا عن لاهاي فالذين قتلوا في الحرب في دارفور هي كانت حرب بين جيشين كل منهم مسلح بالاربجي والدوشكا والجيم ثري والحركات المسلحة لم يكونوا ينثروا الورود والزهور بل كانوا يقتلون عناصر الجيش و الشرطة ولديهم تجاوزاتهم في المدنيين أيضا لذلك ينبغي أن تحصر تجاوزات الطرفين في المدنيين للتعويض العادل. هذا هو فن الممكن اليوم و الرد لمن هو قائل والدماء التي سفكت في دارفور هو ان هذه الحركات لم تكن تلقي الزهور والرياحين على أهل السودان لقد قتلت من الشرطة والجيش وبعضها تفلت وكسرت البنوك ودمرت أبراج الاتصالات والكهرباء ومن الذي لم يخطئ في الفترة السابقة؟

ان تسليم الرئيس البشير للجنائية لن يفيد أهل دارفور ولن يفيد السودان بل تعويض من قتل من كل الأطراف تعويضا عادلا وإدماج كل الأقاليم بما فيها دارفور في الدورة الاقتصادية لحين إجراء انتخابات تحدد الأوزان للجميع. إذن الحركات المسلحة عليها ان تجنح الى السلام و قد فعل كثيرون منهم ذلك، فالعنف لن يقود إلى نتيجة والتحرش بالقوات المسلحة بأطراف البلاد لتحقيق هدف سياسي هذا عمل لا يخلق شعبية ولا يسقط حكما وهو عمل عبثي وإزهاق لأنفس كريمة من الطرفين و غير جائز شرعا وغير موفق سياسيا ومضر وطنيا إذ واجب القوات المسلحة هو الحفاظ على ما تبقى من هذا السودان بعد ذهاب الجنوب لحاله ومن يتحرش بها ومن بدا سيتحمل نتيجة فعله ، أما الدعوة للتغير سلما وتجمع القوى المحبة للخير لهذه البلاد والقوى المحبة للازدهار والديمقراطية والتسامح والاعتدال والتصالح فهي الدعوة حق مشروع ومن يقف في طريقها لن تكون له الغلبة.

هذا هو الحل العقلاني الشامل وإذا لم تسمو المعارضة ولم ترتقي الى اللحظة الحرجة التي نحن فيها فلا بد من سيناريو الحل الثاني والذي تقوم به مؤسسة الرئاسة منفردة.

في الحل الثاني ستكون الكرة في ملعب الرئاسة ومؤسسة الرئاسة بل هذه بالضبط هي أيام الرئيس!، حيث الرئيس البشير ونائبيه بيدهم الجيش والأمن ويمكن ان يتكئ عليهما فقط للإصلاح وعليه ان يرشح شخصية وطنية وقومية لمنصب رئيس للوزراء بعد استحداث المنصب وأمامه كثيرون في الداخل و الخارج من أهل الكفاءات من التكنوقراط، ان أراد شخصية من الداخل عليه بالإداري و التنفيذي الطوربيد والنموذج الناجح أسامة داود عبد اللطيف وان يمنح كامل الصلاحيات للإصلاح وان أراد من كفاءات الخارج فعليه بالدكتور عمر فضل الله الخبير الاستراتيجي و ألأكاديمي البارز المقيم بدولة الإمارات العربية وهو شخصية وطنية تجمع بين صفات الكاتب والمفكر والباحث والمؤرخ، ويشغل د. عمر فضل الله حاليا مدير مشاريع تقنية المعلومات و مشاريع الحكومة الالكترونية بابوظبي.

على الناس الصبر على حكومة تكنوقراط وستكون هذه فرصة عظيمة للبلاد ولاستعادة عافية الخدمة المدنية وتكون هذه بداية مرحلة رشد سياسي للجميع فمن الذي لم يخطئ في الفترة السابقة؟

الشعب السوداني سيقبل بحكومة التكنوقراط ككبري نحو الديمقراطية، فهو شعب قد نضج وجرب كل شيء واستوي عوده وليس بحاجة إلا إلى القدوة الحسنة وبلغ من نضجه ان الفكرة عند المفكر يمكن ان يدلك عليها صبي الدكان وسائق التاكسي وسيكون الشعب منتجا و جبارا ، ستقوم حكومة التكنوقراط باستخدام الطاقة الشمسية وستنتج كهرباء إضافية فورية بإقامة محطات حرارية بالنفط الرخيص عالميا الآن لتمتد أعمدة الكهرباء في الفيافي والوديان خضرة وزرعا وضرعا وقمحا ووعدا ، و سنلحق بالآخرين في وقت قياسي اذ التكنولوجيا للتنمية نفسها حدثت فيها طفرات هائلة بالسنوات الاخيرة ومن حسن اهل السودان انهم سيستخدمون آخر واحدث طرق الإنتاج الزراعي والحيواني حيث الإنتاج السريع والوفير وبعد ان يعم الرخاء ستنتهي الحروب دون رجعة و أمامنا تجربة البرازيل من الفقر الى الحكم الرشيد والى الوفرة والغنى و ماليزيا للتجانس وصهر الوطنية بعيدا عن هذا التشرذم الحالي. إنها الفرصة ستكون قد أتت في بلد واعد بإمكانات السودان، وانه ليس حلما، مثل حلم د كنج، ان تم هذا السيناريو وهو ليس صعبا ولا مستحيلا، في غضون عامين او ثلاث فقط ستسير البلاد على الطريق الصحيح حتى موعد الانتخابات لتحديد الأوزان بعدها من يختاره الناس سينطلق بالتنمية بذات المسار المتين الذي وضع وبدون خطب وضجيج فالناس شعارها التنمية والرفاهية في المرحلة القادمة و ستختار على هذا الأساس ومن تختاره في انتخابات ديمقراطية لاحقة سيواصل عملية النهوض بالبلاد و ستكون معه معارضة راشدة في إطار ديمقراطية راشدة ومستقرة تنتظر الانتخابات القادمة هذه المرة لتكسب بعد ان وعى وتعلم الجميع دروس القدوم من وادي سيدنا، من أقصى اليمين الى اليسار فقد جربنا كل شيء وآن أوان الحكم الرشيد للخروج من النفق لمن يحكم هذا البلد السودان ذي الإمكانيات الهائلة المعطلة لسوء الاختيار و تنكب الطريق ، يمكن لرئيس الوزراء من التكنوقراط ان يواصل مساره السياسي بعد ان يسلم منصبه بنهاية الفترة الانتقالية وان يؤسس لحزب خدمي تنموي وهذا الحزب سيلهم الشباب بالأمل وسيكون إضافة حقيقة وضمانة للديمقراطية المستدامة واحترام الدستور و تشكيل حزب شعاره تنموي بحت سيثري الحياة السياسية بعقد ندواته ويعرف ببرنامجه ويطوف ببرنامجه أنحاء البلاد وفي أي انتخابات بعدها وبما يناله من نصيبه الشرعي في السلطة سيحدث حراكا وأفكارا وسينطلق ويرسخ أقدامه في الساحة ويوجه فكر الناس للتنمية عبر الإعلام التنموي فالناس شعارها التنمية والرفاهية في المرحلة القادمة و ستختار على هذا الأساس.
والله من وراء القصد

tarigelsheikh@hotmail.com

فانتازيا: قصاصات آمنة الفضل


النيل من نشوة الصهباء سلسله
وساكنو النيل سمار وندمان
وخفقة الموج أشجان تجاوبها
من القلوب التفاتات وأشجان
(إدريس جماع)
* الرواية  هذا العالم الجميل المشاكس والقادم من فضائل تماثله في الواقع، يكسر حواجز الوهم  يطرح نفسه بطرائق مختلفة وأحيانا جدّ ملتوية إذ أن الراوي لا يكشف كل أوراقه من أول وهلة بل يظل يمارس لعبة المراوقة السردية فينقاد إليها المتلقي طواعية  مشاركا سراد اللعبة وحكاية إنتاج دلالات النصوص الأدبية والتمتع بآثارها الجمالية التي تصب في مصاب سحر البيان..
* أجمع الكثير من النقاد على أن الرواية هي نتاج تواصل تاريخي متمازج من حركة الترجمة والمحاكاة والخلق والإبداع. وتعتبر الرواية الفن الأحدث بين أنواع القصة والأكثر تطوراً وتغيراً في الشكل والمضمون بحكم حداثته..
* تظل الرواية الكاميرا المزروعة بين أحاسيسنا والمشهد  القادم ما بين  همس الشارع وفوضاه وقلقه العارم  وطموحات الشعوب و إنزوائها خلف ستائر الخوف…
* كثيرا ما نرسم لأنفسنا واقعا يبحر بنا بعيدا عن الذي نركن بين جنبيه نسترسل في الأحلام بلا بطاقة هوية عابرين حدود الأرقام والأسماء طالما أن ذلك السفر اللامحدود متاحا في العالم الآخر.
الروائي دكتور (عمر فضل الله)  ما بين التاريخ والسياسة والحياة الريفية إقتلع مشاهد روايته (نيلوفوبيا) من بين فكيي النيل وقت أن صافح كف القدر وأهداهه أرواح من لاذوا بظهر تلك الباخرة الملعونة العالقة ما بين الخرافة والحقيقة…
قصاصة أخيرة
ما بين القاع والسطح تسكن آلاف المشاهد

المصدر: جريدة الصحافة 1 سبتمبر 2016
http://alsahafasd.com/943910

“نيلوفوبيا” رواية جديدة تحكي قصص واساطير الحياة على النيل


نبوكين – الخرطوم، صهيب عثمان زمراوي

دشن المجلس الأعلي لرعاية الأدب والفنون مساء أمس الثلاثاء، بمقر اتحاد الكتاب والادباء السودانيين في الخرطوم،  رواية “نيلو فوبيا ” للكاتب الدكتورعمر فضل الله وسط حضور كبير من المبدعيين السودانيين والنقاد.

كشف مؤلف الرواية  عمر فضل الله عن سر تسمية الرواية بـ “نيلوفوبيا” التي تعني الخوف من النيل، لحوادث الغرق الكثيرة التي شهدتها منطقة العليفون، واهدى الكاتب الرواية  لكل من فقد عزيزا بالغرق في النيل، اضافة الى شهداء حادث غرق باخره العاشر من رمضان، موضحاً  بأن عشقه وحبه لمنطقة العيلفون جعلته يستشعر كل كلمة وردت في الرواية، مؤكداً بأنه يدين لها بالكثير، باعبتارها المدينة التي  حفظت له ملامح طفولته، لذلك اراد أن يوثق  جزء من جمالها، وحقب مختلفة مرت عليها، يمكن حصرها في العناوين (الجنازه ، طفوله غاضبة، الباليه الروسي ، صداقات جديدة ، سوق الشجرة، تشزوفرينيا سياسية ، ثانوية الجريف ، الرحله الى القاهرة ، العودة ، الحريق ، البحيرة ، الجبل،  العيلفون ، حديث النيل ، حكايات عباس).

وقال الدكتورعوض الله عبدالله نائب السكرتير العام لاتحاد الأدباء والكتاب السودانيين معقباً في الجلسة، “نحن اليوم سعيدين مابين طرب وترف وجداني” مشيراً الي ان قيمة  الرواية تكمن في صدقها واحتوائها علي حقائق تاريخيه وواقعية، واضاف بأن المنطقه ثريه بشخوص واحداث تستحق التاريخ لها في روايات وكتابات اخرى.

واضاف الناقد عزالدين ميرغني بأن الرواية عبارة عن “سيرة ذاتية”، مؤكداً بأن الرواية المحكيه بطريقة الأنا، اصعب تنسيقا بالنسبه للكاتب، وابان اعجابة بذاكرة الطفوله لدي للكاتب، حيث أنه يختزن الكثير من المعلومات وتفاصيل الاحداث الدقيقه ، وأن  المشاهد النيليه لن يستطيع تصويرها غير الذين سكنوا علي الشريط النيلي، لأنهم  يميلون للحكايه والقصص .

واشار الأستاذ ميرغني الي أن الاساطير حول النيل لم تكتب كثيرا في الروايات السودانيه، حكايات الاشباح والكائنات التي حولها، فالبطل عبدالعزيز هو المسؤل عن موت صلاح، واصبح شقيا يضرب الاطفال، ويتناول دراسته في الخلاوي والمدرسه، الي ان اصبح استاذ وصولاً الى اكتمال فوبيا النيل بحادثة العاشر من رمضان.

يذكر ان الرواية الصادرة عن شركة مدارات للطباعه والنشر والتوزيع، نالت اهتمام ومتابعة النقاد والصحافة والادبية،ومتوفرة الان في المكتبات السودانية.

المصدر: http://nubokeen.com/web/%D9%86%D9%8A%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D9%83%D9%8A-%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%B7%D9%8A/

ندوة رواية نيلوفوبيا – الإتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين أغسطس 2016


[fusion_builder_container hundred_percent=”yes” overflow=”visible”][fusion_builder_row][fusion_builder_column type=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”no” center_content=”yes” min_height=”none”][metaslider id=15650][/fusion_builder_column][/fusion_builder_row][/fusion_builder_container]

المشاركة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2016


[fusion_builder_container hundred_percent=”yes” overflow=”visible”][fusion_builder_row][fusion_builder_column type=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”no” center_content=”yes” min_height=”none”][metaslider id=14925]

شاركت ضمن فاعليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب والمنعقد من الفترة 27 أبريل – وحتى 3 مايو 2016 بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة وذلك كعادتي في المشاركة ضمن الأنشطة والفاعليات الثقافية بدولة الإمارات. وقد كان جديدي ضمن المعرض هو رواية نيلوفوبيا من دار مدارات للنشر. الجدير بالذكر أن رواية أطياف الكون الآخر من دار الياسمين كانت ضمن الروايات الأكثر مبيعاً بالمعرض.[/fusion_builder_column][/fusion_builder_row][/fusion_builder_container]

صحيفة الخليج: رواية أطياف الكون الآخر للدكتور عمر فضل الله ضمن الكتب الأكثر مبيعاً


Atyaf
معرض أبوظبي الدولي للكتاب أبريل 2016
أبوظبي:آلاء عبد الغني

استقطب المعرض أعداداً كبيرة من القراء الذين تهافتوا لشراء كتبهم المفضلة في حقول الثقافة المتنوعة من الكتب الاجتماعية والأدبية والتاريخية والسياسية وغيرها.
«الخليج» استطلعت آراء العديد من دور النشر المشاركة في المعرض، للتعرف إلى أكثر الكتب مبيعاً، والتي لاقت إقبالاً كبيراً حتى نفذت الطبعات الأولى لبعضها، وأكد عددٌ من الناشرين تصدر الرواية لقائمة المبيعات هذا العام كسابقه، مشيرين إلى الاهتمام الملحوظ للقراء هذا العام كذلك بأدب الرحلات، بينما تفوقت كتب تطوير الذات من حيث حجم المبيعات على كتب الطبخ وغيرها من الكتب على وجه العموم، وشهدت طلباً متزايداً من قبل مختلف الفئات العمرية.

تصدر كتاب «رؤى فلسفية في الحكم والفروسية.. مُقارَبة فلسفة محمد بن راشد آل مكتوم بالفلسفات الكبرى» لمؤلفه الكاتب والروائي الإماراتي علي أبو الريش، مبيعات «دار هماليل للطباعة والنشر» الإمارات، تلاه كتابا «السعادة والتسامح» و«قلوب متفائلة» للكاتب الإماراتي عبد المجيد المرزوقي، وفي المرتبة الثالثة كتاب «الغربية طائر بثمانية أجنحة» للكاتب والروائي الإماراتي علي أبو الريش.
وذكرت دار «الآداب» اللبنانية المتخصصة في مجال الرواية، أن الرواية التي تصدرت المبيعات هي «40 قاعدة للحب» للتركية إليف شافاك التي نفدت كميات كبيرة منها، ورواية «حكاية العربي الأخير» للروائي الجزائري واسيني الأعرج، التي نفدت بالكامل عن الأرفف.

 أما دار «قنديل» لخدمات الطباعة والنشر، أحد المشاريع الاستثمارية لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، فتصدرت مبادرة «كتاب في دقائق» كجزء من النشاطات والمبادرات التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للارتقاء بمستوى المجتمع فكرياً وأدبياً وعلمياً، قائمة المبيعات، بينما في الآداب تبوأت رواية «حارس الشمس» للكاتبة الإماراتية إيمان اليوسف المركز الأول لمبيعات الدار، وهي الرواية التي فازت بالمركز الأول مناصفة في فئة الرواية في جائزة الإمارات للرواية 2016. وتبوأت كذلك الرواية قائمة المبيعات في «الدار العربية للعلوم- ناشرون» لبنان، إذ جاءت في المراكز الخمسة الأولى كل من الروايات التالية: «فئران أمي حصة» للكاتب والروائي الكويتي «سعود السنعوسي»، و«عائشة» للروائية الكويتية «بثينة العيسى»، و«قُطُز» للطبيب والروائي السعودي» الدكتور منذر القباني»، و»زمن الخيول البيضاء «للشاعر والروائي الفلسطيني «إبراهيم نصر الله»، وص.ب: 1003 «للناقد والشاعر الإماراتي سلطان العميمي، وهي من أولى إصداراته الروائية».
وفي دار «مدارك» للنشر لبنان، استحوذ أدب الرحلات على المرتبة الأولى من حيث المبيعات، وهو كتاب «جواز سفر مستعمل جداً» للكاتبة الإماراتية «وديان سمحان النعيمي»، إضافة إلى أن قائمة الكتب الأكثر مبيعاً ضمت كذلك كتاب «اخلع حذاءك» للكاتب والإعلامي البارز «ياسر حارب»، وكتاب «سفر الذاكرة» للكاتبة الإماراتية مريم البلوشي.
أما «دار ورق للنشر والتوزيع» الإمارات، فتأتي في المراكز الثلاثة الأولى للمبيعات كتاب «كيف تكتب الرواية» للروائي العالمي «غابرييل غارسيا ماركيز»، وكتاب «آخر إماراتي في نيبال» للدكتور «عبد الخالق عبد الله»، وكتاب «هوامش في المدن والسفر والرحيل» للكاتبة الإماراتية «عائشة سلطان».
دار «فاروق للنشر والتوزيع» جمهورية مصر العربية، أكدت تصدر الرواية لمبيعات الكتب الأدبية دون منازع، فضلاً عن تصدر كتب تطوير الذات التي لاقت إقبالاً جماهيرياً لافتاً من قبل زوار المعرض، قائمة المبيعات عموماً.
أما دار الياسمين للنشر والتوزيع الإمارات، فتصدرت المبيعات رواية «رحلة ابن الخراز» للشاعر والكاتب الإماراتي «كريم معتوق»، ورواية «أطياف الكون الآخر» للدكتور «عمر فضل الله».
وأكد القائمون على «دار أثر للنشر والتوزيع» المملكة العربية السعودية، أن الروايات المترجمة تلقى إقبالاً لديهم أكثر من الروايات العربية، حيث تأتي في المرتبة الأولى رواية «اختراع العزلة» للروائي الأمريكي «بول أوستر»، وفي المرتبة الثانية «فيزياء الحزن»، للكاتب البلغاري «جورجي غوسبودينوف»، وفي المرتبة الثالثة جاء ديوان «أنا الذي رأيت كل شيء» للشاعر السعودي «فايز ذياب».
 

