رأي الدكتور موسى الخليفة حول رواية أنفاس صليحة



هذا رأيي فيما يسمى بالرواية التاريخية، أو الرواية ذات العلاقة بالتاريخ – ولا أقول الرواية التاريخية – الرواية ذات العلاقة بالتاريخ هي عمل خيالي وليس معنياً بالحقائق وبالتالي فهي تحرك المكان والأشخاص والزمن بصورة مُتَصَوَّرَة وليس صورة واقعية. وتمتاز بأن اللغة والكتابة تضفي ثراء يكسبه الكاتب للشخصيات. بناء الرواية لا علاقة له بالأحداث التاريخية لكن فيه (ريحة) للأحداث التاريخية! ولذلك فالرواية ذات العلاقة بالتاريخ لا تُحَاكَم تاريخياً بل تُحَاكَمْ أدبياً. ففي كل من الشركسي وأنفاس صليحة أفلح الكاتبان في تقديم رواية لتقرأ كرواية على الرغم من ارتباطها بالتاريخ.

وقد أفلح عمر فضل الله في أن يشتغل على التاريخ ويكتب روايات للتاريخ وحتى رواية الشركسي فيها شيء من عمر فضل الله. فهي رواية على علاقة بالتاريخ رغم كونها رواية ليست واقعية بالطبع وليس بالضرورة أن تكون واقعية فالتاريخ واقعي ومرتبط بالواقع تحديداً ويُحَاكم إذا فارق الواقع لكن الرواية ليست واقعاً فالرواية هي ما يسمى بالواقع المفترض وعمر فضل الله مزج الحقائق التاريخية بالأدب وهو ليس محكوماً بذلك وهو استعمل التاريخ كميدان للحركة فقد حرك شخوصه وأنطقها وأكسبها روائحن فالرواية تكون هكذا. تكسب المكان رائحة وتكسبه صوتاً وتكسبه موسيقى وتكسبه حركة وعمر فضل الله أكسبها كل هذا من خياله وليس من التاريخ ولكنه لعب في داخل ميدان التاريخ، لعباً خاصاً بقدراته على الخيال وبقدراته على إكساب هذه الشخصيات الحركة والنطق وغيرذلك وغير ذلك. ولكن المؤكد هو أن أعماله لا تحاكم تاريخياً ولا تعتمد على التاريخ لكنها تلعب في ميدان التاريخ وفيها حرية كاملة فهو حر أن يقول ما يشاء ويكتب كما يشاء ولا أحد سيقول له صليحة حضرت في ذلك اليوم أو لم تحضر فلا يدخل هذا في مجال النقد أو أن صليحة نفسها موجودة أو لم توجد أصلاً. فهو قد استخدم هذا الميدان فقط ومن الممكن ألا يوجد شخص اسمه صليحة أصلاً. وبالمناسبة سوف أحكي لكم شيئاً طريفاً جداً. أنا حين كنت طالباً مثلت دور عجوبة في المسرح ببخت الرضا. وعجوبة هذه هي صليحة. عجوبا الخربت سوبا. مسرحية خراب سوبا التي كتبها خالد أبوالروس وذلك في الخمسينات، ولذلك فقد استمتعت برواية أنفاس صليحة فالكاتب عمر فضل الله (كَتَّابْ) ! كتاب جداً.. ومستوى الكتابة متميز عنده!
الدكتور موسى الخليفة

 

