صـــه يا كنــار – محمود أبو بكر


kanarمن ديوان (أكواب بابل من ألسنة البلابل)

صـــه يا كنــار – محمود أبو بكر

صَهْ يا كنارُ وضعْ يمينكَ في يـدي

 
   

ودعِ المزاحَ لذي الطلاقـةِ والددِ

 

صه غيرَ مأمـورٍ وهـاتِ هـواتناً

 
   

دِيَماً تهشّ علـى أَصِـيد(1) الأغـيد

 

فإذا صغـرتَ فكـنْ وضـيئاً نَيّراً

 
   

مثلَ اليراعـةِ في الظـلام الأسود

 

فإذا وجـدتَ من الفكـاك بوادراً

 
   

فابذلْ حياتَـكَ غـيرَ مغلـولِ اليد

 

فإذا ادّخـرتَ إلى الصباح بسالـةً

 
   

فاعلمْ بأن اليومَ أنسبُ من غـد

 

واسـبقْ رفاقَكَ للقيـود فـإنني

 
   

آمـنتُ أنْ لا حـرَّ غيرُ مُقيَّد

 

وأمـلأْ فـؤادَكَ بالـرجاء فإنها

 
   

«بلقيسُ» جاء بها ذهـابُ الهدهـد

 

فإذا تبدّد شـملُ قومكَ فاجْمَعنْ

 
   

فإذا أبَوْا فاضربْ بعزمـة مُفـرَد

 

فالبندقيـةُ في بـدادِ بيوتـهـا

 
   

طلعـتْ بمجـدٍ ليس بالمتبـدّد

     
   

****

 

صه يا كنارُ فما فـؤادي في يدي

 
   

طـوراً أضـلُّ وتارةً قد أهتدي

 

وأرى العواذلَ حين يملكني الظما

 
   

فأمـوت من ظـمأٍ أمامَ المـورد

 

وأرود أرجـاءَ البـيانِ دواجـياً

 
   

فأضـيق مـن آنائـه بالشُّرَّد

 

أنا يا كنارُ مع الكواكـبِ ساهدٌ

 
   

أسـري بخفـق وميضها المتعدّد

 

وعرفتُ أخلاقَ النجـومِ، فكوكبٌ

 
   

يهبُ البيانَ وكوكبٌ لا يهتدي

 

وكويكبٌ جمُّ الحياءِ وكوكـبٌ

 
   

يعصـي الصـباحَ بضوئه المتمرّد

 

إن كنتَ تستهدي النجومَ فتهتدي

 
   

فانشدْ رضايَ كما نشدتَ وجَدِّد

 

أو كنتَ لستَ تطيق لومـةَ لائمٍ

 
   

فأنا الملـومُ على عـتاب الفرقد

     
   

****

 

صه يا كنارُ، وبعضُ صمتِكَ موجِعٌ

 
   

قـلبي ومُـوردِيَ الردى ومخلّدي

 

أرأيتَ لولا أنْ شـدوتَ لما سرتْ

 
   

بي سارياتُكَ والسُّرى لم يُحمَد

حـتى يُثوِّبَ للكمـاة مُـثَوِّبٌ

   
 

ليذيبَ تاموري ويحصب موقدي

 

أنا لا أخاف مـن المنون وريبِها

   
 

مـا دام عزمي يا كنارُ مُهنَّـدي

 

سـأذود عن وطني وأهلك دونَهُ

   
 

في الهالكـين فيا ملائكةُ اشهدي

 
     
 

****

 
     
       

من ديوان: «أكواب بابل من ألسنة البلابل»

 

يا مولاي اه من غلبي – عكير الدامر


okairيا مولاي اه من غلبي

يا مولاي آه من غُلبي من النارو حرقت قلبي
حظي الديمة من رد الآنيس جافل بي
طالت السفرة واتحفت مناسم تلبي
هب الريم وعاودك الحنين ياقلبي
***
مالِك نفسي مطعونة وتملي تنيني
مالك عيني للغميض أبيتي تليني
عطشان ديمة كفح الموية ما برويني
كاتلاني الطريفية البريدا قريني
***
الناس عيدت مرقت على أصحابها
وأنا فريت على الجاهله السمح ترحابها
فاطراً يحكي براق البدودي سحابها
لفت قلي زي لف طرحتها اللافحابها

ختت أيدها فوق إيدي انجذبت خِدرت
حبيت أمشي من كُتر الطرب ما قدرت
بقت الحنة بين إيدي وأيديها اندرت
لولا الحنة بيني وبينها كنت ودرت
***
شعرك منتظم زي السلاسل فتلو
وعينيك ترقِص الحجر ان بقت شافتلو
الطاووسة قاصدة مشيكي ما عرفتلو
وأعصاب الرآك أتكهربت تلفتلو
***
أخدر ليهو ضل فوقو المحاسن انشرن
أفلج فاطرو زي برق السواري الكرن
يتقسم مقاطع في المشي ويتحرن
زي فرخ القطا الأماتو ركن وفرن
***
يتمنى الدهب لو لونه يشبه لونك
اشتهت الدرر لو هي تبقى سنونك
مجنون ليلى حالتو أجن من مجنونك
مادام ليلى كانت في المحاسن دونك
***
عن من أحبه أنا غير خاطري فرقت
هائج بي غرام عن حالتي خلي سرقت
لولا أدمعي من ناري كنت حرقت
ولولا ناري من كترة دموعي غرقت

قصيدة المولد – محمد المهدي المجذوب


صل يا رب على المدثر
وتجاوز عن ذنوبي وأعني يا إلهي بمتاب أكبر

فزماني ولع بالمنكر

***

درج الناس على غير الهدى

وتعادوا شهوات وتمادوا

لا يبالون وقد عاشوا الردى

جنحوا للسلم أم ضاعوا سدى

***

أيكون الخير في الشر انطوى

والقوى خرجت من ذرة

هي حبلى بالعدم؟!

أتراها تقتل الحرب وتنجو بالسلم

ويكون الضعف كالقوة حقا وذماما

سوف ترعاه الامم

وتعود الأرض حبا وابتساماً

***

رب سبحانك مختاراً قديراً

أنت هيأت القدر ثم أرسلت نذيراً للبشر

آية منك ونورا

***

هو عين الله لولا ضوؤه

لم نر العالم في شتى الصور

جعل الموت رجاء وبقاء

وغراساً منه لا يفنى الثمر

***

صل يا رب على خير البشر

الذي أسرج في ليل حراء

قمراً أزهر من بدر السماء

يقرأ الناس على أضوائه

حكمة الخلق وأسرار البقاء

من إله قد هدى بالقلم

علم الإنسان ما لم يعلم

***

صل يا رب على المدثر

وتجاوز عن ذنوبي واغفر

وأعني يا إلهي بمتاب أكبر

***

ليلة المولد يا سر الليالي والجمال

وربيعاً فتن الأنفس بالسحر الحلال

موطني المسلم في ظلك مشبوب الخيال

طاف بالصاري الذي أثمر عنقود سنى

كالثريا

ونضا عن فتنة الحسن الحجابا

ومضى يخرجه زيّاً فزيّا

***

وزها (ميدان عبد المنعم)

ذلك المحسن حياه الغمام

بجموع تلتقي في موسم

والخيام

قد تبرجن وأعلن الهيام

***

وهنا حلقة شيخ يرجحن

يضرب النوبة ضربا فتئن وترن

ثم ترفضّ هديراً أو تجن

وحواليها طبول صارخات في الغبار

حولها الحلقة ماجت في مدار

نقزت ملء الليالي

تحت رايات طوال

كسفين ذي سوار

في عباب كالجبال

***

وتدانت أنفس القوم عناقاً واصطفاقاً

وتساقوا نشوة طابت مذاقاً

ومكان الأرجل الولهى طيور

في الجلابيب تثور وتدور

تتهاوى في شراك

ثم تستنفر جرحي وتلوب

في الشباك

مثلما شب لهيب

***

وعلا فوق صدى الطبل الكرير

كل جسم جدول فيه خرير

ومشى في حلقة الذكر فتور

لحظة يذهل فيها الجسم والروح تنير

وعيون الشيخ أُغمضن على كون به حلم كبير

***

والمقدم

يتغنى يرفع الصوت عليا

وتقدم

يقرع الطبل الحميا

ورم الذكر وزمزم

واستقامت حلقته وانحنت حين انحنى

وهوت والطبل نار تتضرم

وتصدى ولد الشيخ وترجم

حيث للقطب حضور

وتداعَى وتهدم

***

وينادي منشد شيخاً هو التمساح

يحمي عرشه المضفور من موج الدميرة

ندبوه للملمات الخطيرة

شاعر أوحى له شيخ الطريقة

زاهد قد جعل الزهد غِنى

فله من رقع الجبة ألواناً حديقة

والعصا في غربة الدنيا رفيقة

وله من سبحة اللالوب عقد

ومن الحيران جند

وله طاقية ذات قرون

نهضت فوق جبين

واسع رققه ضوء اليقين

***

وفتى في حلبة الطار تثنى وتأنَّى

وبيمناه عصاه تتحنَّى

لعبا حركه المداح غنَّى..

رجع الشوق وحنَّا

وحواليه المحبون يشيلون صلاة وسلاما

ويذوبون هياماً

ويهزون العصيا

ويصيحون به أبشر لقد نلت المراما

***

صل يا رب على المدثر

وأعني وانصر

بشفيع الناس يوم المحشر

الذي يسقي صفاء الكوثر

***

وهنا في الجانب الآخر أضواء رقاق

نشرت قوس قزح

من رجاء وفرح

من ربيع في دجى الليل يراق

ونساق

أنفس شتى وبطء واستباق

***

وفتاة لونها الأسمر من ظل الحجاب

تتهادى في شباب وارتياب

قد تحييك وتدعوك بأطراف الثياب

وهي قيد وانطلاق

واضطراب واتساق

إن نأت عنا وأخفتها الديار

فعروس المولد الحلوة جلاها التجار

لبست ألوانها شتى أميره

ما أحيلاها صغيره

وقفت في كرنفال

فوق عرش دونه الحلوى كنوز ولآل

من أساطير الخيال

***

وهي إن تصمت ففي أعينها الوسنى انتظار

حولها الأطفال داروا

بعيون تلمع الألوان فيها وتذيع

وبها من بهجة رفت دموع

***

لهفة كم عصف البؤس بأطفال صغار

وردوا المولد بالشوق وعادوا بالغبار

ويح أم حسبوها

لو أرادوا النجم جاءت بالدراري

ويحها تحمل سهد الليل في صحو النهار

***

رب أرسلت يتيماً

قام بالحق رحيماً

قد ذكرناه فهل نذكر من أمسى عديماً

وهنا في الجانب الآخر سوق

هو سوق (الزلعة)

وبه طبل وبوق

من صراخ الرغبة

حفلت دولته في (حَلَّة)

سلبت كل العيون

والظنون

كيف لا يا لذة الليل ويا أم الفتون

ربها قلّب عينيه خطيباً في الجماهير الغفيرة

مرسلاً من ناره ريح شواء

تتهادى في الفضاء

بنداء لم يجد فينا عصيا

ودعانا .. ثم حيّا .. وتهيّا

***

وحواليه الكوانين الوقوره

ولها من داخن الفحم ذريره

وحريره، وضفيرة

ترشق (الأسياخ) فيها

نظمت باللحم نظماً

وارتوت دهناً وشحماً

***

ودخلنا مطبخاً زاط ولا قصر الإماره

ربه البادن عراف أتته كل حاره

وتعشينا وأحسسنا أمانا

وشربنا وارتوينا

ومشينا، وشعرنا بنعاس في خطانا

وسلام هو لو دام لأحمدنا الزمانا

ومضى الليل وناداني سريري والمنام

فتركت المولد الساهر خلفي والزحام

من نفوس رجت الري ولم يهمل غمام

فهي ظمأى في القتام

***

وبسمعي الطبل دوّى من بعيد

كوليد.. في دجى الليل وحيد

وبقايا من نشيد

عبرت سمعي طيرا

في ظلام بشر الآفاق بالصبح الجديد والوعود

***

ربِّ في موطني المسلم قد عدنا إليكا

ما اعتمدنا ربنا إلا عليكا

وذكرنا الهادي المختار ذكرى

ملأت أرواحنا طُهراً وصبرا

***

صل ياربّ عليه

وتجاوز عن ذنوبي واغفر

وأعني بمتاب أكبر

 

محمد المهدي المجذوب – نماذج لأشعاره


رقصة الحمامة

فَرْحةٌ زفّها الغناءُ فزافتْ، نغماً ذا ضفائرٍ يتثنّى

عريتْ تحت ثوبِها نشرتْ منه شراعاً طوى فراراً وسجنا

أمسكتْ منه طائراً خافقَ الريشِ رهيناً براحتيها مُرِنّا

كم روتْ فيه كيف تشتاق في الليل وشادي عبيرها كيف حنّا

فالثمي كلَّ خفقةٍ لكِ في روحي ونُثّي من شَهدها ما استكنّا

لوعةٌ لا تزال أندى من الدمع وأحلى من الصباح وأغنى

واستحرّ الغرامُ دارت بها الأرضُ تلاقتْ بها المنى واقتتلنا

الزمامُ الصبيحُ طَوقُ نجاتي كم دعاني بَريقُه ثم ضنّا

حُبُّها خالد وقصّتُها الأولى جمالٌ على جمالٍ تجنّى

ويحَ ثوبٍ تلمّه وتُداريه ونهدٍ رمى القناعَ وعنّا

قمرٌ يشرئبُّ خلف الغمامات، رِدفٌ على النسائم طنّا

رمقتْني رمقتُها تبذل الحسنَ عطاءً بلا ابتذالٍ، ومَنَّا

وفَراشي يُلامسُ البُرعُمَ القادح يَنْدى به الجمالُ المغنَّى

جاءكِ الموسمُ الخصيبُ وكم أعددتِ سحراً لشاهديهِ مِفَنّا

وتهادى الحَمامُ في دارةِ العُرسِ ورجعُ الغناءِ بَاحَ ورنّا

ونفى عنّيَ القيودَ بما يُرقِصُ دُفّاً على اصطفاقٍ ووَنّا

وابتراقُ النضارِ في الشَّعَرِ المضفورِ برقُ الخريفِ شال وضَنَّا

مَزَجَ البِشْرَ بالحياءِ فما استرفد يوماً بسِحرهِ أو تدنَّى

قطرةٌ شمسُها تَشمّرُ للإحسان صانتْ وِدادنا حين صُنَّا

طهّرتْنا السياطُ والدمُ قُرْبَانٌ ولم نبْغِ أجرَهُ حين دِنّا

أنا في حُبّها الغنيُّ عن الأيام إنْساً إذا غدرنَ وجِنَّا

فاروِ يا ليلُ عن خرائدنا الطُّهْرَ وخُذْ عفّةَ الكواكبِ عنّا

إن شربنا فما غَفلْنا مَعَ السُّكْرِ، خَشَعْنا في ناره وابتهلنا

حسبُك الرقصُ كالعبير الذي أحيا وحيّا مُشاهديه وهَنّا

وتَولّتْ «تاجوجُ» كِبراً مع الأسرارِ عصماءَ والمحَلّقُ جُنّا

****

قيل استقلّ بنو السودانِ وابتدروا  يُشيّدون مع البانين بنيانا

وما وجدتُ لهم في النيل من وطنٍ إلا التفرّقَ والعدوان أوطانا

مُلوّحين بأعلامٍ مُزيّفةٍ  تذوب كالشفق الغربيِّ ألوانا

إن قلتُ يا قومُ خلّوا القيدَ وانطلقوا قالوا: أتملك للأصوات أثمانا؟

وليس رأيُكَ ذا مالٍ وما ضمنتْ لكَ الأجانبُ أموالاً وأعوانا

****

القومُ تحت ظلال النيلِ في سَمَرٍ  حلوٍ تبسّمَ في الأضواء نشوانا

الخمرُ تسهر والأكوابُ غافيةٌ  حيناً وتصحو على الشادين أحيانا

وفي الخميلة تحت الليلِ نائمةً سيّارةٌ لمعتْ كالنجم نعسانا

أنثى تُقصّر فستاناً يغالبه حسنٌ رويٌّ يردّ الصبَّ ظمآنا

تختال تِيهاً وتمشي غيرَ حافلةٍ ببائسٍ يتملّى الحسنَ عُريانا

ما أكذبَ الفجرَ لما جاء مبتسماً مثلَ البغيِّ تُريكَ الوصَل هِجرانا

هل كنتُ أحلم بالأوطان آمنةً وبالعدالة في النيلَيْن قرآنا

حسبتُ أن جلاءَ الجندِ يعقبهُ صبحٌ ألاقي به السودانَ سُودانا

ولا أزال وبي قيدٌ أُنازعهُ ليلاً وغاباً لدى روحي وثُعبانا

هاتوا سوى الصبرِ سلواناً فما وجدتْ نفسي الحزينةُ عند الصبرِ سلوانا

يا قاتلَ اللهُ أياماً صحبتُ لها صبراً جريئاً على الجُلّى وإيمانا

لا يعرف العدلَ إلا الفكرُ في يدهِ سيفٌ يصول على الطغيان طغيانا

وفي المساجد كم أبصرتُ من وثنٍ يُفرّق الدينَ دينَ اللهِ أديانا

يُصيّر الزهدَ أطماعاً، ومن عجبٍ أن يصبحَ الزهدُ بالأطماع سكرانا

أغوى ذوي العلمِ، باسوا رجلَه وسعَوْا يُقرّبون له السودانَ قُربانا

كان المطيّةَ للكفّار يحملهم طوعاً تُقلّد صلباناً وأرسانا

إن المقابرَ في السودان مُثمرةٌ نخلاً ونخلاً وأقطاناً وأقطانا

إنْ قلتُ أسكتُ قالوا ضاع منطقُهُ وباع بالعيش، لا يُغنيه، أوطانا

وإن نطقتُ فلا ربٌّ يحاسبني ربٌّ من الناس أعيا اللهَ كفرانا

بالأمس قال أنا الساعي لأنقذَكمْ وعاد يُلبسنا الأقيادَ ألوانا

كم غيّرَ الحكمُ قِدّيساً وصيّرهُ من سكرة الحُكمِ بعد الصحوِ شيطانا

فإنْ يكن عملُ الأحزابِ بهتانا  فلم يكن دمُنا االمسفوكُ بهتانا

وكيف هان عليهم أنهم نَفَرٌ لا يحفلون بهذا الشعب إن هانا؟

(لو كنتُ من مازنٍ لم تستبح إبلي بنو اللقيطةِ من ذُهْل بنِ شيبانا)(1)

إني لأعلم أن الصدقَ مهلكةٌ فلنَلقَ يا نفسُ هولَ الصدقِ شجعانا

أَوْرقْ بعودكَ ساقينا وغنِّ لنا  (بانَ الخليطُ ولوطُووِعْتُ ما بانا)(2)

يا شعبُ! شعبيَ من ذلّ ومسكنةٍ  وقد تحطّم أرواحاً وأبدانا

لقد سعينا وما نُجزَى على عملٍ إلا كفافاً نُقاسيه وإهوانا

لبّثْ قليلاً فعند الليلِ خابيةٌ وسوف نشرب حتى الموتِ أضغانا

إن القيامةَ أشراطٌ وقد ظهرتْ وأرهفَ الصُّورُ في السودان آذانا

محمد سعيد العباسي – عهد جيرون


[fusion_builder_container hundred_percent=”no” equal_height_columns=”no” menu_anchor=”” hide_on_mobile=”small-visibility,medium-visibility,large-visibility” class=”” id=”” background_color=”” background_image=”” background_position=”center center” background_repeat=”no-repeat” fade=”no” background_parallax=”none” parallax_speed=”0.3″ video_mp4=”” video_webm=”” video_ogv=”” video_url=”” video_aspect_ratio=”16:9″ video_loop=”yes” video_mute=”yes” overlay_color=”” video_preview_image=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” padding_top=”” padding_bottom=”” padding_left=”” padding_right=””][fusion_builder_row][fusion_builder_column type=”1_1″ layout=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” border_position=”all” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”small-visibility,medium-visibility,large-visibility” center_content=”no” last=”no” min_height=”” hover_type=”none” link=””][fusion_text]