اختيار د. عمر فضل الله ضمن أفضل 150 كاتباً في مصر بتصويت 280 ألف عضو


[fusion_builder_container hundred_percent=”yes” overflow=”visible”][fusion_builder_row][fusion_builder_column type=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”no” center_content=”no” min_height=”none”][fusion_text]Dr_omarassawiنظمت ساقية عبد المنعم الصاوي تحت رعاية مجموعة النيل العربية للنشر حفل تكريم أفضل 150 كاتبا في مصر والذين جاء اختيارهم بناء على تصويت القراء في جروب عصير الكتب والذي يضم أكثر من 280 ألف عضو.

القائمة النهائية للكُتاب المكرمين.. بالترتيب الأبجدى.
1 – إبراهيم السعيد
2 – إبراهيم القاضي
3 – إبراهيم حموده
4 – أحمد إبراهيم إسماعيل
5 – أحمد أبو خليل
6 – أحمد الصباغ
7 – أحمد الصغير
8 – أحمد العايدي
9 – أحمد القرملاوي
10 – أحمد المصري
11 – أحمد بدران
12 – أحمد بلال
13 – أحمد حمدي الأشهب
14 – أحمد حمدي رياض
15 – أحمد سعيد بخيت
16 – أحمد سلامة
17 – أحمد شوقي مبارك
18 – أحمد عاطف مجاهد
19 – أحمد عبد العليم
20 – أحمد عبد الغني
21 – أحمد فتح الباب
22 – أحمد محمد شوقي
23 – أحمد محمد فريد
24 – أحمد مراد
25 – أحمد ياسين
26 – أسامة الحسيني
27 – أسامة سمير
28 – إسلام المهدي
29 – إسلام حجي
30 – إسلام فتحي
31 –
32 – أشرف توفيق
33 – أيمن الشايب
34 – أيمن العتوم
35 – بهاء حجازي
36 – تامر أحمد
37 – تامر عطية
38 – حسام مصطفى إبراهيم
39 – حسني محمد
40 – حسين هاشم
42 – خالد أبو عليو
43 – خالد أحمد
44 – خالد المهدي
45 – خالد بيومي
46 – دسوقي أحمد
47 – رامي يوسف
48 – رجب حمزة
49 – زياد عبد المجيد
50 – سعد الدين سامي
51 – السيد ماضي حسين
52 – شريف ثابت
53 – شريف عثمان
54 – صالح حسب الله
55 – صبري محمد رجب
56 – ضياء فتحي موسى
57 – عبد الرحمن ضاحي
58 – عبد الله عادل
59 – عصام منصور
60 – علاء محمود
61 – علي عبد الله
62 – علي علي عبد الرؤوف
63 – علي نمر
64 – عماد مدين
65 – عمر أحمد سليمان
66 – عمر فضل الله
67 – عمر كمال الدين
68 – عمرو شوكت
69 – عمرو صبحي
70 – عمرو عبد الحميد
71 – عمرو عبد العزيز
72 – عمرو مرزوق
73 – فارس أحمد طه
74 – فارس الصغير
75 – كارم عبد الغفار
76 – كريم أمين
77 – كريم مشرف
78 – كمال اليماني
79 – كمال سليم
80 – ماجد إبراهيم
81 – ماجد شيحة
82 – مجدي حليم
83 – مجدي عيسى
84 – محمد الحمراوي
85 – محمد الزين
86 – محمد العدوي
87 – محمد الناغي
88 – محمد تهامي
89 – محمد جلال
90 – محمد حواس
91 – محمد خير الله
92 – محمد سمير
93 – محمد شكري
94 – محمد صلاح راجح
95 – محمد عبد الغني
96 – محمد عبد القهار
97 – محمد عبد القوي مصيلحي
98 – محمد علي يوسف
99 – محمد علي يوسف
100 – محمد عمرو
101 – محمد غالية
102 – محمد فاروق الشاذلي
103 – محمد فتحي
104 – محمد فرحات
105 – محمد مصطفى عبد المجيد
106 – محمد موسى
107 – محمد ناجي
108 – محمد نجم
109 – محمد نور
110 – محمد وفيق زين العابدين
111- محمود أحمد علي
112 – محمود إمام
113 – محمود توفيق
114 – محمود حسيب
115 – محمود عبد الباسط
116 – محمود مجدي
117 – مراد ماهر
118 – مصطفى التلواني
119 – مصطفى الشيمي
120 – مصطفى جميل
121 – مصطفى سليمان
122 – مصطفى سيف الدين
123 – مصطفى شحاتة
124 – مصطفى شهيب
125 – مصطفى عاطف
126 – مهاب ترجم
127 – نائل الطوخي
128 – هاني حجاج
129 – هشام الجنزوري
130 – هشام طارق
131 – هيثم ممتاز
132 – وائل الخطيب
133 – وائل الملاح
134 – وائل نصار
135 – وليد فكري
136 – ياسر عاطف
137 – يامي أحمد
138 – يسري المصري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فعاليات الحفل بالترتيب
…………………………….
كلمة المنسق العام فى إطار شرح فكرة الحفل
كلمة عصير الكتب فى إطار شرح تفاصيل عملية التصويت ومزايا الجروب ثقافياً
كلمة ضيفى الشرف د . أحمد مجاهد ود . نبيل فاروق
كلمات الرعاة
مجموعة النيل العربية لـ محمد الجابرى ويلقى كلمة الدار “مجدى صابر”
نون لــ حسام حسين المدير العام للدار
ليلى لــ محمد سامى المدير العام للدار
الرسم بالكلمات لـ محمد المصرى المدير العام للدار وكلمة خاصة لـ عمر عودة ومفاجأة
الميدان لـ اسلام المدير العام للدار وإعلان عن اسماء الفائزين فى مسابقة الدار
مركز همت لاشين لـ همت لاشين المدير العام للمركز
زين المعانى لـ ماهر سقا أمينى ويلقى الكلمة
ـــــــــــــــــ
ضيوف الحفل بترتيب إلقاء الكلمات
شخصيات عامة
أ : مصطفى الفرماوى ، مدير التزويد بمكتبات الشروق
الروائى العالمى : إبراهيم عبد المجيد
الروائى الكبير : وحيد الطويلة
الروائى الكبير د بهاء عبد المجيد
صحافة
الكاتبة الصحفية : نشوى الحوفى ، مدير قسم النشر بمؤسسة نهضة مصر
الكاتب الصحفى : محمد فتحى
الكاتب الصحفى : تامر أبو عرب
إعلام
الكاتبة والإعلامية : ياسمين الخطيب وتُلقى كلمة خاصة
للروائى الكبير رؤوف مسعد المتواجد حالياً بهولندا
الإعلامية : بسنت حسن ” التلفزيون المصرى “
الإعلامى : أحمد سمير
الأدباء الشباب
الكاتب والروائى : أحمد عبد المجيد
الكاتب والروائى : شريف عبد الهادى
الكاتب والروائى : محمد عصمت
الكاتب والروائى : محمد الجيزواى
بدء فعاليات التكريم للكُتاب الشباب
من رقم 1 الى رقم 20
ثم كلمات حول مشاريع ثقافية مهمة
الكاتبة : رحاب هانى
مدرس مساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة
وحديث ممتد حول قانون الاكتئاب وتجربتها الفريدة للبسمة
الإعلامية : ايفون نبيل وحديث حول تجربتها الإعلامية
بمؤسسة أطلس أ / نوران المصرى مدير قسم النشر الأليكترونى
تكريم الأدباء من رقم 20 الى رقم 40
ثم كلمات لـ فعاليات ثقافية هامة
د . إيمان الدواخلى ( وحديث ممتد
حول تجربة التكية الأدبية
د محمد نجيب عبد الله
وحديث ممتد حول صالونه الثقافى/
أميمة ماهر ومصطفى سليمان
وحديث ممتد عن القهوة فن
عبد الرحمن باشا
وحديث ممتد حول تجربة نموذج محاكاة مجلس الوزراء المصرى
تكريم الأدباء من 40 الى 60
ثم كلمات لـ فعاليات ثقافية هامة
محمد الزمزمى وحديث حول تجربة مجلة البوسطجى
محمد نعمه الله وحديث ممتد حول مشروع
تسجيل الكتب الصوتية للمكفوفين
الصحفى: عبد الفتاح يوسف وحديث حول تجربة الصحافة الشعبية
ثم استكمال تكريم الكتاب من رقم 60 الى نهاية التكريم
ثم الصور الجماعية مع ضيوف الشرف
والحديث الحر مع وسائل الإعلام[/fusion_text][/fusion_builder_column][/fusion_builder_row][/fusion_builder_container]

الوطن أون لاين: مؤتمر مكة يدعو لاستراتيجيات تكافح سلبيات الإعلام الجديد


مؤتمر مكة يدعو لاستراتيجيات تكافح سلبيات الإعلام الجديد

لفت إلى افتقاد الشباب تربية التعامل مع الآخر واندفاعهم إلى العنف ونشر الفتنة

حضور يتابعون جلسات المؤتمر (الوطن)

حضور يتابعون جلسات المؤتمر (الوطن)

مكة المكرمة: الوطن 2015-09-18 12:30 AM     

دعا الباحثون في مؤتمر مكة المكرمة السادس عشر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بعنوان: “الشباب المسلم والإعلام الجديد” إلى ضرورة توافق الدول العربية والإسلامية على استراتيجيات لمكافحة الظواهر السلبية للإعلام الجديد، بإرساء الاستراتيجيات والمعايير والضوابط والقوانين المنظِّمة، واستخدام تقنيات الحظر والمنع لكل المواد والمواقع والظواهر السالبة والهدامة للمجتمعات. وأوضحوا خلال بدء جلسات المؤتمر أمس، أن هذه الاستراتيجيات تشترك فيها وزارات الثقافة والإعلام والاتصالات وغيرها من الجهات المعنية، مع أهمية وجود مرجعية توثيقية للمحتوى على الإنترنت بواسطة منظمات عربية وإسلامية متخصصة محكمة، وأهمية تنسيق المحتوى الإعلامي بين الوزارات والمؤسسات المعنية على مستوى العالمين والعربي والإسلامي.
وتناولت الجلسة الأولى من المؤتمر تطور التقنية ودخولها في تفاصيل حياتنا اليومية.
وخلصت إلى أن التغير الكبير في الوسائل والانتشار أدى إلى تمكينها من إحداث تأثيرات كبيرة في المجتمعات، تستطيع من خلالها توجيه الرأي العام لنشر ثقافة أو ترويج فكرة أو سلعة.
وفي الجلسة الثانية التي رأسها رئيس قسم الإعلام والاتصال بجامعة عبدالحميد بن باديس بالجزائر الدكتور العربي بوعمامة، تحدث الباحث في التربية والثقافة الإسلامية في المغرب الدكتور الزبير عبدالقادر عن الجانب الثقافي والمعرفي، ووزير الرياضة والشباب الأسبق في السودان الدكتور شمس الدين زين العابدين عن الجانب الأسري والمجتمعي ومدير عام ضياء للبحوث والمؤتمرات في المغرب الدكتور زكريا السرتي عن الجانب الأخلاقي والسلوكي.
وتناول المتحدثون في هذه الجلسة دور الشباب المسلم في الإعلام الجديد أو الإعلام الاجتماعي باستخداماته الوسائط المعلوماتية عالية التقنية الذي أصبح واقعاً ينبغي معرفة كيفية التعامل معه للاستفادة منه ولكبح الآثار السالبة التي تصاحبه أو على أقل تقدير إضعاف تأثيرها على المجتمع عامة وعلى الشباب خاصة مع الواقع المتردي لشباب العالم العربي والإسلامي وزيادة مساحة الفقر والتحولات الاجتماعية والثقافية غير المستوعبة. لافتين إلى افتقاد الشباب التربية على التعامل مع الآخرين وخاصة في مجال الخلافات الفكرية والفقهية بسبب القصور الفكري وقلة الزاد من العلم الشرعي والثقافة الدينية والحياتية اللذين يدفعانهم إلى العنف والخصومة ونشر الفتنة.
وأبان المشاركون إمكانية الاستفادة من هذه الوسائط الإعلامية في تثقيف وتوعية الشباب بجانب الإسهام في طرح رؤى شبابية لقضايا مجتمعاتهم وفق منظور ثقافي وديني يؤكد الهوية والشخصية الإسلامية المعاصرة، موضحين أن الأمر ليس سهلاً ولكن ينبغي أن يخطط له بدقة وعناية ونهج علمي كمشروع لتفعيل قدرات الشباب في مقابلة هذه التحديات.

التوصيات

• وضع رؤية استراتيجية لتفعيل طاقات الشباب في مناشط ثقافية وفكرية ودعوية ورياضية.

ميادين التنفيذ
 

• المدارس والجامعات. • الأحياء والمدن. • مواقع إلكترونية للتواصل مع الشباب وعامة الناس. • ترسيخ أدب التعامل وسط الشباب مع الأسرة • قبول مبدأ الخلافات في الرأي. • برامج نافذة للشباب بمشاركة الأسرة والمجتمع. • إجراء دراسات حول تأثير الإعلام الجديد على قطاعات الشباب في العالم الإسلامي.
 

محاور النقاش
 

• خصائص الإعلام الجديد وأنماطه.. مؤسس مكتبة المورد للنشر الإلكتروني المهندس سامي بن عمر الحصين.
• ظواهره بين الإيجابية والسلبية .. مستشار الحكومة الإلكترونية بإمارة أبوظبي الدكتور عمر أحمد فضل الله.
• وسائل التواصل الاجتماعي والشباب .. مستشار في مجموعة الخليج للعلاقات العامة الدكتور علاء الدين علي حمودة.
 

تحولات يناقشها المؤتمر

• استبدال المطابعَ بالمواقع الإلكترونية • الأثير بالبودكاست Podcast
• الساوندكلاود Sound Cloud والأقمار الصناعية بيوتيوب YouTube وفيمو Vemo • تغيير بيئة العمل وطبيعة العاملين فيه • الراديو والتلفزيون بالأجهزة المحمولة .
 

ملمح التغيرات
 

تحول الإعلام التقليدي من صانعٍ للخبر وموجهٍ للرأي إلى مِنصات لنشر ما ينتجه المواطن الصحفي والتفاعل مع ما تقوده الشبكات الاجتماعية.

باحثون: التقنية استبدلت الأقمار الصناعية بـ «يوتيوب»


من خلال جلسات مؤتمر مكة المكرمة

باحثون: التقنية استبدلت الأقمار الصناعية بـ «يوتيوب»

جانب من جلسات مؤتمر مكة المكرمة. «واس»

«الاقتصادية» من الرياض

 

قال باحثون إنه على صعيد الإعلام تحديداً؛ لم تكتف التقنية بتغيير الوسائل، فاستبدلت المطابعَ بالمواقع الإلكترونية، والأثيرَ بالبودكاست والساوندكلاود، والأقمار الصناعية باليوتيوب وفيمو، بل تجاوزتها إلى تغيير بيئة العمل وطبيعة العاملين فيه، فاستبدلت الإعلامي الموظف بالمواطن الصحفي، واستبدلت أجهزة الراديو والتلفاز بالأجهزة المحمولة وأن هذه التغيرات أحالت الإعلام التقليدي من صانعٍ للخبر وموجهٍ للرأي؛ إلى مِنصات لنشر ما ينتجه المواطن الصحفي والتفاعل مع ما تقوده الشبكات الاجتماعية.

جاء هذا من خلال جلسات مؤتمر مكة المكرمة السادس عشر التي عقدت أمس برئاسة الدكتور عبد الله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وتنظمه رابطة العالم الإسلامي بعنوان: “الشباب المسلم والإعلام الجديد”، بحضور العلماء والدعاة وأساتذة الجامعات ومسؤولي المراكز الإسلامية الذين دعتهم الرابطة للمشاركة في المؤتمر.

ورأس الجلسة الأولى التي تناولت محور المؤتمر الأول “الإعلام الجديد الواقع والخصائص”، أمين عام دائرة الإفتاء العام في الأردن الدكتور محمد أحمد الخلايلة، وناقش المشاركون ثلاثة بحوث في موضوع المحور، وهي خصائص الإعلام الجديد وأنماطه لمؤسس مكتبة المورد للنشر الإلكتروني في الرياض المهندس سامي بن عمر الحصين، وظواهر الإعلام الجديد بين الإيجابية والسلبية لمستشار الحكومة الإلكترونية في إمارة أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة الدكتور عمر أحمد فضل الله، ووسائل التواصل الاجتماعي والشباب للمستشار في مجموعة الخليج للعلاقات العامة بالرياض الدكتور علاء الدين علي حمودة.