فانتازيا: قصاصات آمنة الفضل


النيل من نشوة الصهباء سلسله
وساكنو النيل سمار وندمان
وخفقة الموج أشجان تجاوبها
من القلوب التفاتات وأشجان
(إدريس جماع)
* الرواية  هذا العالم الجميل المشاكس والقادم من فضائل تماثله في الواقع، يكسر حواجز الوهم  يطرح نفسه بطرائق مختلفة وأحيانا جدّ ملتوية إذ أن الراوي لا يكشف كل أوراقه من أول وهلة بل يظل يمارس لعبة المراوقة السردية فينقاد إليها المتلقي طواعية  مشاركا سراد اللعبة وحكاية إنتاج دلالات النصوص الأدبية والتمتع بآثارها الجمالية التي تصب في مصاب سحر البيان..
* أجمع الكثير من النقاد على أن الرواية هي نتاج تواصل تاريخي متمازج من حركة الترجمة والمحاكاة والخلق والإبداع. وتعتبر الرواية الفن الأحدث بين أنواع القصة والأكثر تطوراً وتغيراً في الشكل والمضمون بحكم حداثته..
* تظل الرواية الكاميرا المزروعة بين أحاسيسنا والمشهد  القادم ما بين  همس الشارع وفوضاه وقلقه العارم  وطموحات الشعوب و إنزوائها خلف ستائر الخوف…
* كثيرا ما نرسم لأنفسنا واقعا يبحر بنا بعيدا عن الذي نركن بين جنبيه نسترسل في الأحلام بلا بطاقة هوية عابرين حدود الأرقام والأسماء طالما أن ذلك السفر اللامحدود متاحا في العالم الآخر.
الروائي دكتور (عمر فضل الله)  ما بين التاريخ والسياسة والحياة الريفية إقتلع مشاهد روايته (نيلوفوبيا) من بين فكيي النيل وقت أن صافح كف القدر وأهداهه أرواح من لاذوا بظهر تلك الباخرة الملعونة العالقة ما بين الخرافة والحقيقة…
قصاصة أخيرة
ما بين القاع والسطح تسكن آلاف المشاهد

المصدر: جريدة الصحافة 1 سبتمبر 2016
http://alsahafasd.com/943910

قراءة في رواية أطياف الكون الآخر – د. إبراهيم جبريل


• عتبة النّص الأولى:

الغلاف والعنوان:


• لوحة الغلاف أقلّ وضوحاً من سابقتها (ترجمان الملك) شخوص مبهمة متعدّدة الألوان متداخلة، ولعلّ هذا لطبيعة الرسم التشكيلي ولتعلّقه بعالم غير واضح أصلاً، غير أنّها لا تحوى خطأً كاللوحة الواضحة بترجمان الملك؛ إذ أنّ الهيئة التي يبدو بها أحد الأشخاص يكرع من ماء النّيل تدل أنّ الرسام لم يشرب يوماً من نهر أو ترعة مباشرة ولم يرَ من يصنع ذلك!

• العنوان معبّر تماماً عن طبيعة النّص مع غموض مناسب.

• الرواية سياحة عبر المكان والزمان في فضاء بلا حدود حيث تعدّدت الأماكن والأزمنة منذ بدء الخليقة ما قبل آدم ليومنا الحاضر.

• الطيف بلا اسم محدّد تنقّل متوجساً في العوالم والأزمنة مطارداً من جند أبيه الذي لم يره يوماً، مسجوناً من قبل نبيّ الله سليمان –عليه السّلام- مضطهداً من البشر، ناشراً للشر والخير منتقلاً من الغواية للهداية آخر المطاف. والرائحة التي تدلّ عليه غير ثابتة تظهر أحياناً في النصّ وتختفي.

• عالم الأطياف ممزوج بعالم البشر مع التركيز علي الجنّ، ولم أجد كاتباً يكتب عن عالم الجنّ المحض إلا الشيخ “طارق اللبيب” في (أميرة الجنّ المظلومة).

• الرواية إبداع ولكن أقلّ حبكة من “ترجمان الملك” فيها نقاط ضعف بعكس ترجمان الملك ممّا يولّد انطباعاً أنّها متقدمة عليها!

• عالم السحر في الرواية عرض بصورة مبدعة لواقع بشع؛ وعرض الكاتب لخبرتين متباعدتين في الموضوع: الخبرة الأوربيّة حيث يجمع إبليس السحرة ويهينهم ويمهروا بإمضاءاتهم على عهود إذعان مطلق ومواثيق طاعة للشيطان. الخبرة الإقليميّة أنّ الساحر يقوم بعقد عهد سري فردي مع الشيطان ليضرّ النّاس بالسحر مقابل المال، والخبرة الغربيّة تركز على المجون والمتعة الشخصيّة للساحر حتّى وصل بهم اليوم القبول بعبدة الشيطان وطقوسهم الماجنة في الإحتفالات الرسميّة كما حدث في افتتاح نفق “غوتهارت” بسويسرا قبل أيّام.