2926

أرقت من طول هم بات يعرونى يثير من لاعج الذكرى ويشجونى
منيت نفسى آمالا يماطلنى بها زمانى من حين الى حين
ألقى بصبرى جسام الحادثات ولى عزم أصد به ما قد يلاقينى
ولا أتوق لحال لا تلائمها حالى ، ولا منزل اللذات يلهينى
ولست أرضى من الدنيا وإن عظمت إلا الذى بجميل الذكر يرضينى
وكيف أقبل أسباب الهوان ولى آباء صدق من الغر الميامين
النازلين على حكم العلا أبداً من زينوا الكون منهم أى تزيين
من كل أروع فى أكتاده لبد كالليث والليث لا يغضى على هون

* * *

وقد سلا القلب عن سلمى وجارتها وربما كنت أدعوه فيعصينى
ما عذر مثلى فى استسلامه لهوى يا حالة النقص ما بى حاجة بينى
ما أنس لا أنس إذ جاءت تعاتبنى فتانة اللحظ ذات الحاجب النون
يا بنت عشرين والأيام مقبلة ماذا تريدين من موءود خمسين؟
قد كان لى قبل هذا اليوم فيك هوى أطيعه ، وحديث ذو أفانين
ولا منى فيك والاشجان زائدة قوم وأحرى بهم ألا يلومونى
أزمان أمرح فى برد الشباب على مسارح اللهو بين الخرد العين
والعود أخضر وألايام مشرقة وحالة الأنس تغرى بى وتغرينى
فى ذمة الله محبوب كلفت به كالريم جيدا وكالخيروز فى اللين

* * *

أفديه فاتر ألحاظ وتل له “أفديه” حين سعى نحوى يفدينى
يقول لى وهو يحكى البرق مبتسما “يا أنت يا ذا” وعمدا لا يسمينى
أنشأت أُسمعه الشكوى ويسمعنى أدنيه من كبدى الحرى ويدنينى
أذر فى سمعه شيئا يلذ له قد زانه فضل إبداعى وتحسينى
فبات طوع مرادى طول ليلته من خمر دارين أسقيه ويسقينى
يا عهد جيرون كم لى فيك من شجن باد سقاك الرضا يا عهد جيرون
ولا يزال النسيم الطلق يحمل لى ريا الجناب ويرويه فيروينى
واليوم مذ جذبت عنى أعنتها هذى الظباء وولت وجهها دونى
وعارض العارضين الشيب قلت له أهلاً بمن رجحت فيه موازينى
كففت غرب التصابى والتفت الى حلمى ، ولم أك فى هذا بمغبون
وصرت لا أرتضى إلا العلا أبداً ما قد لقيتُ من التبريح يكفينى

* * *

[/fusion_text][/fusion_builder_column][/fusion_builder_row][/fusion_builder_container]

التجاني يوسف بشير


tiganiهو أحمد التجاني بن يوسف بن بشير بن الامام جزري الكتيابي، والكتياب بيت مشهور من بيوت السودان ممتاز بين قبائل الجعليين الذين عرفوا بالإقدام والكرم والسماحة، وعلى هذا فشاعرنا ولد في بيئة ذات فضل وثقافة دينية بحتة، بيئة محافظة ذات تعاليم وتقاليد، وكان مولده في أم درمان عام 1910

محمد سعيد العباسي


2926

محمد سعيد العباسي بن محمد شريف بن نور الدائم بن أحمد العباسي.
ولد في مدينة «عراديب ولد نور الدائم» من مدن النيل الأبيض جنوبي السودان عام 1880، وتوفي في مصر عام 1963.
قضى حياته في السودان ومصر.
تنقل في صباه بين عدد من الخلاوي فحفظ القران وعرف شيئا من علوم الدين والعربية. بدأ حياته العلمية بمكتب الطيب في مديرية الخرطوم، ثم تنقل بين عدد كبير من المكاتب في مديريتي الخرطوم وأم درمان.
حفظ متن الآجرومية كما حفظ متن الكافي في علمي العروض والقوافي، ثم التحق بالمدرسة الحربية في مصر (1899)، فأمضى فيها عامين ثم طلب إعفاءه منها وتركها قبل التخرج وتتلمذ في مصر على يد الشيخ الزناتي وكان يكن له حبا عظيما وقد رثاه بقصيدة رائعة. عمل على صقل موهبته الشعرية بالدراسة على بعض الأساتذة.

الإنتاج الشعري:
– له «ديوان العباسي» – دار الفكر العربي – مصر 1948 – أعيد طبعه قبيل وفاة المترجم له – ثم أعادت الهيئة العامة لقصور الثقافة – بالقاهرة – إصداره في طبعة ثالثة (2004) متضمنًا ما أضافه المترجم له إلى الطبعة الثانية من قصائد.
يعتبر رائدًا لنهضة الشعر في السودان، وعلى رأس حركة الإحياء والبعث، متتبعًا تقاليد الشعر العربي القديم متأثرًا بروح البداوة والفروسية.
نظم على الموزون المقفى وجدد في موضوعاته، محافظًا على قوة السبك وجزالة اللغة مستمدًا صوره من بيئة الشعر القديم، غير أنه خاض موضوعات عصره التي ارتبط أكثرها بتجربته الروحية والوطنية ولا سيما قضايا السودان، وفي شعره مسحة ذاتية فجاءت تجربته مزجًا بين روافد عدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة كشأن رواد التجديد. تتجلى علاقاته الإنسانية صافية مفعمة بالحنين في مراثيه، كما في مراسلاته، وذكرياته.

مصادر الدراسة:
1 – أحمد أبوسعد: الشعر والشعراء في السودان – دار المعارف – بيروت 1959.
2 – أحمد شفيق: مذكراتي في نصف قرن – مطبعة مصر – القاهرة 1934.
3 – خيرالدين الزركلي: الأعلام – دار العلم للملايين – بيروت 1990.
4 – سعد ميخائيل: شعراء السودان – مطبعة رعمسيس – القاهرة (د.ت).
5 – عبدالمجيد عابدين: في الشعر السوداني – الدار السودانية للكتب – الخرطوم وبيروت 1972.
: تاريخ الثقافة العربية في السودان – مطبعة الشبكشي – القاهرة 1953.
6 – محجوب عمر باشري: رواد الفكر السوداني – دار الجيل – بيروت 1991.
7 – محمد النويهي: الاتجاهات الشعرية في السودان – معهد الدراسات العربية العالية – القاهرة 1957.

عبد الله الشيخ البشير


AbdallaAlsheikhعبدالله الشيخ محمد البشير (شيخ شعراء السودان).
ولد عام 1928 في قرية أم درق بالولاية الشمالية بالسودان .
حفظ القرآن الكريم والتحق بالمعهد العلمي بأم درمان, ثم حصل على العالمية من كلية اللغة العربية بالأزهر الشريف, ودبلوم التربية من جامعة عين شمس.
اشتغل معلما للغة العربية والتربية الإسلامية بالمدارس الثانوية بالسودان وباحثا بالمجلس القومي للآداب والفنون (بالانتداب), وأحيل للمعاش عام 1990 .
رئيس جماعة الأدب السوداني, واتحاد الأدباء السوداني 1977-1982, ورابطة معلمي التربية الإسلامية واللغة العربية, ولجنة النصوص بالإذاعة السودانية.
نشربعض شعره في المجلات والصحف العربية.
شارك في مؤتمر التربية الإسلامية بمكة المكرمة 1982, ومهرجان الحداثة بالقاهرة 83-1984.
مؤلفاته: منها: دراسات في شعر التيجاني يوسف – التربية في الخلوة والمسجد – معلمو اللغة العربية اجتماعيا.
نال وسام الآداب من جامعة الخرطوم, والوسام الذهبي من الدولة للعلوم والآداب والفنون.

 

مختارات من قصائده:

أبطال بلا زاد

عبد الله الشيخ البشير

الليل كان في الهزيع الثاني

لا شيء يستبين للعيان

إلا أضاميم من الفرسان

خروا وهم باكون للأذقان

وكل شيء ذاب في الألوان

إلا محاريب من الجمان

تشع في مروجها الحسان

على أديم أزرق ريان

وخيم السكون في المكان

لا حس من نجوى ولا ألحان

إلا رفيف الريح في الأغصان

لا صوت ينساب إلى الآذان

إلا ابتهالات من الجنان

نضحن صمت الليل بالقرآن

***

وهبت النوافح القدسية

شرقية الأنفاس عنبرية

فلو أصاخت أذن ذكية

لصافحتها النسمة الفجرية

بهمسة مرموزة خفية

بعيدة أصداؤها كونية

صريحة لكنها مكنية

تنزلت من حجبها العلوية

عليهمو في حضرة قدسية

على جناحى خفقة روحية

مصونة تحاط بالكتمان

وحولها أفق من الدخان

***

واغرورقت في الشرق عين ماء

رشت بهاء الليل بالأنداء

ولامست بالعطر والأضواء

جبين حر شامخ وضاء

مهييء للسلم والهيجاء

همومه رسالة السماء

ونشر دين الله في الأرجاء

والسير في المحجة البيضاء

والعدل بالقسطاس للضعفاء

وحوله حشد من الأنضاء

من شاحذ للحربة السمراء

وقاريء يحبو على الأجزاء

وهائم في عالم الدعاء

وقد تلاقى فوقه النجمان

وماج شط الغيب بالأمان

***

وانسلت البقعة من نعاس

على صباح ثائر الأنفاس

ورزت العرضة بالنحاس

وكل شيء ماج بالحماس

فلا ترى إلا جموع الناس

ماضين تواقين “للدواس”