وتناول الباحثون في نقاشهم بحسب “واس” ضرورة توافق الدول العربية والإسلامية على استراتيجيات لمكافحـــــة الظواهر السلبية للإعلام الجديد؛ بإرساء الاستراتيجيات والمعايير والضوابط والقوانين المنظِّمة، واستخدام تقنيات الحظر والمنع لكل المواد والمواقع والظواهر السالبة والهدامة للمجتمعات.

وأوضحوا أن هذه الاستراتيجيات تشترك فيها وزارات الثقافة والإعلام والاتصالات وغيرها من الجهات المعنية، مع أهمية وجود مرجعية توثيقية للمحتوى على الإنترنت بواسطة منظمات عربية وإسلامية متخصصة مُحْكمة، وأهمية تنسيق المحتوى الإعلامي بين الوزارات والمؤسسات المعنية على مستوى العالمين العربي والإسلامي.

كما تناولت الجلسة تطور التقنية ودخولها في تفاصيل حياتنا اليومية وإلى تغيرات جِذرية ليس على صعيد تعاملنا مع التقنية وأجهزته وأسلوب حصولنا على الخدمات وحسب؛ بل على مستوى اكتسابنا للعلوم والعناية بالصحة وأسلوب تعاملنا وتواصلنا مع بعضنا، فأصبح وجود الشخص في الشبكات الاجتماعية من المؤهلات، التي تدعم حصوله على وظيفة أو تؤدي إلى حرمانه منها، بل أصبحت من الوسائل المعتبرة في تحديد الارتباط بشريك العمر.

وخلصت الجلسة إلى أن هذا التغير الكبير في الوسائل والانتشار، أدى إلى تمكينها من إحداث تأثيرات كبيرة في المجتمعات، تستطيع من خلالها توجيه الرأي العام لنشر ثقافة أو ترويج فكرة أو سلعة.

وقد رأس الجلسة الثانية رئيس قسم الإعلام والاتصال بجامعة عبدالحميد بن باديس بالجزائر الدكتور العربي بو عمامة.

وتحدث فيها الباحث في التربية والثقافة الإسلامية في المغرب الدكتور الزبير عبدالقادر عن الجانب الثقافي والمعرفي ووزير الرياضة والشباب الأسبق في السودان الدكتور شمس الدين زين العابدين عن الجانب الأسري والمجتمعي ومدير عام ضياء للبحوث والمؤتمرات في المغرب الدكتور زكريا السرتي عن الجانب الأخلاقي والسلوكي.

وقد تناول المتحدثون في هذه الجلسة دور الشباب المسلم في الإعلام الجديد أو الإعلام الاجتماعي باستخداماته الوسائط المعلوماتية العالية التقنية، الذي أصبح واقعاً ينبغي معرفة كيفية التعامل معه للاستفادة منه ولكبح الآثار السالبة، التي تصاحبه أو على أقل تقدير إضعاف تأثيرها على المجتمع عامة وعلى الشباب خاصة مع الواقع المتردي لشباب العالم العربي والإسلامي وزيادة مساحة الفقر والتحولات الاجتماعية والثقافية غير المستوعبة. كما يفتقد الشباب التربية على التعامل مع الآخرين بخاصة في مجال الخلافات الفكرية والفقهية بسبب القصور الفكري وقلة الزاد من العلم الشرعي والثقافة الدينية والحياتية الذي يدفعهم إلى العنف والخصومة ونشر الفتنة.

وأبان المشاركون في الجلسة أنه ورغم ذلك يمكن للشباب المسلم في البلاد الإسلامية والعربية أن يكون له دور مقدر في الاستفادة من هذه الوسائط الإعلامية في تثقيف وتوعية نفسه بجانب الإسهام في طرح رؤى شبابية لقضايا مجتمعاتهم، وفق منظور ثقافي وديني يؤكد الهوية والشخصية الإسلامية المعاصرة التي تفتخر بانتمائها وتعزز دورها في قيادة البشرية (كنتم خير أمة أخرجت للناس..)، موضحين أن الأمر ليس سهلاً، ولكن ينبغي أن يخطط له بدقة وعناية ونهج علمي كمشروع لتفعيل قدرات الشباب في مقابلة هذه التحديات.

 

مؤتمر مكة المكرمة السادس عشر


Makkah Conferenceمكة المكرمة 03 ذو الحجة 1436 هـ الموافق 17 سبتمبر 2015 م واس
برئاسة معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، عقد مؤتمر مكة المكرمة السادس عشر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بعنوان: “الشباب المسلم والإعلام الجديد ” جلسته الأولى والثانية اليوم، بحضور أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة وأساتذة الجامعات ومسئولي المراكز الإسلامية الذين دعتهم الرابطة للمشاركة في المؤتمر، بمشاركة ضيوف خادم الحرمين الشريفين الذين تستضيفهم الرابطة لأداء فريضة الحج.
ورأس الجلسة الأولى التي تناولت محور المؤتمر الأول “الأعلام الجديد الواقع والخصائص”، أمين عام دائرة الإفتاء العام في الأردن الدكتور محمد احمد الخلايلة، وناقش المشاركون ثلاثة بحوث في موضوع المحور، وهي خصائص الإعلام الجديد وأنماطه لمؤسس مكتبة المورد للنشر الإلكتروني في الرياض المهندس سامي بن عمر الحصين، وظواهر الإعلام الجديد بين الايجابية والسلبية لمستشار الحكومة الالكترونية في إمارة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة الدكتور عمر أحمد فضل الله، ووسائل التواصل الاجتماعي والشباب للمستشار في مجموعة الخليج للعلاقات العامة بالرياض الدكتور علاء الدين علي حمودة.
وتناول الباحثون في نقاشهم ضرورة توافق الدول العربية والإسلامية على استراتيجيات لمكافحة الظواهر السلبية للإعلام الجديد؛ بإرساء الاستراتيجيات والمعايير والضوابط والقوانين المنظِّمة، واستخدام تقنيات الحظر والمنع لكل المواد والمواقع والظواهر السالبة والهدامة للمجتمعات.
وأوضحوا أن هذه الاستراتيجيات تشترك فيها وزارات الثقافة والإعلام والاتصالات وغيرها من الجهات المعنية، مع أهمية وجود مرجعية توثيقية للمحتوى على الإنترنت بواسطة منظمات عربية وإسلامية متخصصة مُحْكمة، وأهمية تنسيق المحتوى الإعلامي بين الوزارات والمؤسسات المعنية على مستوى العالمين والعربي والإسلامي.
كما تناولت الجلسة تطور التقنية ودخولها في تفاصيل حياتنا اليومية وإلى تغيرات جِذرية ليس على صعيد تعاملنا مع التقنية وأجهزته وأسلوب حصولنا على الخدمات وحسب؛ بل على مستوى اكتسابنا للعلوم والعناية بالصحة وأسلوب تعاملنا وتواصلنا مع بعضنا، فأصبح تواجد الشخص في الشبكات الاجتماعية من المؤهلات التي تدعم حصوله على وظيفة أو تؤدي إلى حرمانه منها، بل وأصبحت من الوسائل المعتبرة في تحديد الارتباط بشريك العمر.
وأشاروا انه على صعيد الإعلام تحديداً؛ لم تكتف التقنية بتغيير الوسائل، فاستبدلت المطابعَ بالمواقع الإلكترونية، والأثيرَ بالبودكاست Podcast، والساوندكلاود Sound Cloud والأقمار الصناعية باليوتيوب YouTube وفيمو Vemo، بل تجاوزتها إلى تغيير بيئة العمل وطبيعة العاملين فيه، فاستبدلت الإعلامي الموظف بالمواطن الصحفي، واستبدلت أجهزة الراديو والتلفاز بالأجهزة المحمولة وأن هذه التغيرات أحالت الإعلام التقليدي من صانعٍ للخبر وموجهٍ للرأي؛ إلى مِنصات لنشر ما ينتجه المواطن الصحفي والتفاعل مع ما تقوده الشبكات الاجتماعية.
// يتبع //
13:58 ت م

المشاركة في أعمال مؤتمر مكة المكرمة السادس عشر


[fusion_builder_container hundred_percent=”yes” overflow=”visible”][fusion_builder_row][fusion_builder_column type=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”no” center_content=”no” min_height=”none”][metaslider id=13015][/fusion_builder_column][/fusion_builder_row][/fusion_builder_container]

مؤتمر مكة المكرمة السادس عشر الشباب المسلم والإعلام الجديد


20150917123057مكة المكرمة 03 ذو الحجة 1436 هـ الموافق 17 سبتمبر 2015 م واس

برئاسة معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، عقد مؤتمر مكة المكرمة السادس عشر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بعنوان: “الشباب المسلم والإعلام الجديد ” جلسته الأولى والثانية اليوم، بحضور أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة وأساتذة الجامعات ومسئولي المراكز الإسلامية الذين دعتهم الرابطة للمشاركة في المؤتمر، بمشاركة ضيوف خادم الحرمين الشريفين الذين تستضيفهم الرابطة لأداء فريضة الحج.

ورأس الجلسة الأولى التي تناولت محور المؤتمر الأول “الأعلام الجديد الواقع والخصائص”، أمين عام دائرة الإفتاء العام في الأردن الدكتور محمد احمد الخلايلة، وناقش المشاركون ثلاثة بحوث في موضوع المحور، وهي خصائص الإعلام الجديد وأنماطه لمؤسس مكتبة المورد للنشر الإلكتروني في الرياض المهندس سامي بن عمر الحصين، وظواهر الإعلام الجديد بين الايجابية والسلبية لمستشار الحكومة الالكترونية في إمارة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة الدكتور عمر أحمد فضل الله، ووسائل التواصل الاجتماعي والشباب للمستشار في مجموعة الخليج للعلاقات العامة بالرياض الدكتور علاء الدين علي حمودة.

وتناول الباحثون في نقاشهم ضرورة توافق الدول العربية والإسلامية على استراتيجيات لمكافحة الظواهر السلبية للإعلام الجديد؛ بإرساء الاستراتيجيات والمعايير والضوابط والقوانين المنظِّمة، واستخدام تقنيات الحظر والمنع لكل المواد والمواقع والظواهر السالبة والهدامة للمجتمعات.

وأوضحوا أن هذه الاستراتيجيات تشترك فيها وزارات الثقافة والإعلام والاتصالات وغيرها من الجهات المعنية، مع أهمية وجود مرجعية توثيقية للمحتوى على الإنترنت بواسطة منظمات عربية وإسلامية متخصصة مُحْكمة، وأهمية تنسيق المحتوى الإعلامي بين الوزارات والمؤسسات المعنية على مستوى العالمين والعربي والإسلامي.

كما تناولت الجلسة تطور التقنية ودخولها في تفاصيل حياتنا اليومية وإلى تغيرات جِذرية ليس على صعيد تعاملنا مع التقنية وأجهزته وأسلوب حصولنا على الخدمات وحسب؛ بل على مستوى اكتسابنا للعلوم والعناية بالصحة وأسلوب تعاملنا وتواصلنا مع بعضنا، فأصبح تواجد الشخص في الشبكات الاجتماعية من المؤهلات التي تدعم حصوله على وظيفة أو تؤدي إلى حرمانه منها، بل وأصبحت من الوسائل المعتبرة في تحديد الارتباط بشريك العمر.

وأشاروا انه على صعيد الإعلام تحديداً؛ لم تكتف التقنية بتغيير الوسائل، فاستبدلت المطابعَ بالمواقع الإلكترونية، والأثيرَ بالبودكاست Podcast، والساوندكلاود Sound Cloud والأقمار الصناعية باليوتيوب YouTube وفيمو Vemo، بل تجاوزتها إلى تغيير بيئة العمل وطبيعة العاملين فيه، فاستبدلت الإعلامي الموظف بالمواطن الصحفي، واستبدلت أجهزة الراديو والتلفاز بالأجهزة المحمولة وأن هذه التغيرات أحالت الإعلام التقليدي من صانعٍ للخبر وموجهٍ للرأي؛ إلى مِنصات لنشر ما ينتجه المواطن الصحفي والتفاعل مع ما تقوده الشبكات الاجتماعية.

وخلصت الجلسة إلى أن هذا التغير الكبير في الوسائل والانتشار؛ أدى إلى تمكينها من إحداث تأثيرات كبيرة في المجتمعات، تستطيع من خلالها توجيه الرأي العام لنشر ثقافة أو ترويج فكرة أو سلعة.

وقد رأس الجلسة الثانية رئيس قسم الإعلام والاتصال بجامعة عبدالحميد بن باديس بالجزائر الدكتور العربي بو عمامة.

وتحدث فيها الباحث في التربية والثقافة الإسلامية في المغرب الدكتور الزبير عبدالقادر عن الجانب الثقافي والمعرفي ووزير الرياضة والشباب الأسبق في السودان الدكتور شمس الدين زين العابدين عن الجانب الأسري والمجتمعي ومدير عام ضياء للبحوث والمؤتمرات في المغرب الدكتور زكريا السرتي عن الجانب الأخلاقي والسلوكي.

وقد تناول المتحدثون في هذه الجلسة دور الشباب المسلم في الإعلام الجديد أو الإعلام الاجتماعي باستخداماته الوسائط المعلوماتية العالية التقنية الذي أصبح واقعاً ينبغي معرفة كيفية التعامل معه للاستفادة منه ولكبح الآثار السالبة التي تصاحبه أو على أقل تقدير إضعاف تأثيرها على المجتمع عامة وعلى الشباب خاصة مع الواقع المتردي لشباب العالم العربي والإسلامي وزيادة مساحة الفقر والتحولات الاجتماعية والثقافية غير المستوعبة. كما يفتقد الشباب التربية على التعامل مع الآخرين بخاصة في مجال الخلافات الفكرية والفقهية بسبب القصور الفكري وقلة الزاد من العلم الشرعي والثقافة الدينية والحياتية الذي يدفعهم إلى العنف والخصومة ونشر الفتنة.

وأبان المشاركون في الجلسة انه ورغم ذلك يمكن للشباب المسلم في البلاد الإسلامية والعربية أن يكون له دوراً مقدراً في الاستفادة من هذه الوسائط الإعلامية في تثقيف وتوعية نفسه بجانب الإسهام في طرح رؤى شبابية لقضايا مجتمعاتهم وفق منظور ثقافي وديني يؤكد الهوية والشخصية الإسلامية المعاصرة التي تفتخر بانتمائها وتعزز دورها في قيادة البشرية (كنتم خير أمة أخرجت للناس..)، موضحين أن الأمر ليس سهلاً ولكن ينبغي أن يخطط له بدقة وعناية ونهج علمي كمشروع لتفعيل قدرات الشباب في مقابلة هذه التحديات.

وفى السياق نفسه طالب المتحدثون بوضع توصيات يستفيد منها شباب المسلمين من الإعلام الجديد منها وضع رؤية إستراتيجية لتفعيل طاقات الشباب في المشاركة في مناشط ثقافية وفكرية ودعوية ورياضية على مستوى المدارس والجامعات والأحياء والمدن والتخطيط لعقد حوارات نشطة وذكية مع طلاب المدارس والجامعات حول طموحاتهم وتوقعاتهم وكيفية مشاركاتهم وإسهاماتهم في قضايا الوطن وذلك بالتعاون مع إدارات المدارس والجامعات وأساتذتها وحث المسئولين لإيجاد مواقع الكترونية للتواصل مع الشباب وعامة الناس في شرح سياساتهم وطلب المشاركة البناءة في تطوير مهامهم وترسيخ أدب التعامل وسط الشباب مع الأسرة وقبول مبدأ الخلافات في الرأي ووضع برامج نافذة للشباب بمشاركة الأسرة والمجتمع لغرس التربية الروحية والمعرفة القوية والثقافة الواسعة والفكر الناضج وإجراء دراسات متعددة ومتعمقة حول تأثير الإعلام الجديد على قطاعات الشباب في العالم الإسلامي.