• والخبرة النقيض التّي أخذ بها الكاتب للمنظور السحري (الخبرة الوهّابيّة) حيث تتوسّع في مفهوم السحر، حيث أورد الطيف (شمهروش) –رضي الله عنه- كتابع من أتباع إبليس؛ وهذا شأن الخبرة الوهّابيّة حيث تدرج كلّ ما أشكل عليها تحت بند السحر).

• هذا المزيج أنتج تصورّاً قويّاً لبشاعة السحر.
(الإمام “الغزالي” كتب في (الإقتصاد في الإعتقاد) عن المثلث المعروف وبيّن أنّ له خواصاً أودعها الله فيه وتكلّم الإمام “الرازي” عن ضرورة التفريق بين السحر وخواص الأشياء. وقال الإمام “الصاوي” المالكي بالأخذ بالطلاسم غير المفهومة إذا وردت عن ثقة كدائرة الإمام الشاذلي. الوهّابية في الحجاز ومناطق داعش تعدم من تجده راسماً المثلث المذكور أو دائرة كدائرة الشاذلي، وفي الحقيقة يعدمونهم لأنّهم اتبعوا أئمتهم! أسفي عليهم، وحكومتنا تصمت صمت القبور!)

• بنى الراوية شخصيّات الفتيات الثلاث بصورة واضحة خاصّة شخصيّة “ماويّة” الأبراميّة وتخلّت عنهنّ وسط الرواية مع تخلّى الطيف عنهنّ مع رفيقتيها في قفر موحش.

• شخصيّة “ماوية” لو استمرّت -بشكل أو بآخر- لأضفت علي النص مزيد بهاء ورونق.

• تخلّى النص عن كلّ الشخصيّات تقريباً التي اجتهد الكاتب في بنائها بناء متماسكاً فتخلّي عن “أشتوت” والفتيات الثلاث فلم تظهر بعد أن اضطرّ الكاتب لبناء شخصيّات جديدة؛ (أوشيك، ورحمة، وغيرهما…). • شحصيّة “أوشيك” جاءت باردة تفتقر للفضول تهتم بإبراز ما عندها من معلومات دون أن تأخذ ما عند الآخر؛ من الذين يتكلمون ولا يسمعون.

• شخصيّة “رحمة” آليّة لا تعرف الخوف كشخصيّة “ماوية” إلا أنّ “ماوية” كانت نافذة لها رؤية و”رحمة” بلا رؤية. لم تتردّد “ماوية” في مواجهة الطيف: (أيّها الشيء إنّك نفس خبيثة تعيش علي الكذب والخداع)! -رغم ضعفها الجسدي وقوته المتناهية- ففرّ من قوّة المواجهة لا يلوي على شيء.

• تصوير الطيف ومشاعره في القمقم السليماني تصوير مبدع يصوّر المشاعر منذ اليوم الأوّل حتّي انكسار القمقم بعد ثلاثة آلاف عام.

• مشهد “العسكر” وردّة فعلهم الحادّة علي إجابة الطيف حين سألوه عن هوّيته تعبّر عن حالة الشرطة بكلّ العالم حيث تكره من تشتم منه رائحة استخفاف بمهامهم (السامية)، كذا مشهد الزنزانة، لكن تقيؤ الطيف غير منطقي وهو الخارج من حبس آلاف السنين بلا طعام!

• يندمج “أوشيك” في شرح معالم الحضارة لـ”أبلسة” في أسلوب الأستاذ مع التلميذ ممّا أضعف الحبكة الروائيّة بالأسلوب الوصفي التحليلي.

• الحكايات والأساطير والخرافات أضافت روحاً أدبيّة أفضل من حكي “أوشيك” : بابل، أوروك، سدوم، عموريّة، آلهة مصر وتشاكسها. 

نص أطياف الكون الآخر جهد مبدع طرق زاوية منسية في رؤية ممتعة للقاريء والناقد وهي إضافة حقيقية للمكتبة العالمية فضلاً عن السودانية والغربية….