كأنما زلوا عن الأقواس

يسابقون الريح بالأفراس

ويشعلون الشمس بالأكباس

ولبست مدينة ام درمان

بهاءها في ذلك الزمان

***

واكتظت العرضة بالحشود

وكان ذاك اليوم يوم عيد

معطر الأردان بالبارود

ومشرقاً كجبهة الجنود

وصفت الخيل على صعيد

قد هاجها تضرم القصيد

فجاذبت تصل بالحديد

مجنحات بالقنا الممدود

تود لو طارت إلى بعيد

منقضة في قسطل مزرود

أصيلة حنت إلى الطعان

واعتادها تلاحم الشجعان

***

ونصت الرايات عاليات

رفافة وريحها موات

منضورة الألوان حاليات

منقوشة بمحكم الآيات

تتيه بالصمود والثبات

بهمة الزراع والرعاة

وحافظي القرآن والتقاة

وتزرع الأحلام في الموات

وترسل البشرى إلى الجهات

رفعن مذ رفعن خافقات

أيام كان الناس في سبات

يهيئون الدرب للغزاة

يطأطئون الرأس للطغاة

رفعن من أيد مجربات

ما شوهدت قط منكسات

ولا على الأعقاب ناكسات

بنات نول حاك للفتيان

مدارع الدمور في شيكان

***

وصاح صوت للجهاد عال

أجابه رجع من الجبال

وارتد للضفاف والشلال

وامتد في الأيام والليالي

وأنصت التاريخ في إجلال

ودار حول العرض كالرئبال

أبو محمد سنا الأبطال

سيف الإمام خائض الأهوال

والمقتدى بنهجه المثالي

أعماله في لوحة الأعمال

يلصفن في الحروف كاللالي

انظر إليه وهو في المجال

يختال فوق أحمر مختال

معلماً بالريش والنبال

وحاملاً أمانة الأجيال

وحوله غاب من العوالي

يرمي بناظريه للشمال

كأن عينيه عقيقتان

وان زنديه كتيبتان

***

قد كان في شيكان عن يقين

دعامة في نصرنا المبين

باهي الشلوخ ناصع الجبين

يعتز في تواضع رصين

وكان أقنى شامخ العرنين

وأخضراً ذا معدن ثمين

وكان مشغوف الهوى بالدين

ومولعاً بالسيف والمتون

من راه إذ هب إلى الكمين

في وجه جبار القوى متين

فرده مجزع الوتين

وبثت الغابة للرعيان

ملاحناً من قوسه المريان

***

وخاطب الجمع بما يطاع

وقال حين *** اليفاع

المهتدي بالله لا يضاع

والحق لا يشرى ولا يباع

ولفهم بين السراب القاع

في صائف يحمومه لذاع

وهم رعاة وهم زراع

ونسوة وإلدة أيفاع

مهاجرون مالهم رجاع

وزاهدون مالهم أطماع

مضوا فلا زاد ولا متاع

تكبيرهم تهليلهم ايقاع

مقدس تشتاقه الأسماع

وضجت الجبال والبقاع

ألا تمهل أيها الشعشاع

من أين عذب الماء للظمآن

وأين أين القوت للجوعان

***

ولم يصخ ونص لا يميل

ندب على أيدي الثرى مجبول

في لاحب تيهوره طويل

وقفره بجنه مأهول

يحار من خذاعه الدليل

ولم يصخ ونص لا يميل

في منكرات ضوؤها كليل

في مثل ما يلغي عليها الغول

يحفه من جيشه التهليل

فما انثنى حتى نهاه النيل

وقابلته الناس بالحرسان

وساجعته الطير بالأغصان

***

جازوا خضماً ما به من ماء

ولا به نبض من الأحياء

وجملتهم لفحة الرمضاء

ووسمتهم حكمة الصحراء

وخيموا بالعدوة الجرداء

للنيل حول الراية الخضراء

والنيل فيما قد حكاه الراء

ينساب فوق لجة حمراء

وهم على مرأى من الأعداء

وهم على مرمى من الرماء

فنفروا النوم عن الأجفان

وجردوا الأسياف ملأ جفان

***

وليلة فجرية المذاق

بدنقلا سمارها السواقي

نيلية مخضرة الأوراق

مدتهم بجدول رقراق

وقد تغنى طائر الدلاق

ضمتهمو حباً على إملاق

على حشايا رملها البراق

فرنق النعاس في الآماق

وعادهم طيف من الأشواق

لكنهم باتوا على إشفاق

فمنهم من شمروا عن ساق

يتلون آي الله في اشتياق

ويسرجون الليل بالأحداق

يحصون ما يجري على الآفاق

وما يكن الشر في الأنفاق

وما وراء التل من طراق

والبدر كان باهر الإشراق

يوامض النهر فيبرقان

كجبهة المظفر النشوان

***

وقادهم مشاطئاً للنيل

وكم بشط النيل من جميل

جزائر تعج بالهديل

والزرع والأنعام والشتول

 وظل سنط حالم مسدول

يدعو المجاهيد إلى المقيل

وصوت مزمار من الترتيل

عن معبد بادي السنى مأهول

وذكريات من هوى أصيل

ترف أحلاماً على النخيل

وزارع بحقله مشغول

مشمر الساقين للمحصول

وحرة تحنو على البقول

وزورق لعابر عجول

 ودافق في جدول مجدول

ينداح أسراراً على الحقول

لكن أعداء بني الإنسان

بثوا شراك الموت في الشطآن

***

تحرفوا عنه وهم جنوح

 إلى عراص أرضعها سفوح

تصون أسراراً وتستبيح

وهب من هنَّا وهنّا الريح

فاغبرت الآفاق وهي فيح

وقد تلظى واكفهر اللوح

واحمر من لذع السموم الكيح

ولاح ذاك السملق القبيح

والوحش في أحشائه يصيح

وطولبوا بالذل والإذعان

وغصت الحلوق بالأحزان

***

لله محصورون في فناء

لا مشرع يفضي بهم للماء

وظلهم سقف من الهواء

وفرشهم جمر من الحصباء

والقوت لا قوت سوى النواء

غزتهمو جحافل الوباء

فقامت القبور في العراء

وزاحت الضباع في الأرجاء

وأمسك الطير عن الغناء

إلا محلئيين كالشنان

يفرون ناب الضر بالإيمان

***

فما استجابوا للحصار المحكم

ولا استكانوا للهيب المضرم

وساندتهم عزمة المصمم

وعزة موروثة لم تحطم

ووثبة معروفة لم تهزم

تلاوحوا للمدفع المدمدم

يرفض ناراً من يدى غشمشم

حتى إذا احمر النهار بالدم

صال الجياع في اللظى المضرم

من كل ندب بالتقي موسم

يدعون بالجلى تعالي سلمي

فمن رآهم في لظى الميدان

فقد رأى ما لم تر العينان

***

وقال راوي أوثق الأخبار

من عاش في جحيمها في دار

قد كان ما لم يجر في الأفكار

ولا روته الناس في الأخبار

ولا حوته الكتب في أسطار

قد جمعوا قذائف الدمار

واستخلصوا منها على الأخطار

ما مد أسلحتهم بالنار

فهاجموا في رائع النهار

وباغتوا الأعداء كالإعصار

ودمروا معاقل الحصار

وأسرعوا للنهر في انحدار

وفوقهم سقف من الغبار

وحولهم حلل من الأدار

وجالدوا بوارج البخار

بمنطق البارود والبتار

وخوضوا في مائه الذخار

وأشرعوا السقاء في التيار

واستخلصوا الماء من الشرار

ورشحوا النيل بأرجوان

وشيعوا القتلى بمهرجان

***

وأقبلوا غراً من الصدام

أيديهم في راية الإسلام

ملأى رواياهم بماء طام

لها نشيد مزبد الأنغام

فأبصروا زيقاً من الحمام

ينغل في حدائق الغمام

فاستبشروا بمقبل الأيام

وهم بلا رسم ولا أرقام

ولا عناوين ولا وسام

شم الأنوف ثابتوا الأقدام

بالحب والإخلاص والإقدام

ماضون حول ثائر مقدام

قليل ما يقتاته صوام

مسهد بين الدجى قوام

قد قادهم للنصر وهو ظام

ما ذاق مذ يومين من طعام

مهابذ لله غير واني

وزاهد يعلو على الحرمان

***

فهل رأيت الرسل بالعشي

من غاصب ذي عزة عتي

جاءوا ليثنوهم عن المضي

جاءوا ومنوه بكل شيي

بالملك بالسلطان ذي الدوي

بكل مجد العالم الأرضي

وكل ما يغري الفتى بالغي

فعافها ذو المنهج المهدي

وند مثل الآبد الوحشي

وانحاز فوق منبر صخري

وصاح فيهم صيحة البركان

تجيش بالحديد والنيران

***

إنا مبايعون قد وفينا

وفي سبيل الله قد مضينا

والحكم لله إذا التقينا

لن تدركوا منا إذا قضينا

إلا الشهادات التي أدينا

والمشرفيات التي أمهينا

وجبة متروزة علينا

وحربة مركوزة لدينا

لهم لولا أنت ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا

وثبت الأقدام إن لاقينا

وخذ نواصينا على الإيمان

وكل ما سواك شيء فان

***

وقالها في وجههم جهارا

فهزت الجبال والأنهارا

واعتامها طير العلا وطارا

وبثها في العالم افتخارا

يدور قرص الشمس حيث دارا

فأجفلوا عن حوضه حيارى

وجلجل التكبير واستطارا

وزغزدت للنخوة العذارى

وافتر ثغر البسل الغيارى

فأوقدوا فوق الجبال نارا

فأشرقت صخورها اخضرارا

ماذا يقول الشعر ذو البيان

وقد رأى التاريخ بالعيان

***

وقادهم مشاطئاً للنيل

وكم بشط النيل من جميل

أضفى عليه روعة التظليل

مشاعل النوار في الخميل

وقد كسته روعة الأصيل

نقوش تاريخ على صقيل

ومن بنات الورق والهديل

صدى ربابات من المجهول

مشدودة الأوتار في الفصول

تنداح أنغاماً على النخيل

لكن أعداء بني الإنسان

بثوا شراك الموت في الشطآن

***

وفي صباح أشأم الجناح

ألقى على توشكي رؤى الجراح

فاصطفت الجياع كالأشباح

على أديم مقفر قرواح

وبادروا بالسيف والرماح

كأنها شعل من الأرواح

على خميس فاتك السلاح

فبعد ضرب منهمو ملحاح

وبعد صبر للأذى نضاح

تقاضت النار ذوي الرماح

واستشهدوا يزينهم رمزان

المجد لله وللأوطان

***

وكان أمراً ما له مرد

فأين مما  ليس منه بد

فحدثته النفس مات الجند

لا خيل تقفوك إذا تشد

لا دارع يحميك إذ ترتد

وحومت تلك الصقور الربد

فما ترى غير الخضوع بعد

فأزت النار وضج الرعد

 وأوشكت جباله تنهد

وكر فوق الأحمر الحصان

مكبراً وغاب في الدخان

***

جاءوا به في موكب الغروب

مضرجاً كالصارم الخضيب

يفوح من برديه نفح الطيب

ورف حولى نعشه المهيب

ملائك وافت من الغيوب

يا قاهر الخطوب بالخطوب

قد عشت في خواطر الشعوب

وفحت ريحاناً على الدروب

لكن تضيق الأرض بالأديب

وينثني يبكي على السهوب

ويشعل الضفاف بالنحيب

إن ضاقت الحياة بالعقبان

وراشت الجناح للغربان

***

وفي ظلام الطارق البهيم

تربع التاريخ في السديم

على منار حف بالتكريم

وحوله حدائق النجوم

ترف في مدارها النظيم

هناك قد خط على الرقيم

نصين من شهادة الخصوم

شهادة للقائد النجومي

ومثلها لجيشه العظيم

من قد أرادوا المجد للسودان

فواصلوا السعى إلى الجنان

***

من خافقي ومن سنا قصيدي

وخير ما كابدت من جهودي

ومن أياد أشرقت في جيدي

ومن معان عمقت وجودي

ومن أمان لحن من بعيد

ومضنيات حررت قيودي

تحية للباسل الشهيد

وصحبه الموفين للعهود

عليهمو سحائب الرضوان

عليهمو سحائب الرضوان

مجلة الخرطوم – العدد السادس – عدد مارس 1994 – صفحة 115 – 130

ملحمة المسيد 

ويا لا عيادها اللواتي ٭٭ تفيّض بالذوق والحبور
وحبذا (الطار) إذ تداعى٭٭ صداه في مسمع الدهور

هفت له القرية ابتهاجاً٭٭ فالطفل كالواهن الكبير
وهملج المادح الموشي ٭٭ بمسرح غص بالحضور
يروقهم عاشقا. فيبكي ٭٭ القلوب بالمدمع الغزير
ويرتقي صاعدا، فيلقي٭٭ بهم نثارا على الأثير
وهاجهم (طاره) فأذكى ٭٭ لهم هوى راقص مثير
فزاف مثل الحمام هونا ٭٭ وصال كالاجدل المغير
معلم الشعب جل قدرا٭٭ مهيئ الفن للفقير
سرى بهم فوق ناجيات٭٭ مفزعات الحجاج صور
تفرقوا بالقفار شعثا٭٭ وجاوزوا البحر ذا الهدير
وخيموا في منى، ونالوا٭٭ منى، وعاجوا على البشير
وحول هاتيك عامرات٭٭ بالشوق والطهر والبدور
سفائن المنشدين طافت٭٭ بهم على مائج عطير
وأقلعت تكشف الحنايا٭٭ وتزرع الحب في الصدور
وأقبلوا نحو ذي جلال ٭٭ مناط آمالهم وقور
وأنصتوا إذ رأوا فتاهم٭٭ مهندا لاح من جفير
يختال ما بينهم بلوح ٭٭ مشرف ساطع السطور
تحف أقطاره نقوش ٭٭ فمن خفي إلى جهير
عليه سحر (العمار) جلي ٭٭ زخارف الصمغ والمغور
وموكب الزهر فيه لاقى ٭٭ مواكب الفن حول نور
ترى تواشيعه فراشاًً ٭٭ يرق فجرا على الغدير
وراح يشدو بمحكمات ٭٭ لدي بعيد المدى بصير
فمد مدّاته طويلا٭٭ وجاد في الموقف القصير
وراض قافاته يسيرا٭٭ و(غن) كالشادن البهير
ولم يعاظل ولم ينازع٭٭ مسالك المخرج العسير
مضى جميل القران سهلا٭٭ أداؤه غير ما عسير
فحيت الامهات (عرضا)٭٭ أقيم في المشهد الأخير

في تحرير الكرمك

البابُ دُوني، أعطِني المِفتاحا والزيتُ عِندي، أعطِني المصباحا
أرِني الحُشودَ الزاحِفاتِ عَشِيَّةً المُطبِقاتِ على العَدُوِّ صَباحا
زَحَمَتْ مناكِبُها الجبالَ، وأثقَلتْ أرضاً ومدَّت في الفضاءِ جناحا
صاحت قُراها، فاقشَعَرَّتْ، وانبرى عِرقٌ إذا دَعَتِ الكَرامةُ صاحا
أحفادُ أجدادٍ إذا سَقِمَ الحِمَى سَلُّوا سيوفاً في العجاجِ صِحاحا
خَرَجُوا إليها مُحرَجينَ بِذِمَّةٍ حثَّتْهُمُ أنْ يبذُلوا الأرواحا
أنْكَرْتُهُم، بالأمسِ كانُوا أوجُهاً حُسنَى، فراعَتْني الوجُوهُ قِباحا
يا حَسْرَتاهُ، فلا جوادي بينَهُمْ يعدُو، ولا كانَ الخُروجُ مُتاحا
الكُرْمُكُ العَصماءُ، وهيَ سَبِيَّةٌ صاحَتْ بِنا، لو تسمَعُونَ صياحا
رِيعَتْ بليلٍ حيثُ أصلاها العِدا ناراً، وطافُوا حولَها أشباحا
ماتتْ قياثِرُها على أوتارِها وتَحوَّلَ اللَّحْنُ الرَّخيمُ بُحاحا
فارتاعَ شاديها الموَشَّحُ بالمُنى وارتَدَّ ناديها العزيزُ مُباحا
وتثاقَلَتْ فيها الحُقُولُ فلمْ تَعُد ترْفَضُّ في ألَقِ الصَّباحِ نُفاحا
باتتْ أخيذةَ غادِرٍ لا ينتشي إلاّ إذا اجتَرَعَ الخِيانةَ راحا
بالأمسِ كانتْ ها هُنا محميَّةً في الدارِ تخطُرُ عِزَّةً ومراحا
أضحَتْ بعيداً، نستَقي أخبارَها مِمَّنْ يرى مأساتَها إنجاحا
في ليلةٍ كَفَرَ الظلامُ نُجومَها إلاّ شُواظاً فوقَها مُنْداحا
حاقَتْ بها الأعداءُ، ملءُ صُدُورِهِم حِقدُ الورى فتفجَّرُوا أتراحا
سَلَبُوا المباهِجَ والملاعِبَ وانتَحَوا فِعْلَ الأخَسِّ فأحرقوا الألواحا
أنْحَوا على أبنائها فتشَتَّتُوا حِزَقاً تُعاني وحشةً ورياحا
وهْماً تلُوحُ لهُم مساكِنُهُم، وهُم يتَخَرَّقُونَ تَنُوفةً قِرواحا
لا ظِلَّ فيها، لا جِدارَ ولا صُوىً تهدي، وليسَ معينُها نضَّاحا
لا أين! لاذُوا بالهلاكِ وطِفْلُهُم يجري، ويكبو باكياً مُلتاحا
ظَنَّ الدُّخانَ سحائباً مركومةً والقصفَ رعداً بارِقاً لمَّاحا
ثُمَّ ارعَوى، فرأى النُّجُومَ أسِنَّةً ورأى بكُلِّ ثَنِيَّةٍ رَمَّاحا
يرجُو صلاحَ الحالِ مِن أُمٍّ غَدَتْ لا تستَطيعُ لحالِها إصلاحا
فَقَدَت مواقِدَ نارِها وطَحينَها مِن أينَ تُعطي جائعاً مِلحاحا
يا قومُ قد جَدَّتْ بنا أعداؤنا فاستبسِلُوا، فالأمرُ ليسَ مِزاحا
قدْ كانَ بالأمسِ البعيدِ مُقَنَّعاً فبدا وقد حَسَرَ القِناعَ وقاحا
فَلَقدْ طُلِبنا، قالتِ الآناءُ لي لا فوتَ حتّى تستَميتَ كِفاحا
منْ كُلِّ ناحيةٍ نُعاني طعنةً نجلاءَ، تَنْزِفُ هِجرةً ونُواحا
لحْنَ التَّغَنِّي بالسلامِ مُحَبَّبٌ لكنَّهُ لا يُطرِبُ السَّفَّاحا
إنَّا لفي عصرٍ قَضَتْ أحكامُهُ ألاّ يبيتَ المُتَّقي مُرتاحا
فَدَعُوا التطاحُنَ بالكلامِ وطاعِنُوا عنها، وضُمُّوا صفَّنا المُنصاحا
فيحي فياحِ، فليسَ مورِدُنا غداً سهلاً، وليسَ الماءُ فيهِ قراحا
فلنا بعونِ الله، عزَّ بقاؤهُ جيشٌ يصِلُّ عقيدةً وسلاحا
حُمسٌ، إذا الداعي أهابَ تَناهَضُوا كالموجِ قصفاً والرياحِ جِماحا
جُندٌ تَحَدَّرَ من معارِكَ رَوَّجَتْ بينَ الشعوبِ الكَرَّ والإفصاحا
أبناءُ ثوراتٍ غَدَتْ أُسطُورةً عُظْمَى فأعيا فَسْرُها الشُّرَّاحا
وهُمُ السَّلامُ لمَن أرادَ سلامةً وهُمُ الصُّخُورُ لمنْ أرادَ نِطاحا
وهُمُ الرِّجالُ إذا البِلادُ تَوَشَّحَتْ بسوادِها لبِسوا الحديدَ وِشاحا
ولنا الحكاياتُ التي قالتْ لنا السيفُ أردَى المِدْفَعَ المُجتاحا
إنْ كانَ قدْ نَسِيَ العدُوُّ نِزالَنا أيَّامَ جَلَّلْنا قَفاهُ جِراحا
فَلَكَمْ رَدَدْنا غازياً من بعدِهِ ولَكَمْ أزَحنا طاغياً فانزاحا
وتَحُثُّنا أخلاقُنا ويحُضُّنا دينٌ يرى خوض الجهادِ صلاحا
لا عَيبَ إلاَّ أنَّنا من أُمَّةٍ تُذْكي الشهادةُ بينها الأفراحا
فيحي فياحِ،فما نُبالي بالرَّدى عِندَ الكرامةِ، إنْ غَدا أو راحا
قُلْ للفتاةِ الكُرمُكِيَّةِ في غَدٍ قَسَماً تَهِشُّ لكِ الدِّيارُ فِساحا
ولَقَدْ تَحُجُّ لكِ المدائنُ والقُرى زَفَّاً، وتَنْثُرُ عِطْرَها الفوَّاحا
ومُوكَّلاتٍ بالجمالِ يجئنَ في مثلِ الطُّيورِ فيصطخِبْنَ صداحا
ولقدْ تَحُوكُ لكِ السَّحائبُ حُلَّةً من نسجِهِنَّ الزَّنْبَقَ النَّفَّاحا
وغداً تَبُثُّ لكِ المزاميرُ الألهيَّاتُ مِن صوتِ الأذانِ فلاحا
وغداً يرى السودانُ في آفاقِه فجراً من الشَّفَقِ المُضَرَّجِ لاحا
نشيد النفير

بايدينا نبنيك يا بلدنا اقسمنا لازم نبنيك
صممنا و حبك يسندنا بارواحنا و المال نفديك
وطن اجدادنا يا بلدنا
مثوى اولادنا يا بلدنا
فيك امجادنا يا بلدنا
نفخر بيك صممنا لازم نبنيك بايدينا لازم نبنيك
بايدينا بايدينا بايدينا

في اعماقنا حبك متجون في حبك وحدنا الغاية
شمرنا و الله يهون هاماتنا تعلوها الراية
ايد في ايد يا بلدنا
نرمي بعيد يا بلدنا
يصبح عيد يا بلدنا
يوم نرضيك صممنا لازم نبنيك يا بلدنا لازم نبنيك بايدينا

بايدينا نبنيك معاهد و مدارس تبني الاخلاق
و نعلم فيها و نجاهد مشعلنا يضوي الافاق
نرفع قدرك يا بلدنا
نشرح صدرك يا بلدنا
يشرق فجرك يا بلدنا
في بواديك صممنا لازم نبنيك بايدينا لازم نبنيك يا ايدينا

في حقولنا يعمل محراثنا نستبدل عتموريك جنه
بعرقنا نستخدم فاسنا خيراتك تكثر تنهنا
نروي غفارك
تنمو ازهارك
تشدو اطيارك
في واديك صممنا لازم نبنيك بايدينا

بجموعنا المتحدة الواعية ارجائك نبنيها صناعة
بجهودنا الموصولة الساعية الدنيا نملاها بضاعة
نصبح امة يا بلدنا
باعلى القمة يا بلدنا
نهتف بيك صممنا لازم نبنيك بايدينا لازم نبنيك يا ايدينا

لمجدك صمدت ابطالنا في كرري ضد الغازين
من اجلك نلنا استقلالنا يحدونا الاخلاص و الدين
بالوطنية يا بلدنا
و حسن النية يا بلدنا و الحرية يا بلدنا
نسعد فيك صممنا لازم نبنيك بايدينا لازم نبنيك يا ايدينا

نشيد الاحفاد

فتية للعلم في الأحفاد يحدونا الأمل
للعلا للمجد للأخلاق نسعى لا نمل
للإخاء الحرنسعى للتفاني في العمل
شعل كالشهب نمضي في إحتقار للكسل
نشهد الدنيا بأنا مخلصون

في سبيل العلم و التحصيل نسعى ما حيينا
نحمل المشعل وضاءاً و نمضي طامحينا
إن نهضنا نطلب المجد نهضنا قادرينا
نبتغي في نهضة السودان بنياناً حصينا
لا نخابي…لا نداجي… لا نلين

نحن فتيات بذلنا للثقافة مبتغاها
فهي تنمو في حمانا حيث ننمو في حماها
ليس في أعماقنا شئ يرجى ما عداها
نطلب الغايات وثابين لا نحني الجباها
كلنا عزم و إخلاص و دين

نحن في ألعابنا حزم و عزم و مضاء
و اتحاد و نشاط لا يجارى و وفاء
إن غلبنا أو غيلبنا نجعل الكل سواء
نحن للأحفاد أخلصنا و جددنا الولاء
فلتعش ذخراً على مر السنين

دمعــــــة…في رثاء الاستاذ الشاعر حسين حمدنا الله

أباطيـــل أباطيــــل ** ذه الدنيــا أباطيــل
وأوهـــام مضللـــة ** وأحـــلام أحابيــل
يفـارقها شـديـد البأس ** والميــل المعـــازيل
لمن تبني قري أعشــاشها ** الطيـــر الأبابيـــل

كعهــدي حيـن تصخـب ** في متاهاتي الأعاصيــر
أجـيـل الفكـر في الدنيـا ** وتعينــي التفاسيـــر
أتاني بـعـض إخوانـي ** وهمهـم وهـو محسـور
حســـين ودع الدنيــا ** وقد ســارت به العـير

كأنـا خالــدون بهـــا ** نــراع بكـل من ماتـا
وإن المـوت خـلف المرء ** إن أضحــي وإن باتــا
يمـوت البـعض أحيـاء ** ويحيـا البعـض أمـوات
ونصــدر كلنـا يومــاً ** إلي الرحمــن أشتــات

حســين كان مشــغوفاً ** بحــب العـــلم والأدب
وكان يـري سـعــادتة ** لدي التحـديق في الكتـب
حســـين كـان ذا ذود ** عـن الإســلام والعـرب
وكان سليم ذات الصــدر ** يرمي الجــن بالشــهب

حســين بهجـة الإخوان ** أدي واجــب الوطــن
وكان يعــلم الأجيــال ** لـم يرقــد علي عطــن
وذاق مـرارة الحـرمان ** وإسـتعلي علي المحــن
وحــورب في ثقــافته ** فلم يجـزع ولـم يهــن

رقيـق معهـدي النهـج ** لم يجلــس علي رجــس
قليـل مطــالب الدنيـا ** قـوي شكيمــة النفــس
تلوح – وليس يظـهرها- ** عليه أصــالة الغــرس
أديـب عنـدما يغـــدو ** أديـب عنـدما يمـــسي

أودعنــا ولم نســمع ** قصـيدة آخــر العمــر
ولا في النـدوة إزدحمت ** عليــه مشـاغل الفكـر
ولا قلنا: كعهـدك قـد ** فضـضـت ضنـائن الشعـر
وداعاً سـاكن الفردوس ** فــوق أرائــك خضــر