// انتهى //

محاضرة علمية بمركز الفيصل الثقافي: مفهوم الحكومة الإليكترونية


[fusion_builder_container hundred_percent=”yes” overflow=”visible”][fusion_builder_row][fusion_builder_column type=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”no” center_content=”no” min_height=”none”][metaslider id=15128]

محاضرة علمية بمركز الفيصل الثقافي
الحكومة الإلكترونية.. الدولة في (جيب) المواطن
د.عمر أحمد فضل الله: الحكومة الإلكترونية تعمل على هندسة الوضع اليدوي
مفهوم الحكومة الإلكترونية
ندوات ومحاضرات علمية، وورش أقامتها وعقدتها عدد من الجهات الرسمية وغير الرسمية للتوعية والتنبيه بضرورة الاتجاه نحو الحكومة الإلكترونية كان آخرها محاضرة بمركز الفيصل الثقافي ليلة الخميس 30/يوليو/2015م بعنوان (الحكومة الإلكترونية لماذا وكيف) قدمها أحد مؤسسي الحكومة الإلكترونية بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور عمر أحمد فضل الله، وحضرها عدد من المختصيين بالجانب التقني إضافة إلى بعض موظفي المؤسسات الحكومية والطلاب، وقدم فيها د. عمر عصارة تجربته في المجال التقني والدراسات التي أجراها ومواضيع مختلفة حول الحكومة الإلكترونية.
وبدأ د.عمر أحمد فضل الله حديثه موضحا مفهوم نظام الحكومة الإلكترونية، وقال : “تقاس الحكومات بمستوى تواصلها مع المواطن، والحكومة الإلكترونية هي خدمة تقدمها للمواطن الذي يعتبر المحور الأساسي لها، وتكون كل الدولة موضوعة في حالة اتصال دائم (on line) على مدى الأربع وعشرين ساعة، والمواطن يستطيع الوصول إلى كل أجهزة الدولة والتواصل معها بكل سهولة ويسر وبصورة مباشرة، إذ أن المواطن يكون في حالة دلال في خدمة الحكومة الإلكترونية”.
الحكومة في جيب المواطن
اعتقاد البعض بأن مصطلح الحكومة الإلكترونية هو نفس مصطلح الحكومة الذكية إلا أن د. عمر كشف عن أن هنالك اختلافاً طفيفاً مشيراً إلى أن الحكومة الذكية تقدم كل الخدمات التي تقدمها الحكومة الإلكترونية إلا أن الذكية تقدم من خلال الهاتف المحمول أو ما يعرف بالهواتف الذكية، وأشار إلى أن هناك أربعة ركائز أساسية تقوم عليها فكرة الحكومة الإلكترونية مثل تجميع كافة الأنشطة والخدمات في موضع واحد هو موقع الحكومة الرسمي، وتحقيق حالة اتصال دائم بالجمهور مع القدرة على تأمين كافة الاحتياجات الاستعلاماتية والخدمية للمواطن، إضافة إلى تحقيق سرعة وفاعلية الربط والتنسيق والأداء والإنجاز بين دوائر الحكومة فيما بينها، وكذلك لكل دائرة منفردة، وتحقيق وفرة في الإنفاق بما فيها تحقيق عائدات أفضل من خلال الأنشطة الحكومية التجارية، وقال د.عمر أن المواطن في دولة الإمارات يستطيع أن يكتب لقائد أي إمارة في أي وقت فقط بإرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني (E.mail)، وأضاف : “يجب أن تكون الحكومة كلها في جهاز بجيب المواطن”.
بيئة الحكومة الإلكترونية
أهداف الحكومة الإلكترونية تختلف بحسب البيئة التي تقدم بها، وأشار د.عمر إلى أن كند والولايات المتحدة الأمريكية وجهت أهدافها واهتمامها نحو المشتريات الحكومية والعلاقات التجارية، فيما وجهت معظم دول أوربا جهدها نحو حماية وخدمة المستهلك والمواطن، وأبان أن بين هذين الاتجاهين تتأرجح أهداف التجارب الأخرى في الحكومة الإلكترونية، ويذكر أن الحديث الكثير الذي كان يدور حول مركزية أو لا مركزية الحكومة الإلكترونية أضحى غير متداول حالياً.
وصولاً إلى نسبة نجاح مميزة يجب أن تتوفر بيئة مناسبة لكي تتحقق فيها عدد من المهام مثل خدمات المواطنين واستعلاماتهم، الأنشطة الحكومية للدوائر الحكومية مع المؤسسات الأخرى، والأنشطة الاقتصادية والتجارية والخدمات بين المؤسسات الاقتصادية، ويتم ذلك باستخدام شبكات للمعلومات والاتصال عن بعد.
هندسة الوضع اليدوي
توفر الحكومة الإلكترونية وسائل للدفع والسداد الفوري الإلكتروني لدى الجهات المتعين الوفاء لها بالرسوم أو بمبالغ لقاء خدمات وهي وسائل دفع متبادلة وتفاعلية، والقدرة على تنزيل أو الوصول لأي نموذج ورقي حكومي الكترونياً، وآنياً وتعينه الكترونياً وإعادة إرساله، إضافة إلى توفير إمكانية البحث عن أي موضوع عبر محركات بحث عملاقة توصل النتائج المطلوبة حتى في حالات الخطأ الناجم عن التهجئة، كما أن الحكومة الإلكترونية توفر دليل مفهرس لمن لا يرغب في استخدام محرك البحث، وعاد الدكتور عمر فضل الله في محاضرته بمركز الفيصل الثقافي ليؤكد على أن أي دولة تضع المواطن محور اهتمامها هي دولة ناجحة، وأضاف أن الحكومة الإلكترونية تعمل على إعادة هندسة الوضع اليدوي القائم بأي دولة، وأوضح أن للخدمات التي تقدمها الحكومة الإلكترونية محتوى معلوماتي ، وآخر خدمي، وثالث محتوى اتصالي، وأشار د. عمر إلى أن هناك أولويات تسعى أي دولة تحقيقها وتزداد فعالية هذه الأولويات بالخدمة التي تقدمها الحكومة الإلكترونية من هذه الأولويات تقديم خدمة البيانات والوثائق، والانتخابات والإقتراع ، سجلات الأحوال ، وغيرها من الخدمات الأخرى، وموضحا أن مميزاتها أنها وسيلة لبناء اقتصاد قوي وتساهم في حل المشكلات الاقتصادية، الخدمة الاجتماعية، وسيلة للتفاعل، وأداء، وتعد الحكومة الإلكترونية أفضل وسيلة للوقاية، وأنها تساهم في بناء مجتمع متطور.
متطلبات يجب أن تتوفر
واختتم الدكتور عمر أحمد فضل الله محاضرته بمركز الفيصل الثقافي التي جاءت بعنوان (الحكومة الإلكترونية، لماذا وكيف؟) بضرورة أن تكون للدولة تخطيط استراتيجي واضح للحكومة الإلكترونية التي توفر وضع واحد لكل المهام والخدمات الحكومية، وأشار إلى أنه قبل أن تنفيذ الحكومة الإلكترونية هنالك متطلبات يجب أن تتوفر تتمثل في حل المشاكل القائمة في الواقع الحقيقي قبل الانتقال إلى البيئة الإلكترونية، إضافة إلى الإشكالات القانونية، والتبادلات التجارية، وتوفير وسائل التقنية التطبيقية، وأخيراً توفير الخطط والاستراتيجيات المناسبة للحكومة الإلكترونية.


المصدر: مركز الفيصل الثقافي

انظر خبر المحاضرة بحائط مركز الفيصل الثقافي بفيسبوك

[/fusion_builder_column][/fusion_builder_row][/fusion_builder_container]

أطياف الكون الآخر بين الفانتازيا والحقيقة في السرد الروائي


[fusion_builder_container hundred_percent=”yes” overflow=”visible”][fusion_builder_row][fusion_builder_column type=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”no” center_content=”no” min_height=”none”][metaslider id=12763]

قدم د. عمر فضل الله محاضرة عن أطياف الكون الآخر بين الفانتازيا والحقيقة في السرد الروائي مع قراءات لنماذج منها وذلك في مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع – رأس الخيمة بحضور عدد من المثقفين والمهتمين والناشرين وعلى رأسهم الدكتورة مريم الشناصي والأستاذة موزة سالم مدير المركز وأخرين. رواية أطياف الكون الآخر تجري ترجمتها إلى عدد من اللغات الأوربية والآسيوية.[/fusion_builder_column][/fusion_builder_row][/fusion_builder_container]

ندوة خطاب التواصل الإنساني


[fusion_builder_container hundred_percent=”yes” overflow=”visible”][fusion_builder_row][fusion_builder_column type=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”no” center_content=”no” min_height=”none”][metaslider id=12743]
معرض الشارقة الدولي للكتاب :ملتقى الأدب: خطاب التواصل الإنساني

د. عمر فضل الله كان متداخلاً أساسياً في ندوة خطاب التواصل الإنساني التي شارك فيها الروائي عبد الله مكسور والناشر والكاتب ماركوس سيدويك وأدارت الندوة أسماء الزرعوني

في فضاءات الشارقة ومعرض الكتاب، وفي ملتقى الأدب كان الروائي عبد الله مكسور يلتقي مع الجمهور في أمسية تتحدث عن التواصل الانساني، وشاركه الأمسية الناشر والكاتب ماركوس سيدويك، وأدارت الندوة أسماء الزرعوني، وفكرة التواصل بالأدب تقوم على أن “الرواية أداة للتواصل مع الآخر، كما أنها تستبطن آليات وأدوات هذا التشابك، وتبدي وتبحث في صورة هذا الآخر، وفي العقود الأخيرة والتي تُشكل فيها مناطق قلق وتوتر مع الآخر ون الرواية على ذلك بخطاب تواصل انساني باحث عن الانسانية، وأن كل شيء سيكون من خلال مفهوم كلنا بشر.. لا فرق”.قال عبدالله مكسور خلال ورقته: التي تحدث فيها عن التواصل الانساني إن أشكال التواصل الانساني تتعدد بين اللفظي و غير اللفظي، بين الكلمات و حروف الأبجدية و بين الايحاءات و الايماءات، أما في حالة الأدب فإن الكاتب هو من يبني جسور التواصل مع قرّائه من خلال صوره التي يبثّه، عبر الحديث عن رائحة المدن أو الأماكن التي تعني للقارئ في ذاكرته، ومن خلال قصصه الأدبية التي يطرحها و رؤاه و أفكاره، مؤكداً أن الأدب العربي بمجمله يطرح رؤية من التواصل الانساني. الجميل في هذه الأمسية أن الجمهور تفاعل بقوة معها، وكان هناك حوار كبير شارك فيه العرب والأجانب، حتى تجاوزت الندوة وقتها المحدد لها.

همسات وعدسة: زياد جيوسي[/fusion_builder_column][/fusion_builder_row][/fusion_builder_container]

إذن الثورة


Alsay7aبتُ أزداد يقيناً في كل لحظة تفكير عابرة أو عميقة أنَّ أكبر خطر تواجهه بلادنا هو غياب الرؤية الإستراتيجية، والنظرة الشاملة التي تتجاوز التفكير في الذات والنزوات، وبتُ أكثر قناعة بأن المخرج من حالة “الغيبوبة” و” اللّوثة” التي نعيشها الآن هو التحرر من طُرق التفكير التقليدية في بناء الإستراتيجيات والسياسات وإعلان التمرد والثورة والعصيان المدني على هيمنة العقل الرعوي الذي يعتقل الأفكار ويمنعها من التحليق في فضاءات حرة ، ذلك العقل الذي يعتبر الحداثة رجز من عمل الشيطان عندما تقْصُر عنها همتُه الدانية، وتعجز عن استيعاب مكنونها (ذاكرته) البالية…أقول ذلك وفي البال الفرصة الثمينة التي ضاعت من السودان في تسعينات القرن الماضي للدخول مبكراً عصر التكنلوجيا والحكومة الإليكترونية على يد العالم الجليل الدكتور عمر أحمد فضل الله (أبو سهيل)، شقيق الكاتب الصحافي إسحاق والذي اُبعد مُرغمًا من بلاده لتنهل من علمه بعض دول الخليج التي أصبحت الآن مثالاً لثورة التكنولوجيا، وأقول ذلك أيضاً وفي الحلق غُصة وفي البال قصة عالم برنامج الجودة الشاملة السوداني البروفيسور هادي التجاني – أحد 6 علماء في الكرة الأرضية متخصصين في هذا البرنامج – والذي غادر السودان مغاضبًا بعد أن سدَّ (العقل) الرعوي الطريق أمامه وحال دون تطبيق البرنامج في السودان، وهو الذي قامت على يديه نهضة دولة الإمارات بشهادة الشيخ زايد وعلى لسانه أكد ذلك للرئيس البشير، وهذه قصة سنأتي للحديث عنها لاحقاً…

أتذكر كل تلك التراجيديا المحزنة وأنا أتابع بشيء من الأسى حديث بعض مسؤولينا واتجاهات تفكيرهم في إنشاء (مطامير) لمعالجة مشكلة التخزين التي انفجرت مؤخرًا بعد أن منَّ الله علينا بإنتاج وفير من الذرة في هذا العام…انظروا معي إلى العقل الرعوي وطرق تفكير القرون الوسطى عندما قال قائل منهم يومها:( السودان يمتلك تجربة ثرة في مجال التخزين في “المطامير” وهذا النظام المجرب لعشرات السنين هو الخيار الوحيد لشراء محصول الذرة وتخزينه لبناء مخزونات استراتيجية ضخمة)..يعني أصبحت المشكلة – بسبب سيطرة العقل الرعوي- أن هناك إنتاجاً وفيراً يلازمه ضعف في التسويق وضيق في مواعين التخزين، وتخلف في طريقة التخزين نفسها..!!!

وطبقا للفكرة العبقرية تم الإعداد لـ (ورشة عمل كبرى) لعمل المطامير – بس دا الفالحين فيهُ – وقد طُرح عطاء كبير للشركات (الوطنية) للتنافس في تجهيز المطامير لتخزين (30) ألف جوال من الذرة في المناطق التي تم تحديدها بولاية القضارف على طول الطريق في منطقة وديدة…

المهم أن فريق عمل من المتخصصين أجرى اللازم بشكل علمي – كما تقول الجهات الرسمية – (ولا تزال آليات البوكلنق تعمل بكفاءة ) – لكن المزارعين هناك ما زالوا يتندرون بأن الحكومة دقست وعملت المطامير في (الميَعة) ولو صح ما قال به هؤلاء فإن حجم الكارثة سيتضاعف ولا نملك إلا أن نقول اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيراً منها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، لأنه لا يمكن لبني آدم عاقل (يحفر) مطمورة في ميعة فهذا يعني تلف المحصول بنسبة مائة بالمائة، وأرجو أن تكون هذه من الطرائف التي تضاف إلى (نكتة) المطامير في زمن التكنولوجيا الحديثة.

× نبضة أخيرة:

لما فتح المسلمون بلاد فارس وُضع بين يدى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه سيف كسرى ومنطقته وزبرجده فقال: إن أقواماً أدوا هذا- يقصد تلك المغانم- لذووا أمانة, فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان حينها يجلس بجواره: إنك عففْتَ فعفَّتْ الرعية.

المصدر: صحيفة الصيحة عدد 4 مارس 2015

http://assayha.net/play.php?catsmktba=3255

عمر فضل الله: أطياف تندهش من دبى – حوار مجلة الشروق


إبداع
عمر فضل الله
<<أطياف>> تندهش من دبى
صنع من العلاقة الجدلية بين الوهم والحقيقة وبين الخيال والواقع عالماً جديدا لا يمكن فهمه أو استيعابه إلا بالسفر عبر التاريخ ومعايشة حضارات مضت في بقاع مختلفة وصولاً إلى دبى رمز الحضارة الحديثة. الماضي بالنسبة إلى الروائي السوداني الدكتور عمر فضل الله نافذة يطل منها على قرائه ليروي لهم حكايات من نسج الخيال وتتأسس على الواقع. “الشروق” التقته وحاورته ولامست أفكاره من خلال مؤلفاته.

غادة الحوراني

—————————————————————————

==صدرت لك منذ أٌقل من شهر رواية “أطياف الكون الآخر”، فما هو الكون الآخر الذي سعيت أن تعيش فيه مع قرائك من خلال هذه الرواية؟

لو أخبرتكم بحقيقة الكون الآخر لحبط عملي في الرواية!! ولأفسدت روعة المفاجأة.. ولكن دعوني أقدم لكم حافزاً لقراءتها فأعقد مقارنة وهمية بين الكون الآخر وكوننا هذا الذي هو عالم نبنيه في عقولنا بل هو ملايين العوالم (التي توجد فيها مخلوقات أخرى مثلنا أو تختلف عنا) وكلها أو بعضها موجود في عقل كل واحد منا، وكل منها عالم مختلف عما عند الآخر يتسع أو يضيق باتساع وضيق خيال كل واحد منا. ولكنها تظل وهماً لا نراه إلا إن سمحنا لعقولنا أن تصدق بأنه حقيقي وعندها يتجلى لنا في الصور التي بنيت في عقولنا. فالكون الحالي هو عالم من الوهم الممزوج بالحقيقة ويبقى هناك حاجز شفاف بينهما. رواية (أطياف الكون الآخر) تنقل عالم الخيال والوهم في عقولنا إلى عالم الواقع في حياتنا ليصبح الواقع خيالاً أو تنقل واقعنا إلى عالم الخيال ليصبح الخيال واقعاً – لافرق- فهو كله عالم موجود في الحقيقة إن صدقنا، وهو غير موجود إن اخترنا ذلك.

==استمددت مجريات الرواية من أساطير ومصادر تاريخية، كيف عملت على توليف الرواية وأي هدف من وراء العودة إلى التاريخ في روايتك؟

لو اعتبرنا رواية (أطياف الكون الآخر) رحلة زمانية ممتدة منذ بدء الحياة على كوكب الأرض فإن الأساطير والتاريخ يكونان مصدراً لا غنى عنه لإدارة عقل القاريء على عجلة الزمان، ولو اعتبرناها مقارنة بين الماضي والحاضر فالماضي تاريخ والحاضر هو العقل الذي يقرأ ذلك التاريخ. ولو اعتبرناها قصة فالقصة تحكي عن أحداث (ماضية) وقعت وانتهت والكاتب حين يعود إلى التاريخ فإنه يربط الشخوص والأحداث بجذور عميقة تضفي عليها السحر والجاذبية. ولكن الرواية لم تقف عند سرد التاريخ بل تجاوزته إلى الواقع الحديث والمستقبل أيضا!.

كيف خدمت المراوحة بين الواقع والخيال في الرواية تنقل الأحداث بين حضارات مختلفة وصولاً إلى دبي في زمن الحداثة؟

الكاتب يحس أنه نجح في إيصال فكرته للقاريء حينما يجعل القاريء محتاراً لا يستطيع أن يفرق بين الواقع والخيال فيما يقرأ سطور الرواية ويتنقل بين صفحاتها، فيظل يتابع أحداث الرواية في لهفة أينما ذهبت وحيثما حطت رحالها. يحزم حقائبه ويسافر مع بطل الرواية متنقلاً بين العراق والشام ومصر والسودان وبلاد الخليج. الرواية تقول كلاماً كثيراً بين السطور، يفهمه القاريء الفطن، وتنقل رسائل من خلال السرد، وتعالج قضايا إنسانية وتتناول الجوانب النفسية والعاطفية التي يتميز بها الإنسان عن الأطياف مثلما تطرح قضايا دينية وسياسية قديمة ومعاصرة متكررة ومتجددة في حياة الناس.