 

البهاء زهير – عبد الفتاح شلبي


Albahaaسلسلة نوابغ الفكر العربي

 

البهاء زهير

سلسلة نوابغ الفكر العربي 28

( البهاء زهير )

بقلم الدكتور: عبد الفتاح شلبي

الناشر: دار المعارف بمصر

أشهر مشاهير أدباء الشرق


Ash_har

أشهر مشاهير أدباء الشرق

نبذة عن الكتاب

اشهر مشاهير أدباء الشرق. مزين بالرسوم. شوقي, العقاد , طه حسين, كرد علي, فريد وجدي, خليل مطران, عبد الله فكري, الأفغاني, محمد عبده, فتحي زغلول, عبد الله النديم, المنفلوطي.
وضعه محمد محمد عبد الفتاح. الجزء الأول في نوابغ الأحياء. الطبعة الثانية الناشر محمد علي عطية الكتبي. يطلب من المكتبة المحمودية التجارية لصاحبها و مديرها: محمود علي صبيح الكائن مركزها بميدان الجامع الأزهر الشريف بمصر, حقوق الطبع محفوظة له.

العقد الفريد – ابن عبد ربه


 

Al3iqdالعقد الفريد – ابن عبد ربه

ابن عبد ربه
هو أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه شاعر أندلسي، وصاحب كتاب العقد الفريد. ولد أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حدير بن سالم في قرطبة في 10 رمضان 246 هـ.
جده سالم كان مولى للأمير هشام الرضا. نشأ ابن عبد ربه في قرطبة، وأمتاز بسعة الاطلاع في العلم والرواية والشعر. كتب الشعر في الصب والغزل، ثم تاب وكتب أشعارًا في المواعظ والزهد سماها “الممحصات”. وكان يتكسب من الشعر بمدحه للأمراء، فعُدّ بذلك أحد الذين أثروا بأدبهم بعد الفقر. كما كان من الرواد في نشر فن الموشحات التي أخذه عن مخترعه مقدم بن معافى القبري. إلا أن أعظم أعماله فهو كتابه “العقد الفريد” الذي كان بمثابة موسوعة ثقافية تبين أحوال الحضارة الإسلامية في عصره. كما كان ابن عبد ربه راوية سمع من بقي بن مخلد وابن وضاح وغيرهما. توفي ابن عبد ربه في 18 جمادى الأولى 328 هـ، ودُفن في قرطبة، وقد أصيب بالفالج قبل وفاته بأعوام.

كليلة ودمنة – ابن المقفع


 

Kaleelaكليلة ودمنة – عبد الله بن المقفع

كانت تسمى بالفصول الخمسة باللغة السنسكريتية قبل أن تترجم إلى العربية وهي مجموعة قصص رمزية ذات طابع يرتبط بالحكمة و الأخلاق يُرجّح أنها تعود إلى أصول هندية و هي قصة الفيلسوف بيديا.

المقامات – بديع الزمان الهمداني


Maqamat

المقامات – بديع الزمان الهمذاني

بديع الزمان الهمذاني

أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحي بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، 358 هـ/969 م – 395 هـ/1007 م. كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همذان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمذان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما، فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً ورافي عام 380 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور، وخالط أسرة من أعيان جرجان – تعرف بالإسماعيلية – فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة – 382هجرية/ 992ميلادية – واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي, ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا, فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته, وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة, والتف حوله الكثير من طلاب العلم, فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة – لم يبقى منها سوى اثنتان وخمسون-. لم تطل'” إقامة بديع الزمان”‘ بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام, لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه “‘بديع الزمان”‘ مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا, فقد تلقى “‘بديع الزمان”‘ يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه, فغادر سجستان صوب غنزة حبث عاش في كنف السلطان محمود معززا مكرماً, وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات, وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة, وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة سنة – 395هجرية/1007ميلادية – ولم يكن قد بلغ الأربعين من عمره، فودع الحياة التي خبرها.