من قصيدة: رحم الله العميد

أصْمَتْ فؤادي قوس الرزء إصماءَ
وأسمعتني من الأهوال أنباءَ
وبين هذين نفس ذات أجنحة
باتت تمزقها الأحزان أشلاء
أين العزاء, ولا طير الضفاف ضحيً
تشدو لحونا على الأشجار غنّاء
بلى! ولا موجة زرقاء تنضحني
ثلجا, فتبرد في جنبيَّ أحشاء
فرحت أسأل ما فحوى الحياة وما
جدوى سباق يحيل الناس أعداء
وأسأل الغيبَ.لِم يثوي بحافرة
مخاطر كان يرتاد الثرياء
فطاف بي الفكر في أسرار غامضة
تساقطت حولها الأفكار إعياء
ما للصحاب, وقد سارت ركابهم
لو خبروني فقد كنا أشِقَّاء
لقد قطعنا مجاهيل الشباب معا
أيام كنا نخوض النار والماء
أسَرَّهم أن يروني باكيا لهم
إن الشقي لمن يبكي الأخلاء
في كل يوم أراني فوق جارية
تستن في الدمع إقلاعا وإرساء
إن الممات الذي نخشى بوائقه
نلقاه عند افتقاد الصحب أحياء
نعيشه مضنيات في جوانحنا
تمتد في آهة تمتد حمراء
مضى العميد, فدور العلم صامتة
ترى لديها حروف الشعر خرساء
بيني وبين أبي بكر مؤانسة
كانت تطيب لنا بثّاً وإصغاء
وقد سعدنا بها دهرا نكتِّمها
عن الرقيب, ونبدي ثمَّ أشياء
أيام نستذكر الفصحى وحاضرها
فيما تعانيه إهماَلاَ وإزراء
وحين كنا وداعي المجد يلهبنا
نحصي الأماني إبداء وإخفاء
وكان شيء جديد في دواخلنا
يسري, فيمنعنا بالليل إغفاء
نسائل الوهم عنه عن حقيقته
ونسأل الليل عنه والغُمَيْصاء
وجدته أنت حيث الريح عاصفة
وحيثما يهدم الحساد بنَّاء
عرفت ما الداء ما سر الدواء له
وقد يزيل الأذى من يعرف الداء
فما ترددت في أمر خرجت له
في لامة من نسيج الصبر حصداء
ورحت تركض في ريحين بينهما
عصف التناقض إبطاء وإزجاء
وجئت في ليلة ليلاء محتملا
بدرا ترشّح في الآفاق لألاء
يا زارع الحرف ما بين الصخور زهت
حقولك الفيح أزهارا وأنداء
بنيت للعلم دورا في مكابدة
فيحاء ترفل في الإتقان حسناء
تلقى العصافير في بستانها مرحا
طلق الجناح وأثمارا وأفياء
أحطتها بالحفاظ المر فامتنعت
بعيدة الريد ما ترتاد عيطاء
وأنت عمَّرتها, والداء محتكم
هذا العمار الذي أعيا الأصحاء
هدية منك للسودان خالدة
من خير ما ورَّث الآباء أبناء
طلاب نهجك راعتني فجيعتهم
لما رأيتهم باكين أنضاء
ظنوا أمانيَّهم جفت ينابعها
وأصبحت واحةُ الآمال جدباء
ثم استفاقوا عزاء حين لُحت لهم
بين الفصول بشوش الوجه معطاء
وقد أحسوك تجري في دمائهمُ
عزما, وتوسع للأحلام أجواء
رأوك في المسجد المعمور منشرحا
تحدو قوافلهم جهرا وإيحاء
ويسمعونك تعطي النصح ذا كسل
عن المضي, وتطري ذاك إطراء
إن الحياة – أبا العباس – تعرفها
فأنت تعرف في القرآن ما جاء
ولدت حيث انشطار الضوء فاشتعلت
نوازع الخير في جنبيك شعواء
ذكرت أمسك أجدادا ذوي ألق
مرابطين ونساكا وقرَّاء
نصوا على القلم الأعلى رسالتهم
وأوقدوا النار في الأجيال رعناء
وهيأوا اللوح للأطفال, فانشرحوا
وهيأوا لليتامى الظل والماء
ووثقوا العهد بالقرآن, والتزموا
وعطروا الليل أسباعا وأجزاء
وجردوا السيف حين البأس واندفعوا
غُزّيً يريدون للإسلام إعلاء
وقد تراهم سجودا في مساجدهم
يذرون دمعا يحيل الأرض خضراء
منهم – أخي – ثار عرق فيك فاندفقت
فيك الشرايين إبداعا وإنشاء

البحث عن بيت شعر

علي حدِّ السنا أمهيتُ سيفي
فرقَّتْ شفرتاه كما ابتغيتُ
وودعتُ القرى الأولى وشيكاً
وما استصحبتُ إلا ما انتويتُ
فها أناذا يُعادي بي مِراحاً
بشطِّ الغيبِ مِرِّيحٌ كُمُيتُ
رصائعهُ مصابيحُ سهاري
لهنَّ خواطرُ الحُذَّاقِ زيتُ
فطاف بعبقرٍ ليلاً فهرَّتْ
كلابُ الجنِّ: عِرفيتُ وشيتُ
وطار فصاهلَ الشِعرَى فماجتْ
عرائشُ من بشائرها جنيتُ
ومجَّ لجامُهُ ألــقَ الثُّريــا
جُذىً مما تغوصُ له الكويتُ
وعاد السيفُ ينبوعاً فمالي
سوى قوسِ الغمامِ إذا ادّريتُ
وقد عرضتْ ليَ الأبراجُ شتَّى
عِـراضاتٍ ولكنّي أبيتُ
ونصَّتْ لي معارجَ من دخانٍ
مــنوَّهةً ولكني انتحيتُ
فلو كانت جناحاً من عقيقٍ
له لمعُ البوارقِ لارتقيتُ
وحِرتُ فدلَّني نجمٌ لموحٌ
علي مسرى قوافلِهِ سريتُ
ولاحت لي نوافذُ باهراتٍ
فجُزتُ من النوافذِ وامّحيتُ
وأوفي بي على زبدٍ موشىً
على فقَّاعِهِ طرباً مشيتُ
وناداني من المجهول صوتٌ:
بدأتَ وكنتُ أحسبُني انتهيتُ
وصيَّرني الحنينُ إليه معنىً
بلا مبنىً فغبتُ وما اختفيتُ
ومدّ الرَّغو قُدامي طريقاً
مموهةً ولكني قضيتُ
وصرَّح منهُ عن بحرٍ ذخورٍ
فلما راقني عجباً هويتُ
فودّعتُ الظنونَ ورافقتني
مآذنُ أثبتت ما قد نفيتُ
كأن خُوات أمّ الرعدِ فوقي
هماهِمُ ما استمعتُ وما ارتأيتُ
رأيتُ اللجَّةَ الزرقاءَ ناراً
من الياقوتِ فيما قد رأيتُ
فجاشت ثم فاضت ثم ساحت
جداولُ مايحتني فارتويتُ
ولم أعِ ما أفيضَ عليَّ منها
ولمّا لم أعِ الفحوي وعيتُ
وحسبي أنني جمَّعتُ منها
أصول فرائدٍ مما انتقيتُ
فنضدتُ الخفايا في سِلالي
ونشَّرتُ الشراع اللذ طويتُ
وعدتُ وليتني ما عدتُ دهري
وهل تأسو عليل الحظ ليتُ
ولما زاحمَ الآفاقَ مني
جناحا جبرائيل وما اهتديتُ
سمعتُ سهام آفِلُّونَ حولي
مُـزفْـزِفةً وآفِلُّونَ ميتُ
ومرَّت من أماميَ جيلبوتٌ
علي أكتافِها فذٌّ صُليتُ
هبطتُ وأجنُحي أدغالٌ نخلٍ
إذا غنَّتْ عصافرُها انتشيتُ
وحامت صادحاتُ النيل حولي
تغلِّفها المواسمُ فاحتفيتُ
وأعلم أنها جاءت عجالاً
تُقاضي رحلتي وأياً وأيت
فقالت لي نراكَ نضيرَ حقلٍ
ترِفُّ ندىً فقلتُ لها ارتويتُ
فحطتْ ثم طارت ثم قالت:
تُرى ما جدَّ؟ قلتُ لها :اقتنيتُ
وشيتُ لها وأعماقي صحاحٌ
بأسقامِ الصبابةِ إذ وشيتُ
فلما أمَّلتْ نقرَتْ رَبابي
فهازجَها من الأوتارِ بيتُ

محمد المهدي المجذوب


almagzoubولد بمدينة الدامر في 3مارس 1919 وتوفي في 3 مارس1982 م! ويعد من المجددين في الشعر العربي والسوداني ومن جيل ما بعد رواد النهضة الشعرية السودانية والعربية مباشرة. تعلم القراءة والكتابة وعلوم القرآن في الخلوة، ثم ارتحل إلى الخرطوم للتحصيل المدرسي، والتحق بكلية غردون التذكارية وتخرج من قسم المكتبة كاتبا. عمل محاسبا في حكومة السودان وتنقل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب. كان المجذوب من المكثرين في الشعر فأخرج عدة دواوين شعرية، وحرر وكتب في عدة مجلات وصحف سودانية وعربية وكان مجيدا للغتين العربية والإنكليزية فعمل عدة حوارات مع اذاعات محلية وعربية وعالمية. كما قدم لعدد من الكتب والدواووين الأخرى

قصيدة “سيرة” للشاعر محمد المهدي المجذوب


نحو أدب سوداني أصيل: نحن دائماً نحن إلى القديم الماضي من آداب أهل السودان بيد أنها نقية أصيلة. أين شعراء اليوم من شعراء الأمس؟قصيدة “السيرة” للشاعر المبدع محمد المهدي المجذوب تشهد لي بأن ماسطره بالأمس لا يقدر شعراء اليوم على مجاراته فهو قد نقل لنا صور الأعراس السودانية الشعبية الأصيلة القديمة بكل جمالها، نقلها إلى أذهاننا فرسخت فيها وبقيت أكثر من تمثال مريا. وإن غاب واقعها عن شباب اليوم فاكتفوا بأعراس قلدوا فيها الإفرنج أو الشرق والغرب. أين هؤلاء من العرس البلدي الجميل. تعالوا نعش ليلة من ليالي العرس الجميل في القرية:

البُنيَّاتُ في ضِرام الدَلاليكِ تَسَتَّرْنَ فتنةً وانبهارا
من عيون تلفَّتَ الكُحلُ فيهنّ وأصغى هُنيهةً ثمّ طارا
نحن جئنا إليك يا أمّها الليلة بالزين والعديل المنُقّى
نحن جئناك حاملين جريد النخل فألا على اخضرار ورزقا
العذارى ألوانهن الرقيقات نبات الظلال شفَّ وحارا
رأمته الخدور ينتظرُ الموسم حتى يشع نورا ونارا
ينبري الطبل ينفض الهزج الفينان طيرا تفرقا واشتجارا
موكب من مواكب الفرح المختال عصرا في شاطئ النيل سارا
الجمال الغرير يسفر غفلان فلم ننس في الزحام الجوارا
والعبير الحنون هلل في صدري طيفا موصلا واعتذارا
نحن جئنا إليك يا أمها الليلة بالزين والعديل المنقى
نحن جئناك حاملين جريد النخل فألا على اخضرار ورزقا
ومشى بالبخور من جعل الخدمة في الحي نخوة وابتدارا
حافيا مسرع الخطى باسم النجدة حيًّا حفاوةً وابتشارا
وعجوز تحمست حشدت شعرا تعالى حماسة وافتخارا
قلبت صوتها تأمل أمجادا قدامى فرق حينا وثارا
رفعت فوق منكب طبلها الصيدح تحت الأكف خفقا
يتغنى لأنفس إن تشهيّن طلبن الحلال قسما وحقّا
وتشيل البنات صفقا مع الطبل ورمقا من العيون ورشقا
وغزالٍ مُشاغبٍ أصلح الهدم أراني في غفلةِ النّاس طوقا
تتصدى حمامة كشفت رأسا وزافت بصدرها مستطارا
شلخوها حتى تضيء فأضمرت حنانا لأمها واعتذارا
وطني كم بكيتُ فيك وخانوك وصدقت دينهم والدمارا
نحن جئنا إليك يا أمها الليلة بالبحر والعريس والمنقى
حجبوها وليّنوا العيش ما كان حجاب الكنين قيدا ورقا
هي ستُّ البنات ستُّ أبيها كرما يحفظ الجوار وصدقا
وجلوها فريدة جفل الغواص عن بحرها خطارا وعمقا
وهوى عاشق وطار وأهوى السوط رعدا بمنكبيه وبرقا
يتحدى عقوبة الصبر فالحرمان أمسى من السياط أشقا
مُهرة “حرة” وتنتظر الفارس يحمى حريمها والذمارا
وأتاهُ العبير من خمل الشبال حياه جهرة لا سرارا
موعد لا لقاء فيه وتاجوج تولت عفافة وانتصارا
وبنان توضحت وطواها الثوب حيا ببسمة تتوارى
نفضت عن سوارها بصري يسعى إليها فما تحب الحوارا
لهف نفسي على صباي الذي كان وما فيه من لعاب العذارى
من عذيري من غربة أخذت روحي وألقت علىَّ وجها مُعارا
ما سقتني على الظمأ شفة خضراءُ أحلى من الزُلال وأنقى
كشفت وجهها وزينتها الحُسنى وكم أشتهي وكم تتوقّى
غسلت مهجتي بطهر سجاياها فلم ترض أن نهون ونشقى
سُنّة العشق في بلادي كتمان وبُقيا على المحارم وثُقى
وافترقنا على حنان نُواسيه وكان الفراقُ جدا ورفقا
أنا أهواك يا بلادي ما واليتُ غربا ولا تبدلت شرقا
ما طموح الموظفين إلى الجاه طموحي مع المساكين أبقى
آه من قريتي البريئة لا تعلم كم في مدينة الترك أشقى
فندق لا جوار فيه ولا أرحام تنهى ولا معارف تبقى
وطواني الدُّجى هناك ومصباحي عمى في صخرة الليل يرقى
أشتهي الدلكة العميقة والكركار والقرمصيص ماج ورقا
وبعيني قوافل النخل والنيل حداها تجيء وسقا فوسقا
بردت جرتي وذا القرع المنقوش يسقى حلاوة النيل طلقا
***

أرجوزة الشاعر عبد الله محمد عمر البنا


 

sudannaأرجوزة الشاعر السوداني الفذ  عبد الله محمد عمر البنا وفيها حوارً بين بدوي وحضري يعبّر كل واحد منهما عن حبه لموطنه

سافرتُ والأسفارُ بابُ الرزقِ   أطلُبُ مالاً أو كريمَ خُلْقِ
رافقني في سَفرتي أعرابي    فكان لي من خيرة الأصحاب
آنَسَنِي من مُضحكات البادية   بما به يزولُ حُزْنُ الباكية
ابتدأ المقالَ بالسلامِ   وقال حين سار في الكلام
يا من أَلِفْتَ سَكَنَ البيوت   وما بها من ملبس وقُوتِ
إن البيوتَ حَرُّهَا شديدُ   وما بِهَا لنعمة مزيدُ
الماء يُشْرَى عندَكُمْ مع الحطبْ   والنارُ والقَشُّ بأثمانِ الذهبْ
ولَبَنُ المِعْزَى لَكُمْ يُبَاعُ   وهُنَّ في بُيُوتِكُمْ جِيَاعُ
فَلَوْ سَكَنْتَ مَعَنَا البُطَانَةْ   لمَاَ رَأيتَ مِثْلَهَا مَكَانةْ
يَكْفِيكَ في دُنْيَاكَ كَلْبُ صَيْدِ    يكونُ للغُزْلانِ مِثْلَ القَيْدِ
تُمَتِّعُ النَّفْسَ مِنَ الأرانِبِ    ومِنْ حَلِيبٍ لَبَنٍ وَرَائِبِ
إِنَّا إِذَا أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ   فَأَرْضُنَا جَمِيعُهَا خَضْرَاءُ
وَإِبْلُنَا مِنْ حَوْلِهَا عِظَامُ   كَأَنَّهُنَّ رُتَّعَاً نِعَامُ
وَبَقَرُ الحَيِّ لَهَا دَوِيُّ   كَأَنَّمَا قُرُونُهَا العِصِيُّ ج
والضَّأْنُ والمِعْزَى تَبِيتُ حَوْلَنَا   نُحِبُّهَا كَحُبِّنَا أَطْفَالَنَا
إِذَا التَقَيْنَ مَغْرِبَاً في السَّاحَةِ   فكالنِّسَاءِ صِحْنَ في مَنَاحَةِ
وَالنَّاسُ عِنْدَنَا جَمِيعَاً إِخْوَةٌ   وَهُمْ لَدَى المَرْعَى الجَمِيلِ أُسْوَةٌ
نَحْنُ أَلِفْنَا سَكَنَ البَرِّيَّةِ   لِحُسْنِ مَا فِيهَا مِنَ الحُرِّيَّةِ
أَجَبْتُهُ: نَطَقْتَ يَابْنَ العَمِّ   فَاسْمَعْ وَقُلْ مَا شِئْتَهُ مِنْ حُكْمِ
يَا بَدَوِيُّ عَيْشُكُمْ جَدِيبُ   يَزُورُكُمْ فِي كُلِّ لَيْلٍ ذِيبُ
فَسِرْ مَعِى أُدْخِلُكَ المَدِينَةْ   وَانْظُرْ إِلى خَيْرَاتِهَا وَالزِّينَةْ
تَلْقَ بِهَا الحَدِيدَ وَالنُّحَاسَا   وَذَهَبَاً وَفِضَّةً وَمَاسَا
والعِلْمَ وَالطِّبَّ وَجَمْعَ المَالِ   وَمَظْهَرَ الآدابِ وَالجَمَالِ
والطِّيبَ وَالمَطَعَمَ وَالحَرِيرَا   وَالأُنْسَ وَالحُكَّامَ وَالسُّرُورَا
أَبْنَاؤُنَا شُغْلُهُم المَدَارِسُ    بِهِمْ يُعَزُّ القُطْرُ وَالمَجَالِسُ
وَفِي القُرَى يُنْشَرُ أَمْرُ الدِّينِ   وَتَسْهُلُ الحِرْفَةُ لِلْمِسْكِينِ
وَيَسْهَرُ الحُكَّامُ، وَالأَنَامُ   جَمِيعُهُمْ فيِ رَاحَةٍ نِيَامُ

 

 

المك نمر وقصة طه وريا والشكرية


المك نمر وقصة طه وريا والشكريه


 

تروي الروايات ان هذه الواقعة وقعت حوالي عام 1818 ميلادية وتحكى قصةقتل فارس البطاحين(طه ود حسين)لشيخ الشكريه وفارسها حمد ود دكين بسبب نيت الاخير اللزواج من ريا بت عبدالله ابو كبس رغم علمه بانها مخطوبه لابن عمها طه وكانت النهايه الاليمه بقتل طه لحمد ود دكين الذى لحق بطه الذى ترك ارض البطاحين ليستقر فى ديار الجعلين تحت حماية المك نمر وقريب من شندى التقى ود دكين و طه وتبارزا وقتل طه ود دكين وبعد ذلك واصل مسيره نحو شندى ليطلب الجوار من المك ويخبره بانه قاتل نسيبه وبعد قبول المك نمر لحماية طه اثار ذلك الشكريه وكادت ان تقع بينهم والجعلين الحرب رغم رابط النسب بين المك وعبدالله ود دكين عم القتيل وعموما انتهت القضيه بالصلح بينهما .
وصور الشاعر الكبير ابراهيم العبادي هذه الواقعه مع اضافات ادبيه ثرة ومحسنات افضت بها الي مسرحية شعريه أصبحت اثراً عظيما لتلك الواقعة التي تناسي التاريخ سببها الاصلي وبقيت ابيات الشعر والحان القوافي ……

الحلقة الأولى:

قال طه :
أخوك ياريا أخوك وكت الخيول يدبكن
أخوك يا ريا أخوك وكت الرماح يتشبكن
اخوك جبل الثبات وكت القواسي يحبكن
كم بكيت وكم قشيت دموع الببكن
قالت ريا:
وراك اسود علي ما نمت اسع طيب
قال طه
بسم الله قولي اخوك طيب طيب
نصيح وشديد حاضر قلبي ماهو مغيب
إلاالشفتو في النوم من هوايله يشيب
الزول في الصحي مخدوم عليه شقاهو
وإن غمض شويه تجي الهموم لاحقاهو
الصف ابلبوس انا ما بخافو لقاهو
ياريت الحلم في صحايا كان بلقاهو
كان خير ولا شر بلقاهو ما بهم بالى
وحارسنى الثبات من الكبار قبالى
وكت هسع صحيت وشفتك سالمه قاعده قبالى
ان اتلخبت الكون تانى مانى مبالى
قالت ريا
كعب نوم النهار أمس العصير كت نايمه
رأيت قدام فريقنا أشوف صقوراً حايمه
كبيرن غار علي من نومي تبيت قايمه
صحيت مهجومه لا مفصل ولا في القايمه
قاليها طه :
وانتي كمان رأيتي صقور عباره غريبه
علامتا كافية ظنيت الحكايه قريبه
هاك مني الصحيح الما بتدخلو الريبه
هادي الحله بي عيني أشوف تخريبه
قالت ريا:
تف الشينه ليه فاجعني ليه يا طه
انت الدخري وانت الكاشفه ياك غطاها
كان الدنيا هادي العقبة تتخطاها
ما بضلل سماها وما بتشيلني وطاها
وقعدت ريا تبكي
رد عليها طه وقال
ما بفيدالبكاء وكلامي احسن تنسي
قالت ليه ريا
كيف ماابكي وكيف افوت مراتع انسي
افقد كل شي عزي ورجالي وجنسي
تطلق فوقي نار عقبان تقول لي انسي ..