== اخترت أن تحط الأطياف في دبي فأي دلالة سعيت إليها من خلال هذه المحطة؟

الطرافة والمفارقة تظهر في حياة (طيف التجلي) الذي عاش في العصور القديمة ليجد نفسه (فجأة) في العصر الحديث حيث التقدم الحضاري والتقني.. ومدينة “دبى” تمثل رمزاً للحضارة الحديثة بلا ريب.. وطيف التجلي يضطر للمقارنة بينها وبين وادي عبقر حتى يستوعب الصدمة الحضارية التي أصيب بها! ويقارن بينها وبين نمط الحياة في زمن سيدنا سليمان أو في عصور الفراعنة. تخيل انك كنت تعيش في العصور القديمة وانتقلت للعصر الحديث ووجدت نفسك (فجأة) في دبي؟ ياللدهشة!!

==من التاريخ استوحيت أيضا رواية “ترجمان الملك”، والتي اعتبرت من القصص الأدبية التي تخدم السيرة النبوية، وقد اعتمدت فيها أيضا المراوحة ما بين الواقع والخيال، فإلى أي مدى جاء هذا التنقل مساهماً في نقل تلك الحقبة؟

(ترجمان الملك) رواية واقعية كتبت عن منطقة سوبا القديمة ودولة علوة في قلب الحبشة القديمة (بلاد السودان). وهي منطقة أهملها التاريخ ونسيها الناس فكتبت الرواية باعتماد الخيال لرواية التاريخ فهي خيالية إن اخترت قراءتها للمتعة والجمال الفني والأدبي غير أن ما ورد فيها هو حقائق تاريخية وقعت بالفعل. وهي غنية بالمعلومات التاريخية وشخوص الرواية يؤدون أدواراً تاريخية حقيقية وفي نفس الوقت يتلقفها القاريء كقصة ممتعة. واعتماد الخيال لرواية التاريخ يمنح الكاتب الحرية في تقديم صورة جديدة عن تلك الحقبة وأولئك الشخوص. فحين تقرأ الرواية تحس أنك أحد سكان مدينة سوبا, لا تحدك الأسوار والأبواب, تارة تدخل قصر الملك والكنيسة, وتارة أخرى تعبر النيل لتزور الساحرة سيمونة, أوتجالس الحكيم دلمار وحفيده سيسي وتارة أخرى تذوق طعم الذل في رحلة اختطاف الأمير الشاب (أصحمة) ليباع عبداً وتارة تجالس المهاجرين من صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم وتستشعر صدقهم وثباتهم على الإيمان وتقف معهم في صف الصلاة كما فعل سيسي وأمه وكما فعل دلمار ترجمان الملك. والرواية تجعلك تتعرف على الصحابة المهاجرين كما لم تعرفهم من قبل. إن كنت تظن أنك تعرف الزبير بن العوام أو عثمان بن مظعون أو بقية الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة فاقرأ الرواية لأنك سوف تكتشف أنك لم تكن تعرفهم قط. وإن كنت تظن أنك تعرف قصة الهجرة إلى الحبشة فسوف تكتشف أنك لم تكن تعرفها من قبل.

==ذكر الناقد الدكتور عادل عبد العزيزأن رواية “ترجمان الملك” لو وجدت مخرجاً جيداً لصنع منها فيلماً عظيما، فهل ستسعى نحو هذا المشروع؟ وأي تصور لك لدخول مثل هذه الروايات إلى السينما العربية؟

ذكر بعض النقاد أن (ترجمان الملك) تماثل رواية (شفرة دافنشي) للكاتب (دان براون) والتي أنتج منها فيلم سينمائي عظيم. وأتوقع أن يحدث هذا الأمر لرواية (ترجمان الملك) أيضاً فور صدور الترجمة الإنجليزية للرواية وحين يقرأها المخرجون والمنتجون العالميون، فقد تعودنا أن الأفلام السينمائية العظيمة تكون ناطقة بالإنجليزية في معظمها ثم تترجم للغات الأخرى. ولو تقدمت أية جهة لتحويل هذا العمل إلى السينما العربية فلن أتردد في الموافقة حيث أن العالم العربي في حاجة إلى مثل هذه الأعمال التي تجمع بين التراث النبيل والتاريخ الأصيل والخيال الجميل بالإضافة إلى التعريف ببقعة مجهولة في عالمنا. وكان المؤتمر الدولي الأول للسيرة النبوية الشريفة المنعقد في العام الماضي وشاركت فيه ست وعشرون دولة (من بينها مصر والمملكة العربية السعودية والعراق وفلسطين والجزائر والمغرب وليبيا وتركيا وماليزيا وأمريكا وكندا والنيجر وبنين وبنجلاديش والصومال والسودان) قد أوصى بـ: ((أن تتبنى مؤسسة إعلامية تحويل رواية “ترجمان الملك” إلى عمل روائي سينمائي، فالرواية نواة جيّدة لإنتاج فني خلاّب!)). وقد قدم ضمن أوراق المؤتمر بحث بعنوان القصة الأدبية في خدمة السيرة النبوية رواية “ترجمان الملك” مثالا تناول فيه الأستاذ الدكتور عثمان أبوزيد عثمان المستشار في رابطة العالم الإسلامي الرواية بالتحليل والنقد.

== أعمالك الروائية تجمع ما بين الأدب والسياسة، فهل ترى أن السياسة جوهر أساسي في الحبكة الأدبية وجزء لا يتجزأ من محاكاة واقع ما؟

أنا لا أتعمد أن أكتب مباشرة في السياسة ولم تكن السياسة هي لب رواياتي الأدبية ولكنها تخفي حقائقها بين سطور الأعمال الروائية التي تحترم عقل القاريء الحصيف إن اختار أن يقرأ الرواية قراءة عميقة فأنت حين تكتب الرواية تحكي الأحداث والوقائع بطريقة السرد الأدبي الممتع وتقدم الواقع في ثوب جميل وتترك لفطنة القاريء أن يفهم مابين السطور. ولم تكن السياسة في أي يوم من الأيام بمنأى عن الأدب ولم يكن الأدب بمنأى عن واقع حياة الناس.

==”حرب المياه على ضفاف النيل.. حلم اسرائيلي يتحقق” عنوان أحد مؤلفاتك، ألم تر أن تناول مثل هذه القضية المهمة على شكل رواية ستجعل القارئ أكثر قدرة على تصورها وفهم حقيقة الصراع؟

كتاب “حرب المياه” دراسة استراتيجية تتناول مشكلة مياه النيل بالتحليل وقضية “سد النهضة” على وجه الخصوص، وتهدف إلى توعية القاريء العربي والمحلل الاستراتيجي ومتخذ القرار بما يدور في الساحة هذه الأيام من تطورات خطيرة في ملف مياه النيل والتدخل الاسرائيلي الذي يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي لمنطقة حوض النيل. وذلك أن إسرائيل قد تدخلت بشكل سافر للضغط على النظامين المصري والسوداني عبر تحريض السلطات الإثيوبية لمراجعة حصص توزيع المياه التي تقررت لبلدان حوض النيل والزعم بكونها ليست عادلة وأن إسرائيل كفيلة أن تقدم التقنية التي تملكها من ترويض مجرى النيل وتوجيهه وفقًا لمصالحها ومن أجل ذلك تدفقت المساعدات الإسرائيلية لإثيوبيا لإقامة السدود والمنشآت التي تمكنها من السيطرة والتحكم في مياه النهر. وقد أخذت وتيرة هذا التحريض تتصاعد منذ العام 2010 حتى بلغت قمتها في العام الماضي وتفجرت الأزمة في شهر مايو 2013 حينما أعلنت إثيوبيا قيامها بعمل انفرادي في مياه النيل وذلك بتغيير مجرى النيل الأزرق لإنشاء سد النهضة. الإعلان الإثيوبي عن تحويل النهر لبناء سد النهضة أشعل فتيل حرب المياه بين دول حوض النيل. ولهذا فإن الكتاب قد جاء ليناقش الأزمة ويقدم مقترحات الحلول. وفي تقديري أن طرح مثل هذه القضايا يجب أن يعتمد الأسلوب المباشر والدراسة العلمية الواضحة التي تجعل القاريء مطلعاً على حقيقة الأوضاع والأسلوب الروائي لا يصلح في مثل هذ النوع من القضايا.

==هل التطرق إلى قضية سياسية بأسلوب قصصي قد يفقدها أهميتها، ويضيع جوهرها؟

هذا الأمر يتوقف على نوع القضية التي نعالجها والجمهور المستهدف بالكتابة وأسلوب الخطاب وعوامل أخرى تحكم طريقة الكتابة. كما يتوقف على براعة الكاتب، ففي القديم كانت القصص والروايات تعالج القضايا السياسية وتبرع في ذلك، والروائيون في العصور السابقة كانت لهم مكانة تشبه مكانة الشاعر في القبيلة في العصر الجاهلي، ولكن هذا قد مضى وأصبح الروائي لا يستطيع أن يفتي في أمر السياسة ولا أظن أن زماننا وقضاياه يحتملان الإيحاء في السرد لمعالجة القضايا المصيرية، والناس أصبحوا يهربون من جحيم الواقع السياسي في وسائل الإعلام وواقع الحياة إلى الفانتازيا والخيال لأن الخيال هو الفضاء الوحيد الذي يقدم الاسترواح للنفوس المتعبة والعقول المسحوقة في فضاءات الإعلام وشبكات المعلومات.

==للشعر وقع خاص في نفسك، فهل يمثل بالنسبة لك فسحة تعبيرية؟

الشعر عندي هو عالم من الخيال الجميل، أهرب إليه من واقعي وأبنيه كما يبني الطفل قصر الوهم على رمال الشاطيء ذات صباح ثم يهدمه في المساء قبل أن يعود مع والديه إلى واقعه وبيته. أضحك فيه وأمرح أو أذرف عبره الدمع غير ملام، وأطلق فيه الآهات دون أن أخشى الرقيب، وأهجو فيه نفسي دون أن يضحك الناس على ذلك بل يطربون، وأمدح من أشاء بما أشاء وكيفما أشاء. هو عالمي الذي أنصب من نفسي فيه حكماً وقاضياً على كل العالم، أحكم له أو عليه بلا قانون أو مرجعية إلا الهوى وحظ النفس، فأعبر عن جنوني وفتوني ومجوني، بكل حرية وأنا أعلم أن كل ذلك ينتهي بانتهاء آخر بيت في القصيدة. الشعر عالم آخر نصنع فيه القبح أو الجمال ونعبر فيه عن ذواتنا ونجسد في أبياته مشاعرنا وانفعالاتنا بما حولنا.

عمر فضل الله في سطور
=============================
عمر فضل الله من مواليد عام 1956 وهو كاتب ومؤلف وروائي سوداني ، ولد في العيلفون إحدى ضواحي العاصمة الخرطوم، ونشأ بها وحفظ القرآن والشعر وهو صغير وقد كان متفوقاً منذ الصغر، وفي جميع المراحل الدراسية. كان ضمن الأوائل في الشهادة الثانوية والتحق بجامعة الخرطوم حيث أمضى فيها سنة واحدة ثم غادرها لعدم استقرار الدراسة فيها آنذاك والتحق بجامعة الملك عبد العزيز بجدة وفيها نال شهادة البكالوريوس بتفوق عام 1980 ثم سافر بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث نال درجتى الماجستير والدكتوراة عام 1987 وعاد ليعمل بالمملكة العربية السعودية حتى العام 1991 حيث رجع إلى السودان محاضراً بالجامعات السودانية كما أسس مركز الدراسات الاستراتيجية والمركز القومي للمعلومات. وفي عام 1996 قرر الذهاب للعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث ما زال يعمل ويقيم بالعاصمة أبوظبي. له إسهامات متنوعة في عدد من مجالات المعرفة والأدب والفكر والدعوة وهو شاعر وأديب. له بحوث وإسهامات في المعلومات وتقنياتها.

 

المفكر والأديب د. عمر فضل الله في حوار بين الإكتشاف والتشريح (2-2)


[fusion_builder_container hundred_percent=”yes” overflow=”visible”][fusion_builder_row][fusion_builder_column type=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”no” center_content=”no” min_height=”none”][metaslider id=10825]

نص الحلقة الثانية ..السبت 6 سبتمبر 2014م..
= كتاب الفحل الفكي الطاهر (تأريخ وأصول العرب بالسودان) قمت بتحقيقه،الخلاصة والحقيقة الجلية.؟ 
(تاريخ وأصول العرب بالسودان) الذي جمعه الفحل بن الفقيه الطاهر في آخر عمره، وطبع بعد وفاته يعتبر من المؤلفات السودانية القليلة في تاريخ العرب بالسودان التي كتبها مؤرخ سوداني فلم يصدر قبله إلا عدد قليل من المؤلفات التي تنسب إلى مؤرخين سودانيين، مثل الدكتور مكي شبيكة والأستاذ الدكتور يوسف فضل حسن. ومعظم المؤلفات في تاريخ السودان كتبها مؤرخون مستشرقون، أو باحثون أجانب (مثل ماكمايكل، أو تيرمنجهام أو نيكولز أو كراو فورد) أو كتبها رحالة ومنصرون أمثال (فرن الرحالة الألماني الذي زار السودان في خلال سنتي 1840 – 1841م وألان مورهيد أو بروس أو لوبو) أو كتبها مؤلفون عرب من غير السودانيين (مثل الشاطر بصيلي عبد الجليل، ودكتور شوقي الجمل، ودكتور زاهر رياض وابراهيم فوزي وغيرهم). ومعظم مؤلفات هؤلاء الأخيرين كتبت إبان الوجود المصري الإنجليزي في السودان أو بعيد الاستقلال بفترة قصيرة. وقد بذل المؤلف – رحمه الله- جهداً كبيراً في جمع مادة الكتاب حيث سافر إبان شبابه إلى كثير من القرى والأمصار وقابل الثقاة ونقل عنهم، فأخذ بذلك من مصادر نادرة انفرد بها كما توخى الدقة في جميع ما كتبه وحرص على الوصول إلى المصادر وحينما لا تتوفر المصادر كان يكتب عن ذلك ويعتذر عن التقصير بكونه قد بلغ التسعين من العمر فلا يقدر على الأسفار والترحال و التجوال في البلاد. وقدطبع الكتاب طبعة واحدة فقط وكانت بعد وفاته رحمه الله فقد فرغ من تأليف الكتاب في عام 1962 ولم يتم طبعه إلا في العام 1976 على نفقة الرئيس الأسبق جعفر النميري رحمه الله ولكن تلك النسخة الوحيدة نفدت من الأسواق منذ أكثر من ثمانية وثلاثين عاماً واختفت من المكتبات، ولم يقم أحد بإعادة طباعتها رغم أهمية هذا المرجع الذي لا غني لمن يكتب في تاريخ العرب بالسودان، بل لا غنى لمن يكتب في سير وأنساب وتاريخ القبائل العربية بالسودان عنه. وكنت قد اطلعت على هذا الكتاب منذ عدة عقود مضت، ولاحظت الطباعة السيئة والإخراج الرديء الذي لا يليق بهذا الكتاب، فكان ذلك أول ما حفزني لإعادة جمع وإخراج وطباعة الكتاب، ثم شغلتني الشواغل والسفر حيناً من الدهر وضاعت مني نسخة الكتاب ضمن ما ضاع من مكتبتي. ثم أعارني أخي وابن خالتي – الدكتور إبراهيم على الجعلي- حين كان يعمل بأبوظبي بالإمارات العربية المتحدة نسخته من هذا الكتاب والتي كان قد اقتناها وحرص عليها زمناً طويلاً، لما رأى من حرصي على إعادة طباعة الكتاب، فحفزني ذلك لبذل الجهد لإعادة جمع متن الكتاب، ثم بدأت في كتابة الحواشي والتعليقات على مادته وما ورد فيه، وبمرور الأيام تجمعت عندي مادة رأيت أن أشرك القراء في الاستفادة منها، خاصة بعد أن استفاض الجدل والحوار والنقاش حول أصول العرب بالسودان وأنسابهم بين مثبت ونافٍ ومشكك ومحقق، وناقد ومدقق. فقمت بتحقيق مصادر المؤلف التي ذكرها رحمه الله في آخر الكتاب فدرست تلك المصادر واجتهدت من التحقق منها، لا سيما وأنها مصادر أصلية سعى إليها المؤلف وسافر إلى بقاع السودان ليصل إليها في وقت كان شد الرحال فيه صعباً كما اجتهدت في تنظيم مادة المتن وتنسيقها وضبطها وتقييد النصِّ بالحركات ما أمكن كما ذيلت النص بالشروح والحواشي والتعليقات والهوامش مع الإشارة إلى المراجع. وذكرت الآراء المخالفة وقارنت بينها وأحياناً أبدي رأيي أو أرجح قولاً على قول مع التعليل عند الترجيح. كما أوضحت المبهم المغمور فعرفت به وتركت المشهور وقمت بتخريج بعض الروايات ورددتها إلى أصولها وقمت بنقد النصِّ وعلقت عليه وذكرت المراجع العربية والأجنبية. كما أضفت ملحقاً عن المؤلفات المفيدة في تاريخ العرب بالسودان. وختاماً نقلت مقولة المؤلف التي لخصت الهدف من تأليف الكتاب وهي صلة الرحم التي هي من أسباب دخول الجنة وليس الهدف من تأليف الكتاب هو ما يدور هذه الأيام من لجوء الكثيرين إلى التفاخر بالقبائل والأنساب فهي عصبية منتنة نهى الإسلام عنها.