المقامات

يعتبر كتاب المقامات أشهر مؤلفات بديع الزمان الهمذاني الذي له الفضل في وضع أسس هذا الفن وفتح بابه واسعاً ليلجه أدباء كثيرون أتوا بعده وأشهرهم أبو محمد القاسم الحريري وناصف اليازجي. والمقامات مجموعة حكايات قصيرة متفاوتة الحجم جمعت بين النثر والشعر بطلها رجل وهمي يدعى أبو الفتح الإسكندري وعرف بخداعه ومغامراته وفصاحته وقدرته على قرض الشعر وحسن تخلصه من المآزق إلى جانب أنه شخصية فكاهية نشطة تنتزع البسمة من الشفاه والضحكة من الأعماق. ويروي مغامرات هذه الشخصية التي تثير العجب وتبعت الإعجاب رجل وهمي يدعى عيسى بن هشام. و لهذا المؤلف فضل كبير في ذيوع صيت ‘ بديع الزمان الهمذاني لما احتواه من معلومات جمة تفيد جميع القراء من مختلف المشارب والمآرب إذ وضعه لغاية تعليمه فكثرت فيه أساليب البيان وبديع الألفاظ والعروض, وأراد التقرب به من الأمير خلف بن أحمد فضمنه مديحاً يتجلى خاصة فيالمقامة الحمدانية والمقامة الخمرية فنوع ولون مستعملاً الأسلوب السهل, واللفظ الرقيق, والسجع القصير دون أدنى عناء أو كلفة. و تنطوي المقامات على ضروب من الثقافة إذ نجد بديع الزمان’‘ يسرد علينا أخباراً عن الشعراء في مقامته الغيلانية’‘ و’‘ مقامته البشرية ويزودنا بمعلومات ذات صلة بتاريخ الأدب والنقد الأدبي في مقامته الجاحظية و القريضية والإبليسية, كما يقدم فيالمقامة الرستانية وهو السني المذهب, حجاجاً في المذاهب الدينية فيسفه عقائد المعتزلة ويرد عليها بشدة وقسوة, ويستشهد أثناء تنقلاته هذه بين ربوع الثقافة بالقرآن الكريم والحديث الشريف, وقد عمد إلى اقتباس من الشعر القديم والأمثال القديمة والمبتكرة فكانت مقاماته مجلس أدب وأنس ومتعة، وقد كان يلقيها في نهاية جلساته كأنها ملحة من ملح الوداع المعروفة عند أبي حيان التوحيدي في “الامتناع والمؤانسة”, فراعى فيها بساطة الموضوع, وأناقة الأسلوب, وزودها بكل ما يجعل منها: وسيلة للتمرن على الإنشاء والوقوف على مذاهب النثر والنظم. رصيد لثروة معجمية هائلة. مستودعاً للحكم والتجارب عن طريق الفكاهة. وثيقة تاريخية تصور جزءاً من حياة عصره وإجلال رجال زمانه. كما أن مقامات الهمذاني تعتبر نوا ة المسرحية العربية الفكاهية, وقد خلد فيها أوصافاً للطباع الإنسانية فكان بحق واصفاً بارعاً لا تفوته كبيرة ولا صغيرة, وأن المقامات هذه لتحفة أدبية رائعة بأسلوبها ومضمونها وملحها الطريفة التي تبعث على الابتسام والمرح، وتدعو إلى الصدق والشهامة ومكارم الأخلاق التي أراد بديع الزمان إظهار قيمتها بوصف ما يناقضها، وقد وفق في ذلك أيما توفيق.

ديوان الأدب للفارابي – أول معجم أدبي مرتب بحسب الأبنية


ديوان الأدب للفارابي – أول معجم أدبي مرتب بحسب الأبنية – تأليف أبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفارابي – ج1diwan aladab lilfarabi

ديوان الأدب للفارابي – أول معجم أدبي مرتب بحسب الأبنية – تأليف أبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفارابي – ج2

العيلفون تعيد ذكرى الأديب أبوبكر خالد


بسم الله الرحمن الرحيم
أمسيات العيلفون
في لمسة وفاء للأديب ابو بكر خالد مضوي
في يوم الجمعة الموافق الجمعة 25-11-2011م
بحضور انيق من قبيلة الأدباء والأعلاميين :