ماببكى الفريق ببكى الرجال قبال

شن طعم الفريق مابيوت شقاق وحبال

خرابن وإنتوا حيين مابمر بالبال

إلا يقع كتالاً بعدو نلقى وبال

قال طه :

فال الخير أخير ما شفنا شيتاً جدت
كل الشفنا أحلام في طريقه إتعدت
قبل الليلة إيد لحمانا قطْ ما اتمدت
ما بنهد شرفنا لو السماء إنهدت
قالت ريا :
خير إنشاء الله خير والخير مساك وصباحك
والفال السمح فالك يضوي مراحك
بالضيفان أشوف عامر تملي مراحك
شينك ما أشوف أشوف هناك و أفراحك
قال طه :
خير الزول يقول مهما الامر يتهول
قالوا الناس علي فالو الحلم يتأول
غاية الحي فناه إن كان قرب إن طول
يترك ذكرو والناس الوري بتتقول
قالت ريا :
وريني الحلم التورك مذهول
قال طه :
أصبري لي أروق حبل الفكرمبهول
احكيلك شنو الشفتو والله مهول
شفت الوحده شفت النار وشفت الهول
أحكيلك تمام الشفتو ما بتغابه
جايين العصير أنا وإنتي من الغابه
سايقه ليك بهم قدامي بي رقابه
بينا والفريق إتولعت تقابه
قدر ما نشوف بعيد قدامنا نلقي حريق
وقت النار علت ما شفنا تاني فريق
باصرنا المروق ما لقينا لينا طريق
تشكي من العطش واخوك يابس ريق
فترتي قعدتي ,انا محتار جلست وراكى
حاقبه الدرقة ختيت سيفي فوق أوراكى
وكت بعد البهم لى قسعو قمتى براكى
قسعتي وجيتيومعاك كور صقور تبراكى
تبيت بي عجل شافنى جفلن و طارن
غابن من عيوني وفي اللعوت اتضارن
ما غابن كتير جن يقدلن يتبارن
قدامن كبيرن عينني وغارن
سل السيف ولاقاهن أخوك يالضامره
تور عنز أم هشيم الفي المجامع دامره
سيل تلوى اندفق فوقو السحائب هامره
حجر الصاقعه فرتاك الصفوف العامره
بادرني الكبير ديك إستعدن وقفن
ما مهلتو طار راسو وجناحي يرفن
طارن ديك وقت بي ريشو رقد اتكفن
قالت له ريا :
عارض ومات خلاص لي الليلة يمكن عفن

قال طه:

نحمد ربنا الليلة مات عارِضنا

وان كان عمروا طال يا ريا كان قارضنا

يلحقوا بي عجل ديش همنا المارضنا
نبدا زواجنابكرة منو البيجي يعارضنا
بطال البعيش في الدنيا اصلوا غناه
ان كان مالو راح غير اهله مين يدناه
سمح الفوق اساس ابواتو تمه بناه
والزول دون قبيله غناه شن معناه
ما بنفرح بي مال ونقول كفانا ورثنا
نفخر بالرجال في الحارة يبقواترسنا
نجمع ناسنا هيلنا من الكبار حارسنا
يحضروا اهلنا فرحانين يباركواعرسنا
كل بطحاني يفرح بي عرسنا مناه
ساعة جمعتن بيتنا بنتموا بناه
عذاب عيش العزب يا ريا مر ضقناه
سمح الزول صبي يلد ويربي جناه

ردت ريا قالت:

داالاعوج ترا والشين نهايه حدو

إن شاع ده الخبر يملا الفريق لي حدوا
يقولواابكبس من دخلوا احدو
فرحوا وعرسو لا موجعن لا حدو
إن كان في الفريق ماتت مريه ذليله
لي الحول يرفعوا العرس الدخلتوا الليله
خليه ابكبس راس الرجال ودليله
إن كان بي قبيلة تعدوا تبقي قليلة
خليه الكلام وعرسنا في ده الحال
من بالك أمرقو محال والف محال
علي ميتة ابوي لي الليله حول ما حال
نصبح بكره ونسه نشوف بشاتن حال
رد عليها طه وقال ليها:
الموت ما شمت

غاية البخود والببروا

والموت والحزن ما جابو زول من قبرو

الزول في الشدايد أولي يلزم صبروا
يترجي الكريم مولاه كسره يجبروا
بنخاتر منو الوجعه هيلنا برانا
نحن أهل المصاب والناس عزا مجابرانا
في أخر المراح دايماً تجي الفترانا
عادة الحد ندوسا والناس عقب تبرانا
ردتلوا قالت:
الناس بالمكارم والفعال بتباهو
زي الفطرة ينشا الزول حسب مرباهو
عادة جدو عادتو ونحل ابوه نباهو
يلبس ثوب قبيلته ان دارو وإلا اباهو
من الليلة حول مضيهوه تاني اتكلم
الدايروا بيتم رب العباد ان سلم
رد عليها طه
تاني امضي حول وانا بالحسار اتالم
علي حكمك صعب وانا قابلو ما بظلم
نستني السنة قاسية وصعيبه علينا
ردت عليه ريا
تم الاتفاق من الكلام خلينا
زي عادة البلد لا زدنا لا قلينا
إن شاء الله السنة بي خيره عايده علينا
يا طه البهم قرب رجوع سراحو
بنات واولاد هديك ناس فريقنا الراحو
نصيحة سمعتها من الكبارالراحو
قالو العربي ما بنعز أكان ما مراحو
وتقوم ريا فايته علي الفريق وطه يعاين فيها وهي ماشه ويقول: ـ
ياريت السعادة ان كان بقت إيديه
كنت اعيش غني في الدنيا بالزنديه
علي حكموا ناسي الفى اخذوا الديه
اموت بالعطش والمويه بين ايديا
آه يا ريا قاسيه وزايده فى التفنين
اه يا رب ارحم صبري امس ضنين
يمحق دي السنه ربي الحليم وحنين
يخصمها من حياتي رضيت بعشرة سنين
كيف أتهنا واعيش وانا صبرى ولى مودع
سببى الرخرخ المن قام صغير متفدّع
جنيت وجنى جنّ وحالى اصلُو مبدّع
اهج شقيش اهج فاضلى تانى أجدع

الفصل الثانى


تمر ريا بالخلا وتجد ود دكين وجماعتو
عربى قال :ـ

بالضيفان تمري لا سلام لا كلام

صدقوا اهل المثل توب العرب صح لام
ردت عليه ريا
حبابكم عشرة ومن دون كشرة والف سلام
يا وجوه العرب المتلي ما بتلام
انا بت الرجال اهل الدرق والسيف
بت الما بهموا بي حساب الخريف والصيف
بت البحجو لى المرقوب بكرموا الضيف
اناريا أكان شفتكم افوتكم كيف
قام العربي قالليها
من وين في الاهل كفاك فخر يا بنية
ردت عليه ريا
انا بت البيوت المن بعيد معنيه
بى فوق السما نفوسنا وبيوتنا حنيه
انا بت ابكبس في النسبه بطحانيه
قام رد عليهاود دكين قال:
آعبد الله ابكبس عز البطانه وفخري
في راس العرب بنعدو ماهو الوخري
كريم وهميم كان للقبائل دخري
بت شيخ العرب هيلك صحيح تفتخري
توقد ناره ديمه الما بكوس الجمره
وفي الضيفان يهوش سكينودايماً حمره
بي كاس ما عبر لبنو بيجيك بالعمره
هيلو الشكرة هيلو الريسه هيلو الامره
المرحوم ابوك كان للقبيله غطاها
عزك قديم عمك حسين ابو طه
ان شاء الله اخوك دي السكه ما تخطاها
ردت عليه ريا قايله
كان مايسد مكانن قدموا ليش يوطاها
لا يفوت ولا يموت الساحتويوت مغشيه
تقابة الفريق يوقد صباح وعشيه
زايد في الرجال طالق قفاي ووشيه
ضيوف الليل يكفيهم مرارة وشيه
رد عليهاودكين
ما دخل التراب البركه في الذريه
والخلاك وراه ما بقولوا مات ياريه
دايما في القبائل سيرة ابوك مطريه
بيكي وبي اخوك تزيد ودى المحرية
عربى قال : ـ
ما بتسألي لامن وين ولا وين ترسو
قالتلواريا
كيف العربي يسأل ضيفو كيفن تنسوا
أول بكرمواويخابروا ساعة أنسو
من مقلب حديث يعرف أبوه وجنسوا
فرد عليها العربي
عملتي حسابو ضيفك وكرموا وجبتيه
يخجل كان سألتي وإسمو ما عرفتيهو

أكان تدرى بركبنا سؤالو ماهبتيهو

إسم شيخ العرب سامعابو ما شفتيه
ده خريف البطانه الفيها مالوا مشارك
هيلوا السارحه هيلوا الصاهله هيلوا البارك
ما وقع لك كلامي ساكته لي شنو خبارك
فخرك ود دكين جاك في فريقك زارك
ردت عليه ريا
مرحب حبابو العزو ماهو لفايه
اب ناراً تولع للضيوف دفايه
بي شيخ العرب الإفتخار ما كفايه
تابعو إن جانا نفخربوونخدموا حفايه
رد عليهاود دكين
بارك ربي فيك عقلك يدوم يا ريا
كرمك ماهو كلفه دي طبعتك فطريه
إياك بت التلوب والسمته فيك محريه
قديم فوت البطاحين عزه للشكريه
في الوقت ده جاء طه ووجدهم واقفين فقال:
مرحبتين حباب مرحب خريفنا الزارنا
حباب شيخ العرب اتشرفنبوا ديارنا
حباب راس العرب البيهو كل مدارنا
تنزلوا في الدرب مالنا ماتت نارنا
رد عليه شيخ العرب
حباب طه الضرس والفي الصهيباب راس
الجود والكرم هيلك قديم ميراث
نارك ما بتموت يا ولدة الفراس
قاصدين ام شديده ومعانا عوجه راس
رد عليه طه
لعدوك العوج يا الفي الكبس سراي
راسك ما بدوس مليان رجاله وراي
باكر لي ام شديده بركب معاك براي
يا شيخ العرب لاكن تختوا كراى
شيخ العرب قال لي طه …………..
هادي الشورة يا طه الغلبني دليله
كل الأبزمه القاها فيك قليله
رد عليه طه :
كراي الدايروا تبقوا ضيوفنا انتو الليلة
ترقدوا في الفريق حتي ان عشانا بليله
رد عليه ود دكين
مسكنا الدرب أسرع قوام ما تلعب
دارك ديمه عامره والسمح ما بكعب
يكفينا الوصف لاتشد جمل لا تتعب
وهدنا الطريق عقب الوصول ما بصعب
رد عليه طه
يمين تغشوا الفريق بتفوتوا نحنا مقابر
رد عليه شيخ العرب
عامر انشاء الله ديمه اياك مرسى العابر
مشطوطين خلاص مسكنا في دريب جابر
نخاف عوج الطريق منو لي المقدر خابر
رد عليه طه
دريب جابر مزم والسكه سالكه ورايقه
فرقان ما بتلاقيك وما بتعوقك عايقه
اخذ خاترنا نحنا قالوا واصله السايقه
بتراوح ام شديده باكر زواملك فايقه
رد عليه وددكين
الزول ان وعد شين ميعادو يخلفو
في ربط اللسان يسخابو دمو يتلفو
سفري الليله زولين فيه ما بختلفو
ضروري اصل ام شديده علي وعد بي حلفو
ما بعرف ازوق من نشيت تبيت
فريقكم لي فريق وبيتكم يمين لي بيت
اجيك ديناً علي حتي إن بقيت حبيت
هاك وعداُ نجيض ارجانا بكره مبيت
شوفتي للفريق ايام بكي ابواتك
مو غابيني حالو وسمعت بي نخواتك
فريقك بكره ضيفوا ومابفوتوا وحاتك
إلا أحققك وبراي اشوف نفحاتك
يا ود الهميم النفسوا ما معارضاه
كرم الضيف عليك مكانة ابوك فارضاه
جاييك في امر ان تابه وان ترضاه
غيرك ما بكوس واملي بس تقضاه
طه قال : ـ

غرضك قولوه هسع أقضاه ليك كون مامن

شيخ العرب قال :ـ

مابتدور رجوعى

طه قال :

بى حلفك مأكد لى رجوعك ضامن

ياشيخ العرب دايرك تنوم متطامن

شيخ العرب قال

بى وعدك قبلت ومابدور لى ضامن

رد عليه طه
غرضك مقضي كان احتاج لخيل وجمال
والضان والابل سارح يمين وشمال
ردعليه ود دكين
فوق القولتو انا لي فيك آمال
رد عليه طه
بي دمي الغرض اقضاهو خلي المال
فرد عليه شيخ العرب
دي المأموله فيك وين الدرب خترنا
رد عليه طه
دربكم في السلم
قالواشيخ العرب
والله تب ما ودرنا
بكره نجيك ان قلينا ولا كترنا

الفصل الثالث


وفي اليوم التالي طلع طه مع ريا منتظرين ود دكين حسب موعده معاهم وفي الحديث قال لي ريا
في البان لي ضمير شيخ العرب متعوب
قايم نفسه يختف في الكلام مزعوب

الراجل زمان أكان ضحوك ولعوب

ما خاتيلوا شئ ما شوفتي كيف مرعوب
حمد ود دكين مرتع دياروا وربعوا
ده الشئ السمعتوا من الاباء والتبعوا
الراجل فاعيلوا يبين لك طبعوا
انا ود الخلاالبعرف اسودو وضبعو
ردت عليه ريا
اعوج كان يخلف الليله ميعاد جيتو
رجال وحريم عموم أهل الفريق في رجيتو
قطعوا السارحه كل زول في مراح و سعيتو
كبار وصغار و حتي الراعي خلا رعيتو
قال ليها طه
محال يخلف محال قال جايبو غرضاً عندي
ردت عليه ريا
كــان غـرضاُ صـعـب
رد عليها طه
كان رأس نمر في شندي
اوعدتوا أقضاه وابذل كل جهدي العندي
كان بالمال وكان بالراى وكان بي زندي
قالت ريا :
هيلك من قديم انت البجيك تحجالوا
لاكين وددكين عامر بدين برجالو
قال ليها طه :
يا رياالكلام ده اخير تقفلي مجالو
وكت اوعدته بقضالو غرضوالجالو
وفي وقفه طه وريا يجوهم ثلاثه من ابناء البطاحين عبدالله وخلف الله واحمد
قال عبد الله
سلام ياطه
قال طه :
مرحب بي كبار قبيلتي وعزي
مرحب بالاسود البقبعوا المستهزي
ريا جات قبيلتك فوقه انكعى هزي
وإن زحينا يوم الحارة قرنك جزي

وريا قالت :

اولاد بطحان تعيشوا ويزيد مراحكم ناير
وناركم في سرات الوادي تهدي الحاير
بتحلو المضيق وتصدوا غارة الغاير
ما هيلكم تزحوا إن كان يزح الداير
قام خلف الله جاتو هوشة
فناداه عبدالله و قال
يا خلف الله ولدي اقعد قبالة عمك
كلام ريا هادا بشوفه غير دمك
من زمنا بعيد أتمني أسمع نمك
فرج همنا مولاي يفرج همك
دوبينا ……قول … دوبينا

قام خلف الله بقى يدوبى
الولد البخاف من القبيلة تلومو
بخلف ساقوا فوق تيساً رقيق قدوموا
اما جاب رضوه البهم البنقر فومو
وإما تخاتفن قدح الرماد حرومو
سنامك حدر الطافه و جريدك نوا
كورك سالو مزيقا و رطانه و عوا
الخلاني فوق نار أم لهيب أتلوي
النوم شفتو يا قردالقلوع شن سوا
أكل الشلخه لامن حصل البادرية
شمخ الحورى لى بعصه عريب بت ريه
أكان ما أسكت الباكيات و أخلف الكيه
قولة أبو فاطنه يا الصادق خساره عليا
خرير دوماتو فوق عاج الرسن متلاقيه
يا الغول النقيب سويلو سوق الساقيه
بت معز الخلا الفوق الكجر متاقيه
عكرناها يا أم روبه النشوف الباقيه

وبعدين ظهرود دكين في جماعته جايين علي الفريق

فقال طه :
هداك ود دكين بي زمله بان شفناه
دار اليوم يروح خلف الوعد خفناه
الراجل في الاصول ما خاتي لي معناه
يا ريه استعدي الزول جمعنا عناه

شيخ العرب قال:

ولاد بطحان سلام اهل النبا و الشكره
سلام عزالعرب اهل الفحل والبكره
سلام يا طه يا راس الكرم والضكره
جيت لي غرضي يا طيب الاصل والذكره

رد عليه طه

مرحبتين حباب مرحب خريف الرازه
حباب شيخ العرب البيه القبائل عازه
حباب سيف العرب البيه هاشه وهازه
في يمينك قبيلتاً ما بتقبل فازه

قام عبد الله قال :

هيا جايهو الزمل

رد شيخ العرب

خليه ياعبد الله
غرضي إن كان ما أنقضى أنا زملي ما بتدله

رد عيه طه

الناس في رجاك من الصباح في مله
كدي شوف الطعام شيخ العرب بسم الله

رد شيخ العرب

ما باكل طعام كان ما حسابى اتضرب
وقضيان الغرض فيكم حقيقه مجرب
الامر العنيتووجيتو كما اتدرب
مابنفعني اكل وما بيرويني مهما اشرب

فقام عبدالله وقال

ياشيخ العرب امرك خلاص همانا
قول غرضك عديل خصصنا او عمانا
عسع نقضى ليك في محلنا اللمانا
كان بي مالنا كان بي بالنا كان بى دمانا

رد ود دكين:

عندكم الغرض لا بدور قلم لا ورقه
ماغرضاً تسافرولو وتقيسوا الفرقه
يقضي انقولتوا خير مابدورلو سيف لا درقه
وان قلتوا لا يروح شمار في مرقه
ما مقبوض وما جيتكم لاجي فوقي جنيه
بي خيري ومراحي وتاني نفسي غنيه
جاييكم نسيب تدوني بطحانيه

رد عليه عبدالله

خير سميــها

رد وددكين

في بت ابكبس لي نيه

قام عبدالله رد عليه …..