= بيتكم خلف مسيد إدريس ود الأرباب،التكوين الوجداني لك من هنا..؟
نشأت في بيئة صوفية مثلي مثل بقية أهل العيلفون، وشهدت حلقات الذكر وضرب النوبة والطار في الأمسيات ومراسم الاحتفالات بالأعياد وضرب النحاس، واحتفالات الخلوات ومجيء الحيران وعرضة (العشيبية)، وقد تأثرت بهذه المشاهد منذ الصغر كما تأثر أقراني وأسهمت في تكوين وجداني، غير أن بيئة خلاوى القرآن هي التي أسرتني أكثر من غيرها. ورغم حفظ القرآن وتعلم العلم إلا أنه قد بقيت في روحي بعض وجدانيات الدرويش الذي تهزه المدائح ويسمع النوبة فيرجحن. وقد نبهني بعض الإخوة مؤخراً إلى أن بعض قصائدي هي ضرب من الوجد القديم الصوفي، بعد أن لم أك منتبهاً لهذا وذلك مثل قصيدة (حي قيوم) التي تقول:-
حي قيوم .. قيوم حى
قلبي طير في قفص الأضلاع..
يخفق مذ قلت له كن..
سبحانك
دَقَّ فَدَقَّ .. وعَظُمَ فَرَقَّ
وعَرَفَ فأبصَر.. أن الكون الحىْ
وغير الحيْ وغير الكون
بدون رضائك ليس بشيْ
أحب فخفق بنبض الحب
وحب الرحمة فيء الفيْ
وانسكب جمال ونور جلال بهائك
فوق ظلام ودجن الغىْ فانفرد الطىْ
نفسي مهجٌ رويت وامتلأت رىْ
قلبي بهِجٌ ٌ بلباس التقوى نعم الزىْ
ولساني لهجٌ بالتهليل يسبح للقيوم الحيْ
حي قيوم، قيوم حى

وقد علق الأستاذ الشاعر والأديب ياسر خيري عليها بقوله: (تلك الروح القَلِقة في سبعينات القرن الماضي وثمانِينِياته وتلك العوالم و(الفانتازيا) تستحِيل في القرن الحالي ليقين وإيمان ونزعة صُوفِيّة تتلَبّس الحب الآخر ) وحين أنكرت هذه النزعة قالت الأستاذة عفراء عبد الحميد: (لم يدهشني قولك أنك لست صوفيا فأنا لست بصوفية أيضا … لكن الذي أدهشني أن تلك القصيده أيقظت بداخلي درويشاً بجلباب و مسبحة يدور في حلقة ذكر مغلقه .. ربما وكما قال استاذ ياسر خيري والاستاذ حسن محمد لأن بداخل كل منا يكمن ذلك الصوفي يطل برأسه رغم انكارنا له … وحي قيوم).

=ماذا عن سوق ود ريا بالعيلفون ..؟ 
رغم مضي أكثر من خمسين عاماً على طفولتي الباكرة ومرافقتي لأبي (ودريا) رحمه الله في سوق ودريا إلا أن أذني مازالت حتى الآن تسمع نداءات “شيخ ادريس ود القش” و”أحمد ود ابزيت” و”الخضرجية” وهم ينادون لبيع الطماطم والعجور والبصل، وثغاء الأغنام والشياه التي يأتي بها “عبد الله ودبابكر” و”ودبهاء الدين”، وصوت أبي وهو يطلق صيحات الإعجاب حين يكون قد ذبح خروفاً سميناً، أو وهو يمدح رافعاً صوته: “شويم شويم شال القافلة.. وبيمشي من عصير للنافلة” أو حين يتغنى بأبيات الحكمة في أشعار “ود الرضي” وقد كان راويةً من رواته. و”بتول بت ست الدور” يتبعها كلبها المعروف، وفضل الله “فليل” فراش المدرسة الابتدائية وهو يمر راكباً البسكليت متجهاً نحو المدرسة. وإخواني إسماعيل وعلي وختم ومعنى.. ومنظر الخراف المعلقة في المسلخ والزبائن حين يتقاطرون حول تربيزة أبي.. والحدأ المحلق فوق رؤوسنا المتربص لخطف بقايا اللحم أو الشحم، وأصوات طائر الكركي “أبي السعن” وهي تتقاتل حول الأظلاف المتناثرة في الجزء الشرقي للسوق، والجالسون في الظل من المسافرين الذين ينتظرون “سفريات همام وأولاده” الذي كان يأتي من رفاعة ولا يتخلف عن مواعيده وكان يمكنك أن تضبط ساعتك بدقة على مواعيد حضوره، وكذلك “بص الدبيبة”. كان عالماً كاملاً مليئاً بالأحداث الجميلة والذكريات الحلوة رأيت فيه شتى أنواع البشر وتعلمت فيه أصول التعامل مع الناس، واكتسبت الكثير من صفات أبي وشخصيته التي يحبها الجميع. كان أبي امبراطور السوق فهو الذي يملي الأسعار كل يوم وهو الذي يحيل السوق إلى عالم من البهجة والمرح بتعليقاته الساخرة المحببة، وكان الناس يأتون إليه من البعيد فميزانه لا يطفف أبداً وبضاعته هي الأجود وهو لا يكترث للسعر ولكنه يحرص على الزبائن. لا أزال أذكر المنافسة حين تشتد وتحتدم بينه وبين “الجيلي ودشتور” و”داود” والماحي” و”الطيب خير” و”المومن”. وكان يكسب في كل جولة فهو خصم عنيد ومن ينافس أبي كان يرحل في آخر الأمر لينتقل إلى سوق آخر، وقد حدث هذا أكثر من مرة. و لا أزال أذكر ذلك اليوم حين تحداه الجزارون فاجتمعوا واتفقوا عليه وأرخصوا الأسعار جداً في ذلك اليوم لتبور بضاعته ويرحل عن السوق ولكنه بدلاً من أن يرحل أتى بمراح “قطيع” كامل من الخراف أكثر من ثلاثين خروفاً وأمر جميع إخواني أن يبدأوا الذبح ولا يتوقفوا أبداً وأخذ يصيح” الليلة ببلاش ببلاش”. أذكر يومها أن بقية الجزارين جاءوا جرياً يمسكون بأيدي إخواني حتى لا يستمروا في الذبح بعد أن ذبحوا أكثر من عشرة خراف، وأخذ داود الماحي يصيح: “الله ليا من ودريا”. وانتهى بهم الأمر إلى الرحيل إلى سوق الشجرة وتركوا السوق لودريا لينفرد به وحده امبراطوراً بلا منافس. أمر اليوم على سوق ودريا فأراه أطلالاً حزينة وبقايا “دكاكين” تشهد على ماض تولى، وأغمض عيني فيعود سوقاً عامراً وعالماً حياً، هو مجتمع كامل صنع مني إنساناً!! رحمة الله عليك يا أبي.
= اسحق فضل الله روائي ضل طريقه للسياسة..؟
إسحاق فضل الله يستطيع أن يكتب في كل شيء فهو عالم قاريء ومطلع في كثير من ضروب المعرفة والعلم، وهو الرجل الزاهد الذي لا تهزه الدنيا مهما أقبلت أو أدبرت. إسحق فضل الله هو هو لم يتغير منذ الصغر فهو جريء صلب العود عنيد في كل شيء يزيده التحدي إصراراً، يرى الناس على وجهه قناعاً من الجمود والقسوة والغلظة، ولكنه أوتى قلباً رقيقاً جياشاً بالمشاعر عامراً بالخوف من الله. إسحاق فضل الله شاعر وأديب قلما تجود بمثله الأيام فهو يكتب القصة الحزينة فلا تملك إلا أن تبكي وأنت تقرأها، ويكتب القصة المفرحة فتحلق معه في سموات الفرح الجميل. تعبيراته بسيطة ولكنها مؤثرة وتنفذ إلى القلوب. ولكنه ذبح عبقريته الأدبية على أعتاب قناعاته السياسية وهو يعمل بتفان وإخلاص للدفاع عن تلك القناعات، ويعتبر أنها دين وهو مستعد لأن يموت في سبيلها غير مبال – ولا يهمني الآن بيان صوابها وخطأها – ولكنني أقول في هذه العجالة إن الأدب السوداني قد خسر كثيراً يوم أدار له إسحاق فضل الله ظهره..
= الهجرة،أخذت منك وأضافت لك..؟
الهجرة سرقت شبابي وعمري وعلاقاتي الاجتماعية وأصدقائي وأقراني سرقت سودانيتي، أخذت فرحي مع من يفرحون ومواساتي من يحزنون ومشاركتي أهلي في مناسباتهم،جعلتني إنساناً على هامش حياة السودانيين بعد أن كنت ملء السمع والبصر والفؤاد، فأصبحت إنساناً لا يسأل الناس عنه إذا غاب ولا يكترثون له إذا حضر. ونشأت أجيال كاملة وهي لا تعرفني بل تنظر إلى بعين الريبة حين تشاهدني في طرقات العيلفون وعيونها تتساءل: من هذا الغريب المتنكر في ثياب أهلنا؟ تجاوزتني الأحداث ونسيني الناس. الهجرة حرمتني أن أكون إضافة مفيدة لأهل السودان. الهجرة شر مستطير.
وبالمقابل أسهمت بالهجرة في بناء وطن آخر في الإمارات، شيدت مؤسسات وأنظمة كنت أحلم بتشييدها في بلادي وأنجزت مشاريع ضخمة وواكبت أحدث التقانات واكتسبت المزيد من الخبرات والأصدقاء والمعارف الجدد وأنشأت علاقات مع كثير من الأجناس، وفي الهجرة وجدت الوقت لأكتب وأدون وأخلو بنفسي وأفكر. ولو قارنت ما أضافت مقابل ما أخذت فإن ما ضاع مني بالهجرة لا يعوضه شيء.
= نحتاج أن ننتصر على الجراحات،أحشد الأغلبية خلف هدفك لتنجح بحق، إياك والظن أنك الرجل الذي يشكل أغلبية،ورقة يحتاجها الوطن هذه الأيام،لمن ترفعها وفي وجه مَنْ ..؟
لسئت متفائلاً وفقما أرى الآن. فلست أرى في الأحزاب الحالية حزباً مؤهلاً يستحق أن نحشد الأغلبية خلف هدفه لأن أقصى أهداف هذه الأحزاب جميعها هو الوصول للحكم وليس وراء ذلك شيء. وهو هدف لا يحفزنا لندعو له أبداً ما لم يكن وراءه طرح واضح وبرامج نهضوية ناضجة نابعة من خطط مدروسة ووسائل مجربة للتغيير والنهوض بالبلاد. دعنا نواجه الحقيقة المؤلمة التي لن تعجبك وربما تغضب الكثيرين، ولكنني أؤمن أن مواجهة الحقيقة بشجاعة وتقبلها هي أول خطوة في الطريق الصحيح. التجمعات الحالية هي إما أحزاب تقليدية مارست الحكم من قبل ولم يعد لديها الكثير لتقدمه لأن قياداتها القديمة وأساليبها العتيقة لم تتغير، أو هي تجمعات ناشئة يقودها سياسيون موتورون أو منشقون أو مفصولون من تلك الأحزاب التقليدية، وحتى النظيفة منها هي تجمعات منبتة لم تنجح في التواصل مع القواعد ولم تستقطب العقول فأصبحت جزراً معزولة في بحر الوطن الكبير، وبهذا أصبح كلا الجانبين ضعيفاً وغير مؤهل ويطرح إما رؤى قاصرة وناقصة أوبرامج غير ناضجة أو قيادات لم تلق القبول الواسع وإلا لتبعهم الناس وآزروهم ونصروهم لو لمسوا فيهم صدق التوجه. الشعوب لديها حاسة لا تكذب في الحكم على مثل هذه التجمعات. ونحمد الله أن هذه الأحزاب مجتمعة لا تشكل أغلبية فالأغلبية هي الشعب غير المنتمي لتلك الأحزاب، هي الشباب والنساء والأطفال الذين لم يحترفوا السياسة ونأوا بأنفسهم عما يدور من معارك ونعرات. ومن أسف فإن النظام الحاكم لا يستمع إلى الأغلبية ولا يخاطبها أصلاً فهو قد فقد أدوات الخطاب والتواصل معها وإنما يستمع لمجموعة من السياسيين الذين لا يمثلون شعب السودان. وتسألني ما الحل فاقول لك إن الواجب يقتضي الآن التجمع الفوري للعلماء “الحقيقيين” لتشكيل قيادة تجمع السودانيين حول الهوية الوطنية، وترفع شعار “الوطن فوق الجميع” وتنبذ الحزبية بالجملة وتدعو للولاء للوطن فقط، وتدعو للبناء والتنمية وتدعو لوضع خطة محكمة ومتكاملة للنهوض بالبلاد. هؤلاء هم الذين يستحقون أن نحشد الأغلبية خلفهم لننجح بحق.
هذا ملخص ورقتي أرفعها لعلماء البلاد ولكن لا يهمني في وجه من أرفعها.
=الحوار الوطني لاينجح في بلادنا النجاح المطلوب إلا إذا كانت كل أحزابنا تستطيع العمل بنظام (التيم ويرك)،هل أحزابنا تستطيع ذلك..؟
كيف ينجح حوار بلا أجندة واضحة ولا منهج ولا أهداف؟ كيف ينجح حوار لا يسأل الأسئلة الصحيحة لمشكلات الوطن ولا يشخص أدواءه وعلله؟ كيف ينجح حوار مع من يعلن قبل الحوار أنهم ماضون فيما هم فيه وأن الحوار لن يغير شيئاً؟ وتقول (تيم ويرك – أو عمل جماعي) وأقول لك متى عرفت الأحزاب السودانية العمل الجماعي؟ لقد ترسخ في فهمنا منذ أن كنا طلاباً وهواة للعمل السياسي أن التمثيل النسبي في الانتخابات لا يأتي بإتحادات قوية وإنما تكون الإتحادات قوية عبر الانتخاب الحر المباشر، والذي يأتي في العادة بفوز توجه واحد فقط ينفرد بالقيادة!! الأحزاب الحالية تتقن الخطب والكلام ولكنها لا تعرف العمل ولا العمل الجماعي. الحوار لا ينجح حين يفقد الطرفان الاستعداد لقبول الآخر بل حين يفقد الطرفان مجرد الرغبة في الاستماع للآخر.
= تفشل الدولة في إدارة التنوع الثقافي إذا كان العقل الوحيد لها (سياسي واستبدادي)..ماذا تقول في هذا..؟
التنوع الثقافي في المجتمعات المتطورة هو من عمل المجتمعات وتحت إدارتها وليس من عمل السلطة. والأمر الطبيعي هو أن يكون المجتمع مستقلاً عن السلطة في نشاطه الثقافي وسابقاً عليها في مبادراته. وحين تمارس الدولة رقابة الأخ الأكبر فتتسلط على النشاط تقتله. حتى السياسة في المجتمعات المتقدمة هي ثقافة ممتعة، ولكنها في بلادنا غول قبيح يفتك بكل نشاط ويجثم على الصدور. وحين تتخلى الدولة عن العقول المستنيرة فطبيعي أن تنتقل السلطة بالوراثة للعقول المستبدة فلم العجب؟
= نصف الحل عند الآخر، إذا الآخر هو المكسب الحقيقي،نحن نكتمل به، فلماذا نؤجل اكتمالنا بإستبدادنا الصعب..واقعنا السياسي كله هكذا،هل من سبيل للحل ..؟
أين هو الآخر؟ بل من هو الآخر؟ استيقظ أيها الحالم.
= ليس هنالك تواصل للأجيال عندنا،تجاربنا مقطوعة وتجريبنا متوقف،والمستقبل أمامنا ليس على قدر الحلم الكبير بالوطن..؟
في واقع الحال لا توجد أجيال أخرى. هو جيل واحد ظل يتكرر منذ الاستقلال وحتى اليوم. هو هو نفس الجيل. مضى عليه نصف قرن وأكثر وهو هو جيل واحد يتكرر كل عشر سنوات. الأجيال في الدول الأخرى تتجدد وتتغير كل عشر سنوات وترتقي وتتواصل. الجديد يرث الأصالة من القديم ويكتسب الحداثة من قرنائه ويتواصل. نحن لا نملك تجارب بل نملك تجربة واحدة مكررة طوال الأجيال دون تغيير يطرأ عليها ولا تحديث. وأما الأحلام فهي كل ما بقي لدينا لنتمسك به, ومن سنن الله في الأرض أن الأحلام الجميلة لا تصبح واقعاً إلا لمن أوتي حظاً من إيمان وصلاح فاللهم ارزقنا الصلاح والإيمان. وأما المستقبل فهل ترى مستقبلاً لأجيال ليس أمامها إلا الأحلام؟ حدثني عن المستقبل إن كنت تراه أمامك فأنا لا أراه أمامي.
= المعرفة ليست كتباً تقرأ ونتحدث عنها،إنما ممارسة عملية حقيقية فياضة للعلم والتجريب..لعلك تتفق معي أن لدنيا إشكالية كبيرة في مفردة (المعرفة)..؟
العلماء في القديم كانوا يقرنون العلم بالعمل، وكل علم لا يؤدي إلى عمل فهو وبال على صاحبه، وبهذا الفهم أخرج علماء الأمس علوماً ومعارف أدهشت العالم وحيرته وجعلتنا نقود العالم من المغرب وحتى أقاصي الصين. المعرفة الحقيقية علم وعمل، والإيمان علم وعمل. وإشكاليتنا ليست في مفردة المعرفة وإنما إشكاليتنا هي في مناهجنا التي جعلتنا نتخلف عن العالم وكأننا في مجرة أخرى في ركن قصي في درب التبانة اسمه “كوكب السودان “!!
= التدين التنموي هو الذي نبحث عنه هذه الأيام..؟ = هل سقطنا بما يكفي معرفياً وجمالياً وتراجعنا للوراء كثيراً..
نحن نبحث عن الفهم الصحيح للدين. فالدين في حقيقته هو الدين لم يتغير ولا يتغير منذ أن خلق الله السموات والأرض ولكن فهمنا للدين هو الذي تغير. الدين ليس عدواً للتقدم ولا العلم ولا التنمية ولا عمران الأرض ولكن الدين عدو للذين يسعون في الأرض الفساد، (والله لا يحب الفساد) والدين عدو للجهل والجاهلين (لا نبتغي الجاهلين). الذي سقط هو فهمنا للجمال مع أن الله قرر في القرآن أن الجمال نعمة فيما خلق (ولكم فيها جمال) والذين سقطوا هم من يظنون أن انتماءهم للتدين وللدين يمنحهم الحاكمية والتسلط على غيرهم وممارسة هذا الانتماء كيفما يشاءون وأنه يمنحهم صكوك الغفران ويجعلهم شعب الله المختار. اليهود لعنوا لأنهم نقضوا ميثاقهم مع الله، وسنة الله تمضي على كل من ينقض الميثاق..