العيلفون تعيد ذكرى الأديب ابوبكر خالد

الدكتور تاج السر الحسن …يستعيد ذكرياته ويروى المشاهد فى قصيدة
د احمد الصادق ..ابوبكر خالد متفرد وله نكهته الخاصة فى كتابة القصة
د/ عمر احمد فضل الله ..ابوبكر خالد غيّر عالمي وفتح لى أبواباً للمعرفة
الأستاذ قمر الدولة المقابلى سنواصل العمل من اجل الاستمرار فى هذا المستوى
الأستاذ عبد القادر محمد عبد القادر …ابوبكر كان معلما متميزا واديبا متميزا

…………….

أمسيات بطعم البهار وجمال النيل :
عدد من الادباء والنقاد والأعلاميين ومواطنى مدينة العيلون عطروا ليالى وامسيات العيلفون فى ذكرى ليلة الوفاء للاديب ابوبكر خالد مضوى رائد الرواية والقصة القصيرة السودانية واحد الرعيل الأول للاعلام الوطنى فى الستينات والسبعينات وصحفى ومعلم وقد احتفت امسيات العيلفون ليلة الجمعة 25-11-2011 بالذكرى الخامسة والثلاثين وبدا الحديث فى الاحتفال نيابة عن امسيات العيلفون الاستاذ / قمر الدولة عبد العزيز المقابلى وشكر الحضور الكريم والسادة النقاد والادباء والاعلاميين على الاهتمام الكبير الذى اولوه بالحضور الى العيلفون وشكر الحضور من اصدقائه الادباء وزملائه المعليمن وطلابه ووعد الاستاذ قمر الدولة الحضور بمواصلة العمل فى امسيات العيلفون لألقاء الضوء على آخرين من ابناء العيلفون لمعوا فى مجال الأدب والفن والتعليم والعمل العام من اعلام المدينة امثال الشاعر الكبير ود الرضى والجاغريو والآستاذ احمد المصطفى وسيد خليفة وخلف الله حمد ومبارك حسن بركات وغيرهم .
زكريات وقصائد
الأستاذ والشاعر الكبير تاج السر الحسن صديق الأديب ابوبكر خالد ورفيق دربه منذ الخمسينات وزميل دراسته فى مصر وكونوا عددا من الجمعيات الأدبية وعاصروا زملاء ىخرين اصبحوا اسماء لامعه فى عالم الشعر والرواية والأدب امثال الشاعر محى الدين فارس عبد الله حامد الأمين والطيب زروق ومحمد الفيتورى وطاف الشاعر تاج السر الحسن بالحضور الى ذلك الزمن الجميل وعالم الذكريات الباقية وتحدث عن ابوبكر الصديق والانسان والديب وعن فترة دراستهم فى مصر وما صاحبها من حراك ادبى كبير قاما بها وصداقاتهما مع بقية الادباء والكتاب من العالم العربى وعرج الدكتور تاج السر الحسن على الدور الذى قام به الاديب الكبير فى طبع ديوان الشاعر إدريس جماع لحظات باقية إبان حضور الشاعر الكبير للعلاج فى مصر والدور الذى قام به ابناء الجالية السودانية فى مصر وتحث عن اسلوبه فى الكتابة واطلاعه الكبير على الأدب العربى والعالمى والأدب المترجم والقى الشاعر تاج السر الحسن مرثية فى الاديب ابوبكر خالد لاقت تجاوبا كبيرا من الحضور.
ابوبكر الرائد
الناقد الدكتور احمد الصادق تحدث اناة عن النقاد والكتاب واشار الى تفرد ابوبكر خالد فى اعماله والتى تعتبر باكورة الإنتاجات الأدبية فى حقبة الخمسينات والستينات وتطرق الى رواية ابوبكر خالد (بداية الربيع) و(رواية إنهم بشر) للأديب خليل عبد الله الحاج باعتبار ان الروايتان تطرقتا لبداية النصوص التى تتناول الحياة الإجتماعية والساسية والقضايا التى تهم جيل ذلك الزمان واشار الناقد الدكتور احمد الصاوى الى ان رواية بداية الربيع كانت توثق للحياة السياسية والإجتماعية بشكل ينم عن وعى الكاتتب بمجريات الامور وقتها والمقدرة الكبيرة على التصوير والتناول فية كثير من المقدرة الإبداعية واكد على ضرورة الأهتمام الرسمى بأعمال الكاتب أبوبكر خالد وإعادة طباعتها والسعى بجدية لطباعة الأعمال التى لم تطبع وشكر د/ الصادق اهالى العيلفون على هذه الخطوة الكبيرة التى تنم عن التقدير الكبير لعمالقة الأدب والقصة من امثال الأديب ابوبكر خالد