يفتخروا البطاحين ساحتم راحبالك
لكن رياامرها مقضي من قبالك
فات فيها الفوات لي طه هادا قبالك
من دون ريا قول الدايرا وفي بالك

ده فريق الصهيباب مافيهو واحده حقيره

مال ورجال وعز في الحله مافي فقيره
كثير الزي ريا مليان البلد من غيره
ان درت الكبار وان كان قصدت صغيره

قام شيخ العربقال

إن مال الشجر ما بكسرن فراعو
وقمحان الطلب لي المابجيبه ضراعو
ليه ياأهلنا لى البيناتنا ما بتراعوا
القال راسى موجوع يربطولوا كراعو

قام عبد اللهقال

حبل المهله يربط وانت ارتاح بيت
بكره نمر سوي ونفلي البيوت بيت بيت
سمي الدايره ولوم البقولك ابيت

رد عليه شيخ العرب

يمين بالله غير الغايه مالي مبيت

طه قال :

يا شيخ العرب أمرك بشوفو حقاره
وما جايباك مره الجابتك بس غارة
وقرناك كثير ونفسك ابيتا وقاره
خبرك هادا ما دايرلو دق نقاره
قام واحد من اعوان شيخ العرب اسمه علي ووجه الكلام لي طه وقال :
قبلك في اللجج يا طه راحو الهدو
تتجاسر علي شيخ العرب بتهدو
زولكم كان ماعقل يا كبار كما تهدو
بعنادوا الفريق خايف يسبب هدو
هنا جو المجلس إتوتر وقام طه قال
انا المالح الكارب خريفي وصيفي
المثلك تبيع ما بطول فوق قيفي
كما الليله في بيتي وبعدك ضيفي
في الشي السمعتو برد عليك بي سيفي
هنا قال شيخ العرب
كفي يا بطاحين فيكم اتغشينا
كرمكم جانا طامح رخصه اتعشينا
بعد الشى السمعنا كان ما مشينا
خايف في اجتماعنا تقع وقايعاًشينه
في وداعة الله عقبان بيناتنا ما في علاقه
وات يا طه اتشفيت شبعت شلاقه
عمرة الشر سعيت دليتها بي معلاقه
نحن وانتو بعد الليله يوم نتلاقه
قام عبد الله عاوز يرضي شيخ العرب ود دكين فقال
من ولدك زعل كل البلدبتكاورو
ارحكم بيتنا بيتو ونحن زولنا نداورو
نتدابر نشوف نحزم جمعنا نشاورو
رد عليه شيخ العرب
ضيف الغابه حالف ده الفريق ما أجاورو
قام عبدالله قال
سمح ارجانا يمكن طه نحنا نجبروا
رد عليه شيخ العرب
الزول في الرقاد شقو البريحو بخبرو
والزول البليد بي ايدو يحفر قبرو
عاد بنسوي عوسنا وطه يلزم صبروا
رد طه علي شيخ العرب و قال
سوي الدايره وكتر الكلام خليهو
والشر القصدتو معاي ابقي عليهو
طير اصل السماحتي القمر دليهو
يوم نتلاقه كل واحد بعرف الليهو
هناخرج شيخ العرب( ود دكين) وعيونه يقدح منها الشرار وكبر الشر في نفوس الفريقين
وقام طه جاري في ضهر شيخ العرب ……

قام احمد مسك طه وقال :-

أقيف يا طه عندي نصيحه ليك ابداها
العقدة الصعيبه العاقل بتعداها
الشكريه كتره أنحنا ما نا لداها
انا عندى العرب بريّه اخير نفداها
طه قال:
خلاص يا احمد تراك بفكرك
روح لود دكين وريه يسمع شكرك
يديك مال كتيروقبيلتو ترفع ذكرك
تصبح عمدة فوق روسنا تخلف حكرك
عبد الله قال لطه :
ليه احمد تهينو ، نصيحتومى ضاراكا
موحق النقص إنت بتعرفو براكا
وكت بتسوى عوسك وما بتشوف بوراكا
نشاور ريّه امكن ريه مى دايراكا
طه :
صدقوا القالو خربانا البلد بكباره
هديك ريّه اسألوها واعرفوا اخباره
من غير السفر ما عندى تانى دباره
نحن وانتو بيدى الحاله ما بنتباره
احمد:
يا طه المصاعب للقبيله تقودا
مسافر وين مخلى النار بوراك موقودا
طه:
انا السمتان جليس الردفولاعقوده
حد السيف بقطع عقدتا المعقوده
ما ولعت ناراً انتو توقعوا فيها
شن دايرين براى وانا نارى مدفيها
أحلف ليك يمين دى الحله متقفيها
باكر من صباحى قبل يحس قافيها
عبدالله:
نحن كبار اخيرلك ترضى بى عرفتنا
مع الشكريه احسن نشترى الفتنا
ندى ود دكين ريه ونكتل الفتنا
ما من خوف ملاقات الرجال حرفتنا
طه:
من الفيها ما بزح ان تزحزح مرة
وان حيين نعود ان طال زمنا ومره
عيش الدنيا ان كان يحلى وان كان مر
الزين ما بدوم والزول بموت فد مره
عبدالله:
وقت صممت ما ترجع وتسمع قولنا
سفرك دا المحال الما بقبلنوا عقولنا
الموت ما بنخافوا الخوف يمين مُوهولنا
بنعاين بعيد ونخاف بهادل عولنا
الشكرية بسيوفنا صغيرنا معتق
ما بنابا القتال ونقول جرحنا اتفتق
مرحبتين حباب الشر محل ما بتق
تنقد الرهيفه إنشاء الله ماتتلتق
طه:
الشكريه غوش واكتر علينا حساب
ضيف ليهم لميم ما بتربطوالأنساب
أنا لى غارتم حسبت الف حساب
لو تتعدوا رأى يقين عقابكم ساب
بجيكم حمد ومعاهو الرجال تابعاهو
قولولو طه طفش وريه معاهو
كيف نرضى السفيه الادبه ما برعاه
يرفض طلبك ات ونحن كيف نسعاهو
ابقى قصادو وحدى والقبيله محايدة
عقبان إن رجع فوقوا الخسائر عايدة
وان كان دارنى انا ما بترجع جموعوا الزايدة
وان حصلنى قط ما اظن يعود بى فايدة
عبد الله:
ما بقيف ودكين واصلوالسرج ملحوق
وفى دربك بسوق و يا طه ياك ملحوق
وات صنديد تصد الميه ما ممحوق
بنخاف كترتم وايد الرجال بتحوق
طه:
ليه خايفين علىّ الدنيا عيشا مخاطر
الواجب نسوى ونرجى ستر الساتر
فى وداعة الكريم الليله نيتى أنا خاتر
يا دار ريّه ما كان الفراق بالخاطر
كفايه مع السلامه انتهيت خلاص
غيرالشوره دى مالينا تانى خلاص
فى يمينى أبحريرة الدكرى القصاص
ما بخاف ودكين ان جانى بالرصاص
قام مارق منهم وساق بت عمه ماشى بيها ..

بعدين احمد قال لعبدالله

عم عبد الله خبرك هادا شيتن فاجع
كيف بنطاوعه من بيناتنا يطفش ناجع
عبد الله:
سمعتو كلامو من الفيها ما متراجع
وفى الشىء الشايفو قط بهينه ما بعود راجع
أحمد:
نركب نلحقو نخليهو يمشى براهو
عبد الله:
شورتو القال اخير ما نلحقو ونبراهو
العاقل بحسب للتجى متافراهو
ويفكر على القدامو والبواراهو
أحمد:
فوقوا بيسوقوا قط فى ظنى ما يخلوهو
كيف موقفنا ساعة يلحقو يكتلوهو
عبدالله:
ان وقع القدر ما بتقدرو تصدوهو
وده وقتو الكلام اسع اخيرقلوهوش

الفصل الرابع

طه وريا فى الخلا
طه:
درقى يكركب كمه
ركبى يشيل دى الهمه
أصلى بطرز رمه
منى تحود الأمه
جملى يكسر الهربه
سيفى يحل من كربه
قلبى سميناً تربه
ما بتقمانى الغربه
يا ريّه الحلم ما شفتى كيف اتهول
واتفسر براهو وبالشين علينااتأول
داخل راسى فكراً منو ما بتحول
بكتلو ود دكين ان كان قرب وإن طول
ريا :
اسود ود دكين باسمو ما تحجيبنا
هو الفرقنا قمنا من البلد هجينا
عقب فى دار جعل تانى الخرابة بجينا
ما بسوى الرماد المك نمر بحجينا
يسكتو شويه قامت ريا قالت لى طه
ريا :
ماك شايف الدرب
طه:
ما شيهو بى كرعىّ تلات ايام وضحى وكان معاى سعيه

هسع مشينا يومين لا فتقة لافى رعية

كيف يلحقنا دون شندى ومعاه معيه
قبيلة دار جعل محميه فيهااسودا
تقدل بالمكارم ديمه فاجعة حسودا
رأسا المك نمر كل القبيله يسودا
ركازة القبائل فى السنين السودا
بكره نجيهو أبسيفاً يجز بولادو
العز والكرم من الكبار تيلادو
ما أظن ود دكين بشينه يوطابلادو
ما خد بت اخوه شمه ام اولادو
ان ودعتك المك ما بخاف المتلو
اهون من شراب المويه عندى اكتلو
ارجع للبطاحين تانى راينانفتلو
الشكريه تغيو وغير حرب ما بتلو
يا ريّه البطاحين أصبحت محقوره
على الشكريه دايما سارحتم معقوره
ما بتلقالا عز وتعيد مكانة وقوره
إلا تغلب الغاره وتغدى صقورها
ريّا:
فى داب الشديد ابقالنا قوم دربنا
بى وصفك دحين من شندى نحن قربنا
ما بنفتق عشا بالفتقه دى تسربنا
ما بنوموا الرجال امكن يمسكوا دربنا
طه:
بسمع حركه
ريّا:
شد ديل يبقى رعاويه
طه:
حركه صُهب دا ركوب سروج مو حويه
قربت مننا وفى ظنى ناسها شويه
وكان ناس فزع ما بجيبوا حتى ضويه
ريّا:
يا هم ناسنا خمسه عقاب رجالن وينو
بتشوف ودكين برز براهو هوينو
طه:
الشىء البينا نحن سعينا لى تهوينو
ضايقنا أب فجع ما أظن يعودلى عوينو
الناس المعاهو عرب صعيد يا ريّه
ما اولاد عمو ديل والله ماشكريه
معروفين تمام فى كل بلد أجريه
كان حفرولو بير ولقوه شجره ضريه

الجاينها بحكيها ليك إجمال

قايمين من هناك بارنى بى آمال

عارفين ود دكين ما بهم بخيل وجمال
بكتلنى وبسوقك وهم بسوقواالمال
بكتلو ود دكين ودى الظانيها تب فى فكرى
بتشوفى الفضائح المابتجيك من شكرى
الشكريه فرسان ومستحقين شكرى
دا الصح قلتو ليك انا لا بخاف لا مكرى
ريّا:
يا طه استعد الناس عنونا عديل
طه:
وين شفتى القطابى مسوى همو قُديل
بضاير العوق اخوك الما بهم من ديل
براك بتشوفى ياما اشبعن بهديل

يدخل شيخ العرب

شيخ العرب :

أتعبت الزمل حفيت وراك متسبقة

أحسن ليك تفوت ريا وتحل الربقة

طه :

كان كل القبايل جات على منطبقة

أفوت من ريا ياشيخ العرب مابتبقى

شيخ العرب:

البلقى القبايل مابسوى سواتك

خربت قدلتك ياطه وين دعواتك

تانى بعد جريك البشهدنبو أخواتك

فارقك الثبات فارقت درب ابواتك

أبواتك تلوباً كانوا باعن طائل

إيدن للرقاب تحجى وتعدل المائل

سيت باعك عراعك مابتخاف قول قائل

أفو ياود حسين فيك الشراد ماخائل

أبقى لى نسيب أحجيك وأمن روعك

قول الدايرها فى المال أجيك فى طوعك

من هذا الغرور ياولدى أولى رجوعك

طه :

ياشيخ العرب جربت لحسة كوعك

كل ماأوقرك فى الشين أراك تتقدم

إتعكنن خلاص انا صبرى حصنه إتهدم

أصلها البينا مابتنفك من غير دم

الكاينة التكون بى وراها مابتندم

عمر:

أصلوا الخملة مابسمع نصيحة الهادى

أول خفنا ليك من البهادل هادى

ياطه البهدد مابضرب الوادى

يمشوا على الرجال يجرى ومقبل غادى

طه :

هسع تشوفوا إن كان صح وكان تهديد

وصلتوا الميس دحين وحديد يلاقى حديد

بنبرش الطرورة ويثبت الصنديد

خليه المضى لاقى البجيك جديد

عمر :

نافذ فيك قدر ياطه إنت عميته

فى الهرب وقعت عترته ماسميته

منه وجاى قضيت وبقيت زول ميتة

فى تركتك كفاى أنا بركب أب سوميته

طه :

الداير الغنى يعمل حساب لى فقرو

كعب الضلة كيف المتلى إنت تحقرو

أبسوميته خلى الليلة سيدكم أعقروا

وين تانى الملاج وكتين يتلب صقروا

شيخ العرب:

لم باقى الكلام ياطه بهمك سرب

جيتك إستعد

طه :

مرحب حبابك أقرب

من قومة الجهل أنا لى لقاك مدرب

ياشيخ العرب الليلة نجمك غرب

( يقع القتال بين طه وشيخ العرب وبعد جولات شديدة يقع شيخ العرب )

طه:
ترى شيخ العرب قبض الربح من تجرو
واتوسد تقيله ان شاء الله ثابت أجرو
انتو الشورة كيف عند الزمل وبحجرو
صنقعوا دا السماء بطيروا والله بتجرو
أحمد:
ابرز يا عمر الروح فى ايد الخالق
بتجايه الضرب فى الدرقه ساسك غالق
عمر:
عان دا الغشيم دايما تنط متشالق
ما تنزل عليه مالك ات ماك بالغ
طه:
ضربى صعيب على وصف البوصف عازر
وفى غارب التلوب انا نايبى دايما غارز
اسمعو يا طمش كان مايجينى مبارز
واحد منكم بضرب طرف ما فارز
ترا اب سوميته اركب يا عمر سافرت
قبيل وقت الكلام زى الأسدطفرت
مالو دمك بهت متل التقول جفرت
عمر:
من القلتو ليك انا تبتواستغفرت
طه:
انا على حلف ان كان بقيتوسريه
منكم انتهى قبال تجى العصريه
جيتكم استعدو تانى مافيش رِيه
جميعهم قالوا
هاديل السيوف واقعين وراك ياريا
طه:
يا خضرة المفرهدة فوق جروفه نديه
على الواقع وراك انا كيف اشيل يديه
حتى ان كان كتلنى اعفى ليه الديه
دمى ومالى هيلك واقبليه هديه
ريا :
رجال التابه انتو الستره تب ما فالكم
اتأمنتوا قوموا سوقوا جمالكم
حت مال ود دكين سوقوه يتبع مالكم
نمشى فى حالنا وانتو امشو فى حالكم
طه قال:
زايله رقد دكين اسد القبيله الراعى
كان ما ضايقنى هو ما كت قطعتو ضراعى
ريّا:
تتأسفلو ليه كان داير يجز براعى
والنعلات حرام ما تضوقا تانى كراعى
طه:
موت المتلو نقصان للعرب فى الجمله
كان رأس الجرارق وهو البقود الحمله
اطرا فعايلوجفنى يجف بعد مايملا

كان ماشوية كان داير يعمل العملة

الفصل الخامس

( طه وريا يدخلان إلى مجلس المك نمر )

طه:
التلب اللذوم مدخور يفيد العائله
يقدل بى مهل فوقو الحمول الهائله
ياك مرق القبائل الفيك تسندالمايله
فراج كربة الهم اب قبايلاً جايله
عامر جمعكم انشاء الله ماينفضه
ما جابنى مال ما بدور دهب ولا فضه
بدور المك نمر سيد النحاس الجضه
جيتو علىّ حملتاً غيرو ما بتنقضه
المك:
تقضى ان بقدره
طه:
انت اللزوم ماك حاشى
الاف زى حزمتى تشيلها تقدل ماشى
التغيان تهشو والضعيف بتراشى
ما داب قبيلتك انحنا بيك نفاشى
جيتك واملى فيك يا مك تكشف همى
فى الأول وداعتك وفى حماك بت عمى
وقتين تقبله ات شلت تلتين همى
والتلت الأخير تحجانى تحقن دمى
بت عمى اب كبس ما كان ابوها فقير
ابوى قبالو مات وربانى كت صغير
وكتين لحقو عشت وراه مانى حقير
اصد الغارة على جارىولعروضى اغير
المك:
مالك هسع شن جاك
طه:
جاتنى جنيه

حربت ربه ما بخاترى ما بنيه

المك:
كتلت منو وجريت
طه التفت على بت عمو قاليها
طه:
ها ما بتسمعى يا بنيه
هدى المابيها لكن خفت ورانيه
ويسكت شويه ويلتفت للمك
طه :
الموت ما بخافو الخوف يمين مو هولى
الشىء البخافو بخاف بهادل عولى
الناس الوراى كان براى يسعولى
فى راس الكتلتو اقيف يمين لاحُولى
كان هم برضو بى تارن وياخدو الهيلتى
ما كنت التجيت ضاقت علىّمهيلتى
يا مك ناسى قله بخاف يخربو قبيلتى
بى جعل احتميت فوقك سندت تقيلتى
الشكريه تغيو وللجوار ما براعو
حمد وودكين فى راسى خت كراعو
سمع بسفرى قاصد شندى قام فسراعو
وقاطع دربى يخرت ريه قال بضراعو
جيتك من اهلى قاصدك ما بقبل تار
انكشف الامر براك دحين اختار
آما تبقى بينى والبخافو ستار
اما تكتلنى ات نسيبو تاخدالتار
اياك عز القبائل والكرم فيك طبعة
وجارك ما بهم ان يسوى السبعة
ان كان اجلى تمّ اخد قصاص التبعة
واللياكلو الاسد احسن لو من الضبعة

..المك نمر هنا التفت على الجعليين القاعدين جمبوقاليهم

المك:
مطارق جعل اتو الكلام سامعنو
قولو دحين رايكم وفكركم الشارعنو

واحد جعلى تلب وقف على حيلو قال :

جعلى :
كان ضيفنا ما بنحجه وندافع عنو
نرمى سيوفنا ليه تانى الحصان ساعينو
قديم يا مك ديارنا مرتع الامال
وشعبة الكون ، ركازة الزمان ان مال
صغيرنا إن جال يضاير العوق يمين وشمال
بى دمانا النزيل نحجاه قبل المال
اديه الامان يقدل ويلقى مناه
البقى فى آمان المك منو البدناه
كل اسم جعل من اعلاه لى ادناه
محال يبعدو والمك نمر ادناه
المك:
انتو كبارنا شورتكم جمعنا تعمرو
مارستو الدهر ضايقين حناضلو وتمرو
غاية الحى فناه الموت نهايه امرو
لكن بوراه ذكرو يصبح عمرو
ياها الضامره وعليها كنت مصمم
ما اتعداها رايكم جاى ليها متمم
صار فى امانى طه بالزمام متزمزم
ادوه هدومى وبعمامتى اليكون متعمم
ارتع فى امانى انا البفش البطغو
يلزمنى اليمين إن ولدى جاك مااعتقو
بالمال الشرط عازم اباصررتقو
وان قالوا لا عقبان أوسع فتقو
نبه بالأمان فوق النحاس بشربو
لامن يسمعو الناس البعاد والقربو
عقب البدنى طه يمين عقابن أخربو
انا المك نمر كبريت يحرق الجربوا
طه:
نمراً يركب الكيك البطر يتحرن
نمراً يقلب العوقه اب صفوفاً جرن
خلوات صدرو فى علوم الحروب كم قرن
سيفوبنسف الدرع الحديدو مقرن
مو نمر الشدر حاضن فروعو مقيل
دا النمر البضاير الصف محل ما يميل
كل ما اقول شكر القاه فيه قليل
كفو بيخجل العين ا لسحابه منيل
غابة المك قبيلتاً ما بتختى اصولا
العشمان يعيش فوق ضلها ومحصولا
بالشين البدورها بعيدعليه وصولا
فروعها سيوفهاومطارق جعل فى اصولا
يلتفت الدهر وكتين تدقو نحاسا
والكون يتطرب والدنيا تسهرحاسا
والافلاك تقيف بى سعدها وأنحاسا
ترجى اشارتن كان تبره وألا نحاسا
عرمان جدكم و النسبه عباسيه
ايات فضلكم لليله ما منسيه
هاهى الدنيا حيه بفخركم مكسيه
نزيلكم ما بهم ان سوى الاف سيئه
من سابقه العرب فى اصلها وفخوده
مثبوته الرجاله وعنكم ماخوده
صغيركم يدخل الحارة أم لبوس و يخوده
مجرب من قديم سيفكم يوبر الخوده
واحد حاجب كان قاعد جنب المك نمر قال
الحاجب:
نبه بالامان فرسان هاشت وهزت
دقينا النحاس فوقوا الرجال استعزت
عروس الكُجرة فرحانه وطرب اهتزت
عرمان عزُّالله قبيلتو بيك اتعزت
المك:
وصلوا طه للبيت المخصص ليهو
واحفظوا كل موجودو وجميع ماليهو
خدمتك ياحسن تقعد معا تسليهو
فى كل يوم تعين ناس يغفرو عليهو
طه:

: عاشمكم مأكد ما بيرجع خايب

صغيركم رايو عندالغير يوازن الشايب
وشايبكم مدرب رايو دايماً صايب
فارسكم جسوراً ما بدقدق هايب
تمانية ايام قهرعيني جافى منامن
ساكن قلبى ديش الهم محاصرو وكامن
دخل عريان وخايف مرقت لابس وآمن
ما تنوم عين عدوك الليله نوم متطامن
المك:
مالك يا النصيح متل اتقول فى محنه
قول انعشنا بالصوت الجهورافرحنا
ابدى بنصايحك وبيها أخير انصحنا
واختم بالحماس بالفينا قول لىّ نحنا
النصيح:
خل عجب النفس الدنيا قيد عصير
وبشرك اطرحو لا تكون دوام متغير
لا يغرك هوى ضُل الضُحى المتدير
كم سبق الاجل خلا الامل متحير
الروح ياتها على اى حال نصيبه
والصايباها من خالق البريه تصيبه
ارضى فما بيدك قدرها وتنصيبه
إن ل مترضى قد زدت المصيبه مصيبه
الليك ان قاطعك ان كنت فاضل واصلو
واعف ان اساء واجعلو بِرك واصل
كلما ازداد سفه يزدادلو حلمك واصل
بذلك تكفى شرو بغير درق ونواصل
ما بتعاند القدر وانت ليه متألم
صدرك بيتو فاضى ولله امرك سلم
إن عاقق معيق اوافحمك متكلم
ارجى جزاك فى يوم ينصر المتظلم
المك :
قول نحنا من بيت مُلك وديانا
تواريخ السلف هاديانا
نحن نفوسنا مامعاديانا
ترتع ديمه فى وديانا
النصيح:
نحن الما إنجمع لى فارغه كور لمتنا
تعلو المقاليد السماك همتنا
نحن الفى العرب مابتنخفر ذمتنا
تيجان الملوك تعمل حساب عمتنا
نحن الدنيا هيلنا زملنا ديمه تسيحه
الغفره أم مخاوف لينا مطوى فسيحه
للعشمان تجددانتنا ديمه مسيحه
ترمى الفى زحل وتخت بدالو كسيحه
تراها الدنيا حيه ادونا عنا امانا
من عهد الصغر لى عند وكت هرمانا
بى مر الدهور ثم العصور وازمانا
لو كان بالوهم فد يوم سهامه رمانا

الفصل السادس

حاجب :

الشكرية زاحفة الليلة جات بى عقابه

ختت فى النصوب لى كتالنا مادة رقابا

لقيت يامك جمالن سارحة خربوا الغابة

وإندكه الزرع لاقصبة لارقابة

المك:

مطير درقة وين فارقت عقلك شرق

الحاجب : انا ود الحروب البى سيوفا مجرق

أدينى الإذن يامك وسيفى مطرق

أعصر كيكى فوق كوش العريب يتفرق

جعلى :

أنا شفت البلد فرحانة يمكن سمعوا

بى جيت العريب شافوا الغنائم طمعوا

كل واحد مقودب سيفوا يبرق لمعوا

وإن دقه النحاس فى ساعة يكبر جمعو

المك :

الخيران كتار ماأظن يعوموا تسابة

بى كتال قوم جعل مابفرحوا الكسابة

مابجوا ناس كتال الناس معانا نسابة

والبيناتنا لابد أن يحسبوا حسابه

جعلى :

بشوف فى الباب عرب ترى رسلونا كبارن

المك:

خلوهم يدخلوا كدى النشوفوا خبارن

جعلى :

دقولنا النحاس نحنا بنعرفوا دبارن

هسى نشتتن قبال ينفضوا غبارن

رسل الشكرية :

سلام يادار جعل يامك أنحنا رزينا

بى موت ود دكين كل القبيلة حزينة

أمحمد يقول بى نسبك إتعزينا

رسل لينا طه قبال تجى تعزينا

مانزلنا تسعة أيام تمام شادين

ماسكين فى درب طه وسريع جادين

رينا فاضى دايرين الإذن واردين

بعد يوصلنا طه على البلد صادين

المك :

طه حمد قبيل يوم داره جاه براه

مادق الطبول وقبيلتوا جات تبراه

السواها طه أكبر على محراه

راجل خاف جرى تجرى القبيلة وراه

ضعيف كاتل حمد فى القوة ماهـ كفاهـ

بس خانو القدر ساكت أجل وافاهـ

الراى السديد شيخ العرب يعفاهـ

والزى ود دكين دم طه ماهووفاهـ

ياكبير العرب مالك لى راسك حانى؟

شكرى:

الفى صدري شيتا حايصة ما رايحانى
راضى الحال على كاتل نسيبك حانى
الظانينو كان تقتل اسم بطحانى
المك نمر:

خباركم ياعرب دى قبيلة عادمة الهادى

كيف يحلى إنتقام فى الليك ماهو ملادى

بى قبيلتى إستجار طه ونزل فى بلادى

الواجب أجيروا إن كان كتل فى ولادى

قول ليهم طه نزيلنا و المك جارو

اصبح فى امان الما بهمل جارو
شن جاكم جديد كنتو الفضل تجارو
ما تعفوه طه فى دربه ليه تتجارو

شكرى

فى زولنا الكتل هانت مسافته و قربت
الكاتل كان بخلوه طه ما كان كربت
غير نطلب اذن زاملتنا كانت شربت
كان دي الحالة بدري الدنيا كانت خربت

المك:

الظالم لئيم وإن ما حملت أذاهو
و حقك تاخدو تام وقتين تقيف فى جزاهو

لكن الكريم فى الدنيا يلقى مزاه

واليعفى المسئ عند الله بلقى جزاهو
شكري

من ما قمنا راينا محكوم فتلوا

كلام نرجع محال من طه من دون قتلو

فى دم ود دكين مابسدوا آلاف متلو

نعود لى قبيلتوا قتالنا ما بتثبت لو

الحاجب :

إتلموا العرب ام بادرى وام بادرية

وجهينة الكرت وأهل السبب شكرية

فى حوض الصهب مابتشرب الجهنية

خلك والله ديل فرسان حليب ورعية

يدخل طه ويقف بينهم:
سويت العليك يا مك فداك والدينى
ما تتفتنوا سلمنى اللسد فوق دينى
بسببى الخراب لى وطنى ما برضينى
حقن دم العرب بى دمى غرة عينى
المك نمر
ما تحسب حساب وقتين بقيت فى امانى
و تسليمك محال وفى الدنيا حى عرمانى
الجن و الانس كان تجى مداهمانى
دونك دمى يتدفق و دم قيمانى
بيناتنا النسب كان جيتو بالودية
فى دم الكتيل راضيين نخت الدية
و ان قلتو لا و درتو الكلام ايدية
ندق التور ضحى و نجرب الزندية
شكري
دة الشين البخلى الزول يعضى ايديهو
المك كان ختى منو البقوم يهديهو
كاتل ود دكين لا تكتلو لا تديهو
الشر اقصرو الزول اخير عديهو
المك نمر:
بعد الهد عقب بيناتنا حد السيف
و كان ختيت إيديه انا منكم ما بقيف
راعيكم جديد ما برعى فى العليف
عتبات الصراط اهون له ملاً القيف
جيتو تهددونا الرسلوكم شربوا
بكرة الديش يجيكم اثبتو احملو حربو

وراكم مابقيف شاردكم أتبع دربوا

اصل حدكم و بلحق عقابكم اخربو

النازلة البحر عدوها بس معقورة
شكرى:
الشكرية ظاهرة قبيلة ما محقورة
كان درتوها ياما تلاقو فيها صقورا
قبال يثبت الفارس يختفو القورة
المك نمر :
بقيتو رجال و تغيرو تصلو لى عن وكري
يا قراضة القبايل النص جمعكم مكري
قول للرسلكم ما يجينى عقبان شكري
البيناتنا خربت ارجو عاد عوس فكري
شكرى:
قبيل حامدين فعايلك و بانشراح جايينك
ليه بتهينا يا مك كتيرة دي منك
وقت ابعدتنا و بقى طه ليك و منك
ان زليتنا و ان جليتنا ما ناطينك
ما فينا الاضينة و مانا قلة كتار
نصلى الحارة نحن نوجب البتار
صغيرنا ان جال يعجبك للصفوف بحتار
كبيرنا يفرتق الحافلة و يجيب التار
جرق ما جفل خايف صياح الساقية
و الحاسه السرج لابد تكورك راقية
ختانة سمعنا عاد و الفارقة ماهى ملاقية
عرفناها المعاك نرجع و تبقى الباقية
المك نمر :
هوي يا عرب احسن تراعو ادابكم
واسوه الكلام قبال اواسى رقابكم
ما عندي الاضينة الاصلو معدود دابكم
فد جعلى ان ركب حالا يخربو عقابكم
فلاحة العربى داب سفروقه يجنب كلبو
يا بربط درب يرجى الاضينة يسلبو
الهيلكم حقيقة و فيها ما بتنغلبو
فالحين فى القنيص ترعوا و تعرفو تحلبو

رجالة و كرم ديل بيهن اتخصينا
وكت الكوع يحر نحجا العروض و نصينا
هد شامخ الجبال كان درناه ما بعاصينا
سيوفكم فى الحرب بنكسرن بى عصينا
كفاكم استريحو من الكلام ده قضينا
والدرتوها انتو نحن بيها رضينا
قبل تتمدد سداكم تلقو انحن حضينا
و الحكم الحسام و السيف يكون قاضينا

الفصل السابع
شمة زوجة المك تنوح على عمها وتخشى ان تنشب الحرب بين الجعلين والشكريه لانها فى كلا الحالتين هى الاكثر خساره بمعنى اذا انهزم الشكريه خسرت عمها وقبيلتها فى حين ان هزيمة الجعليين تعنى فقدانها لزوجها واولادها.لذلك سعت بشتى السبل ان لا تندلع الحرب واستعانت فى ذلك بداهية الجعليين ود النعيسان وكرتو لتشحذ همته ويبطل فتيل الحرب وقد نجح فى ذلك ايما نجاح وتم الصلح فعلا بجهده وهمة المكه .
المناحه
غراره العبوس الليلة دار دولابا
يا خريف البطانة و مرتع الجلابه
بتعقر الركوبة و تنحر الحلابة
كم قشيت دموع وجعة و نتعت غلابة
عمى العم سيل ايديه روي الماحل
تساب بحر المحيط الما بضمو الساحل
يا حليل ود دكين مونة المقيم و الراحل
سند الهاكعة نشال التقيلة الواحل
صعيب فقدك على و شوية فيك بكايا
انوح لامن اروح عينى انقطع وكايا
قابلنى الدهر قاصد لو فى نكاية
بعد النكبة دي باديلو تانى حكاية
وا وجعى الشديد انا جمري زاد فى وقيدو
ابوي بقبيلتواجاء و دار يستتير فى فقيدو
الديش كلو اهلى راسو اخوي و عقيدو
طه المك حما و الشر صعب ترقيدو
تاقت للمروق انا روحى جات مطارده
صعب الحال خلاص و العقدة ما متجارده
الشكرية امس لحقوها حارة و بارده
خلو المك زعل حالف يعقر الوارده
ديل ناس وجعة كان عملو زي ما يعملو
مالو المك كان فوت كلامن حملو
قالو عطاشى وراد بينزلو يملو
وإن انسل سيف تانى القبيلتين كملو
بعضى مجافى بعضى و ليهو اضحى ملادي
الليلة اتصادمن أنا طارفى بى تيلادي
كان المك يفوز افقد ابوي و بلادي
و التانية ان بقت افقد ابو اولادي
ضاق صدري الوسيع يا همومي وين تنجمعى
طشش شوفى ودع روحى فارق سمعى
طال اليوم بكاك يا عيونى جود ي ا همعى
اصبح جفنى جاف الوحه حرقت دمعى
كيف أهنا و اعيش و انا صبري ودع ناجع
احى فترت فتايري و ما لقيت لى مواجع
غير ود النعيسان للمك منو البي يراجع
بيسمع قوله لو يلقاهو راقد هاجع
دابى عترت فى الزول البحل الصعبة
قدريش عندو فرتيك العقد يوم يعبه
من شدة دهاه القاسية تصبح لعبة
و ان داير يقسى الهينة تصبح صعبة
طايعه و راضية دهبى و مالى كله اديهو
لى ود النعيسان دون نزاع اهديهو
صافيات …. يا صافيات
صافيات حسى فى الحال تمشى ليه تناديهو
يروح للمك سريع من زعلو دة يهديهو
حليل ايام هناي و رضاي و مروحى
عاكسنى الدهر اتشفى دم جروحى
يا صافيات لى ود النعيسان روحى
ما تجى دونه ..حى.. فاضل لى اخنق روحى
ود النعيسان :
سلام يا مكة الدار يا ام عمارة سلام
عليك مالى جسارة و صدري فيه كلام
وقت انتى سوت بيك كدي الالام
نايحت الدروب مظلومة كان تتلام
لى فخر الجدود يا مكة ليه متناسيه
تروس الحافلة ابواتك بدور الماسيه
تلوب الحارة و جبال الثبات الراسيه
انتى تجبري ما بصبروك فى القاسيه
من ابواتك العز ديمة ليك أزمة و اسوره
معروفة بثباتك تجبري المكسوره
حليلك سماء العز وولادوا نسوره
دارك عامرة و الفرسان عماده و سوره
شمة :
صدقت ..على المتلى الثبات مفروض
كمل توب الصبر و اليوم لبسنا عروض
على الهم كتر و انا صدري مملى غروض
ده النسانى ما قدمت ليك عروض

التحت الطبق داك شيلو مسحة شارب
ما قدر المقام يختا و شويه يقارب
ود النعيسان :
ديل خروس دهب يا مكة و لا عقارب
الجهرن عيونى الدنيا باقى مغارب
جود كفك طمح يا ملكة سيل غرقنا
خضر عودنا راش بعد المحل ورقنا
يا صاحبى الفقر انا و انت ما اتفارقنا
اختر ما تعود غرب عديل شرقنا
شمة:
انت فرحت و الهم دخيل قاصينى
و للعبرات ابلع و الدمع عاصينى
ود النعيسان :
يا مكة العليك مقسم يمين خاصينى
ختى حملته فوقى و تانى ما توصينى
الساس الرموه عقبانى ما بتقدم
قبل ما يختو طوف يلقو القديم اتهدم
كل واحد اخليه على السبق يتندم
قط ما تخافى شئ همك رقد و اتدمدم
ما نيتى شئ غير اعنى ابوك فى محلو
و بشيش ادخلو انا بى كلاما حلو
ازيل الفى الصدور و كلامى ينشرحلو
بعدين الكلام بعرف طريقة حلو
بعد ما يرضى ابوك المك بعالج صدرو
بقطع فى الكلام و على افدر قدرو
شمة :
نضرا فوق دكين العالى راسه و قدرو
التحت الطبق ليك خمسة كيمان قدرو
ود النعيسان:
الوصلت كفاي يا ملكة ماهى قليلة
خلينى النمش هسع وقفتى مليلة
نيتى ابوك عدييل و فى ظنى اقضى الليلة
الجمرة ان انطفت فى يدي تانى اشيله
بدور بنتا توصل لى تكون مامونة
شمة:
يابت….
ليمونة : نعم
شمة :
تعالى يا ليمونة
ود النعيسان :
شن سموها دي ليمونة و لا امونة
تفتحو فى الشرور وان قلنا شئ تلومونا
شن دايرابه دى
شمة :
ما تشيل توصل ليك
ود النعيسان :
توصل لى بنية المكة هيل دليك
شمة :
شن راس مالها ما شيتا كتيرة عليك
شيلها مع الهدية خلاص دفعتها ليك
ود النعيسان :
مقبولة الهدية الكل شئ جامعاهو
فيها غناي و فيها البغنى و البسعاهو
طبقى ملااان دهب و هادي بنيتى ماشة معاهو
يجزيك الكريم بالخير حماك يرعاهو
يا ليمونة شيلى النمشى لى قدامنا
خيرك عم دايرين نحن نقضى كلامنا
ودعناك الله نومى عاد مطامنه
تصبحى تلقى كل شئ تم و دارك امنه
يخرج ود النعيسان
شمة :
فى وداعة الله قدامه و وراه عديلة
ما يصادف شرور من ديك او من ديلا
سائلة المولى الاحزان سريع تبديلا
بالهنا و السرور الداريقيد قنديلا