[/fusion_builder_column][/fusion_builder_row][/fusion_builder_container]

المفكر والأديب د. عمر فضل الله في حوار بين الإكتشاف والتشريح (1-2)


[fusion_builder_container hundred_percent=”yes” overflow=”visible”][fusion_builder_row][fusion_builder_column type=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”no” center_content=”no” min_height=”none”][metaslider id=10825]

نص الحلقة الأولى: حوار /هيثم أحمد الطيب

 
dromarمفكر وباحث وكاتب وأديب وداعية، ولد ونشأ بالعيلفون، درس بالسودان والسعودية والولايات المتحدة، أسهم في تأسيس عدد من المراكز العلمية والبحثية بالسودان فقد أسس مركز الدراسات الإستراتيجية والمركز القومي للمعلومات كما سعى لتأسيس المكتبة الوطنية السودانية وغيرها، عمل بالمملكة العربية السعودية والسودان ودولة الإمارات العربية المتحدة، يعمل الآن مديراً لمشاريع تقنية المعلومات وأنظمة الحكومة الإلكترونية بدولة الإمارات العربية المتحدة. شارك بالعديد من البحوث العلمية في مجالات التقنية والمعلومات، يعتبر أحد أركان الحوار الإسلامي المسيحي في العالم العربي والإسلامي، له إسهامات متنوعة في العديد من مجالات المعرفة والأدب والفكر والدعوة،وهو شاعر وأديب. له عدد من البحوث في المعلومات وتقنياتها، له ديوانا شعر: (زَمَانُ النَّدَى والنَّوَّار) و(زَمَانُ النَّوَى والنُّوَاح) وشعر آخر غير منشور، له من الروايات: (تُرْجُمَانُ المَلِكِ)، و(أطياف الكون الآخر)، كما قام بتحقيق كتاب الفحل الفكي الطاهر: (تاريخ وأصول العرب بالسودان)،وله كتاب (حرب المياه على ضفاف النيل: حلم اسرائيلي يتحقق)،حوارنا معه على طريقة الإكتشاف والتشريح..

= العيلفون ..الميلاد والنشأة..

هي أرض الآباء والأجداد ومراتع الفرح والمرح، ومهد الطفولة، وساحات الجد واللعب. هي الصلوات والقباب والمساجد والخلوات. هي النوبة والنحاس والطارات، هي حلقات التلاوة والذكر والدعوات، هي الأندية والساحات، هي الجنائن والمزارع والجروف والجزيرة والبِلدات. هي الآباء والأمهات والأعمام والعمات والأخوال والخالات والإخوان والأخوات، هي الجيران والحيران والأقران، هي الطاحونة والطابونة، هي لفة حوش المكي ودوم بُربُر. هي سوق ودريا وسوق الشجرة وسوق أم قحف، هي دبة الدويخلة وشجر الحديبة ورمل الباقير والشريق وام تكالي. هي هيبة المقابر وحرم المدارس. هي العوم في بحر النيل الأزرق ودردرة الطير أمام الطاحونة وركوب الحمير ومطاردة الفيران واليرابيع في الخلاء وأكل الفريك في الخريف، هي كورة الشراب بعد العصر، هي شدت وقادوس من قاسك وشليل وينو والرمة وحراسها وقت الغروب، هي دعاش المطر وهبة الرياح. هي الدانقة والديوان والصالون، هي الكسرة والماعون، هي النخوة والنشمة هي إكرام الضيف في الشتاء والصيف، هي النفير لبناء حائط الجار، هي اللمة في الأفراح والأتراح. وهي صلوات الأعياد في الساحات. وهي أرض المحس والجعليين والدناقلة والشايقية مجتمعين متآلفين. هي العيلفون!! مراتع الطفولة والصبا والشباب.

=سؤال جريء ومقلق..هل هناك ما يسمى بالأدب الإسلامي..؟

هذا يتوقف على تعريفك للأدب وتصنيفك له فالأدب في فهم كثير من المثقفين هو ابن الإنسانية ينطق بجميع لغاتها ولسان حالها ومقالها فيحكي مشاعرها ويتوجع لآلامها ويضحك لأفراحها وهو رمز الرقي وعنوان السمو الإنساني (أدباً قصصياً ورواية ومسرحاً ونقداً وشعراً) ولو تناولنا أحد مجالاته كالرواية مثلاً فإننا نجد الأدباء الأفارقة أمثال الروائي النيجيري الأسود تشينوا أتشيبي أو الروائي الأفريقي الأبيض ألان باتون ابن مقاطعة الناتال أو عبقري الرواية السوداني الطيب صالح يقفون جنباً إلى جنب في الرقي الأدبي مع الروسي دوستويفسكي أو ليو تولستوي أوتشيخوف أوالكسندر صولزنيتسن وهم لا يقلون عن الأمريكي ارنست هيمنجواي والإيرلندي صامويل بيكيت والمصري نجيب محفوظ. تقرأ لجميع هؤلاء وتطرب لإبداعاتهم. وجميعهم عبروا عن بيئاتهم وجرت أقلامهم حرة تحكي واقعاً أو خيالاً. وهم استمدوا ثقافاتهم من بيئات ذوات أصول دينية (مسيحية في معظمها) وعبروا عنها. وحتى إن لم يتم تصنيف إنتاجهم الأدبي بكونه مسيحياً إلا أنه عبر عن معتقداتهم وبيئاتهم وثقافاتهم، ومن انحرف منهم عن معتقداته الدينية فانجرف نحو الوجودية أو الإلحاد أو غيرها فتلك الانحرافات هي بنات العقائد المنحرفة أيضاً. وكثير من كتابنا وأدبائنا الذين درسوا في مدارسهم أو نشأوا في أوطانهم وشربوا من ثقافاتهم حاولوا تقليد تلك المدارس الغربية أو الشرقية فأنتجوا أدباً هجيناً منسلخاً عن جلدتنا ولابساً ثوب غيره. بيد أنهم لم ينفكوا عن ثقافتنا وبيئتنا العربية الإسلامية وأرضنا الأفريقية وشعوبنا التي ورثت الحضارات القديمة وعبرت عنها مهما حاولوا التمرد عليها، فعروبة اللسان وطرائق البيان وموروث الوجدان لا يمكن فصلها عن بيئتنا وثقافاتنا وكذلك الإسلام فهو الذي شكل هويتنا وكياننا وأثرى مجتمعاتنا بلغة الخطاب ووجداننا بالمعاني الجميلة. وحين يكتب أدباؤنا مسرحية أو قصة أو رواية أو قصيدة مشبعة بمثل هذه المعاني فهو أدب إسلامي حين نصنفه شئنا أو أبينا. وأنا لا أشجع مثل هذه التصنيفات ولا أحبها فهي تصنيفات ساذجة، وحين أقرأ رواية فإنني لا أقرأها قراءة الناقد أو المصنف لأن ذلك يفسد لذة القراءة ويضيع أمتع اللحظات التي من أجلها كتب العمل الأدبي أصلاً، بل أعيش شخوصها وزمانها وأحداثها وأستمتع بذلك ولا يكون تصنيفها هو أحد عوامل تقييمي لتلك الرواية بل أقيمها بناء على الفكرة المبتكرة والسرد الجميل واللغة الرصينة والحبكة والمعالجة والشخوص وروح المؤلف في الرواية وغير ذلك. وبناء على هذا فإنني أعتبر كل رواية جميلة أدباً إسلامياً ما دامت تقدم أدباً نظيفاً سامياً فكل جميل من القيم والأساليب والمعاني هي الإسلام وليس الإسلام غير ذلك فالإسلام هو دين الفطرة. وهل هناك ما يسمى بالأدب الإسلامي؟ نعم كل أدب جميل هو أدب إسلامي وكل أدب قبيح لا يحسن أن نسميه أدباً. هذا هو فهمي.

= سقطت دولة الشعر وصعدت دولة الرواية، هل أنت مع هذه المقولة..أم ضدها،وما هو تحليلك لذلك..؟

لم يعد للشعر مثل مكانته القديمة رغم أن البعض مازالوا يطربون له ويحفظونه ويتغنون به، ولكل زمان دولته. ولا أقول سقط الشعر من حيث جودة المعاني وجمال التعبير فبعض شعراء هذا الزمان كتبوا قصائد تفوقت على شعراء القديم. وحين أقول هذا يقفز إلى الأذهان شيخ الشعراء المرحوم عبد الله الشيخ البشير: على حدِّ السَنَا أمهيـتُ سيفي فرفّتْ شَفْرتَـاه كما ابتغيتُ وودّعتُ القُرى الأولى وَشِيكاً وما اسْتَصْحَبْتُ إلا ما انتَويتُ فهآأنَاذَا يُعــادي بي مِراحاً بِشطِّ الغيبِ مِرِّيـحٌ كُميتُ رَصَائِعُه مصابيـحٌ سَهَارَى لَهُنَّ خَوَاطِـرُ الحُذَّاقِ زيتُ فطافَ بعَبقرٍ ليلاً فهــرَّتْ كلابُ الجِنِّ عِـِرفيطٌ وشَيْتُ فطارَ فصاهلَ الشِّعْرَى فماجتْ عَرَائشُ من بَشَائِـرِها جَنَيتُ

فأنت تقرأ مطلع قصيدته “البحث عن بيت شعر” ولا يخالجك شك أن هذا من كلام العجاج بن رؤبة أو الكميت بن زيد أو الطرماح بن حكيم . ولكن كم من الناس يطرب لمثل هذا الشعر في زماننا؟ هم قليل. فهذا زمن القصص والقصاص. وفي العهود التي تلت عهد النبوة حين ارتقت دولة الأدب فتهذبت بالقرآن واشتغل الناس برواية الحديث أصبحت أحاديث القصاص رمزاً للانحطاط. الشعر في القديم كان يقال لمن تهزه المعاني فيطرب للإشارات ويفهم العبارات. والشعر في زماننا لا يسلي وأذواق الناس هبطت إلى دركات التفاصيل والبحث عن التسلية، والرواية تشبع عند الناس هذا النهم والفضول.

= ماذا لو كنت مصطفى سعيد في رواية (موسم الهجرة إلى الشمال)..؟

شخصية مصطفى سعيد كما أراها هي شخصية مركبة وشديدة التعقيد، لا أحب أن أتمثل بها ولا أتخيل نفسي في موضعها، فهو ضحية لعوامل كثيرة من حوله أنتجت هذه التناقضات في شخصية مصطفى سعيد، فمن جانب نرى مصطفى الأكاديمي الناجح ابن القرية المحافظة ومن جانب آخر نرى الوسيم الدون جوان الذي يلقي نفسه على أجساد النساء الإنجليزيات لينتقم من الإمبريالية البريطانية التي دنست وطنه، وهو بذلك يخالف أعراف بلاده وتقاليد شعبه. فالبنات البريطانيات يسمح مجتمعهن بإقامة مثل هذه العلاقات الجنسية والإجتماعية وكن يرين في الطلاب السودانيين خاصة والأفارقة عامة ظاهرة مثيرة وتجربة جديدة جديرة بالمغامرة ولكن هذا لم يكن مبررا لمصطفى سعيد أن يتعامل معهن بأعرافهن وينسى أعرافه ثم شخصية مصطفى سعيد الثائر على مجتمعه الغاضب منه فهو يعود إلى قريته ساخطاً رافضاً لمجتمعه غير متوافق معه. مصطفى سعيد هو رمز أراد الطيب صالح أن يعبر من خلاله عن السوداني الذي هو ضحية للتدخل الأجنبي في بلاده وهو ضحية لتناقض المجتمعات وتنافر الثقافات واضطراب الأماكن والبيئات فهي التي صنعت من إنسان في مثل شخصية مصطفى سعيد الأكاديمي الناجح، شخصاً مريضاً منفصم الشخصية. وعموماً فتلك شخصية وهمية صنعها المؤلف بخياله الخصب وهي ليست الشخصية التي ينبغي أن أكونها، ولو تخيلت نفسي موضع شخصية وهمية في إحدى الروايات لوضعت نفسي مكان “سيسي بن أبيلو” في روايتي (ترجمان الملك) فهي أقرب ما تكون للواقعية والارتباط بالمكان والأحداث والزمان.

=أصواتنا الروائية (هتافية)،أحياناً،رواياتنا بلا فكرة..؟

لا أتفق معك. أنظر روايات الطيب صالح فقد كان يريد توصيل فكرة واضحة في كل رواية. ورغم أن الغموض كان يلف شخصية مصطفى سعيد ورغم أنه صنع منه شخصية معقدة إلا أن الفكرة التي أراد أن ينقلها للقاريء من خلال شخصية مصطفى سعيد كانت واضحة فقد كان يريد أن يقول للبريطانيين إننا لسنا مثلكم فأنتم مثل شجرة سنديان شامخة وارفة الفروع في أرض منت عليها الطبيعة بالماء والخصب، ولكننا نحن أهل السودان كشجيرات السيال في صحارى السودان، سميكة اللحاء، حادة الأشواك، تقهر الموت لأنها لا تسرف في الحياة، تعيش أصيلة رغم الطاعون والمجاعات والحروب وفساد الحكام. الطيب صالح كان ينقل فكرة واضحة من خلال جميع شخصياته: شخصية ود الريس (الفحل البذيء محب النكاح) اللامبالي في مقابل حاج احمد (الجد) صورة السوداني النقي، أو صورة الطهارة لأصحاب “الجنة”، “حاج أحمد هذا طول اليوم في صلاة وتسبيح كأن الجنة خلقت له وحده” ويقدم مفهوم المرأة في المجتمع السوداني القديم باعتبارها موضوعاً للنكاح فقط، ليبدو الجنس مرادفاً للفحولة، وهكذا. وبغض النظر عن اتفاقنا معه حول صور شخصياته أو اختلافنا فإن كل شخصية من شخصيات الطيب صالح فكرة قائمة بذاتها وكل رواية من رواياته أعجوبة من الأفكار للمتأمل. وهذا غيض من فيض، وأما الهتافية فهي غثائيات لا ننسبها لأنفسنا ولا نزعم أنها روايات..

= هل تظن أن (العامية السودانية) ناجحة روائياً في تقديمنا للآخر..؟

نحن لم ننجح في تقديم عاميتنا للغير لأننا لم نكن نملك الوسائل الملائمة التي تمهد لتقديمها للآخرين في حين نجح غيرنا في جعل عاميتهم صديقة لآذان السامع والمتلقي العربي. غيرنا نجح من خلال الأغاني والأفلام والمسلسلات وحتى الصحافة، ونجح في إحداث زخم سياحي لبلاده أدى إلى تلاقح الثقافات العربية واللهجات، ونتج عن ذلك أنهم لو كتبوا بالعامية فكتاباتهم تكون مفهومة يقرأها المتلقي العربي ويتفاعل معها. ومنذ أجيال في القرن الماضي حين انطلقنا بفنوننا وآدابنا في افريقيا والوطن العربي أحدث ذلك تمازجاً وتأثيراً كبيراً، غير أننا عدنا فانكفأنا على أنفسنا وتمحورنا حول ثقافاتنا الداخلية نمضغها ونعلكها فيما بيننا ونستحي أن نهديها للآخرين فاكتسبت لهجتنا النكارة وجعلتها تلك الغرابة محلاً لعدم القبول بل والتندر أحياناً من قبل أجيال من الشباب الذين كانت شعوبهم تقبلها في القديم وتطرب لها ولكن الأجيال الجديدة لتلك الشعوب لم تعد تعرفها وبذلك فهي لا تألفها. وبهذا الوضع الحالي تجدني لا أنصح باللهجة العامية السودانية لكتابة الرواية إلا في الإطار المحلي أو المكتوبة بعناية ، وليس ذلك ناتجاً من عدم الثقة في عاميتنا بل لأنه ينبغي أن يمهد لذلك بتصدير الثقافات السهلة للمشاهد والمستمع العربي. (المسلسلات والمسرحيات والأفلام والأعمال الإعلامية الناجحة) عبر الفضائيات السودانية وقليل من الأعمال الروائية التي تكتب وفي الأذهان القراء العرب وخاصة دول الخليج التي استقبلت أجيالاً متوالية من العمالة السودانية.

= كتابك (حرب المياه..حلم اسرائيل يتحقق)،ماذا تريد أن تقول عبره في جملة مفيدة ..؟

أردت أن أقدم رؤيتي وأدعمها بالأدلة حول حقيقة دور اسرائيل في التحريش بين دول حوض النيل وكونها هي من يقف وراء الخلافات الإقليمية ويؤجج نيران العداء ويحاول إشعال فتيل الحرب القادمة للسيطرة على مصادر المياه في المنطقة، كما أردت أن أقدم قراءة هادئة لبدائل الحلول من أجل الاستفادة القصوى من مصادر المياه وتوظيفها لمصلحة دول حوض النيل وطرق حل الخلافات ومشاركة القاريء العربي والمحلل الاستراتيجي ومتخذ القرار ما يدور في الساحة هذه الأيام من تطورات خطيرة في ملف مياه النيل خاصة بعد قرار إثيوبيا إنشاء سد النهضة. حرب المياه كتاب مختصر ومباشر.