كان متميزا
الأستاذ عبد القادر محمد عبد القادر الخبير التربوى وزميل الأديب ابوبكر خالد فى مجال التعليم تحدث فى الحفل متناولا سيرة الأديب كزميل وكمعلم متميز وذكر ان رواية بداية الربيع صدرت فى نفس اليوم الذذى تم فيه تعينه معلما بوزارة المعارف فى العام 1958 وتحدث عن انحياز ابوبكر خالد الى فئة المعلمين وذكر العديد من المواقف التى تعضد هذا الجانب مشاركته فى تأسيس نقابة المعلمين وتناول سيرة ابوبكر خالد فى مجال التعليم والتدريس فى الارياف وإهتمامه بالجمعيات الأدبية فى المدراس وتأسيسة لمدرسة موسى الضوحجوج وعمله كاول مدير لهذه المدرسة فى العام 1975 وعمله بمدرسة لمؤتمر الثانوية والعيلفون الوسطى وعدد من المدارس الأخرى بالعاصمة والارياف
بكائية فى موسم الحداد
اسامة شيخ إدريس الصحفى والقاص القى قصيدة مرثية الشاعر الكبير الدكتور الزين عباس عمارة بعنوان (بكائية فى موسم الحداد فى زكرى رحيل الأديبين ابوبكر خالد عبد الله حامد الأمين
سارق المسافات والكتب
الدكتور عمر احمد فضل الله تحدث فى تداعيات وخواطر عن علاقته الشخصية بالأديب ابوبكر خالد وعلاقة الاديب بالكتابة والقراءة والتعامل الإنسانى الراقى الذى كان ديدن الأديب مع كل الناس وسرد الدكتور عمر احمد فضل رحلته مع الكتب التى يرسلها معه الأديب الى اصدقاءه فى احياء العيلفون المختلفه ويقول : كنت صغيرا وكان الاديب يرسلنى حاملا الكتب لتوصيلها الى اصدقائه وكنت استغل المسافة الطويلة فى قراءة هذه ان هذه (المراسيل ) قد غيرت مجرى حياته وجعلته شغوفا بالقراءة حيث استطاع ان يقرا العديد من هذه الكتب فى مختلف المجالات وشكر الدكتور عمر القائمين على امر ليلة الوفاء للاديب ابوبكر خالد ودعا الى مواصلة هذا العمل
المعرض المصاحب
أمسيات العيلفون اقامت معرضا توثيقيا مصاحبا لليلة شمل العديد من اعمل الأديب ومقالاته المنشورة على الصحف والمجلات السودانية والعربية والمقالات النقدية التى تناولت اعماله بالنقد والتحليل وبعض الصور التذكارية مع اصدقاءه الأدباء والكتاب السودانين والعرب وبعض الصور التذكارية لليالى الأدبية التى كان يقيمونها
فلما وثائقيا
كما عرضت أمسيات العيلفون فلما توثيقيا عن حياة الاديب ومشواره وتناول صلاته الاجتماعية ككاتب واديب ومعلم وانسان وأب وصلاته الإجتماعية فى العيلفون وحى المسالمة بامدرمان عملة كصحفى واعلامى والتمثيليات التى كتبها لأذاعة ركن السودان بالقاهرة
تكريم
وفى ختام الليلة كرمت امسيات العيلفون الأديب والشاعر تاج السر الحسن واسرة الأديب الراحل وكرمت البرفسير محمد المهدى بشرى ممثلا للسيد وزير الثقافة الذى شرف الحفل حضورا وعدد من الشعراء والكتاب والنقاد والإعلاميين.