الفصل الثامن
ود النعيسان :
سلام شيخ العرب تلب التقيلة اللازم
صمد الصافنات راس القبيلة الحازم
خريف الماحلة اب رعدا بيهدر رازم
كلامى عليك قليلا ماهو قدر اللازم
كنت اقول كتيير الا الكلام قاسانى
صعيب وقع المصيبة عقد على لسانى
يمين موت حمد فى قلبى نار مسانى
اظن شيخ العرب طال الزمان و نسانى
شيخ العرب :
اظن ود النعيسان ادني لى جاي قارب
فى الشوف ضعف و الدنيا باقى مغارب
كتير الموت حمد باقيالو دبرت غارب
فارقتك صغير كت لا دقن لا شارب
ود النعيسان :
الدنيا العبوس سايقانا بى نبوته
الصبا للكبر حكمة و صحيح مثبوتة
قامت دقنى حت بالشيب بقت مربوتة
يا شيخ العرب و الراس صبح هبوتة
يسلم راسك انت اللى المحاله خريف
اب قدحا مبرز ما بضاري صريف
ركازة البميل كان حبشى و ألا شريف
كبديق العرب لى عن حلوق الريف
خبر موت حمد كل البلد هماها
فجعه و وجعه حاق كل الديار عماها
سافله و الصعيد كل دار جعل بى تماها
حزنانين عيونهم حرقة دفقت ماها
شيخ العرب :
المك خلي تانى قبيلته ما تطراها
ما حقت نسب ما جاتنا فى محراها
عاميها التقى و فاير الشحم غراها
ما بتحدث السواي تشوفو براها
ود النعيسان
ما بغباك كرم المك و ليك معلوم
ما خاتيه ابو عماره و حاشاه من اللوم
الخرب الكلام الشايب اب ضقلوم
و ان عدنا ه هسى المك يكون مظلوم
الشئ الحصل احكيه ليك مومهول
ما بنسى الكلام ان كان قدم او طول
هسى اقصو ليك لى آخرو من الاول
حكمك نقبلو احكم براك و اتاول
السواها طه بقت و حصل الحاصل
ماهو كفاهو لكن المقدر واصل
عرف البينا بالجنى و النسب متاصل
اتحوانا خاف سوانا حدا فاصل
البينكم عارفها و كل البلد فجاهو
قصد المك عدييل و دون القبايل جاهو
تبقى السمعة كيف كان املو خاب فى رجاهو
تقبل لى نسيبك شين أكان ما حجاهو
فكر فى الامر شاهدو اليمين عضاهو
الحاصل حصل و المولى قاضى قضاهو
عدي رقبتو متلك و العفو مضاهو
شينتك ما بدورها و شينو ما بترضاهو
شيخ العرب :
لومكم انتو خلوه اصلو ما بتغسل
المك ما رعى البيناتنا فينا اتفسل
حابس طه قال غير سيفو ما بتوسل
حتى للمعزة زولكم لا وصل لا رسل
ود النعيسان :
مرسل ليك ركب خيرة البلد ووجوهو
فى داب الشديد باقين و ناسك جوهو
بدا لن حديث باقى الكلام ما رجوه
هاجو و اتفلتو وغايتو البلد خجوه
تهمو المك قبل لى كل شين نسبوه
و هاجو و فاخرو بى دم حمد طلبوه
الزين دارو جاهد الا هم ابوه
قالوا القالوه شين لاكو الكلام خربوه
ما حسبو له حسبه و جهلو لى مقدارو
المتل المك بهدو عريبى داخل دارو
قالوا الشين عدييل متعمدين ما دارو
و هاجو اتفلتو و الشر براهم داروا
فى عموم دار جعل ما خلو بطنا باردة
عقدو لن عقدة صعبة ما متجاردة
خلو المك زعل حالف يعقر الواردة
خلى الناقة ما بتشرب عنزتاً فاردة
ناسك عكرو صافى المودة الناقعه
بتشكن سيوفكم بكرة تقع الواقعة
بجيكم منشتح شمس النهار الفاقعة
و اولادك بلاقو الزى سيوف الصاقعة
من بعد الفقد عقبان تفقدوا تلوب
هنا بتساوي الغالب مع المغلوب
ما بموت الخبر لى جنى الجنى مقلوب
ما تعقرو الكرم هيلكم بقرتو حلوب
يا تلب الحمول انت الكرب فراجها
مدخور للقواسى العاطلة ياك دراجها
الحجه ام عقد رايك يضوي سراجها
كيفن ترضى فينا تشمت الفراجة
كرمك بعرفوه الغير قبل جيرانك
المعروف رجالة و راي تقيل ميزانك
عرضية و صبر ما بنعبر ميدانك
تقدم للفضل لو تمشى فوق مصرانك

ما جايبنى خوف ما بخاف سيوف لا مدافع
ما جابنى الرقم جيت لى قبيلتى ادافع
جيتك و املى فى كرمك هو كان الدافع
و ان وقع القدر كتر الحذر ما نافع
بقيت داب الرجوع ادينى اخر فكره
فى ايدك بقت ان صافية وإن كان عكره
اصلو الحى بموت من بعده تبقى الذكري
كعب النقصه سمح الزول يخت الشكره
شيخ العرب :
كان القلتو صح الحق معاك فوق ايدك
و كرمنا تشوفه انت و فى التظنو نزيدك
عندنا ليك سؤال من بعدو نحن نفيدك
المك رسلك و ألا انت جيتنا وحيدك
ود النعيسان :
المك ود عمى انا لا غفير لا حاجب
و مهما تعلى العين ما بتفوت الحاجب
الشئ الحصل لى زول يمين مو عاجب
ما رسلنى ليك براي عملت الواجب
وقتين تصفى انت ارجع له حامد و شاكر
بتسروا البقت و تصفى بحروا العاكر
اصلو المك قديم لى فضلكم ما ناكر
بجيك طالب العفو ومرسالو بصلك باكر

شيخ العرب :
غير شورة الاهل ما بنشري شئ لابعنا
راين هو البتمنا شينة كان ما تبعنا
الزول قال كلامو سمعتو زي ما سمعنا
حقيقة دم حمد فى الجملة خاص جمعنا
قام شكرى قال :
الزول ما بفوت الاصلو إتقد لو
من نفسك بشوف دم ود دكين هدر لو
المثل القديم مالك تقول ودر لو
ما قالو الاضينة اكفتو و اتعضر لو
ما بترجع قبيلتك دمها مطالبابو
صلحا فوق حمد بالمرة سادين بابو
طه بنقصدو و عارفين براه اسبابو
وان عارضنا زول مرحب حبابو حبابو
المك كان ما بطر شن دخلو فى الربقة
تقية و رجلة خيلو على الفسل متسبقة
ان جا بنكتلو و التبقى بعدو التبقى
انشاء الله السماء تجئ فى الارض منطبقة
شكرى عاقل قال :
الراجل الصميم دون الرجال اختارو
ساعة الحجة يقطع رايه زي بتار و
ظانيكم قبيل فى الحارة ما بتحتارو
المك ان كتلو غيركم انتو تطلبو التارو
انتو ولاد قبيلة اوعو النقص اوعوه
التلب الما بشيل فوق دبرة ما تسعوه
شيطان الغضب اعصوه ما تطاوعوه
بيناتكم نسب حق الكرم راعوه
شن راسو و قعرو طه الفيهو الخلوق مشبوكة
عتودا جلدو حت ما بجيب قبال محبوكة
يا شيخ العرب وحاة ابوي و ابوكا
كان دبغوه لا بسد طارة لا دربوكة
تدخل شكري اخر فى المجلس قائلا
قدر ما سكت موجوع و السكات ما بقالى
يا شيخ العرب هاك النصيحة اصغا لى
الدم عندي نعفى ان سمعت مقالى
بى طه الرخيص النشتري المك غالى
شيخ العرب :
ان وقع القدر ما بنعركن كفينا
كم حلينا عقدة و بالوعد وفينا
الشورة البقت ما تظن وراها دفينه
روح ليه اليجى بلقى المامله فينا
ود النعيسان :
قدر ما تكبر الافكار تقيف دون فكرك
يمشى مع الشمس فى الدنيا مرفوع ذكرك
فى راس الكرم جالس و خالف حكرك
ربنا يحفظك ما نشوفو عاد يوم شكرك

حقنت دموم كتيرة من الحروب و تلافا
داويت النفوس بالحكمة زلت خلافا
ودعتكم الله برجع للفتق اتلافا
و الفيها الخير بقت ما تسووا تانى خلافا

الفصل الأخير
عثمان:
عقبان ما فضل جعلى القبيلة انساقت
خيول و سيوف كتار شندي بيهن ضاقت
يمين و شمال تقول ضل السحابة الساقت
رجالا يعجبوك كان الوجوه اتلاقت
والله العظيم أمس الخيول يوم طرت
سدينا الدروب بعدت صفوفنا وجرت
بين ضامر وهيط مابين سديس ومخرت
فى إيدينا السيوف متل النجوم الخرت
فوق إيش البطى حابس القبيلة خبارن
حارسين النحاس لامن يولى نهارن
ربعنا كان هجم فوق العريب ديل غارن
احلف ليك يمين فى ضحوة نكتل نارن
كدي دق النحاس شوف ليك الاستعداد
رجالا يعجبوك و كترة ما لا عداد
خيولا معبدة تتعب الشداد
و سيوفا سقايتها تغلب الحداد
المك نمر :
الساس الرميتو انا عارفه ما بتهدم
بكرة الخيل بقودا و فى الصفوف اتقدم
ود النعيسان :
قالو اهل المثل دم ما بغسل دم
و الامر العنيتو ان تمه خاف تندم
عثمان قال :
تب الخملة ملا وجودو احسن عدمو
ساعة الحارة تلقى رويسو اخف من قدمو
من شورتك اخير عندي البشاور خدمو
بركب بكرة و اشمت إنت ساعة ندمو
ود النعيسان :
اللهوج دوام فى رايه ما بتثبت
متل الطوب كلامو تلقى كلو ملخبت
قلت و طلت دلينا النجوم ترى قربت
بقيت سيد شورة يا داب البلد ما خربت
المك نمر :
قبيل يوم شرتكم ما كنت ناقص راي
لقيتكم ولاد ما جيتو فى محراي
مع الشرقه النحاس دقوه و ابقو وراي
كلامكم اقصروه بسوي عوسى براي
ابوك يا عمر ما بخشى يوم الباس
بتلقى الصفوف من غير دروع و لباس
الشكرية حالف اخلى دارا يباس
اوريهم ضحى هيبة بنى العباس
ود النعيسان :
الليلة النمر اصبح كلامو مبالد
وان كان للنسب ما اديتو حضا زايد
بقولو اهل المثل الخال شريك الوالد
انظر لى عمارة و عمر واحمد و خالد
المك نمر :
دمك جعلى و اسمع من كلامك شكري
كنت قبيل بريدك زي جناي البكري
المال بيك مال خيبت فيك ظن فكري
و الشين ان بقيت بى تفيها ساكت مكري
البينك و القبيلة نشطت فى تعكيرها
شديت فى الخلاف ماك راضى بى تفكيرها
شمة إن ادتك وكتين تبعت فكيرها
ما المحرية فيك الكروة اليته شكيره
ود النعيسان :
الزول بحزم الحزمة البيلزمه صدرو
و هدية الملكة لابد تناسب قدرو
الدرب الفتحته إن كنتو بيهو بتدرو
الشئ اللنكريتبو تدونى عقبا ن قدرو
المك نمر :
ديمة المكري ملخوم ما بشوف التحتو
ما تنغشه لا بغضبه لا بى فرحتو
فى السما فى الارض وين الدرب دة فتحتو
خسر شورتنا الا كراك كفاك ربحتو
ود النعيسان :
لى جار لى عشير بى شينه مانى مبدر
و مانى الطقطق البجى فى الكلام مسدر
اسمع سيل نصيحتى الفى الصواب متحدر
و خت له الخته دربى إن كان لقيتو مودر
المك نمر :
فى رزق العبوس الشين فال البطمع
يفقد ناسو يتفرق قدر ما يجمع
ما تدس الكلام احكيه وسط المجمع
الجيت بيها قولها ترانا نحن بنسمع
ود النعيسان:
عاصمك من نشيت من النقائص ربك
شيطان الغضب تعصاه ما بلعب بك
احكى لك مناك يا مك سرورة قلبك
بينك و بين حماك اتحلحل الاتشبك
شديت اب حجول البارح العصرية
طابق سيفى غرت دخلت فى الشكرية
لاقيت ود دكين و حادثته من دون ريه
قت ليه البقت ما الكان قبيل محريه
الزول داهية تانى معاهو حجة قوية
اللوم صابر و عداهو ماهو شوية
قال لى لومى قولو و فرش المطوية
كان صح اشيلو بلا سرج و حوية
كان شيخ العرب فى صدره حلة و سوق
هدمتو و طرحت مكانو بالواسوق
حكمت الفتل استوثقت منه وثوق
زللت الصعيب ليك انت اجنب وسوق
اتلمو العرب فى المجلس اتداولنا
هجنا و مجنا اتقاصرنا و اتطاولنا
عادلينا الصواب و رجعنا لى اولنا
دم حمد العزيز على القدر حولنا
لكن بى شرط يا مك ترسل ليهم
وجوه جعل العزاز يدنو و يرضو عليهم
قاسية مصيبتن اندعكو فى واليهم
القوم اكرموك ان فاتو دم واليهم
المك نمر :
روح شيل كراك خلى النضم و الحجة
خليهم يجو للتار يخوضو اللجة
كان تقع السما وإلا الارض تترجى
نحن بلا السيوف الماضى ما بنترجى
ود النعيسان :
يا مك المكوك البينكم أفكر ليها
فكر فى الامر ثورة الغضب خليها
الشكرية ناسك و انت ياك واليها
فى طارف الحديث شايفك حقدت عليها
كان شين ولا زين الدايره بتسيها
يا مك دار جعل الهينة ما تقسيها
امشى على القبائل و الحقود نسيها
زالفت العرب بى حكمتك واسيها
حسن قال :
يعيش راسك متوج يا اب عمارة سلام
قاعد من قبيل ساكت بدور لى كلام
راى ود النعيسان سنة الإسلام
الخير فى الصلح و الدايرو ما بتلام
عثمان:
بقيت على الصلح يا عم حسن حت انت
انحليت دحين بعد انكرابتك لنت
اتفشيت انا .. اتحفحفت و اتزينت
على حس الغنيمة .. رهنت و ادينت
حسن :
يا ولدي القضية قريبة بينا و بينك
مالك متحرق و تعضى فوق ايدينك
الخير فى الصلح كان اصله همك دينك
هادا المك بحلو و منه بتنوم عينك
راس المك يعيش و نحن جملة فداهو
يحل صعب الكلام يعرف دواهو و داهو
نحن ضراعه معدودين نهين اعداهو
و الشئ البقولو … ما بنتعداهو
المك نمر :
بقيتو على الصلح ننهى الكلام نقضاهو
حسن:
منو البيابا الصلح كل النفوس ترضاهو
دة الراي السديد كان المك مضاهو
رايك هو البفيد و الامة ما معارضاهو
المك نمر :
انقطع الكلام باكر مع البادرية
شدو و اركبو اتوجهو الشكرية
قولو لن نمر ما همو طه و ريا
داير السمتة ليكم و لى تكون محرية
ابقو لى رجال ما تخضعو و تترجو
القول اقصروه و خلو الغلاط ما ترجو
قولو لن صلح و ان كان ابوهو ولجوا
نارنا بتاكلن من البطانة يهجو
الحاجب :
عانى الباب ركب قدامه راجل شيبة
بيناتهم عظيم فوقو الجلال و الهيبة
لى هسع وصل كانت مسافته قريبة
المك نمر:
يدخلو دارنا بتلم المريضة و طيبة

ود النعيسان :
يا اب خلقا رضيه و ليك يريم النافر
كبديق العرب توب القبيلة الوافر
حلمك من زمان ياوي و يلم الطافر
تري شيخ العرب وصلك قبل ما تسافر
عاد ما بخبروك انت سيد الخبرة
بالنضم البخلى جروح قلوبهم تبري
الراجل نسيبك و ليهو على القبايل كبري
عن نصف الحقوق الفاس توازن الابرة
يدخل عليهم شيخ العرب :
سلام يا مك جعل نخبة بنى العباس
المك نمر :
حباب شيخ العرب الى الصفوف كباس
اياك حصنهم لى شرهم حباس
يا درقة بلاهم يوم يجيهم باس
مرحبتين حباب جد الاسود الحو
مرحبتين حبابه الفى القبايل ضو
ايدك من قديم للصالحات بتسو
قشاش دمعة الببكن بسون هو
شيخ العرب:
تعيش يا مك دوام فوق راسك الطاقية
بعد كتلة حمد ما فينا تانى بقية
شاقة علينا و البندورها كان ملقية
اسم بطحانى نهدى حلالو للشايقية
المك نمر :
قنب استريح مشكور سعيك يا عم
تعبك ما بندورو الا المصيبة اعم
بدورك دم حمد تعفاه ان بقيت انعم
شكرك فى البلاد يسري و تضوقولو طعم
حمد فقد القبايل ما فقد شكريتو
بالزين و الكرم فى الدنيا باقية طريتو
حاط بيه القدر صعبت علينا قضيتو
حكم المولى نافذ لا محال فى بريتو
انت ابو العرب فى حاضرها و باديها
و فى المثل الابل سوقوها بى هاديها
قول كلمة عفوك طامن النفوس هديها
و الوصلتنا نحن كتيرة بنعديها
من ناسك امس الجات نرحب بيها
كتيرتاً فى المنام ما كانو يحلمو بيها
لى اولاد ولادم تانى يفخرو بيها
عشانك نقبلها و ليهنوا يفرحو بيها
من دون الصلح للزين مافى سبيل
مافى قبيلة خلت من سفيه و هبيل
بينكم و البطاحين مافى شينة قبيل
عد طه و حمد هابيل قتل قابيل
شيخ العرب :
بالنار الدهب يصفى و يبين غاليهو
و تصفية الرجل يوم يندعك فى الليهو
الدم وليانه نحن و حتى ات واليهو
عشانك ضمة نعفى طه بنخليهو
المك نمر :
يا تلب العرب فوقك نخت الحملة
ما تضيق عفوك خليه فوقن شملة
شيخ العرب :
ما داب طه عشانك عفيتهم جملة
يتمدوا أم قفى ما يخافوا قرصة النملة
المك نمر :
يا شيخ العرب تسلم تعدل المايل
عفوك لى دم حمد سديتبو فقدا هايل
انقذت البلاد و ربط تلاتة قبايل
بى حبل الوداد انشاء الله عمرك طايل
ياتى طه و يقف بينهم قائلا :
من تبيت صغير شيطانى ما غرانى
بتلقى المصيبة وقتين تجى مبادرانى
ما كان بى خوف الا الصلح سرانى
لى سالف كرم عرب الحجاز طرانى
اخوك ما كنت قاصده هو القاصدنى
فريت منه خوف الفتنة قام طاردنى
فى المال و العرض وقتين دنا و جابدنى
دافع بى ضراعى و مافى زول ساعدنى

الزول ما بفوت الموت قدر ما سوي
ان طار السما وإلا ان غتس فى هوه
كان ما عولى كت غير سيفى ما بتحوي
قبيلتى ضعيفة و انتو كتار و تانيا قوة
يا شيخ العرب من البطاحين اتلو
ما تربو العدا تتخاصمو و تتقتلو
احلف ليك يمين ما ليهم يد فى قتلو
قتلته انا و حقيقة خسارة موت المتلو
للان ما بخاف راضى القصاص اخدوه
عن حد الشرع ما تختو تتعدوه
بدور قد الخلاف بى راسى انا تسدوه
الزول من وهم ما بسوي اخوه عدوه
شيخ العرب :
الزول المقدرة ليه ما بتفوتو
مسكين العبد ما بدري بى يوم موتو
وقتين اصله من الدنيا يكمل قوته
واحد كان يموت فى غربة و إلا بيوتو
مع كبر المصاب ما اظنى افقد جلدي
و السعى فى الخلاف ما يمر يمين بى خلدي
زي ما اخوي حمد حتى انت برضك ولدي
عشان حظ النفوس ما برضى اخرب بلدي
البمسك قفانا نخافو هو ونحسبلو
مضينا الكلام و الشين أكان تعقبلو
حديث المك رضيناه و سر عقلنا و قبلو
يا ولدي العفو مثبوتة يمحى القبلو
النصيح :
دام راسك متوج ودمت عالى الهمة
ساعة جوك تحل رايك يفيد الأمة
فرحتى كتيرة الليلةالصلح يوم تم
أدونى الإذن داير أجيب لى نمة
الجميع :
قول قول
النصيح :
ياروس القبايل إنتوتحيوا تعيشوا
وجناح العرب بيكم يهبب ريشوا
ماتحاسبونا بى اعمال سفيهنا وطيشو
الريس على يدارى عورة ديشوا
نحنا عرب أصال فى جدودنا عالية انسابنا
ضرانا الخلاف بى سيوفنا نفنى رقابنا
ياروس القبايل بالدربة لموا عقابنا
نبقى أولاد رجل الغير يعملوا حسابنا
جعلى ودنقلاى وشايقى إيش فايدانى
غير خلقت خلاف خلت اخوى عادانى
خلوا نبانا يسرى مع البعيد والدانى
يكفى النيل أبونا والجنس سودانى
السودانى أخوك سوى حبو وسيلتك
سلم لى علاك تقطعبوا يومك وليلتك
ساعدوا وناصرو والفى إيدوا برضها هيلتك
البتمسوا ماساك شيلتوا عدها شيل