= رواية (ترجمان الملك)،الرؤية والضوء،هل هي مرافعة تأريخية تريد أن تؤكد فرضية تأريخية معينة ..؟

هي رواية وليست تاريخاً والروايات لا تعلل. وليس جميلاً أن أتحدث عن روايتي فأشرحها أو أبين القصد منها لأن دوري انتهى بكتابة الرواية ودفعها للقاريء ليكون هو الحكم لها أو عليها. وأكتفي هنا بسرد البعض القليل من آراء القراء والنقاد ماذا فهموا منها وما هي تعليقاتهم عليها: (1) الأستاذ الدكتور عثمان أبوزيد: “ترجمان الملك تجمع بين الحقيقة والخيال في قالب إبداعي، يضع هذه الرواية في مصاف الروايات العالمية”…. وأول ما يشدّ انتباه القارئ لرواية ترجمان الملك؛ أسلوبها الجزل ولغتها الرصينة التي تستعير ألفاظاً وأسماء من لغة هذه البلاد وبيئتها، تضفي جواً من الغموض الفني، فينتقل الخيال إلى الماضي ليعايش صوره وملامحه… وتقوم بنية الرواية على سرد متناغم يتوغل في أعماق الشخصيات، ليصف عالمها الداخلي ، وما يدور فيه من خواطر نفسية، أو حديث مع الذات، وهو ما يسميه النقاد بـ “السرد النفسي”… وإذا كان من توصية نختم بها هذه الورقة ، فهي أن تتبنى مؤسسة إعلامية تحويل رواية “ترجمان الملك” إلى عمل روائي سينمائي ، فالرواية نواة جيّدة لإنتاج فني خلاّب.” الأستاذ الدكتور عثمان أبوزيد – المستشار في رابطة العالم الإسلامي : (القصة الأدبية في خدمة السيرة النبوية: رواية ترجمان الملك مثالا – ) نصوص من البحث المقدم إلى المؤتمر العالمي الأول للسيرة النبوية الشريفة الخرطوم 29- 30 صفر 1434هـ الموافق 11- 12 يناير 2013م – جامعة أفريقيا العالمية كلية الشريعة والدراسات الإسلامية. (2) د. عادل عبد العزيز محمد حامد – مقال نشر بصحيفة سودانايل : رواية ترجمان الملك لوحة فنية رائعة الجمال. عندما تبدأ القراءة لا تستطيع أن تتوقف الى أن تصل الى نهاية الرواية فهي من النوع الذي يمكن أن يطلق عليه السهل الممتنع فهي رواية سلسة محكمة الحبكه وهي تجمع بين الحقائق التاريخية والخيال في قالب فني متألق فهي بحق تستحق القراءة وهي تماثل رواية دافنشي كود في الطريقة ولو وجدت مخرجاً جيداً لصنع منها فيلماً عظيماً.” (3) الكاتب الصحفي صلاح عمر الشيخ صيحفة أخبار اليوم السودانية وصحيفة فنون وجريدة البلد أعداد 6 مايو 2013. : ” الدكتور عمر فضل الله فى رواية ترجمان الملك على خطى الطيب صالح وتفسير الدكتور عبد الله الطيب فالرواية بأسلوب سردها الشيق واهتمام كاتبها بالتفاصيل والحكايات التراثية وسرد التاريخ ودمجها مع الخيال المحبب الذى لايفسد القصة الحقيقية يجعل هذه الرواية في مصاف الروايات العالمية وهذا ماسيحدث إذ قدمت له عروض لترجمتها لأكثر من لغة خاصة أنها تحكي فصلاً هاماً في التاريخ الإسلامي وهي الهجرة الأولى للحبشة وملكها النجاشي .” (4) الأديبة الروائية بثينة مكي: ” ..الآن اكملت رواية ترجمان الملك ..أقول الحق ..لقد أدهشتني ..و كنت أظن أنني تجاوزت مواطن الدهشة في الإبداع المكتوب فقد أغرقت نفسي في بحور الكتب وأدمنت السباحة بين موجات سطورها ..ترجمان الملك رواية بديعة هي مزيج متجانس من الواقعية السحرية ..مزيداً من الابداع ..ولك التحية و الود “. (5) الناقد الأديب: محمد الشيخ: ” ترجمان الملك…رواية ممتعة مسترسلة….غنية بالمعلومات التاريخية…شخوص الرواية يؤدون أدواراً وضعها الراوي وفي نفس الوقت يتلقفها المتلقي كأخبار جديدة….مفردات السرد تدخل القارئ في محيط الدهشة والإبهار….تعمد الراوي إدخال معلومات هي في الأصل قديمة لكن وضع لها طلاء زاهياً علي سبيل المثال طيور الهلاك أي طير الأبابيل…..مازج الراوي بين المسيحية والإسلام حسب زمكانية الشخوص التي بنيت بها الرواية….يتمتع الراوي بقدرة هائلة في الوصف….هذه بعض من الملامح العامة لرواية عظيمة سيحتفي بها قارئها في المحيط المحلي والإقليمي والعالمي….مبروك يا دكتور مزيدآ من الإبداع.” (6) أشرف عبد الحميد: “إن اثنيت على هذه الرواية فقد اجحفت في حقها, فهي اروع من ان تمتدح في كلمات, من اروع ما قرأت”. (7) علي عثمان: “اطلعت في ليلتين علي رواية ترجمان الملك للدكتور الأديب عمر فضل الله ولولا بعض الأشياء لأكملتها في ليلة واحدة فهي مشوقة للحد البعيد التي تجعلك تلتهم كل صفحاتها مرة واحدة , ترددت أن اكتب تعليقي عليها خشية أن يكون ذلك دون المقام الرفيع للراوي والرواية ولكني تجاسرت علي ذلك وكتبت تعليقي عليها رغم تواضعه لكنه يعبر عن فهم قارئي بسيط لملاحظات بسيطة بعد انتهاء الرواية مباشرة وأعتقد أن هذه الرواية تستحق القراءة والاطلاع عليها وبذل الجهد في اقتنائها ووضعها تحت الراس كل ليلة للتأمل والتشوق “. (8) ناهد محمد: “هذه الرواية تحتاج للوقوف طويلآ أمام عتباتها لكي نفسر مواطن الجمال والسحر والخيال والدهشة الذي جمعته في آن واحد فهي قلادة الشرف التي يجب أن تعلق علي جيد إبداع أديبنا ومفخرة السودان الموسوعي تنم عن شخص مترع بالتجارب ومثقل بالحكايا التي تجعل التاريخ يجثو علي ركبتيه بل هو جزء من ضروب الأحداث . أتمني لهذه الرواية أن تكون في مصاف العالمية وأن تملأ البلاد عبقآ أدبيآ ، فهذا مجهود لم يذهب سدي فأمتعنا كثيرآ وأخذنا في عوالم الدهشة والمتعة والخيال والتاريخ”.

= مركز الدراسات الإستراتيجية ،والمركز القومي للمعلومات ضاعا وسط الأمواج الكثيفة،هل من شراع جديد لهما، وأنت من المؤسسين لهما؟

هذان المركزان هما مثال فقط لبعض ما انتزعته مراكز القوى التي سعت للسيطرة والحكم وكنت قد أسهمت في تأسيسهما حين حضرت إلى السودان من المملكة العربية السعودية لأنهض بالوطن – مع بقية العلماء والعقول المستنيرة – وفق رؤية علمية منهجية واعية ومستنيرة، ولكنهما وقعا ضحية الصراعات غير المبررة والتي نشأت حول محاولة السيطرة على الإنقاذ منذ مجيئها وسعي الفرقاء من السياسيين للاستحواذ على مراكز السيادة ومؤسسات بناء الدولة. ورغم عدم انتمائي لأي فريق سياسي فقد وئدت هذه المراكز ووئدت معها الاستراتيجية القومية قبل ميلادها. وحينها أدركت أن إنقاذ البلاد عبر هذه المؤسسات بات في حكم غير الممكن وأن إسهام من هو مثلي في البناء والإصلاح هو ضرب من النفخ في رماد الحريق الذي صنعه أولئك الشركاء المتشاكسون فآثرت الهجرة إلى بلاد الخليج. والآن وبعد مضي عشرين عاماً على هذه الأحداث ورغم ذهاب مراكز القوى واعتزال شخوصها قيادة البلاد إلا أن قراءتي لواقع الحال تقول إنه لم يحدث ما يستحق إعادة النظر فيما دفعني للهجرة ، فما زالت طاولة الحوار المستديرة تدور حول نفسها، ورؤيتي لن تتغير إلا إذا تحول الحوار الحالي الذي يدور بين غير أهله ومع غير أهله من الذين أسهموا في صناعة التخلف إلى حوار مع العلماء والعقول المنتجة للوصول إلى استراتيجية إيجابية وعملية للتغيير والتطوير والبناء الحقيقي وأشرك العلماء الذين يملكون مفاتيح التغيير والنهضة من أبناء السودان في تغيير واقع الحال وتحولت الرحى التي تطحن كلاماً وحواراً إلى رحى تنتج قمحاً ودقيقاً وتنمية. وحتى لو حدث هذا كله وكنا قد خططنا للتغيير والتطوير منذ عشرين عاماً، أليس للزمن قيمة في عمر هذه الأجيال السودانية التي حرمت من التغيير؟

[/fusion_builder_column][/fusion_builder_row][/fusion_builder_container]

وكالة أنباء الإمارات: إطلاق رواية أطياف الكون الآخر من دار الياسمين


WAM

حفل إطلاق رواية أطياف الكون الآخر


[fusion_builder_container hundred_percent=”yes” overflow=”visible”][fusion_builder_row][fusion_builder_column type=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”no” center_content=”no” min_height=”none”][metaslider id=4877]

أبوظبي في 15 يوليو / وام / نظمت دار الياسمين للنشر والتوزيع اليوم بمقر المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية في أبوظبي حفل إطلاق رواية ” أطياف الكون الآخر ” للروائي السوداني الدكتور عمر فضل الله بحضور الدكتورة مريم الشناصي مؤسسة ومديرة الدار والشاعر الإماراتي كريم معتوق وعدد من المهتمين.

وأوضحت الدكتورة مريم الشناصي في تصريح لـ “وكالة أنباء الامارات” أن معظم كتاب دار الياسمين للنشر والتوزيع من حملة الدكتوراة والمثقفين والحاصلين على جوائز عالمية .. مشيرة إلى أن الدار تختص بجميع الأنشطة سواء الشعر أو السياسة والعلوم والتغذية وغيرها ما عدا أدب الأطفال. ولفتت الشناصي إلى أن دار الياسمين للنشر والتوزيع تهدف في المقام الأول إلى تقديم الكاتب ومنتجه إلى الجمهور ودعمه وهي تحتضن جميع الكتاب ومن جميع الجنسيات. وأشارت إلى أن رواية ” أطياف الكون الآخر ” التي تضم 300 صفحة من الحجم الوسط تعد إضافة جديدة الى اصدارات دار الياسمين للنشر والتوزيع وهي رواية تمزج بين أدب الخيال ” الفانتازيا ” وأدب الواقع الذي يأخذ القاريء في رحلة جميلة بين عالمين هما عالم الأساطير التي طالما سمع بها على مدار التاريخ وعالم الواقع المعاش الذي ينقل القارىء الى أحلام الكون القديم وواقع العصر الحديث من خلال السرد الممتع والخيال الخصب للروائي. ونوهت الشناصي إلى أن الروائي السوداني عمر فضل الله نجح من خلال روايته ” أطياف الكون الآخر” في مزج الخيال بالحقائق العلمية بطريقة تضفي الواقعية على الرواية وانتهج نهجا جديدا في كتابة الرواية العربية حيث جمع بين الحقيقة والخيال في قالب مشوق ولغة شاعرة وأسلوب بديع. من جانبه أشار الروائي عمر فضل الله إلى أن رواية ” أطياف الكون الآخر” تصطحب القارىء في رحلة زمانية طويلة تمتد منذ بدء الحياة على كوكب الأرض من خلال قصة أملاها أحد الأطياف يحكي فيها قصة حياته ويتنقل بنا ما بين العراق والشام ومصر والسودان وبلاد الخليج العربي في ذلك الزمان القديم كما يقص سيرته وعلاقته بالبشر متناولا الجوانب النفسية والعاطفية التي يتميز بها الإنسان عن الأطياف. ولفت إلى أن الرواية تعقد المقارنات بأسلوب جميل بين نمط الحياة في العصور القديمة مقارنا بمخترعات العصر الحديث والتقدم الحضاري والتقني حيث يتخذ دبي رمزا للحضارة الحديثة ويقارن بينها وبين وادي عبقر. جدير بالذكر أن الروائي السوداني الدكتور عمر فضل الله له اسهامات عديدة ومتنوعة في مجالات الأدب والفكر وتعد روايته ” أطياف الكون الآخر” الثانية بعد ” ترجمان الملك”.

[/fusion_builder_column][/fusion_builder_row][/fusion_builder_container]

صدور كتاب “حرب المياه على ضفاف النيل حلم اسرائيل يتحقق”


[fusion_builder_container hundred_percent=”no” hundred_percent_height=”no” hundred_percent_height_scroll=”no” hundred_percent_height_center_content=”yes” equal_height_columns=”no” menu_anchor=”” hide_on_mobile=”small-visibility,medium-visibility,large-visibility” class=”” id=”” background_color=”#1a80b6″ background_image=”” background_position=”center center” background_repeat=”no-repeat” fade=”no” background_parallax=”none” enable_mobile=”no” parallax_speed=”0.3″ video_mp4=”” video_webm=”” video_ogv=”” video_url=”” video_aspect_ratio=”16:9″ video_loop=”yes” video_mute=”yes” video_preview_image=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” margin_top=”” margin_bottom=”” padding_top=”” padding_right=”” padding_bottom=”” padding_left=””][fusion_builder_row][fusion_builder_column type=”1_1″ layout=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” border_position=”all” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”small-visibility,medium-visibility,large-visibility” center_content=”no” last=”no” min_height=”” hover_type=”none” link=””][fusion_text]

حرب المياه على ضفاف النيل حلم اسرائيل يتحقق

157 الصفحاتcover
ISBN:

978-977-14-4607-1

المؤلف: د. عمر فضل الله
التصنيف: ثقافي
التصنيف الفرعى 1: الأدب العربي
التصنيف الفرعى 2: القصص العربي
هل نحن على شفا حرب نخوضها دفاعا عن مياه النيل؟ وإلى أى مدى تهدد إسرائيل أمن مصر القومى فى منابع ذلك النهر الخالد؟وهل بتنا بين المطرقة والسندان بعد إعلان إثيوبيا قرارها ببناء سد النهضة، إما عطشا نتيجة التغول على حصة مصر وحقها القانونى فى مياه نهر النيل، أو غرقا بفيضان كارثى فى حال انهيار السد الإثيوبى بما يؤثر بالتالى على السد العالى فى مصر؟ أسئلة يطرحها هذا الكتاب الذى يناقش قضية مياه نهر النيل وحرب المياه التى بات علينا مواجهتها فى الفترة المقبلة لنعرف حقيقة سد النهضة الإثيوبى وأسباب اهتمام إسرائيل بمياه نهر النيل ومنابعه والرغبة فى التحكم فيها. نهر النيل إلى أين ؟ دول حوض النيل إلى أين؟ ومصر إلى أين؟ أسئلة يطرحها الكتاب ويجيب عنها

هل ما تقوم به الحكومة الإثيوبية الآن من مشروع بناء سد النهضة هو مساومات سياسية وورقة للضغط على مصر لتحصل على نصيب لها من مياه النهر وفق اتفاقية قانونية أم أن ما تقوم به هو عمل آخر يصب في استراتيجات ومصالح جهات أخرى. وهل سد النهضة عمل تنموي محكم يخدم الشعب الإثيوبي ودول المنطقة بالفعل أم أنه حلقة أخرى في سلسلة حرب المياه التي كادت جميع حلقاتها أن تكتمل للسيطرة على أهم روافد الحياة لمصر والسودان؟ وهل سد النهضة هو مشروع إثيوبي وطني حقاً أم أن وراءه مصالح لجهات ودول أخرى؟ وهل تتفق خطط المياه في كل دولة من دول المنبع والمصب مع الاتفاقيات التاريخية لاستغلال مياه نهر النيل؟ هل تكفي مناسيب مياه النيل الحالية لجميع الدول المشاركة فيه أم أنها تهدد بكارثة قادمة؟ هل الاتفاقيات التاريخية الموقعة قانون يحكم التصرف في مياه النيل أم أن النيل (مشاع) لمن سبق؟ من الذي يتحكم في مياه النيل وهل يحق لأي دولة القيام بعمل انفرادي في أي رافد من روافد نهر النيل دون الرجوع للدول الأخرى؟ وأخيراً هل حرب المياه مجرد دعاية إعلامية تهويلية ومبالغ فيها أم أنها حرب حقيقية بدأت بالفعل منذ زمان والناس عنها غافلون؟ وماذا يقول الخبراء والمحللون السياسيون؟ وأين هو موقع إسرائيل من كل ما يدور في منطقة حوض النيل وما حولها؟ وهل تقف إسرائيل ببراءة أم أن لها وجود فعلي مؤثر وراء ما يحدث من نزاعات خفية أو معلنة؟

[/fusion_text][/fusion_builder_column][/fusion_builder_row][/fusion_builder_container]