 

السائل عن كنه حبيبي


1311_md_13132155111هذه بعض قصائد قديمة كتبتها منذ ثلاثين أو أكثر من السنين،، نسيتها ونسيها الناس. واليوم وجدتها ، وسوف أنشر بعضها للناس، لا ليقولوا أحسنت ولكن أردت أن أشارك الآخرين ببعض نبض مشاعري في القديم. والشعر لا يبلى إذا كان له في النفس مكان.

السَّائِلُ عَن كُنْهِ حَبِيبِي
مَن مِنكم يَا سادَةُ..
ذاكَ السائلُ عن كُنهِ حبيبي؟
أنتَ إذاً؟ حسناً يا هذا
هل تقرأُ كتبَ التاريخ؟
هلمَّ نشاهدُ سرَّ الحبِ الآتي من أغوارِ الدهر..
أغمض عينيك..
واركبْ خلفي صهوةَ هذا المُهر.. (بُرَاق الإيمان)
وَتعالَ نُسافرُ عبرَ الأزمان..
حيثُ نَشاء..
حَدِّقْ في أَصلِ الأَشياء
وانظر.. ذاك حبيبي في مَرْكِبِ نُوح
طاووساً يختالُ على وجهِ الطُّوفانِ ويمشي فوقَ الماء..
وتلك رموزُ حبيبي قد نُقشت
بالهيروغليفِ على أقبيةِ الهرم الأكبر
قطرةُ طَلٍّ في ورق البُردي
تعويذةُ سِحْرٍ في سُنبُلَةِ القَمْحِ المَكْنُونَةِ
فِي تابوتِ الفِرعون..
تاجٌ من تِبرٍ في هَامَةِ رَمسيس..
قِنِّينَةُ عِطرٍ فِي مَخْدَعِ بَلقيس..
تَرنيمةُ شِعرٍ من سِفرِ التقديس..
مِفتاحُ البابِ المَجهُولِ بسورِ الصين.
ياسائلُ عن كُنهِ حبيبي.
غصنٌ قُدسيٌ من شَجَرَةِ طُورِ سِنين.
لؤلؤةٌ في تاجِ الاسكندر ..
رُقعةُ جِلدٍ في جِلبابِ عمر
أو نُقطةُ حِبرٍ..
في كُرَّاسَةِ مجدِ الدينِ أبي البَرَكَات
سيفٌ مصقولٌ فَوقَ جَوادِ صَلاحِ الدِّين..
وَدَمٌ مَسفوحٌ فِي حِطِّين
يا هذا السائل..
ستقولُ تَعِبتُ من الأَسفار..
ما زلنا في بَدءِ المِشوار..
ستقولُ تعبتُ فَيالَلهول..
أنعودُ ولم نحصُل بعدُ على سِرِّ الأسرار؟
هل تعرفُ يا سائلُ سِرَّ جَمالِ الزهر؟
ولماذا يَرقُصُ موجُ البحر؟
ها أنتَ بَدَأتَ الآنَ تُشارِفُ معنَى السِّر
ما كانَ جمالُ حبيبي حُلُماً..
يأتي في النوم ليذهبَ عندَ الفجر
أو طيفاً يأسِرُنَا لِلُحيظَاتٍ ..
ثُمَّ يَغِيبُ بُعيدَ الأسر..
أَو جَسَداً تَأكُلُهُ سَنَواتُ العُمر..
فَجَمالُ حَبِيبِي بَاقٍ بَاقٍ أَبَدَ الدَّهر..
يَا سَائِلُ عن اسمِ حبيبي..
لَو غَاصُوا تَحتَ عُبَابِ الماء
فالاسمُ هُنَاكَ يُعَطِّرُ قَاعَ الدَّأمَاء..
وشَذاهُ يفوحُ بكلِ سماء
لو راموا سِرَّ الأشياء..
فاسمُ حبيبي سِرٌ منقوشٌ في ذاكرةِ التاريخ
لو طاروا يرتادون الأَنواء..
لاكتشفوا اسمَ حبيبي مكتوباً في سطح المريخ.

عمر أحمد فضل الله – صحيفة الشرق الأوسط 1980